تظاهر آلاف الطلاب بعد ظهر الثلاثاء في العاصمة كولومبو
تظاهر آلاف الطلاب بعد ظهر الثلاثاء في العاصمة كولومبو

انتخب البرلمان السريلانكي، الأربعاء، رئيس الوزراء، رانيل ويكريميسينغه، رئيسا للبلاد خلفا لغوتابا راجابكسا الذي استقال الأسبوع الماضي بعد فراره إلى الخارج.

وأظهرت نتائج رسمية أن ويكريميسينغه حصل على 134 صوتا في اقتراع برلماني تنافس فيه ثلاثة مرشحين، وفقا لـ"فرانس برس".

وقد حصل منافسه الرئيسي وزير التربية السابق دولاس الاهابيروما على 82 صوتًا، أما المرشح الثالث وهو اليميني أنورا ديسانايمه فلم ينل سوى ثلاثة أصوات، ما أعطى ويكريميسينغه الغالبية المطلقة من الأصوات.

وكان رانيل ويكريميسينغه قد تولى رئاسة الوزراء في سريلانكا ست مرات.

وتفتقر الجزيرة البالغ عدد سكانها 22 مليون نسمة وتخلفت في أبريل عن سداد دينها الخارجي إلى العملات الأجنبية لتمويل الواردات الأساسية وتأمل التوصل إلى خطة انقاذ مع صندوق النقد الدولي. ويبلغ الدين الخارجي 51 مليار دولار.

وكان غوتابايا راجابكسا فر من القصر الرئاسي بعدما اقتحمته حشود غاضبة في التاسع من يوليو ولجأ إلى المالديف ومنها إلى سنغافورة حيث أعلن استقالته.

وشكل سقوط حكمه نكسة لعائلته التي تهيمن على الحياة السياسية في البلاد منذ حوالى عشرين عاما بعد استقالة شقيقيه في وقت سابق من السنة من منصبي رئيس الوزراء ووزير المال.

ويحظى ويكريميسينغه بدعم حزب راجابكسا الذي يمتلك أكبر عدد من النواب في البرلمان. ولا يزال الرئيس السابق ماهيندا راجابكسا الشقيق الأكبر لوغوتابايا وزعيم العائلة، في البلاد وتفيد مصادر في الحزب أنه يمارس ضغوطا على النواب لدعم رئيس الوزراء في الاقتراع الرئاسي.

وتظاهر آلاف الطلاب بعد ظهر الثلاثاء في العاصمة كولومبو احتجاجا على ويكريميسينغه البالغ 73 عاما والذي تولى رئاسة الوزراء ست مرات. وهم يعتبرونه حليفا لعائلة راجابكسا وحاميا لها.

عائلة سورية تغادر قاعدة حميميم عائدة إلى قريتها
عائلة سورية تغادر قاعدة حميميم عائدة إلى قريتها

يواصل سكان الساحل السوري، الذين لجأوا إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية هربًا من أعمال العنف الطائفي التي اجتاحت المنطقة الأسبوع الماضي، العودة تدريجيًا إلى قراهم المدمرة، بينما يفضل آخرون البقاء داخل القاعدة خوفًا على حياتهم، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز.

وأفادت الوكالة أن آلاف العلويين فروا إلى حميميم بعد هجمات دامية استهدفت بلداتهم وقراهم، وأسفرت عن مقتل المئات، لافتة إلى أن بعضهم بدأ بالعودة بعد استقرار الوضع جزئيًا، بينما ما زال آخرون يخشون المخاطرة بالعودة.

من جانبها، ذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن حوالي 9000 شخص احتموا بقاعدة حميميم الجوية، والتي أنشأتها موسكو في العام 2015 لدعم نظام الأسد. 

وأوضحت أن موسكو تسعى الآن إلى بناء علاقات مع القيادة السورية الجديدة، إلا أن مصير القاعدة الروسية في حميميم والقاعدة البحرية في طرطوس لا يزال غير واضح.

وفي تصريحات لأحمد عبد الرحمن، المسؤول الأمني في الحكومة السورية المؤقتة، أكد أن 1500 شخص ما زالوا في القاعدة الجوية، مشيرًا إلى أن قوات الأمن تعمل على تأمين المنطقة من "فلول النظام البائد والعصابات التخريبية".

وأضاف: "نحن نعمل على تأمين المنطقة من فلول النظام والعصابات المسلحة، حتى يتمكن السكان من العودة إلى منازلهم وقراهم المحيطة بالمطار".

مطالبات بالمحاسبة

وقد شهد الأسبوع الماضي تصاعدًا في العنف، بعد أن أعلنت السلطات السورية المؤقتة أن قواتها الأمنية تعرضت لهجوم من مسلحين موالين للرئيس السابق بشار الأسد، الذي ينتمي للطائفة العلوية، ما أدى إلى سلسلة من الهجمات الانتقامية، وصفتها رويترز بأنها "أسوأ أعمال عنف طائفي منذ سقوط الأسد في ديسمبر الماضي".

وأسفرت هذه المواجهات عن عمليات قتل واسعة النطاق ضد العلويين، وسط مطالبات بمحاسبة المسؤولين عن المجازر.

وفي هذا السياق، تعهد الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، بملاحقة المتورطين في الجرائم الأخيرة.

ووفقًا لتقارير إعلامية سابقة، فقد لجأ بعض العلويين إلى لبنان خوفًا من استمرار عمليات القتل والاضطهاد، بينما فضل آخرون الاحتماء داخل حميميم إلى حين ضمان سلامتهم.

ووسط هذه التطورات، تتعالى الأصوات داخل الطائفة العلوية للمطالبة بتدخل دولي لحمايتهم. 

وفي هذا الصدد، ناشدت فلك عيسى (60 عامًا)، التي كانت ضمن مجموعة غادرت القاعدة الجوية للعودة إلى قريتها، المجتمع الدولي قائلة: "صار كل أنواع القصف بالقنابل والرشاشات اللي بدك إياها، كل أنواع الأسلحة... رعب حقيقي بكل معاني الكلمة".

وتحدثت رنا (34 عامًا)، وهي من قرية الصنوبر، عن فرارها إلى حميميم مع عائلتها بعد سماع دوي إطلاق النار في قريتهم. وبعد أيام من اللجوء، قررت العودة أمس الخميس بناءً على تأكيد شقيقها بأن الأوضاع أصبحت أكثر أمانًا مع انتشار قوات الأمن الحكومية. ورغم عودتها، لا تزال المخاوف تسيطر عليها، قائلة: "الصراحة في خوف.. في خوف أكيد.. بس إن شاء الله بتكون الأمور للأمام أحسن... أملنا كبير إنه تكون أحسن".

وفي مشاهدات ميدانية لصحفيي رويترز، بدت المنطقة الساحلية السورية وكأنها شهدت اجتياحًا واسع النطاق؛ حيث انتشرت مشاهد المنازل والمتاجر المحترقة، والقرى المهجورة، مما يعكس حجم الدمار الذي خلفته أعمال العنف الأخيرة.