0

أقالت الحكومة البريطانية، السبت، مسؤولا مسلما من منصبه على رأس مجموعة عمل رسمية، بعدما اتهمته بتشجيع تظاهرات ضد فيلم عن ابنة النبي محمد. 

وكانت شبكة (سيني وورلد) البريطانية لدور السينما اضطرت لوقف عرض فيلم "سيدة الجنة" الذي بدأ في الصالات، مطلع يونيو، بعد هذه الحملة التي قامت بها مجموعات اعتبرت الفيلم "مسيئا".

وكتب قارئ عاصم، وهو إمام ومحام في ليدز بشمال إنكلترا، تعليقا على فيسبوك، الاثنين، قال فيه إن الفيلم "يؤذي مشاعر المسلمين". لكن المجموعة التي يتولى منصب نائب رئيسها لم تتظاهر.

ونشر الإمام إحداثيات مكان للتظاهر في ليدز في الليلة نفسها.

The Lady of Heaven Movie Condemned The disparaging movie, The Lady of Heaven, has caused much pain and hurt to...

Posted by Imam Qari Muhammad Asim on Monday, June 6, 2022

ورأت السلطات البريطانية أن هذا المنشور يتعارض مع عمله كنائب لرئيس مجموعة عمل حول الإسلاموفوبيا، وأنهت "بمفعول فوري" مهامه، معتبرة أن الحملة ضد الفيلم "أدت إلى تظاهرة تحرض على الكراهية الدينية".

وأضافت مبررة قرارها أن "هذه المشاركة في حملة تحد من حرية التعبير تتعارض مع دوره في تقديم المشورة للحكومة".

لماذا يثير الجدل؟

بدأ عرض الفيلم الذي يتناول سيرة فاطمة الزهراء ابنة النبي محمد وزوجة رابع الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب أول الأئمة لدى الشيعة، في الثالث من يونيو في بريطانيا.

ويتناول الفيلم الصراع على خلافة النبي محمد بعد وفاته. 

وانتقد البعض الفيلم بزعم أنه شخص النبي إلا أن الموقع الإلكتروني للفيلم يؤكد عدم تقديم أي شخصية مقدسة، واستعمال "أضواء ومؤثرات بصرية" عوضا عن ذلك، على حد قوله.

ويتركز النقد الموجه للفيلم بشكل كبير على تصوير العديد من صحابة النبي مثل أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان.

وقد أدانت منظمة الإعلام الإسلامي في المملكة المتحدة (5 بيلارز) تصوير الشخصيات المقدسة، ووصفتها بأنها "مروعة ومثيرة للاشمئزاز" بعد أن أشارت إلى محاولة الفيلم إيجاد أوجه تشابه بين أفعال هذه الشخصيات وأفعال تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية في العراق.

وتقول صحيفة الإندبندنت البريطانية إن تصوير الشخصيات المقدسة "موضوع مثير للانقسام للغاية بين المدارس الدينية في الإسلام".

وأضافت "يعتقد معظم المسلمين السنة أنه يجب حظر هذه الصور، بينما يقبل الشيعة عادة مثل هذه الصور إذا تم تقديمها باحترام".

ونقلت الإندبندنت عن وكالة أنباء فارس أن عددا من العلماء المسلمين المشهورين قد انتقدوا الفيلم بسبب "سوء البحث والمحتوى".

وأوقفت شبكة سيني وورلد عرض الفيلم الذي أخرجه إيلي كينغ، بعد تظاهرات نظمها مسلمون خارج دور العرض التي قدم فيها.

وردا على سؤال لصحيفة الغارديان، عبر المنتج التنفيذي للفيلم مالك شليباك عن أسفه "لاستسلام" الشبكة "للضغط".

كما منعت عدة دول إسلامية، من بينها مصر وباكستان وإيران والعراق والمغرب، عرض الفيلم البريطاني الذي اعتبرته "مسيئا". 

واستنكر المجلس العلمي الأعلى في المغرب، وهو الهيئة الرسمية المسؤولة عن إصدار الفتاوى، محتوى الفيلم "بشدة". وندد المجلس الذي يترأسه العاهل محمد السادس في بيان بـ"التزوير الفاضح لحقائق ثابتة في التاريخ الإسلامي". 

وتحدثت الهيئة الدينية عن "التزوير الذي يسيء للإسلام والمسلمين، وترفضه كل الشعوب، لكونه لا يخدم مصالحهم العليا بين الأمم في هذا العصر بالذات". 

غير أن السلطات البريطانية قالت، في بيان إقالة الإمام عاصم، إن الحملة ضد الفيلم شجعت العداء بين الطائفتين الشيعية والسنية.

وقائع حرق المصحف تكررت في السويد مؤخرا
وقائع حرق المصحف تكررت في السويد مؤخرا

حثت إيران السويد على التحرك ضد تدنيس المصحف، قبل النظر في تعيين سفراء، وطلبت منها الإفراج عن مواطن إيراني محتجز لديها، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، الأحد.

وتطرق وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى هذه القضية مع نظيره السويدي توبياس بيلستروم، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بحسب بيان الوزارة.

وذكر البيان أن أمير عبد اللهيان قال لبيلستروم في نيويورك، "في ما يتعلق بتبادل السفراء، نتوقع تحركًا إيجابيًا من السويد بشأن قضية القرآن الكريم".

وشهدت السويد، في الأشهر الأخيرة، العديد من عمليات تدنيس المصحف، مما أثار السخط في العالم الإسلامي.

ودانت ستوكهولم حرق المصحف على أراضيها، لكنّها أكدت أن قوانين البلاد تكفل حرية التعبير والتجمع ولا يمكنها بالتالي حظر هذه التحركات.

وردت طهران في يوليو بأنها لن تعتمد السفير السويدي الجديد.

والثلاثاء، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي من على منبر الأمم المتحدة رافعا نسخة من القرآن إن "نيران الاساءة والتحريف لن تكون ندا للحقيقة".

وقال الوزير الايراني لنظيره السويدي إن "الدفاع عن قيم السويد مع تجاهل قيم ملياري مسلم حول العالم أمر غير مقبول".

كما دعا ستوكهولم إلى إطلاق سراح حميد نوري، الرئيس السابق للسجون الإيرانية، المحكوم بالسجن المؤبد في ستوكهولم لدوره في عمليات إعدام جماعية لسجناء عام 1988.

وقال الوزير "نأمل أن تتخذ الحكومة السويدية قرارا حكيما وشجاعا في مرحلة الاستئناف وتطلق سراح نوري"، مضيفا "نحن مستعدون للتعاون الإيجابي والبناء في مختلف المجالات".

ولم يشر البيان إلى المواطنين السويديين المسجونين في إيران، وبينهم الدبلوماسي السويدي لدى الاتحاد الأوروبي يوهان فلوديروس (33 عامًا)، المعتقل منذ أكثر من 500 يوم، بتهمة ارتكاب "جرائم خطيرة ضد القانون الدولي".

وأعدمت طهران في مايو الإيراني السويدي حبيب شعب، الذي كان مدانا بتهمة "الإفساد في الأرض وتشكيل جماعة متمردة"، بعد اختطافه في تركيا في أكتوبر2020. وأثارت عملية شنقه غضبا شديدا في السويد.

ولا يزال الأكاديمي الإيراني السويدي أحمد رضا جلالي الذي أوقف في إيران عام 2016 وحكم عليه بالإعدام بتهم مماثلة، مهددا بالإعدام.

وأعدمت إيران 582 شخصًا في عام 2022، أي أكثر من أي دولة أخرى باستثناء الصين، وفقًا للعديد من المنظمات غير الحكومية.