إثيوبيا تعيش على وقع أزمات مختلفة
إثيوبيا تعيش على وقع أزمات مختلفة

في بلد تتضاعف فيه الأزمات بالفعل، يتصاعد العنف العرقي في منطقة أوروميا بعد مذابح قتل فيها المئات خلال الأسابيع الأخيرة.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن العنف العرقي في أوروميا يضيف أزمة جديدة لثاني أكبر دولة بأفريقيا من حيث السكان بعد الجوع وأسوأ موجة جفاف منذ أربعة عقود، علاوة على مناوشات مع السودان، بالإضافة إلى حرب أهلية طاحنة في إقليم تيغراي الشمالي.

والاثنين، اتهم رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، جيش تحرير أورومو بارتكاب مجزرة في المنطقة هي الثانية خلال الأسبوعين الماضيين. لكن الجماعة نفت ذلك، واتهمت بدلا من ذلك الميليشيات المتحالفة مع الحكومة.

قال محمد سيد، وهو مزارع يبلغ من العمر 45 عامًا من جابا روبي، إنه وقرويون آخرون جمعوا 30 جثة أمام مسجد في إحدى القرى ودفنوها.

يمثل العنف في أوروميا تحد شائك لرئيس الوزراء نفسه الذي ينتمي لعرقية الأورومو ذاتها. في عام 2018، وصل أبي أحمد إلى السلطة في خضم موجة مظاهرات في المنطقة ضد الحكومة السابقة. 

وأشعلت هذه الاحتجاجات من قبل الأورومو الذين شعروا بأنهم قد تم تهميشهم سياسيا واقتصاديا على الرغم من أنهم كانوا أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا.

وبينما سعى أبي، المولود في أوروميا، إلى جعل سلطته مركزية، قال المراقبون إن أفعاله عزلت الكثيرين في المنطقة، لا سيما أولئك الذين كانوا يدافعون عن المزيد من الحكم الذاتي. 

في المقابل، ردت حكومة أبي بقمع الاحتجاجات وإغلاق المكاتب المرتبطة بجماعات أورومو السياسية واعتقال النشطاء البارزين، بما في ذلك جوار محمد، أحد منتقدي رئيس الوزراء البارزين.

وقال المحلل الأثيوبي في مجموعة الأزمات الدولية، ويليام دافيسون، إن حملة القمع دفعت بالعديد من قوميين أورومو الشباب إلى "التحول من الاحتجاجات السلمية والأحزاب السياسية المسجلة إلى التمرد" الذي واجهه جيش تحرير أورومو.

وتأتي عمليات القتل الأخيرة في أعقاب مذبحة أخرى غرب أوروميا جرت خلال شهر يونيو عندما اقتحم مهاجمون مسلحون قرية تول، التي يسكنها أيضًا غالبية سكان أمهرة، وبدأوا في إطلاق النار العشوائي على المدنيين. 

وأسفر الهجوم عن مقتل المئات وفرار ما لا يقل عن 2000 آخرين من منازلهم، بحسب مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

وصنفت السلطات الإثيوبية جيش تحرير أورومو جماعة إرهابية العام الماضي وكثفت جهودها لهزيمة الجماعة. زوعد أبي أحمد هذا الأسبوع بملاحقة جيش تحرير أورومو و"القضاء عليه".

وأقام المسلحون تحالفات مع آخرين معارضين لأبي، بما في ذلك قوات من منطقة تيغري الشمالية، ودخلوا مؤخرًا في شراكة مع جماعة متمردة أخرى لتنفيذ هجمات في منطقة غامبيلا المجاورة.

وتأتي الاضطرابات في أوروميا أيضا بينما تستعد الحكومة الفدرالية في أديس أبابا لمحادثات سلام مع القيادة في تيغراي. 

وبدأت الحرب الأهلية هناك في نوفمبر 2020، وأسفرت عن نزوح واسع النطاق وتطهير عرقي وعنف جنسي.

وتكافح إثيوبيا أيضا مع واحدة من أشد موجات الجفاف التي ضربت البلاد منذ أربعة عقود، مما ترك الملايين من الناس يعانون من الجوع. 

في الأسبوع الماضي، قالت اليونيسف إن زواج الأطفال في إثيوبيا تضاعف العام الماضي في المناطق الأكثر تضرراً من الجفاف؛ لأن الآباء كانوا يتزوجون بناتهم الصغيرات لأسباب مالية.

في الوقت نفسه، يواجه أبي أحمد مواجهة دبلوماسية مع السودان، الذي اتهم القوات الإثيوبية بأسر وقتل جنودها في منطقة حدودية متنازع عليها الشهر الماضي - وهي اتهامات نفتها الحكومة الإثيوبية.

خلال قمة لدول المنطقة في نيروبي، الثلاثاء، التقى أبي أحمد بقائد الجيش السوداني الفريق، عبدالفتاح البرهان، وقال إن الجانبين اتفقا على السعي إلى "حل سلمي للقضايا العالقة".

 من المرتقب أن يعرض بلينكن خطته في خطاب أمام المجلس الأطلسي ـ صورة أرشيفية.
بلينكن أكد أن مواجهة مشاكل في مثل هكذا اتفاق لن يكون مفاجئا

أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، أن وقف إطلاق النار في غزة سيبدأ، الأحد، كما هو مخطط، رغم ظهور "مشكلة عالقة" في اللحظة الأخيرة تتعلق بأسماء الأسرى المقرر الإفراج عنهم.

وقال بلينكن في مؤتمر صحفي في واشنطن "ليس مفاجئا أن نواجه مسألة غير محسومة في عملية ومفاوضات كانت صعبة ومحفوفة بالمخاطر... نحن نعمل على حل هذه المسألة غير المحسومة في هذا الوقت الذي نتحدث فيه".

وذكر مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه إن الأطراف تحرز تقدما جيدا للتغلب على آخر المعوقات.

وأضاف لرويترز "أرى أن الأمر سيكون على ما يرام".

لماذا تأخرت موافقة إسرائيل على اتفاق غزة
أفادت هيئة البث الإسرائيلية، نقلًا عن مصدر مطّلع على تفاصيل المفاوضات، بأن تأخير الإعلان الرسمي من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن صفقة المختطفين مرتبط بالأزمة مع رئيس حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش، إضافةً إلى جهود نتنياهو لضمان استقرار حكومته بعد الموافقة على الاتفاق.

وكان المسؤول قد قال في وقت سابق إن الخلاف يتعلق بأسماء عدد من الأسرى الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم.

وقال المسؤول إن بريت ماكغورك مبعوث الرئيس جو بايدن وستيف ويتكوف مبعوث الرئيس المنتخب دونالد ترامب يعملون في الدوحة مع وسطاء مصريين وقطريين من أجل حل الخلاف.

والمفاوضات المعقدة، التي جرت بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة، شهدت لحظات حرجة مع تبادل الاتهامات بين الأطراف. 

وبينما أرجأت إسرائيل اجتماع حكومتها للتصديق على الاتفاق، اتهمت حماس بتقديم مطالب إضافية.

وفي غزة، ألقت الضربات الجوية الإسرائيلية بظلال من الحزن والغضب على السكان، حيث قتل أكثر من 86 شخصا منذ الإعلان عن الهدنة.

وفي إسرائيل، هدد وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بالاستقالة إذا تمت الموافقة على الاتفاق، ما يبرز الانقسامات العميقة داخل الحكومة. 

وفي الوقت نفسه، أعربت المعارضة بقيادة، يائير لابيد، عن دعمها للاتفاق لضمان عودة الرهائن.

والاتفاق، الذي يهدف إلى إنهاء حرب مدمرة استمرت 15 شهرا، يتضمن إطلاق سراح 33 رهينة في المرحلة الأولى، تشمل النساء والأطفال وكبار السن. 

ومع ذلك، أثار استبعاد أسماء بعض المحتجزين استياء عائلاتهم، ما ألقى بظلال من القلق على تنفيذ الاتفاق.

وفي غزة، دعا السكان إلى التعجيل بتنفيذ الهدنة، محذرين من أن التأخير قد يفاقم المعاناة. 

ومع تصاعد التوترات، تتجه الأنظار إلى يوم الأحد، حيث يتوقع أن يكون وقف إطلاق النار اختبارا حاسما لجهود إنهاء الحرب في غزة التي استمرت لأكثر من عام.