في ذروة موسم الحج، أصدرت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، السبت والأحد، عدة قرارات تتعلق بإعفاءات وإقالات وتعيينات جديدة لمسؤولين في عدة قطاعات، ولم يتم توضيح جميع الأسباب التي دفعت الرئاسة لاتخاذ هذه القرار في هذا الوقت تحديدا.
وفقا لبيان لـ"رئاسة الحرمين"، فقد قرر الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ عبد الرحمن السديس، إعفاء مدير المركز الإعلامي لـ"قصور أدائه في إبراز جهود الرئاسة (..) في خدمة ضيوف الرحمن".
وشملت الإقالات التي تم الإعلان عنها، الأحد، مساعد مدير عام الإنتاج المرئي والمسموع ومدير مركز الإنتاج المرئي أيضا.
وأصدر السديس، السبت، قرارا بإعفاء مدير عام الإدارة العامة لشؤون المسعى والساعين، ومساعده، من منصبيهما، وذلك بعد "جولة تفقدية مفاجئة، لتقصيرهما في أداء مهامها في ذروة توافد ضيوف الرحمن"، وفقا لبيان لـ"رئاسة الحرمين".
وشدد الرئيس العام لشؤون الحرمين على أن "الرئاسة لن تتهاون في أي تقصير وعلى الجميع العمل والجد والاجتهاد"، وهناك "ضرورة لتقديم الخدمات لضيوف الرحمن وإبرازها وفق معايير عالية وبجودة مميزة".
حرب على الفساد
وأثارت تلك القرارات تساؤلات حول أسباب اتخاذ تلك الإجراءات، ولماذا جاءت في هذا التوقيت تحديدا؟
يعتبر الكاتب والمحلل السياسي السعودي، مبارك آل عاتي، أن هذه القرارات تأتي من "باب تصحيح الأوضاع ومواجهة القصور ومحاربة الفساد والمفسدين".
وأشار آل عاتي في تصريحات لموقع "الحرة" إلى أنه تم اتخاذ تلك الإجراءات بشكل سريع وعاجل، لإعادة "ترتيب إدارة شؤون الحرمين" بهدف "معالجة الخلل بعد رصده"، وذلك في سبيل تقديم الخدمات للحجاج في أفضل صورة.
من جهته، يرى أستاذ الدراسات السياسية والاستراتيجية السعودي، محمد بن صالح الحربي أن تلك القرارات تؤكد متابعة الدولة وأجهزتها الحكومية المعنية بالحج لجميع الإدارات التي تعمل تحت مظلتها.
وقال لموقع "الحرة" إن السعودية تسعى لتقديم جميع الخدمات للحجاج منذ لحظة قدوهم وحتى مغادرتهم "على أكمل وجه" ضمن خطة الحج الشاملة.
وأشار إلى أن السلطات السعودية تدرس "إيجابيات وسلبيات" كل موسم حج، للاستفادة منها في الموسم المقبل، وذلك في إطار خطة السعودية 2030 الهادفة للوصول إلى 30 مليون معتمر و 5 ملايين حاج.
وكانت الهيئة العامة للإحصاء في السعودية أعلنت أن عدد حجاج موسم العام الحالي تجاوز 899 ألف حاج.
وكشفت الهيئة أن 87 في المئة من الحجاج قدموا من خارج السعودية، بما يقارب 780 ألف حاج، فيما بلغ عدد حجاج الداخل أكثر من 119 ألف حاج.
وأوضحت الهيئة في "بيان" أن 54 في المئة من الحجاج كانوا من الذكور، وبعدد تجاوز 486 ألف حاج، وحوالي 413 ألف حاجة من النساء.