انهيار جليدي غير طبيعي في جبال الألب
انهيار جليدي غير طبيعي في جبال الألب

لقي ما لا يقل عن 6 أشخاص حتفهم، وأصيب 8 آخرون عندما انفصلت كتلة هائلة من نهر جليدي في جبال الألب بعد ظهر اليوم الأحد، وانزلقت على جانب جبل في إيطاليا، مما أدى إلى سقوط الجليد والصخور على المتنزهين على ممشى جبلي حسبما أفادت السلطات.

وقال والتر ميلان، الناطق باسم خدمات الإنقاذ في جبال الألب، الذي أعلن عدد القتلى والجرحى، إنه لا يمكن تحديد عدد المتنزهين في المنطقة أو ما إذا كان أي منهم في عداد المفقودين على الفور.

قال ميلان عبر الهاتف إن رجال الإنقاذ يفحصون لوحات الترخيص في ساحة انتظار السيارات كجزء من عمليات الفحص، لتحديد عدد الأشخاص الذين قد يكونون في عداد المفقودين، وهي عملية قد تستغرق ساعات.

قال ميلان إن جنسيات أو أعمار القتلى لم تكن معروفة على الفور.

وقالت خدمات الطوارئ الإسعافية إن اثنين من الناجين الثمانية الذين نقلوا إلى المستشفى في حالة خطيرة.

وكتب "فيلق الإنقاذ الوطني لجبال وكهوف الألب" عبر تويتر، أن البحث في المنطقة المعنية في محيط قمة مارمولادا شارك فيه ما لا يقل عن خمس مروحيات، بالإضافة إلى كلاب البحث والإنقاذ.

وقالت وحدة خدمات الإنقاذ المتمركزة في إقليم فينيتو المجاور إن 18 شخصا، كانوا في منطقة  سقوط الكتلة الجليدية، سوف يتم إجلاؤهم بواسطة فيلق إنقاذ جبال الألب.

غير أن ميلان قال إن بعض المتواجدين على المنحدر قد يتمكنون من الهبوط بأنفسهم دون مساعدة أو بواسطة القاطرة الكهربائية المعلقة "تليفريك".

وقالت خدمة الإنقاذ إن الانهيار الجليدي شمل "تساقط جليد وثلوج وصخور".

وتعرف الكتلة المنفصلة، تقنيا باسم "سيراك" أو قمة جليدية.

وقمة مارمولادا، التي يبلغ ارتفاعها حوالي 3300 متر، أعلى قمة في سلسلة جبال دولوميت الشرقية، وهي جزء من جبال الألب الإيطالية تقع في إقليم ترينتينو ألتو أديجي.

وقالت خدمة الإنقاذ في جبال الألب، في تغريدة، أن الشق ظهر قرب بونتا روكا (روك بوينت) على خط السير الذي يستخدم عادة في رحلة الوصول إلى القمة. 

ولم يتضح على الفور سبب انفصال الكتلة الجليدية واندفاعها لأسفل القمة الجبلية.

غير أن إيطاليا تشهد ارتفاعا حادا في درجات الحرارة منذ أواخر يونيو الماضي، وهو ما قد يكون عاملا.

ماوريتسيو فوغاتي، رئيس مقاطعة ترينتو، المتاخمة لمارمولادا، قال لمحطة ”سكاي تي جي 24″ الإخبارية التلفزيونية: "من الواضح أن درجات الحرارة هذه الأيام كان لها تأثير" على الانهيار الجزئي للنهر الجليدي.

لكن ميلان شدد على أن درجات الحرارة المرتفعة، التي تجاوزت على غير المعتاد حدود العشر درجات مئوية في محيط قمة جبل مارمولادا في الأيام الأخيرة، كانت مجرد عامل واحد محتمل وراء مأساة اليوم الأحد.

وأضاف ”هناك الكثير من العوامل قد يكون لها دخل" مشيرا إلى أن الانهيارات الثلجية بشكل عام لا يمكن التنبؤ بها، وتأثير الحرارة على نهر جليدي "يستحيل التنبؤ به". 

وفي تصريحات منفصلة للتلفزيون الإيطالي الرسمي، قال ميلان "الحرارة غير عادية" مشيرا إلى أن درجات الحرارة في الأيام الأخيرة ارتفعت في ذروتها لأكثر من عشر درجات مئوية، "هذه حرارة شديدة، من الواضح أنها شيء غير طبيعي". 

وقالت خدمات الإنقاذ، إن المصابين نقلوا جوا إلى عدة مستشفيات في منطقتي ترينتينو ألتو أديجي وفينيتو.

العراق وسوريا

لا تزال العلاقة الرسمية بين العراق وسوريا موضع حذر منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر من العام الماضي. ويبدو الملف السوري محاطا بالإرباك، خصوصا على الجانب العراقي، ويدل على هذا الإرباك التعاطي الإعلامي مع أي تواصل رسمي بين البلدين، وكأن الطرفين في علاقة "محرّمة"، يحاول الإعلام الرسمي العراقي دائما مداراتها وإخفائها عن العيون ووسائل الإعلام.

حدث ذلك حينما زار حميد الشطري، رئيس جهاز الاستخبارات العراقية، سوريا في نهاية العام الماضي والتقى الشرع، ولم يُعلن عن الخبر في وسائل الإعلام العراقية الرسمية، ولم يكشف عن اللقاء إلا بعد ان تناولته وسائل الإعلام السورية. 

ومثل هذا الأمر حدث قبل أيام في لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني برعاية قطرية في الدوحة، واُخفي الخبر عن الإعلام ليومين قبل ان تظهر صور الرجلين في حضور أمير قطر.

ردّة الفعل في الشارع العراقي على اللقاء تفسّر إخفاء الخبر قبل الإفصاح عنه. فقد انقسم العراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي حول المسألة، وهاجم كثيرون السوداني على قبوله الجلوس مع من يعتبرونه "متورطاً في الدم العراقي"، و"مطلوبا للقضاء العراقي".

الباحث القانوني العراقي علي التميمي يشرح الإطار القانوني الدولي المتعلق برؤساء الجمهوريات، في حال صحّت الأخبار عن أحكام قضائية ضد الشرع في العراق.

ويرى التميمي أن رؤساء الدول يتمتعون بـ"حصانة مطلقة تجاه القوانين الجنائية للدول الأخرى". ويشرح لموقع "الحرة" أن هذه الحصانة "ليست شخصية للرؤساء، بل هي امتياز للدول التي يمثلونها"، وهي تمنع إلقاء القبض عليهم عند دخولهم أراضي الدول الأخرى". 

ويشير التميمي إلى أن هناك استثناء واحداً لهذه القواعد، يكون في حال "كان الرئيس مطلوباً للمحكمة الجنائية الدولية وكانت الدولة المضيفة موقعة على اتفاقية روما ١٩٩٨ الخاصة بهذه المحكمة"، هنا، يتابع التميمي، تكون الدولة "ملزمة بتسليم هذا الرئيس الى المحكمة وفقاً لنظام روما الأساسي".

لكن هل حقا أحمد الشرع مطلوب للقضاء العراقي؟

ويشير الباحث العراقي عقيل عباس إلى "عدم وجود أي ملف قضائي ضد الشرع في المحاكم العراقية". 

ويستغرب كيف أن العراق الرسمي "لم يصدر بعد أي بيان رسمي يشرح ملابسات قضية الشرع وما يحكى عنه في وسائل التواصل الاجتماعي، والجهات الرسمية لديها السجلات والحقائق، لكنها تركت الأمر للفصائل المسلحة وجمهورها وللتهويل والتجييش وصناعة بعبع (وحش مخيف) طائفي جديد، وكأن العراق لم يعان ما عاناه من الطائفية والتحريض الطائفي".

وكانت انتشرت وثيقة على وسائل التواصل الاجتماعي، تداولها عراقيون، عبارة عن مذكرة قبض بحق أحمد الشرع. وقد سارع مجلس القضاء الأعلى في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية في 26 من فبراير الماضي، إلى نفي صحة الوثيقة ووصفها بأنها "مزورة وغير صحيحة".

عباس مقتنع أن الغضب الشعبي من لقاء السوداني والشرع "وراءه أسباب سياسية مبرمجة، وليس تلقائياً، وجرى تحشيد الجمهور الشيعي لأسباب كثيرة، تصب كلها في مصالح إيران، غير السعيدة بسقوط بشار الأسد وحلول الشرع مكانه".

وبحسب عباس، منذ سقوط الأسد، "بدأت حملة في العراق لصناعة "بعبع" من الجولاني (أحمد الشرع)". يشرح: "يريد هؤلاء أن يقولوا ان تنظيم القاعدة يحكم سوريا، وهذا غير صحيح".

ويقول عباس لموقع "الحرة"، إن لدى الناس اسباباً موضوعية كثيرة للقلق من الشرع، خصوصاً خلفيته الجهادية المتطرفة ووضعه على لوائح الإرهاب، والشرع يقول إنه تجاوز هذا الأمر، "لكننا نحتاج ان ننتظر ونرى"، بحسب تعبيره.

ما قام به السوداني "خطوة ذكية وحكيمة سياسياً وتشير إلى اختلاف جدي بينه وبين بقية الفرقاء الشيعة في الإطار التنسيقي"، يقول عباس.

ويضيف: "هناك اعتبارات براغماتية واقعية تحكم سلوك السوداني، فهو كرئيس وزراء عليه أن يتعاطى مع سوريا كجار لا يجب استعداءه".

ويضيء الباحث القانوني علي التميمي على صلاحيات رئيس الحكومة في الدستور العراقي، فهو "ممثل الشعب داخلياً وخارجياً في السياسة العامة وإدارة شؤون البلاد بالطول والعرض"، وفق تعبيره، ورئيس الوزراء في العراق هو "بمثابة رئيس الجمهورية في الدول التي تأخذ بالنظام الرئاسي".

أما من الجانب السياسي، فإن السوداني، برأي عباس، "يخشى -وعن حق- ان تختطف حكومته المقبلة أو رئاسته للوزراء باسم حرب وهمية تديرها إيران والفصائل المسلحة وتشنّ في داخل سوريا تحت عنوان التحرير الذي نادى به المرشد الإيراني علي خامنئي قائلا إن شباب سوريا سيحررون بلدهم". وهذا يعني، بحسب عباس، ابتعاد السوداني عن التأثير الإيراني، و"أنا أتصور أن إيران غير سعيدة بهذا"، كما يقول.