إعلان حالة الطوارئ وسط احتجاجات واسعة النطاق
إعلان حالة الطوارئ وسط احتجاجات واسعة النطاق

قالت منظمة "نت بلوكس" لمراقبة الإنترنت، الأحد، إن سريلانكا فرضت قيودا على الوصول إلى منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية، بما في ذلك "فيسبوك" و"تويتر"، وذلك بعد فرض الحكومة حظر تجول، لمواجهة الاضطرابات المتزايدة في خضم أزمة اقتصادية غير مسبوقة.

وأوضحت المنظمة في منشور على تويتر، "تظهر بيانات الشبكة أن سريلانكا فرضت تعتيما على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى تقييد الوصول إلى منصات من بينها تويتر وفيسبوك وواتساب ويوتيوب وانستغرام، مع إعلان حالة الطوارئ وسط احتجاجات واسعة النطاق".

وأكد ضابط شرطة كبير بالعاصمة التجارية "كولومبو" لرويترز القيود المفروضة على منصات التواصل الاجتماعي.

وتأتي هذه القيود بعد أن فرضت الحكومة، السبت، حظر تجول في جميع المناطق، مع تحول الاحتجاجات على أسلوب معالجة الحكومة للأزمة الاقتصادية إلى أعمال عنف. وسيستمر حظر التجول حتى السادسة صباحا (00:30 بتوقيت غرينتش) من يوم الاثنين.

وأعلن الرئيس، غوتابايا راجاباكسا، حالة الطوارئ العامة في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، وقال إنها "ضرورية للحفاظ على النظام العام والموارد والخدمات الأساسية".

الآلاف من النساء مكتظات في الملاجئ من دون مياه نظيفة. أرشيفية
الآلاف من النساء مكتظات في الملاجئ من دون مياه نظيفة. أرشيفية

وصفت مسؤولة أممية عائدة من زيارة للسودان، الجمعة، معاناة نساء وفتيات نزحن هربا من الحرب، منددة بتجريدهن "من كل ضرورياتهن الأساسية" ومواجهتهن نقصا حادا في الأغذية والمياه والأمان.

وقالت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية، ليلى بكر: "نعلم جميعا أن الحرب بشعة، لكن هذا واحد من أبشع الأوضاع التي شهدتها في مسيرتي المهنية".

وأضافت "تخيلوا الآلاف من النساء مكتظات في ملجأ حيث ليس لديهن مياه نظيفة، ولا نظافة، ولا طعام كاف لوجبتهن التالية، ولا رعاية طبية لهؤلاء النساء النازحات".

والحرب مندلعة في السودان منذ أكثر من 16 شهرا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وقد أوقعت عشرات آلاف القتلى وأدت، وفق الأمم المتحدة، إلى واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم.

ونزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجؤوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك، بحسب أرقام الأمم المتحدة.

وقالت بكر "إن النزاع يضرب بقوة قلب السودان"، منددة بنقص في تمويل جهود الدعم الإنساني.

من الأردن، أطلعت بكر الصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك عبر الفيديو على ما شهدته خلال زيارتها إلى السودان.

وروت المسؤولة الأممية مجريات لقائها امرأة تبلغ 20 عاما في مركز إيواء مكتظ في بورتسودان.

وأضافت بكر "كانت خجولة، طلبت منها أن تجلس بجانبي"، وأضافت "روت لي ما حدث وهي تهمس في أذني بلطف شديد، أنها تعرضت للاغتصاب".

وتابعت بكر بصوت متهدج إن الشابة النازحة زينب "تعرضت للاغتصاب أثناء فرارها من منزلها في الخرطوم، حيث فقدت كل شيء. كانت هي المعيلة الوحيدة لأسرتها، وهذه امرأة تبلغ من العمر 20 عاما وكان ينبغي أن تكون في أوج نشاطها وحياتها"، وفق الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة بالعربية.

وأضافت بكر "لقد عانت (زينب) 15 شهرا من الصمت والألم حتى أتت إلى ذلك المركز. وهناك تمكنت من الحصول على المشورة النفسية الاجتماعية".

ودعت بكر إلى تعزيز جهود الدعم، لافتة إلى أنها شاهدت "حاضنات أطفال تغص" بالرضع، أحيانا برضيعين أو ثلاثة معا، وغرف عمليات تفتقر لأبسط وسائل مكافحة العدوى ومخزون محدود للأدوية.

وقالت إنها من خلال لقاءاتها مع النساء في السودان وما استمعت إليه منهن مباشرة "فإن ما يرغبن فيه أكثر من أي شيء آخر، أكثر من الماء، وأكثر من الطعام، هو الحماية الفورية من الحرب المستعرة".