السعودية أعلنت عام 2012 إغلاق سفارتها في دمشق
السعودية أعلنت عام 2012 إغلاق سفارتها في دمشق

في يوم واحد انتقل مبعوث روسيا لشؤون التسوية السورية، ألكسندر لافرنتييف، من الرياض، حيث التقى ولي العهد، إلى دمشق حيث التقى رئيس النظام السوري، الأمر الذي بدى وكأنه محاولة لإعادة المياه إلى مجاريها بين الدولتين.

وخلال اجتماع الرياض، الذي عقد في 20 يناير، جرى التباحث في تطورات الأوضاع في سوريا بحسب رويترز، بينما اكتفت وكالة "سانا" الموالية للنظام بالإشارة إلى أن اللقاء بين رئيس النظام بشار الأسد ولافرنتييف، والذي عقد في 20 يناير أيضا، "دار حول آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، والقضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك مع موسكو"، فهل تدفع روسيا نحو تسوية العلاقات بين الطرفين؟

يجزم  المحلل السياسي المقيم في دمشق، غسان يوسف، في تصريحات لموقع "الحرة"، أن "موسكو تقوم بدور الوسيط بين الدولتين".

وأشار يوسف إلى أن "موسكو تؤيد بشكل كبير عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وهذا كان واضحا من زيارة وزير خارجيتها إلى الرياض العام الماضي، وما نتج عنها من مواقف سعودية".

وفي مارس 2021، أعرب وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، عن دعم الرياض لعودة سوريا إلى محيطها العربي، مؤكدا أن الحل "في سوريا لن يكون إلا سياسيا".

وأوضح بن فرحان، خلال مؤتمر صحفي جمعه حينها مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أن حل الأزمة في سوريا يتطلب توافق أطراف الأزمة"، معلنا دعم بلاده "لأي جهود تحقق الاستقرار في سوريا".

في المقابل، يستبعد الباحث والكاتب السعودي، حسن المصطفى، في حديث لموقع "الحرة"، أن "تسارع الرياض إلى تطبيع علاقتها مع الأسد، وذلك بمعزل عن أي جهد روسي". 

وتابع المصطفى: "ليس هناك مؤشرات عن زيارات رفيعة المستوى حاليا، أو إعادة افتتاح قنصلية سعودية أو سفارة في دمشق"، ولكنه استدرك قائلا: "الرياض لن تكون حجر عثرة أمام أي تسوية تحقق المصالح السورية الوطنية في المقام الأول".

وهنا، أشاد يوسف بما وصفها بالمبادرة الإماراتية التي "تمثلت بإعادة فتح سفارتها في دمشق، والتي تقوم على أفضل العلاقات مع سوريا مقارنة بغيرها من دول المنطقة". 

وفي نوفمبر 2021، زار وفد إماراتي برئاسة وزير الخارجية، عبدالله بن زايد، الأسد في العاصمة دمشق، في أول زيارة على هذا المستوى منذ 10 سنوات.

وكانت وكالة الأنباء الإماراتية قالت، في 20 أكتوبر 2021، إن ولي عهد أبوظبي بحث مع الأسد خلال اتصال هاتفي "علاقات البلدين الشقيقين وسبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات لما فيه مصالحهما المتبادلة".

بشار الأسد ومحمد بن زايد ناقشا الأوضاع في الشرق الأوسط
التقارب الإماراتي السوري.. مواجهة أطراف غير عربية وعين على إعادة الإعمار
تطور ملحوظ شهدته العلاقة بين الإمارات وسوريا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، بعد نحو 10 سنوات من القطيعة بين البلدين على خلفية اندلاع الأزمة السورية في 2012، في خطوة جاءت متزامنة مع تحركات من دول عربية أخرى يبدو أنها في طريقها أيضا لـ"طي صفحة الماضي" مع نظام الأسد.

وجاء الاتصال بعد قرابة ثلاث سنوات على إعلان الإمارات عودة العمل في سفارتها في دمشق، عقب أكثر من سبع سنوات على قطع علاقاتها مع سوريا على خلفية الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في عام 2011 وتحولت لاحقا إلى حرب أهلية.

وعن إمكانية أن تحذو الرياض حذو أبوظبي، يقول المصطفى إن بلاده "تسعى لأن يسود الهدوء منطقة الشرق الأوسط، وتخفيف التوترات الأمنية والحروب الأهلية، لأن لديها رؤية المملكة 2030، وهذه الرؤية الطموحة اقتصاديا وتنمويا واجتماعيا، تحتاج لأجواء مستقرة، كي تحقق أهدافها".

وشدد على أن "الرياض سترحب بأي جهود تسهم في حل النزاع السوري، والتوصل إلى حلول بين النظام الحاكم وقوى المعارضة، على قاعدة ما يتوافق عليه السوريون فيما بينهم، وما يحقق مصلحة الشعب السوري، ويضمن له الأمن والاستقرار".

بينما لفت يوسف إلى أنه  "حتى الآن، لم تقم السعودية بأي خطوات مماثلة، بل على العكس لاحظنا تصعيدا من قبل مندوب الرياض في مجلس الأمن، عبد الله المعلمي"، ولكن هذا التصعيد يخفي وراءه "شيئا إيجابيا"،  على حد قوله.

وخلال  اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 16 ديسمبر الماضي، قال المندوب السعودي، عبد الله المعلمي، إن الحرب لم تنته في سوريا التي شهدت سقوط 2000 قتيل خلال العام الحالي، محذرا: "لا تصدقوا إذا قالوا إن الحرب انتهت في سوريا".

وشدد المعلمي على أن "الأولوية لا يجب أن تعطى لإعادة الإعمار بل لإعادة بناء القلوب"، متسائلا: "ما النصر الذي حققوه إذا وقف زعيمهم على هرم من الجثث؟"

واتهم المعلمي النظام السوري بأنه "أول من فتح الأبواب لاستقبال حزب الله، زعيم الإرهاب، وغيره من التنظيمات الإرهابية".

ويتحدث يوسف عن إمكانية وجود "تقارب استخباراتي سعودي - سوري توج خلال المنتدى العربي الاستخباراتي الذي نظم في القاهرة، نوفمبر 2021، حيث تواجد مدير إدارة المخابرات العامة السورية، حسام لوقا، ورئيس المخابرات السعودية، خالد الحميدان".

ويرى يوسف أن "قمة الجامعة العربية في الجزائر تأجلت من أجل التباحث أكثر في مشاركة سوريا".

وعلقت الجامعة العربية عضوية النظام السوري في 12 من أكتوبر عام 2011، ودعت إلى سحب السفراء من دمشق، إلى حين تنفيذ النظام كامل تعهداته في توفير الحماية للمدنيين السوريين.

وتقرر إرجاء القمة الدورية السنوية لجامعة الدول العربية على مستوى القادة والتي كان مقررا انعقادها في 22 مارس بالجزائر، بسبب وباء كوفيد-19، بحسب ما نقلته فرانس برس عن مسؤول رفيع في الجامعة.

العواقب والدوافع

وعن العواقب التي قد تواجه تطبيع العلاقات، يرى المصطفى أن "ما يقلق السعودية هو أن تكون سوريا منصة لزعزعة أمن المنطقة، سواء من خلال تواجد قوات الحرس الثوري الإيراني، أو مقاتلي حزب الله، أو الميليشيات العراقية الموالية لإيران". 

ولكن يوسف يستبعد أن "تسبب العلاقات بين طهران ودمشق أي عرقلة في التطبيع مع السعودية، لاسيما أن الرئيس الأسد يعتمد مبدأ التوازن في العلاقات". 

وحول الدوافع وراء دعم الجهود الرامية إلى عودة سوريا للحضن العربي، يعتبر المصطفى أن "التوترات التي تنشأ بين إسرائيل من جهة وإيران ومليشياتها من جهة أخرى، على الأرض السورية، عامل توتر آخر، من شأنه أن يقود في حال تم تجاوز قواعد الاشتباك لمواجهة أوسع أو حرب إقليمية، ليست في صالح المنطقة".

ورأى أن "استقرار سوريا، وخروج القوات الأجنبية والمليشيات منها، هو أمر في صالح الرياض وبقية العواصم المؤيدة للاعتدال".

وأشار الباحث السعودي إلى أن "وجود التنظيمات الأصولية المسلحة، مثل داعش والقاعدة وبقية التشكيلات الأخرى، هي مصدر خطر آخر، ولذا فإن محاربة الإرهاب، وقطع الطريق أمام سيطرة هذه المجاميع على مساحات من سوريا، سيصب أيضا في خانة محاصرة العنف، وهذا هدف تسعى له السعودية".

من جهته، يشدد يوسف أن "ليس لسوريا غنى عن السعودية والعكس صحيح أيضا"، معتبرا أن "هناك مصلحة مشتركة بعودة العلاقات، لاسيما أن السعودية تعارض التدخلات الإقليمية لتركيا التي تحتل جزءا من الأراضي السورية".

وكرر يوسف أن "تطبيع العلاقات سيأخذ بعض الوقت لكنه حتمي وستعود الأمور إلى طبيعتها قبل اندلاع الأزمة". 

وسحبت دول مجلس التعاون الخليجي وبينها الإمارات، سفراءها من دمشق في فبراير 2012 متهمة النظام السوري بارتكاب "مجزرة جماعية ضد الشعب الأعزل"، في إشارة إلى قمع الاحتجاجات الشعبية قبل تحولها إلى حرب أهلية تسببت في مقتل أكثر من 360 ألف شخص.

وتسبب النزاع السوري منذ اندلاعه في مارس 2011 بنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها، بينهم أكثر من 6,6 ملايين لاجئ، فروا بشكل أساسي إلى الدول المجاورة لبنان والأردن وتركيا.

الملابس الصينية السريعة

توفر شركات الموضة الصينية منتجات شبيهة بأحدث منتجات دور الأزياء العالمية، بأسعار زهيدة مغرية. لكن السؤال: هل يمكن تحمل تكاليفها؟

يقول إينار تنجين، الخبير في الشأن الصيني، إن شركات الأزياء الصينية تلاحق آخر صيحات الموضة، وتقدم منتجا يشبه ما يراه الناس في عروض الأزياء في نيويورك أو ميلان، على سبيل المثال، وبسعر متاح على نطاق واسع، رغم أن المنتج ليس بنفس الجودة.

لكن الجودة، هنا، لا تتعلق بمتانة المنتج أو تميزه حِرفيا، فحسب.

السموم

تعتمد كبريات علامات الأزياء الصينية، بشكل كبير، على الألياف الصناعية ـ البوليستر والنايلون والاكليريك ـ وموادة مستخلصة من البتروكيمياويات.

تشكل المواد الداخلة في صناعة تلك الأقمشة ـ وفق دراسة لمؤسسة "Plastic Soup" ـ خطرا كبيرة على صحة المستهلك.

ما يقرب من 70 في المئة من ملابس علامات الأزياء التجارية الصينية، ومعظم المفروشات والستائر والسجاد مصنوعة البوليستر والنايلون والأكريليك، وبمجرد استنشاقها، وفق الدراسة، يمكن للألياف الاصطناعية أن تخترق أنسجة الرئة وتسبب التهابا مزمنا. 

وتربط تقارير علمية بين المواد الصناعية المستخدمة في صنع الأقمشة بأمراض مثل السرطان وأمراض القلب والربو والسكري. 

ويمكن لجزيئات تلك المواد أن تصل، إذ نستنشقها، إلى الكبد والقلب والكلى والمخ، وحتى إلى الأجنة في الأرحام.

في خريف 2021، كشفت تحقيقات صحفية، في كندا، وجود مواد ضارة في الملابس التي يقتنيها الكنديون عبر مواقع التسوق الصينية. 

في سترة أطفال تم شراؤها من موقع Shein الصيني، اثبتت الاختبارات وجود ما يقارب 20 ضعفا من كمية الرصاص المسموح بها قانونية لأسباب صحية. 

وبحسب موقع وزارة الصحة الكندية، يتسبب الرصاص بأضرار في الدماغ والقلب والكلى والجهاز التناسلي. 

الرضّع والأطفال والحوامل هم الحلقة الأضعف والأكثر عرضة للخطر. 

رغم أن الرصاص عنصر طبيعي يمكن  العثور عليه في البيئة المحيطة، تتجاوز نسبته في الملابس الصينية، وفق نتائج الدراسة، مستويات التلوث البيئي، أو الكميات الصغيرة التي تتعرض لها الملابس عن غير قصد أثناء عمليات التصنيع. 

إثر التحقيقات الكندية، أعلنت شركة Shein سحب قطع ملابس، وأكد المتحدث باسم الشركة "الامتثال لمعايير السلامة"، الا أن الاتهامات تصاعدت لتطال كبريات منصات التسوق الصينية، مثل TEMU وAli Express. 

وأكدت نتائج فحوص مختبرية، أجريت في كوريا الجنوبية وفرنسا، ارتفاع نسب المواد السامة في منتجات الموضة السريعة الصينية. 

يقول نيكولاس لوريس، الخبير في شؤون الطاقة والسياسات البيئية إن مواد سامة تُستخدم في جميع أنواع الصناعات تقريبا، لكن ضمن معايير محددة تحمي العمال والمستهلكين، وتحافظ على البيئة. 

"مشكلة النموذج الصيني هي أنهم يتجاهلون كل هذه المعايير، وهنا يكمن الخطر الحقيقي". 

إغراء الأسعار

التقارير عهن سموم المواد البيتروكيمياوية لم تحُل دون تهافت الزبائن ـ حول العالم ـ على الصناعات الصينية. 

الأسعار مغرية.

لهذا، تسبق الصين دول العالم في إنتاج الأنسجة وتصديرها.

في عام 2022، شكلت صادرات الصين من المنسوجات 43 في المئة من الصادرات العالمية. وفي عام 2023، أنتجت الصين 19.36 مليار قطعة ملابس. وبلغ حجم صادرات الصين عام 2024 أكثر من 301 مليار دولار.

وساهمت شركات الموضة السريعة الصينية على نحو كبير في تحقيق هذا التفوق. وبحسب أرقام منظمة التجارة العالمية، تشحن شركتا TEMU وShein مجتمعتين، حوالي 9000 طن من البضائع إلى دول حول العالم يوميا، أي ما يساوي حمولة 88 طائرة بوينغ عملاقة. 

تقول هدى حلبي، وهي حرفية متخصصة في الخياطة، إن البضاعة الصينية اليوم تغزو العالم، لكن غالبيتها غير صالحة للخياطة. "لا تملك الناس المال لشراء النوعية الجيدة للأقمشة ولذلك تشتري الأرخص وسرعان ما يقومون برميه".

وفرة نفايات

ما يظنه المستهلك توفيرا، يدفعه أضعافا، تقول حلبي، في سباق محموم للحاق بصيحات الموضة السريعة. وتضيف دارين شاهين، إعلامية، خبيرة موضة لبنانية، أن الدخول في لعبة الترند والموضة يجعلنا ندفع بضع دولارات على بعض الألبسة لنقوم بالنهاية برميها إلى النفايات. 

وتتابع حلبي أن "الأزياء التي تعتمد على الكلاسيكية، الأزياء البطيئة، هي قطع ممكن شراؤها من ماركات عالمية، وهي غالبا تكون أسعارها مكلفة أكثر، ولكن بطبيعة الحال تكون أنواع القماش من مواد صديقة للبيئة، مثل القطن العضوي، ويكون عمر هذه القطعة أطول، ويمكن أن نرتديها أكثر من ثلاثين مرة من دون رميها".

"إنتاج ضخم + ملابس قصيرة العمر = ملايين الأطنان من نفايات الملابس سنويا على مستوى العالم؛" معادلة بسيطة، وفق ما يؤكده لـ"الحرة" سامي ديماسي، مدير برنامج الأمم المتحدة للبيئة في غرب آسيا.

 يتم التخلص من 92 مليون طن من نفايات المنسوجات سنويا، يقول ديماسي، "أي ما يعادل شاحنة قمامة مليئة بالملابس كل ثانية".

ويشير تقرير لموقع Firstpost الإخباري أن الصين هي المصنِّع والمستهلك الأكبر للملابس في العالم، وهي أيضا المساهم الأعلى في نفايات المنسوجات. ينتهي المطاف سنويا بحوالي 26 مليون طن من الملابس في مكبات النفايات ـ معظمها منسوج من مواد صناعية غير قابلة لإعادة التدوير.

عدم قابلية الألياف الصناعية على التحلل عضويا، وصعوبة إعادة تدويرها، جعلا من المكبات والمحارق، المستقر النهائي لنفايات الملابس.

تؤكد تقارير دولية أن كميات قليلة من هذه النفايات تم التخلص منها بطرق آمنة. ويقول ديماسي لـ"الحرة" إن 8 في المئة فقط من ألياف المنسوجات في عام 2023 صُنعت من مواد أعيد تدويرها، وأقل من واحد بالمئة من إجمالي سوق الألياف مصدره منسوجات أعيد تدويرها، "وهذا يبيّن أن هناك كثيرا من المنسوجات التي لا يعاد تدويرها، ترمى في النفايات، أو تحرق أو ترمى في المياه".

ألوان الأنهار

إلقاء نفايات الملابس في المسطحات المائية ليس سوى مصدر من مصادر  التلوث في الصين. فمصانع الأزياء تتخلص من ملايين الأطنان من المياه الملوثة في المجاري المائية. 

ومن المفارقات الشائعة ـ المقلقة ـ في الصين، أنه يمكن التنبؤ بألوان موضة الموسم من خلال متابعة مياه الأنهار. ويؤكد تقرير لمجلة "فوردهام" للقانون الدولي أن (70%) من البحيرات والأنهار (و90%) من المياه الجوفية في الصين ملوثة، ما يهدد الحياة البرية وإمكانية وصول المواطنين إلى مياه نظيفة. 

وتقدّر مجموعة البنك الدولي أن ما بين (17% و 20%) من التلوث الصناعي للمياه في الصين ناتج عن عمليات صباغة ومعالجة المنسوجات. 

علاوة على ذلك، تحتوي المياه في الصين على 72 مادة كيميائية سامة مصدرها صباغة المنسوجات؛ 30 مادة منها لا يمكن إزالتها من المياه.

ألوان الهواء

يقول مدير برنامج الأمم المتحدة للبيئة في غرب آسيا، سامي ديماسي، لـ"الحرة" إن سلسلة قيمة المنسوجات، كل عام، تشير إلى أنها مسؤولة عن نحو 8 في المائة من انبعاثات غازات الدفيئة التي تسبب الاحتباس الحراري. 

لا تقتصر المسألة على الأضرار البيئة اليوم، يقول ديماسي؛ الأضرار ستمتد لعقود قادمة. "والأجيال الشابة التي ترى في الموضة السريعة فرصة لشراء منتجات رخيصة جدا، يفرحون بها أمام أصدقائهم، لا يدركون التكلفة الاقتصادية والبيئية لتلك الصناعة". 

رغم كل هذه الآثار البيئية، تبقى العروض المغرية والأسعار التي تصعب مقاومتها، أحد الأسباب وراء لجوء المستهلكين إلى مواقع التسوق الصينية.

فهم يستطيعون تحمل تكاليفها، لكن ـ مرة أخرى ـ يبقى السؤال قائما: هل يستطيعون بالفعل؟