An image was taken during the spacewalk conducted on 12 July 2011, shows the Cupola of the International Space Station, a…
محطة الفضاء الدولية

أعلن رئيس وكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس"، دمتري روغوزين، السبت، أن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا قد تسبب سقوط محطة الفضاء الدولية، مطالبا برفع هذه الإجراءات.

وقال روغوزين إن العقوبات ستؤدي إلى اضطراب تشغيل مركبات الفضاء الروسية التي تزود محطة الفضاء الدولية، مما يؤثر على الجزء الروسي من المحطة الذي يسمح خصوصا بتصحيح مدار البنية المدارية"، على ما نقلت وكالة فرانس برس.

وأضاف أنه "قد يتسبب ذلك في نزول محطة الفضاء الدولية التي تزن 500 طن على البحر أو البر".

وأوضح روغوزين، الذي ينشر باستمرار رسائل دعم للجيش الروسي في أوكرانيا على شبكات التواصل الاجتماعي، أن "الجزء الروسي يضمن تصحيح مدار المحطة (في المتوسط 11 مرة في السنة) بما في ذلك لتجنب قطع الحطام الفضائية".

ونشر رئيس "روسكوزموس" خريطة للعالم تظهر المكان المحتمل لسقوط المحطة، مؤكدا أن روسيا آمنة إلى حد كبير.

وأضاف: "لكن سكان البلدان الأخرى لا سيما تلك التي يقودها (الغربيون) يجب أن يفكروا في ثمن العقوبات". ووصف الذين فرضوا الإجراءات الانتقامية بـ "المجانين". 

ما هي محطة الفضاء الدولية؟

ومحطة الفضاء الدولية (ISS) هي منشأة في الفضاء الخارجي ترتفع 400 كيلومتر عن سطح الكرة الأرضية، وهي مشتركة بين الولايات المتحدة وروسيا كشريكين رئيسيين.

وأطلقت محطة الفضاء الدولية، وهي شراكة دولية من خمس وكالات فضاء من 15 دولة، في عام 1998 وتحولت إلى مجمع يبلغ طوله تقريبا حجم ملعب كرة قدم، مع ثمانية أميال من الأسلاك الكهربائية وفدان من الألواح الشمسية وثلاثة مختبرات عالية التقنية.

وتتكون المحطة من 16 وحدة صالحة للسكن، ستة منها قدمتها روسيا، وثمانية من الولايات المتحدة، وبقية الوحدات من اليابان ووكالة الفضاء الأوروبية. 

وكانت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) ذكرت في الأول من مارس أنها تعمل من أجل إيجاد حلول لإبقاء المحطة في المدار من دون مساعدة روسية. 

ويتم نقل الطواقم والإمدادات إلى هذا القطاع بمركبات "سويوز" وتلك المخصصة للشحن "بروغريس". وأوضح روغوزين أن المركبة اللازمة لإطلاق هذه الآليات "تخضع لعقوبات أميركية منذ 2021 ولعقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي وكندا في 2022".

وتقول "روسكوزموس" إنها ناشدت شركاءها الأميركيين (ناسا) والكنديين (وكالة الفضاء الكندية) والأوروبيين (وكالة الفضاء الأوروبية) "رفع العقوبات غير القانونية ضد شركاتنا". والفضاء هو أحد المجالات الأخيرة للتعاون الروسي الأميركي. 

وأعلنت "روسكوزموس" في بداية مارس نيتها إعطاء الأولوية لبناء أقمار اصطناعية عسكرية بسبب العزلة المتزايدة لروسيا بعد غزوها أوكرانيا. وأعلن روغوزين أن موسكو لن تزود الولايات المتحدة بعد الآن محركات للصواريخ الأميركية "أطلس" و"أنتاريس".

وقال: "لندعهم يحلقون في الفضاء على مكانس".

ويفترض أن يعود رواد الفضاء مارك فاندي وأنطون تشكابلروف وبوتر دوبروف، في 30 مارس إلى الأرض من محطة الفضاء الدولية، على متن مركبة الفضاء "سويوز".

وكان روغوزين حذر في الشهر الماضي بعد غزو الكرملين لأوكرانيا، من أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والدول الغربية على موسكو يمكن أن تتسبب في سقوط المحطة.

وليست هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها روغوزين عن محطة الفضاء الدولية بسبب أحداث سياسية. ففي عام 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم ورد الغرب بفرض العقوبات على روسيا، كانت الولايات المتحدة تعتمد كليا على مركبة الفضاء الروسية "سويوز" لإيصال رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية.

وقال روغوزين في تغريدة مشهورة آنذاك، "بعد تحليل العقوبات المفروضة على صناعة الفضاء لدينا، أقترح على الولايات المتحدة نقل روادها إلى محطة الفضاء الدولية باستخدام الترامبولين".

هل تسقط روسيا المحطة؟

في تقرير نشر أواخر الشهر الماضي، استبعدت مجلة "التايم" الأميركية إقدام روسيا على تدمير أو إسقاط محطة الفضاء الدولية بسبب السياسات على الأرض، لكنها قالت أيضا إن ذلك ليس مستحيلا.

ولفتت المجة إلى أن نظم الملاحة والتوجيه بالمحطة الفضائية الدولية موجودة في الجزء الروسي من المحطة، والذي يطلق عليه (زفيدزا) أو النجم. علاوة على ذلك، فالشحنات التي ترسلها روسيا، دون رواد فضاء، إلى المحطة تلعب دورا هاما في الإبقاء على سلامتها. 

إضافة لذلك، فإنه على الرغم من وجود المحطة علي ارتفاع 400 كيلومتر فوق الأرض، فإنها تظل عرضة لبعض التأثيرات الجوية التي تحيد بها عن مدارها. ويتطلب الإبقاء على المحطة في مدارها، إعادة إطلاق محركات المكوك الفضائي "بروغرس" الروسي كل فترة والأخرى.

وهناك حل جزئي للسيطرة الروسية هذه، تمثل في المكوك الأميركي "سيغنس" الذي وصل إلى محطة الفضاء الدولية سابقا، حيث يحتوي على محركات قادرة على أن تحل مكان المكوك الروسي "بروغرس" حال رفضت روسيا إعادة إطلاق محركات مكوكها. 

ومع ذلك، لا يحل المكوك "سيغنس" المشكلة بالكامل، حيث لا تزال محركات الدفع وآليات التوجيه الخاصة بالمحطة تخضع لسيطرة "زفيدزا"، وهو ما يمكن الروس نظريا من إخراج المحطة من مدارها، أو تعطيل مهمة صيانة اللوحات الشمسية اللازمة لإمداد المحطة بالطاقة. 

وكانت محطة الفضاء الدولية  في الماضي تمر  فوق أجزاء من الاتحاد السوفيتي، لكنها الآن أصبحت تمر فوق جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، مثل كازاخستان، مما يعني أن المحطة إن سقطت، ليس من المحتمل أن تنزل على الأراضي الروسية.  

لكن رواد الفضاء الأميركيين أكدوا أن نظرائهم الروس كانوا على قدر كبير من الاحترافية في السابق، ولم يتأثر العمل في المحطة  أثناء القتال بين القوات الموالية لروسيا والقوات الأوكرانية بمنطقة دونباس عامي 2014 و2015. 

وفي الشهر الماضي وقبل الغزو الروسي لأوكرانيا، قال الرئيس السابق لمجلس الفضاء الوطني الأميركي إن التوترات يجب ألا يكون لها تأثير كبير على محطة الفضاء الدولية أو التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا في الفضاء.

وقال سكوت بيس، الذي شغل منصب السكرتير التنفيذي لمجلس الفضاء الوطني خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب وهو الآن مدير معهد سياسة الفضاء بجامعة جورج واشنطن، إن المحطة الدولية "كانت معزولة إلى حد كبير" عن الأحداث السياسية.

وأضاف في تصريحه لوكالة أسويشيتد برس: "من الممكن تخيل انفصال مع روسيا من شأنه أن يعرض محطة الفضاء للخطر، لكن ذلك سيكون على مستوى العلاقات الدبلوماسية المتدنية. سيكون هذا الملاذ الأخير تماما، لذلك لا أتوقع أن يحدث ذلك حقا ما لم تكن هناك مواجهة عسكرية أوسع".

الملابس الصينية السريعة

توفر شركات الموضة الصينية منتجات شبيهة بأحدث منتجات دور الأزياء العالمية، بأسعار زهيدة مغرية. لكن السؤال: هل يمكن تحمل تكاليفها؟

يقول إينار تنجين، الخبير في الشأن الصيني، إن شركات الأزياء الصينية تلاحق آخر صيحات الموضة، وتقدم منتجا يشبه ما يراه الناس في عروض الأزياء في نيويورك أو ميلان، على سبيل المثال، وبسعر متاح على نطاق واسع، رغم أن المنتج ليس بنفس الجودة.

لكن الجودة، هنا، لا تتعلق بمتانة المنتج أو تميزه حِرفيا، فحسب.

 برنامج "الحرة تتحرى" فتح ملف الأزياء الصينية ووجد حقائق صادمة. البرنامج الذي أعدته نسرين عجب كشف عن ثمن صحي باهظ لتلك المنتجات. 

السموم

تعتمد كبريات علامات الأزياء الصينية، بشكل كبير، على الألياف الصناعية ـ البوليستر والنايلون والاكليريك ـ وموادة مستخلصة من البتروكيمياويات.

تشكل المواد الداخلة في صناعة تلك الأقمشة ـ وفق دراسة لمؤسسة "Plastic Soup" ـ خطرا كبيرة على صحة المستهلك.

ما يقرب من 70 في المئة من ملابس علامات الأزياء التجارية الصينية، ومعظم المفروشات والستائر والسجاد مصنوعة البوليستر والنايلون والأكريليك، وبمجرد استنشاقها، وفق الدراسة، يمكن للألياف الاصطناعية أن تخترق أنسجة الرئة وتسبب التهابا مزمنا. 

وتربط تقارير علمية بين المواد الصناعية المستخدمة في صنع الأقمشة بأمراض مثل السرطان وأمراض القلب والربو والسكري. 

ويمكن لجزيئات تلك المواد أن تصل، إذ نستنشقها، إلى الكبد والقلب والكلى والمخ، وحتى إلى الأجنة في الأرحام.

في خريف 2021، كشفت تحقيقات صحفية، في كندا، وجود مواد ضارة في الملابس التي يقتنيها الكنديون عبر مواقع التسوق الصينية. 

في سترة أطفال تم شراؤها من موقع Shein الصيني، اثبتت الاختبارات وجود ما يقارب 20 ضعفا من كمية الرصاص المسموح بها قانونية لأسباب صحية. 

وبحسب موقع وزارة الصحة الكندية، يتسبب الرصاص بأضرار في الدماغ والقلب والكلى والجهاز التناسلي. 

الرضّع والأطفال والحوامل هم الحلقة الأضعف والأكثر عرضة للخطر. 

رغم أن الرصاص عنصر طبيعي يمكن  العثور عليه في البيئة المحيطة، تتجاوز نسبته في الملابس الصينية، وفق نتائج الدراسة، مستويات التلوث البيئي، أو الكميات الصغيرة التي تتعرض لها الملابس عن غير قصد أثناء عمليات التصنيع. 

إثر التحقيقات الكندية، أعلنت شركة Shein سحب قطع ملابس، وأكد المتحدث باسم الشركة "الامتثال لمعايير السلامة"، الا أن الاتهامات تصاعدت لتطال كبريات منصات التسوق الصينية، مثل TEMU وAli Express. 

وأكدت نتائج فحوص مختبرية، أجريت في كوريا الجنوبية وفرنسا، ارتفاع نسب المواد السامة في منتجات الموضة السريعة الصينية. 

يقول نيكولاس لوريس، الخبير في شؤون الطاقة والسياسات البيئية إن مواد سامة تُستخدم في جميع أنواع الصناعات تقريبا، لكن ضمن معايير محددة تحمي العمال والمستهلكين، وتحافظ على البيئة. 

"مشكلة النموذج الصيني هي أنهم يتجاهلون كل هذه المعايير، وهنا يكمن الخطر الحقيقي". 

إغراء الأسعار

التقارير عهن سموم المواد البيتروكيمياوية لم تحُل دون تهافت الزبائن ـ حول العالم ـ على الصناعات الصينية. 

الأسعار مغرية.

لهذا، تسبق الصين دول العالم في إنتاج الأنسجة وتصديرها.

في عام 2022، شكلت صادرات الصين من المنسوجات 43 في المئة من الصادرات العالمية. وفي عام 2023، أنتجت الصين 19.36 مليار قطعة ملابس. وبلغ حجم صادرات الصين عام 2024 أكثر من 301 مليار دولار.

وساهمت شركات الموضة السريعة الصينية على نحو كبير في تحقيق هذا التفوق. وبحسب أرقام منظمة التجارة العالمية، تشحن شركتا TEMU وShein مجتمعتين، حوالي 9000 طن من البضائع إلى دول حول العالم يوميا، أي ما يساوي حمولة 88 طائرة بوينغ عملاقة. 

تقول هدى حلبي، وهي حرفية متخصصة في الخياطة، إن البضاعة الصينية اليوم تغزو العالم، لكن غالبيتها غير صالحة للخياطة. "لا تملك الناس المال لشراء النوعية الجيدة للأقمشة ولذلك تشتري الأرخص وسرعان ما يقومون برميه".

وفرة نفايات

ما يظنه المستهلك توفيرا، يدفعه أضعافا، تقول حلبي، في سباق محموم للحاق بصيحات الموضة السريعة. وتضيف دارين شاهين، إعلامية، خبيرة موضة لبنانية، أن الدخول في لعبة الترند والموضة يجعلنا ندفع بضع دولارات على بعض الألبسة لنقوم بالنهاية برميها إلى النفايات. 

وتتابع حلبي أن "الأزياء التي تعتمد على الكلاسيكية، الأزياء البطيئة، هي قطع ممكن شراؤها من ماركات عالمية، وهي غالبا تكون أسعارها مكلفة أكثر، ولكن بطبيعة الحال تكون أنواع القماش من مواد صديقة للبيئة، مثل القطن العضوي، ويكون عمر هذه القطعة أطول، ويمكن أن نرتديها أكثر من ثلاثين مرة من دون رميها".

"إنتاج ضخم + ملابس قصيرة العمر = ملايين الأطنان من نفايات الملابس سنويا على مستوى العالم؛" معادلة بسيطة، وفق ما يؤكده لـ"الحرة" سامي ديماسي، مدير برنامج الأمم المتحدة للبيئة في غرب آسيا.

 يتم التخلص من 92 مليون طن من نفايات المنسوجات سنويا، يقول ديماسي، "أي ما يعادل شاحنة قمامة مليئة بالملابس كل ثانية".

ويشير تقرير لموقع Firstpost الإخباري أن الصين هي المصنِّع والمستهلك الأكبر للملابس في العالم، وهي أيضا المساهم الأعلى في نفايات المنسوجات. ينتهي المطاف سنويا بحوالي 26 مليون طن من الملابس في مكبات النفايات ـ معظمها منسوج من مواد صناعية غير قابلة لإعادة التدوير.

عدم قابلية الألياف الصناعية على التحلل عضويا، وصعوبة إعادة تدويرها، جعلا من المكبات والمحارق، المستقر النهائي لنفايات الملابس.

تؤكد تقارير دولية أن كميات قليلة من هذه النفايات تم التخلص منها بطرق آمنة. ويقول ديماسي لـ"الحرة" إن 8 في المئة فقط من ألياف المنسوجات في عام 2023 صُنعت من مواد أعيد تدويرها، وأقل من واحد بالمئة من إجمالي سوق الألياف مصدره منسوجات أعيد تدويرها، "وهذا يبيّن أن هناك كثيرا من المنسوجات التي لا يعاد تدويرها، ترمى في النفايات، أو تحرق أو ترمى في المياه".

ألوان الأنهار

إلقاء نفايات الملابس في المسطحات المائية ليس سوى مصدر من مصادر  التلوث في الصين. فمصانع الأزياء تتخلص من ملايين الأطنان من المياه الملوثة في المجاري المائية. 

ومن المفارقات الشائعة ـ المقلقة ـ في الصين، أنه يمكن التنبؤ بألوان موضة الموسم من خلال متابعة مياه الأنهار. ويؤكد تقرير لمجلة "فوردهام" للقانون الدولي أن (70%) من البحيرات والأنهار (و90%) من المياه الجوفية في الصين ملوثة، ما يهدد الحياة البرية وإمكانية وصول المواطنين إلى مياه نظيفة. 

وتقدّر مجموعة البنك الدولي أن ما بين (17% و 20%) من التلوث الصناعي للمياه في الصين ناتج عن عمليات صباغة ومعالجة المنسوجات. 

علاوة على ذلك، تحتوي المياه في الصين على 72 مادة كيميائية سامة مصدرها صباغة المنسوجات؛ 30 مادة منها لا يمكن إزالتها من المياه.

ألوان الهواء

يقول مدير برنامج الأمم المتحدة للبيئة في غرب آسيا، سامي ديماسي، لـ"الحرة" إن سلسلة قيمة المنسوجات، كل عام، تشير إلى أنها مسؤولة عن نحو 8 في المائة من انبعاثات غازات الدفيئة التي تسبب الاحتباس الحراري. 

لا تقتصر المسألة على الأضرار البيئة اليوم، يقول ديماسي؛ الأضرار ستمتد لعقود قادمة. "والأجيال الشابة التي ترى في الموضة السريعة فرصة لشراء منتجات رخيصة جدا، يفرحون بها أمام أصدقائهم، لا يدركون التكلفة الاقتصادية والبيئية لتلك الصناعة". 

رغم كل هذه الآثار البيئية، تبقى العروض المغرية والأسعار التي تصعب مقاومتها، أحد الأسباب وراء لجوء المستهلكين إلى مواقع التسوق الصينية.

فهم يستطيعون تحمل تكاليفها، لكن ـ مرة أخرى ـ يبقى السؤال قائما: هل يستطيعون بالفعل؟