يوجد نحو 25 مليون طن من الحبوب عالقة في الموانئ الأوكرانية. أرشيفية - تعبيرية
يوجد نحو 25 مليون طن من الحبوب عالقة في الموانئ الأوكرانية. أرشيفية - تعبيرية

رغم إعلان الرئاسة التركية، الخميس، إن اتفاقا توصلت إليه أوكرانيا وروسيا يتعلق بتصدير الحبوب سيوقع الجمعة، تواجه  المسألة بعض التحديات والمشاكل، بحسب تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال".

ويهدف الاتفاق إلى إعادة استخدام البحر الأسود عبر ممرات مؤمنة، ووقف لإطلاق النار في مناطق العبور، وينص أيضا على عملية تفتيش للسفن التجارية، يرجح أن تقوم بها تركيا، لضمان عدم نقل أسلحة بواسطة السفن التي ستبحر إلى مدينة أوديسا لشحن الحبوب.

وتؤكد الصحيفة أن حل معضلات "إزالة الألغام في الموانئ" وتوفير "ممرات آمنة" لسفن الشحن ستكون أمرا أساسيا لضمان نجاح أي اتفاق يسمح بتصدير الحبوب، حتى لا تحجم شركات الشحن والملاحة البحرية وشركات التأمين خاصة تلك المملوكة للقطاع الخاص عن نقل الشحنات من المؤانئ الأوكرانية، وفقا لمسؤولين وتجار حبوب.

وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا وأوكرانيا قامتا بزرع ألغام بحرية في البحر الأسود، ما قد يشكل خطرا على حركة السفن في المنطقة. ونقل التقرير عن مسؤول أميركي لم تذكر اسمه أن كييف زادت من عدد الألغام قرب موانئها في الأسابيع الماضية للدفاع ضد هجمات روسية محتملة.

وخلال المباحثات حول تصدير الحبوب، طالبت أوكرانيا بضمانات أمنية دولية لمنع أي هجمات روسية بعد إزالة الألغام، ناهيك عن بحث ملف إجراءات تفتيش السفن الخاصة للتأكد من أنها لا تحمل معدات عسكرية، وفق الصحيفة.

وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن الهجمات الروسية على الموانئ الأوكرانية، ومنشآت تخزين الحبوب، تندرج ضمن "الاستراتيجية الحربية" لموسكو، وقال وكيل وزارة الخارجية الخارجية الأميركي، خوسيه فرنانديز، الأربعاء، "رأينا كيف يستخدم بوتين الغذاء كسلاح".

ومن شأن الاتفاق أن يتيح الإفراج عبر البحر الأسود عن الحبوب الأوكرانية العالقة بسبب الحرب مع تخفيف القيود عن تصدير الحبوب والأسمدة الروسية، وفق تقرير سابق لوكالة فرانس برس. 

وكانت ريبيكا غرينسبان، التي تترأس وكالة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية قد كلفت بالتفاوض لتخفيف القيود التي تطال بشكل غير مباشر تصدير الحبوب والأسمدة الروسية في ضوء العقوبات الدولية التي فرضت على موسكو وخصوصا من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وأفاد دبلوماسي لم يشأ كشف هويته لفرانس برس أن واشنطن وعدت أخيرا بضمانات لتتمكن شركات نقل من أن تؤمن لروسيا سفنا ذات حمولة كبيرة بهدف تصدير حبوبها وأسمدتها من دون أن تؤثر العقوبات على هذا الأمر.

ويؤمل أن يؤدي الاتفاق المرتقب إلى تراجع الأسعار التي ارتفعت في شكل كبير في الأشهر الاخيرة، حيث يوجد نحو 25 مليون طن من الحبوب عالقة في الموانئ الأوكرانية.

وتهدد الأزمة الغذائية التي نتجت من هذا الوضع العديد من الدول بخطر المجاعة، وخصوصا في إفريقيا جنوب الصحراء.

السعودية وإيران

ثلاثة أحداث في شهر أبريل الحالي يبدو أنها ستكون ممهدة لزيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المقررة إلى السعودية في منتصف شهر مايو المقبل.

الحدث الأول هو بدء المفاوضات الأميركية - الإيرانية حول برنامج إيران النووي، وهذه المفاوضات مستمرة لجولات مقبلة.

الحدث الثاني هو زيارة وزير الطاقة الأميركي، كريس رايت، إلى السعودية الأحد الماضي، وإعلانه التوصل إلى اتفاق مبدئي للتعاون في تطوير الصناعة النووية المدنية في المملكة.

ويتمثل الحدث الثالث في زيارة وزير الدفاع السعودي إلى إيران اليوم الخميس ولقائه بالمرشد الأعلى علي خامنئي، حاملا رسالة من الملك السعودي.

خامنئي قال في منشور على منصة أكس إن وزير الدفاع السعودي سلمه رسالة من ملك السعودية، وأضاف في منشور أن "العلاقات بين إيران والسعودية مفيدة للبلدين".

تتصل هذه المحطات الثلاث ببعضها البعض عبر خيط رفيع، وتشكل مقدمة لقراءة ما ستؤول إليه المنطقة في ظل المباحثات النووية مع إيران.

في ورقة بحثية نشرها الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، يربط سايمون هندرسون، بين زيارة وزير الطاقة الأميركي إلى السعودية وإبرامه اتفاقاً مبدئيا حول البرنامج النووي السعودي، وبين المفاوضات الأميركية الإيرانية التي تسابق الحل العسكري الذي لوح به الرئيس ترامب في حال فشل المفاوضات.

هندرسون يرى في ورقته أنه مع استمرار المفاوضات "يبقى دعم الولايات المتحدة لأي عمل عسكري إسرائيلي ضد إيران معلقاً بشكل أساسي"، بمعنى أن واشنطن تمانع من أن تقوم إسرائيل بأي ضربة عسكرية أحادية للبرنامج النووي الإيراني في الوقت الراهن مع استمرار المفاوضات.

ويشير هندرسون إلى "انخراط حلفاء واشنطن من دول الخليج العربية بشكل أكبر مع طهران في الأشهر الأخيرة ويبدو أنهم مترددون في دعم الضربات العسكرية ضد البرنامج النووي".

وهذا ما قد يفسر ربما زيارة وزير الدفاع السعودي إلى طهران في هذا التوقيت وقد يعطي فكرة عن محتوى الرسالة التي حملها من الملك إلى المرشد.

اندرسون يشرح في مقابلة خاصة مع موقع "الحرة" اعتقاده بأن التحرك الأميركي "النووي" تجاه السعودية قد يكون مزيجاً من الاهتمام بموضوع الطاقة ومن رسائل استراتيجية موجهة لإيران.

ويتابع اندرسون: "يتجلى شكي في هذا الموضوع داخل الإدارة هنا في واشنطن، حيث يبدو أنهم غير متأكدين من كيفية التعامل معه أيضاَ. ومع ذلك، سيكون من المفيد دبلوماسياً، أثناء التفاوض مع إيران، أن يشعر الجميع بأن واشنطن تهتم بأكثر من مجرد اتخاذ موقف صارم تجاهها (إيران). خاصةً أن المملكة العربية السعودية تسير في نفس الاتجاه، ولكن دون كل هذا الضجيج".

وبحسب اندرسون، فإن إدارة ترامب تركّز على المستويين المحلي والدولي، على إظهار القوة، وليس فقط التركيز على ملف الطاقة النووية.

ويضيف: "يأتي ذلك في توقيت يسبق بحوالي شهر الزيارة المرتقبة للرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط، بما في ذلك السعودية وقطر والإمارات. من المؤكد أن هناك علاقة بين الأمرين. لكن من يدري؟ دعونا ننتظر لنرى كيف ستتطور الأحداث".