عملية اغتيال السادات نفذت بواسطة مجموعة من الضباط في الجيش المصري يقودهم الملازم أول خالد الإسلامبولي
عملية اغتيال السادات نفذت بواسطة مجموعة من الضباط في الجيش المصري يقودهم الملازم أول خالد الإسلامبولي

أعاد اغتيال رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي، الجمعة، تسليط الضوء على حوادث الاغتيالات التي شهدها التاريخ وطالت مسؤولين كبار وهزت بقوة المشهد الدولي والسياسة الداخلية للعديد من الدول خلال المئة سنة الماضية.

خلال تلك الفترة شهد العالم اغتيالات سياسية متنوعة، لكن السمة المشتركة بينها هي استخدام لغة العنف لإسكات الآخرين للأبد، سواء بسبب حملهم لأفكار مختلفة أو نتيجة انتهاجهم سياسات مغايرة.

جون كينيدي

في 22 نوفمبر من عام 1963، اغتيل الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة جون كينيدي برصاص بندقية أثناء مرور موكبه في مدينة دالاس بولاية تكساس، حيث كان يركب سيارة مكشوفة برفقة زوجته جاكلين وحاكم ولاية تكساس جون كونالي.

اتهم العضو السابق بسلاح مشاة البحرية هارفي أوزولد بالوقوف خلف العملية، لكنه قتل بالرصاص بعد يومين في قبو قسم شرطة دالاس.

أنور السادات

اغتيل الرئيس المصري السابق أنور السادات وسط وزرائه وقادة الجيش في 6 أكتوبر عام 1981 خلال مشاركته بعرض عسكري في القاهرة للاحتفال بمرور ثماني سنوات على حرب أكتوبر عام 1973 ضد إسرائيل.

إلى جانب السادات، قتل في الهجوم سبعة أشخاص آخرين بينهم ضابط برتبة لواء أركان حرب.

نفذ عملية الاغتيال مجموعة من الضباط في الجيش المصري يقودهم الملازم أول خالد الإسلامبولي الذي حكم عليه بالإعدام رميا بالرصاص لاحقا في أبريل 1982. الدافع الرئيس للهجوم كان نتيجة توقيع السادات اتفاق سلام مع إسرائيل.

رفيق الحريري

اغتيل رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري في 14 فبراير 2005، بتفجير سيارة ملغومة استهدفت موكبه وسط بيروت وخلفت حفرة هائلة ودمرت واجهات المباني المحيطة بالمنطقة.

لقي 21 شخصا بخلاف الحريري مصرعهم في الانفجار الذي وقع خارج فندق سان جورج. وكان من بين الضحايا حراس الحريري وبعض المارة ووزير الاقتصاد السابق باسل فليحان.

في 2011 أعلنت محكمة دولية مكلفة بالتحقيق تورط أربعة من أعضاء حزب الله المدعوم من طهران في عملية الاغتيال وتم توجيه الاتهام إلى عضو خامس في الحزب في 2012.

محمد بوضياف

في 29 يونيو عام 1992 اغتيل الرئيس الجزائري الأسبق محمد بوضياف بعد خمسة أشهر فقط من توليه منصبه.

تعرض بوضياف وهو أحد رموز الثورة الجزائرية ضد الفرنسيين وكان يلقب أيضا بـ" سي الطيب الوطني"، لإطلاق النار أثناء إلقائه خطابا بمدينة عنابة على الهواء مباشرة.

نفذ عملية الاغتيال أحد حراسه وهو ضابط في القوات الخاصة الجزائرية يدعى مبارك بومعرافي، حيث ظلّت ملابسات اغتياله غامضة، واتهم البعض المؤسسة العسكرية بتنفيذها.

 

فيصل بن عبد العزيز

 

في 25 مارس من عام 1975 اغتيل العاهل السعودي الملك فيصل بن عبد العزيز بالرصاص على يد ابن أخيه الأمير فيصل بن مساعد الذي أعدم في وقت لاحق.

وقعت الحادثة عندما كان الملك فيصل يعقد مجلسا في القصر الملكي في الرياض بحضور وفد كويتي، حينها أخرج القاتل مسدسا من ردائه وأطلق النار على رأس الملك ثم ألقى بالمسدس بعيدا.

اختلفت الآراء بشأن دوافع القاتل، حيث تحدثت تقارير أنه كان مختلا عقليا أو متعاطيا للمخدرات، فيما ذكرت تقارير أخرى أنه قتل عمه لأنه يعتقد أنه كان مسؤولا عن مصرع شقيقه المتعصب الديني الذي قُتل على يد رجال الأمن أثناء محاولته اقتحام مقر التلفزيون السعودي بالسلاح.

 

إسحاق رابين

اغتيل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين بالرصاص على يد ناشط يميني متطرف في 5 نوفمبر من عام 1995، خلال مهرجان وسط مدينة تل أبيب لدعم عملية السلام واتفاقات أوسلو. 

وتعرض رابين لانتقادات عنيفة من معارضي توقيعه على اتفاقات أوسلو للسلام مع الفلسطينيين عام 1993 التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية وتنازل لها عن سيطرة محدودة على أجزاء من الضفة الغربية وقطاع غزة.

تباهى القاتل بعمله ولم يعرب عن الأسف أو الندم وحكم عليه لاحقا بالسجن المؤبد.

أنديرا غاندي

في 31 أكتوبر عام 1984، اهتزت الهند على وقع حادثة اغتيال "سيدة الهند الحديدية" أنديرا غاندي التي تعتبر أول امرأة تشغل منصب رئاسة الوزراء في تاريخ الهند.

نفذت عملية الاغتيال في أعقاب عملية عسكرية شنها الجيش الهندي بأمر منها ضد معبد للسيخ قتل خلالها المئات من السيخ الذين كانوا يطالبون بدولة ذات حكم ذاتي.

أطلق حارسان شخصيان لغاندي، وكانا من السيخ، أكثر من 30 رصاصة عليها من مسافة قريبة فأردياها قتيلة في الحال داخل مكتبها بنيودلهي.

بينظير بوتو

تسبب اغتيال زعيمة المعارضة الباكستانية بينظير بوتو بدخول البلاد في غمار اسوأ أزمة لها خلال تاريخها في تلك الفترة.

وأثار مقتلها، الذي حصل نتيجة هجوم انتحاري خلال تجمع انتخابي في مدينة روالبندي في 27 ديسمبر عام 2007، موجة من العنف لاسيما في إقليم السند مسقط رأسها.

تم توجيه الاتهام لقادة في حركة طالبان باكستان بالوقوف خلف العملية، بالإضافة لتحميل السلطات العسكرية أنذاك مسؤولية التقصير في توفير الحماية لها.

بوتو شغلت منصب رئيسة وزراء باكستان خلال الفترة من 1988 وحتى 1990، ثم من 1993 وحتى 1996، وهي أول امرأة تشغل هذا المنصب في تاريخ باكستان.

بارك تشونغ هي

اغتيل زعيم كوريا الجنوبية، بارك تشونغ هي، في 26 أكتوبر عام 1979 على يد صديقه ورئيس مخابراته كيم شي جيو، بعد مأدبة عشاء بينهما شهدت خلافا حادا.

حتى هذه اللحظة لا يعرف الدافع الحقيقي وراء عملية الاغتيال، لكن بعض التقارير تحدثت أن كيم كان يأمل أن يؤدي موت الرئيس، المعروف بديكتاتوريته، إلى تعزيز الديموقراطية في البلاد.

جوفينيل مويس

اغتيل رئيس هايتي جوفينيل مويز على يد مجموعة من المسلحين في مقر إقامته في 7 يوليو 2021. 

مويز مقاول سابق أسس عددا من الأنشطة التجارية في شمال البلاد التي يتحدر منها. ودخل معترك السياسية في 2017 بشعار إعادة بناء الدولة الفقيرة. 

أعلنت شرطة هايتي أن المجموعة المسلحة المسؤولة عن اغتيال الرئيس تتكون من 26 كولومبيا وأميركيَين اثنين يتحدران من هايتي.

الملابس الصينية السريعة

توفر شركات الموضة الصينية منتجات شبيهة بأحدث منتجات دور الأزياء العالمية، بأسعار زهيدة مغرية. لكن السؤال: هل يمكن تحمل تكاليفها؟

يقول إينار تنجين، الخبير في الشأن الصيني، إن شركات الأزياء الصينية تلاحق آخر صيحات الموضة، وتقدم منتجا يشبه ما يراه الناس في عروض الأزياء في نيويورك أو ميلان، على سبيل المثال، وبسعر متاح على نطاق واسع، رغم أن المنتج ليس بنفس الجودة.

لكن الجودة، هنا، لا تتعلق بمتانة المنتج أو تميزه حِرفيا، فحسب.

السموم

تعتمد كبريات علامات الأزياء الصينية، بشكل كبير، على الألياف الصناعية ـ البوليستر والنايلون والاكليريك ـ وموادة مستخلصة من البتروكيمياويات.

تشكل المواد الداخلة في صناعة تلك الأقمشة ـ وفق دراسة لمؤسسة "Plastic Soup" ـ خطرا كبيرة على صحة المستهلك.

ما يقرب من 70 في المئة من ملابس علامات الأزياء التجارية الصينية، ومعظم المفروشات والستائر والسجاد مصنوعة البوليستر والنايلون والأكريليك، وبمجرد استنشاقها، وفق الدراسة، يمكن للألياف الاصطناعية أن تخترق أنسجة الرئة وتسبب التهابا مزمنا. 

وتربط تقارير علمية بين المواد الصناعية المستخدمة في صنع الأقمشة بأمراض مثل السرطان وأمراض القلب والربو والسكري. 

ويمكن لجزيئات تلك المواد أن تصل، إذ نستنشقها، إلى الكبد والقلب والكلى والمخ، وحتى إلى الأجنة في الأرحام.

في خريف 2021، كشفت تحقيقات صحفية، في كندا، وجود مواد ضارة في الملابس التي يقتنيها الكنديون عبر مواقع التسوق الصينية. 

في سترة أطفال تم شراؤها من موقع Shein الصيني، اثبتت الاختبارات وجود ما يقارب 20 ضعفا من كمية الرصاص المسموح بها قانونية لأسباب صحية. 

وبحسب موقع وزارة الصحة الكندية، يتسبب الرصاص بأضرار في الدماغ والقلب والكلى والجهاز التناسلي. 

الرضّع والأطفال والحوامل هم الحلقة الأضعف والأكثر عرضة للخطر. 

رغم أن الرصاص عنصر طبيعي يمكن  العثور عليه في البيئة المحيطة، تتجاوز نسبته في الملابس الصينية، وفق نتائج الدراسة، مستويات التلوث البيئي، أو الكميات الصغيرة التي تتعرض لها الملابس عن غير قصد أثناء عمليات التصنيع. 

إثر التحقيقات الكندية، أعلنت شركة Shein سحب قطع ملابس، وأكد المتحدث باسم الشركة "الامتثال لمعايير السلامة"، الا أن الاتهامات تصاعدت لتطال كبريات منصات التسوق الصينية، مثل TEMU وAli Express. 

وأكدت نتائج فحوص مختبرية، أجريت في كوريا الجنوبية وفرنسا، ارتفاع نسب المواد السامة في منتجات الموضة السريعة الصينية. 

يقول نيكولاس لوريس، الخبير في شؤون الطاقة والسياسات البيئية إن مواد سامة تُستخدم في جميع أنواع الصناعات تقريبا، لكن ضمن معايير محددة تحمي العمال والمستهلكين، وتحافظ على البيئة. 

"مشكلة النموذج الصيني هي أنهم يتجاهلون كل هذه المعايير، وهنا يكمن الخطر الحقيقي". 

إغراء الأسعار

التقارير عهن سموم المواد البيتروكيمياوية لم تحُل دون تهافت الزبائن ـ حول العالم ـ على الصناعات الصينية. 

الأسعار مغرية.

لهذا، تسبق الصين دول العالم في إنتاج الأنسجة وتصديرها.

في عام 2022، شكلت صادرات الصين من المنسوجات 43 في المئة من الصادرات العالمية. وفي عام 2023، أنتجت الصين 19.36 مليار قطعة ملابس. وبلغ حجم صادرات الصين عام 2024 أكثر من 301 مليار دولار.

وساهمت شركات الموضة السريعة الصينية على نحو كبير في تحقيق هذا التفوق. وبحسب أرقام منظمة التجارة العالمية، تشحن شركتا TEMU وShein مجتمعتين، حوالي 9000 طن من البضائع إلى دول حول العالم يوميا، أي ما يساوي حمولة 88 طائرة بوينغ عملاقة. 

تقول هدى حلبي، وهي حرفية متخصصة في الخياطة، إن البضاعة الصينية اليوم تغزو العالم، لكن غالبيتها غير صالحة للخياطة. "لا تملك الناس المال لشراء النوعية الجيدة للأقمشة ولذلك تشتري الأرخص وسرعان ما يقومون برميه".

وفرة نفايات

ما يظنه المستهلك توفيرا، يدفعه أضعافا، تقول حلبي، في سباق محموم للحاق بصيحات الموضة السريعة. وتضيف دارين شاهين، إعلامية، خبيرة موضة لبنانية، أن الدخول في لعبة الترند والموضة يجعلنا ندفع بضع دولارات على بعض الألبسة لنقوم بالنهاية برميها إلى النفايات. 

وتتابع حلبي أن "الأزياء التي تعتمد على الكلاسيكية، الأزياء البطيئة، هي قطع ممكن شراؤها من ماركات عالمية، وهي غالبا تكون أسعارها مكلفة أكثر، ولكن بطبيعة الحال تكون أنواع القماش من مواد صديقة للبيئة، مثل القطن العضوي، ويكون عمر هذه القطعة أطول، ويمكن أن نرتديها أكثر من ثلاثين مرة من دون رميها".

"إنتاج ضخم + ملابس قصيرة العمر = ملايين الأطنان من نفايات الملابس سنويا على مستوى العالم؛" معادلة بسيطة، وفق ما يؤكده لـ"الحرة" سامي ديماسي، مدير برنامج الأمم المتحدة للبيئة في غرب آسيا.

 يتم التخلص من 92 مليون طن من نفايات المنسوجات سنويا، يقول ديماسي، "أي ما يعادل شاحنة قمامة مليئة بالملابس كل ثانية".

ويشير تقرير لموقع Firstpost الإخباري أن الصين هي المصنِّع والمستهلك الأكبر للملابس في العالم، وهي أيضا المساهم الأعلى في نفايات المنسوجات. ينتهي المطاف سنويا بحوالي 26 مليون طن من الملابس في مكبات النفايات ـ معظمها منسوج من مواد صناعية غير قابلة لإعادة التدوير.

عدم قابلية الألياف الصناعية على التحلل عضويا، وصعوبة إعادة تدويرها، جعلا من المكبات والمحارق، المستقر النهائي لنفايات الملابس.

تؤكد تقارير دولية أن كميات قليلة من هذه النفايات تم التخلص منها بطرق آمنة. ويقول ديماسي لـ"الحرة" إن 8 في المئة فقط من ألياف المنسوجات في عام 2023 صُنعت من مواد أعيد تدويرها، وأقل من واحد بالمئة من إجمالي سوق الألياف مصدره منسوجات أعيد تدويرها، "وهذا يبيّن أن هناك كثيرا من المنسوجات التي لا يعاد تدويرها، ترمى في النفايات، أو تحرق أو ترمى في المياه".

ألوان الأنهار

إلقاء نفايات الملابس في المسطحات المائية ليس سوى مصدر من مصادر  التلوث في الصين. فمصانع الأزياء تتخلص من ملايين الأطنان من المياه الملوثة في المجاري المائية. 

ومن المفارقات الشائعة ـ المقلقة ـ في الصين، أنه يمكن التنبؤ بألوان موضة الموسم من خلال متابعة مياه الأنهار. ويؤكد تقرير لمجلة "فوردهام" للقانون الدولي أن (70%) من البحيرات والأنهار (و90%) من المياه الجوفية في الصين ملوثة، ما يهدد الحياة البرية وإمكانية وصول المواطنين إلى مياه نظيفة. 

وتقدّر مجموعة البنك الدولي أن ما بين (17% و 20%) من التلوث الصناعي للمياه في الصين ناتج عن عمليات صباغة ومعالجة المنسوجات. 

علاوة على ذلك، تحتوي المياه في الصين على 72 مادة كيميائية سامة مصدرها صباغة المنسوجات؛ 30 مادة منها لا يمكن إزالتها من المياه.

ألوان الهواء

يقول مدير برنامج الأمم المتحدة للبيئة في غرب آسيا، سامي ديماسي، لـ"الحرة" إن سلسلة قيمة المنسوجات، كل عام، تشير إلى أنها مسؤولة عن نحو 8 في المائة من انبعاثات غازات الدفيئة التي تسبب الاحتباس الحراري. 

لا تقتصر المسألة على الأضرار البيئة اليوم، يقول ديماسي؛ الأضرار ستمتد لعقود قادمة. "والأجيال الشابة التي ترى في الموضة السريعة فرصة لشراء منتجات رخيصة جدا، يفرحون بها أمام أصدقائهم، لا يدركون التكلفة الاقتصادية والبيئية لتلك الصناعة". 

رغم كل هذه الآثار البيئية، تبقى العروض المغرية والأسعار التي تصعب مقاومتها، أحد الأسباب وراء لجوء المستهلكين إلى مواقع التسوق الصينية.

فهم يستطيعون تحمل تكاليفها، لكن ـ مرة أخرى ـ يبقى السؤال قائما: هل يستطيعون بالفعل؟