قرار إعادة فتح معبر اللنبي/جسرالملك حسين على مدار الساعة لم يتم تنفيذه بعد
قرار إعادة فتح معبر اللنبي/جسرالملك حسين على مدار الساعة لم يتم تنفيذه بعد

يعاني المسافرون عبر جسر الملك حسين، المعروف باسم جسر اللنبي، والذي يربط الأردن مع الضفة الغربية، من مشكلة الاكتظاظ، نتيجة عودة المعبر إلى العمل بعد فترة إغلاق طويلة نتيجة أزمة كورونا.

وقال وزير الداخلية الأردني، مازن الفراية، الثلاثاء، إن "الأردن يعمل على حل مشكلة الاكتظاظ (...) والناجمة عن عدم استجابة الجانب الإسرائيلي للتعامل مع الأعداد المتزايدة"، وفقا لوكالة "بترا" الرسمية.

وذكرت الوكالة أن تصريحات الوزير جاءت "خلال جولة تفقدية قام بها، فجر الثلاثاء، إلى جسر الملك حسين"، وقال إنه "ستكون هناك حلول آنية ومتوسطة وبعيدة المدى من شأنها أن تفضي إلى حل معظم المشاكل التي يعاني منها المسافرون خاصة تلك المتعلقة بالجوانب الإنسانية واللوجستية".

وأضاف أن "المعبر يشهد اكتظاظا غير مسبوق بأعداد المسافرين، وذلك بسبب انقطاع السفر لمدة عامين نتيجة أزمة كورونا، وعطلة المدارس، وعودة المغتربين، وفترة الصيف"، مشيرا إلى أن "الجسر يرتاده يوميا أكثر من عشرة آلاف مسافر لا يدخل منهم إلا النصف تقريبا نتيجة الإجراءات الإسرائيلية من حيث قصر أوقات الدوام لديهم وأعداد الموظفين".

وفيما يتعلق بالحلول الآنية، أوضح الفراية أنه "ستكون هناك وسائل جديدة لبيع التذاكر بأماكن محددة في العاصمة عمان وباقي المحافظات (...) بدلا من بيعها في المعبر وضمن الأعداد التي يستطيع الجانب الإسرائيلي استيعابها، وذلك بالاتفاق مع شركات النقل المعنية (...) لتنظيم حركة المسافرين ومنع الازدحام".

وأشار إلى أنه "سيتم بعد أسبوعين إطلاق منصة إلكترونية يستطيع من خلالها المسافر عبر جسر الملك حسين الحصول على التذكرة إلكترونيا دون اللجوء إلى أماكن البيع للتسهيل على المسافرين وذلك بالتشارك مع الأجهزة المعنية".

من جهتها، قالت إسرائيل إنه "لم يتم بعد إنهاء الترتيبات اللوجستية"، في معبر اللنبي، بحسب ما نقل مراسل الحرة في القدس.

وبحسب وزارة المواصلات الإسرائيلية، فإن "وزيرة النقل والمواصلات الإسرائيلية ميراف ميخائيلي، كانت وفريقها على اتصال منذ عدة أشهر بمسؤولين أميركيين وفلسطينيين ومغاربة لفتح معبر اللنبي بين إسرائيل والأردن على مدار الساعة، 24 ساعة في اليوم و7 أيام في الأسبوع".

وذكرت الوزارة أنه "تم إحراز تقدم إضافي في هذه المبادرة مع زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل، ومن المتوقع أن تدخل حيز التنفيذ بمجرد اتخاذ الترتيبات اللوجستية بما في ذلك تأمين العناصر اللازمة لتمديد ساعات العمل".

وقالت الوزارة إن "هذه الخطوة هي واحدة من سلسلة خطوات روجت لها الوزيرة ميخائيلي، التي تشمل حقيبتها المعابر الحدودية المدنية الإسرائيلية، بهدف تعزيز العلاقات والتعاون الإقليمي".

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني في وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية (FCDO) في لندن في 10 سبتمبر 2024.
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني في وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية (FCDO) في لندن في 10 سبتمبر 2024.

حمّل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء إسرائيل مسؤولية مقتل ناشطة أميركية-تركية بالرصاص خلال احتجاج ضد الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة الأسبوع الماضي، معتبرا أن على الجيش الإسرائيلي القيام بـ"تغيير أساسي" في كيفية تنفيذ عملياته.

من جهته، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنّ مقتل الناشطة كان "حادثا عرضيا على ما يبدو".

وقال بايدن "على ما يبدو كان حادثا عرضيا، لقد ارتدّت (الرصاصة) عن الأرض وأصيبت (الناشطة) عرضا".

وأكد بلينكن أن بلاده ستثير قضية الناشطة على أعلى المستويات مع حليفتها التقليدية إسرائيل، بعدما اقتصر ردّ فعلها خلال الأيام الماضية على دعوة إسرائيل للتحقيق.

وأتت تصريحات الوزير الأميركي بعيد إعلان الجيش الإسرائيلي أنه من "المرجح جدا" أن تكون نيرانه هي التي قتلت الناشطة عائشة نور أزغي إيغي "بشكل غير مباشر وغير مقصود" خلال الاحتجاج.

وقال بلينكن في لندن إن التحقيق وروايات شهود العيان تؤشر بوضوح إلى أن "مقتل الناشطة كان غير مبرر".

وشدد على أن "أحدا لا يجب أن يتعرض لإطلاق النار ويُقتل لمشاركته في احتجاج. ما من أحد يجب أن تتعرض حياته للخطر لمجرد تعبيره عن رأيه بحرية".

وأضاف "في رأينا أن قوات الأمن الاسرائيلية تحتاج إلى القيام ببعض التغييرات الأساسية في كيفية تنفيذ عملياتها في الضفة الغربية، بما يشمل تغييرات لقواعد الاشتباك لديها".

وتابع "لدينا مواطنة أميركية ثانية قتلت بيد قوات الأمن الإسرائيلية. الأمر غير مقبول، ويجب أن يتغيّر".

وجدّد بلينكن مخاوف واشنطن من غياب العواقب للمستوطنين الإسرائيليين الذين يشنون هجمات تطال الفلسطينيين في الضفة الغربية تصاعدت وتيرتها منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة قبل 11 شهرا.

أصيبت عائشة نور إزغي إيغي (26 عاما) "برصاصة في الرأس" خلال مشاركتها في تظاهرة في بيتا قرب نابلس بشمال الضفة الجمعة. 

واتهمت عائلتها الجيش الإسرائيلي بقتلها "بطريقة غير قانونية وعنيفة"، وطالبت بإجراء "تحقيق مستقل".

كانت إيغي منتسبة إلى حركة التضامن الدولية المؤيدة للفلسطينيين التي قالت إنها كانت في بيتا الجمعة في إطار تظاهرة أسبوعية ضد الاستيطان.

"غير مباشر وغير مقصود"

وقال الجيش الإسرائيلي الثلاثاء إنه "المرجح جدا" أن تكون نيرانه قتلتها "بشكل غير مباشر وغير مقصود".

وأكد أن التحقيق خلص الى أن نيرانه "لم تكن موجهة إليها بل كانت موجهة إلى المحرض الرئيسي للشغب" خلال تظاهرة قرب نابلس، بحسب بيان الجيش.

وقال إن إطلاق النار استهدف "أحد المحرضين الرئيسيين على أعمال العنف الذي رشق القوات بالحجارة وشكل تهديدا لها"، وإن الناشطة قتلت "خلال أعمال عنف قام خلالها عشرات الفلسطينيين المشتبه بهم بإحراق الإطارات ورشق قوات الأمن بالحجارة".

لكن عائلة الناشطة رفضت رواية الجيش للأحداث، ووصفت التحقيق الأولي بأنه "غير كاف على الإطلاق". 

وقالت في بيان "كانت إيغي تحتمي في بستان زيتون عندما أصيبت في رأسها برصاصة أطلقها جندي إسرائيلي، ولا يمكن تفسير هذا على أنه أي شيء آخر غير هجوم متعمد ومستهدف ودقيق من قبل الجيش ضد مدني أعزل".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال الإثنين إن بلاده ستبذل كل ما في وسعها "لكي لا يمر مقتل عائشة نور إزغي من دون عقاب".

وقالت حركة التضامن الدولية التي كانت الناشطة تنتمي إليها السبت إن المزاعم بأن النشطاء رشقوا الجيش الإسرائيلي بالحجارة "كاذبة".

تحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ العام 1967 وكثّفت قواتها العمليات في المنطقة منذ اندلاع الحرب في غزة بعد هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وقتلت القوات الإسرائيلية ومستوطنون إسرائيليون  662 فلسطينيا على الأقل في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وقُتل 23 إسرائيليا على الأقل، بينهم عناصر أمن، في هجمات نفّذها فلسطينيون في المنطقة خلال الفترة ذاتها، بحسب مسؤولين إسرائيليين.

وأكد بلينكن الثلاثاء مواصلة الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، مقرا بوجود تباينات "بالغة الصعوبة" بين طرفي الحرب.

ورأى أن من مصلحة الجميع إبرام اتفاق يتيح "تبريد الأجواء" في غزة، مضيفا "من الواضح أنه في صالح إسرائيل".