غوغل
موسكو تتهم غوغل بالترويج للإرهاب والعنف ضد الروس. أرشيفية

أعلنت المناطق الانفصالية الأوكرانية، دونيتسك ولوهانسك، أنه سيتم حظر محرك البحث غوغل، بعد اتهامات السلطات الروسية للشركة الأميركية أنها تروج "للإرهاب والعنف ضد جميع الروس".

ووفق تقرير نشرته صحيفة الغارديان، قال رئيس دونتيسك الموالي لروسيا، دينيس بوشلين في بيان "هناك اضطهاد حقيقي للروس، وفرض الكذب التضليل.. لقد تجاوزت الدعاية اللإنسانية لأوكرانيا والغرب جميع الحدود منذ فترة".

واتهم غوغل بأنها تأخذ "أوامر من الحكومة الأميركية، وتروج للإرهاب والعنف ضد جميع الروس. خاصة سكان دونباس".

وأشار بوشلين إلى أنه في حال توقف غوغل عن "سياساتها الإجرامية، والعودة للفطرة السلمية، لن تعود هناك عقبات أمام عملهم".

وهذه ليست أول مرة تحظر دونيتسك ولوهانسك شركات تكنولوجية أميركية، إذ أنها تحظر خدمات فيسبوك وإنستغرام أيضا.

وكانت قد فرضت محكمة روسية خلال هذا الأسبوع غرامة على غوغل بحوالي 360 مليون دولار لعدم إزالتها محتوى يتعلق بما تسميه موسكو "العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا"، حسبما الهيئة الناظمة للاتصالات "روسكومنادزور".

وقالت الهيئة الروسية إن منصة الفيديو يوتيوب المملوكة لشركة غوغل فشلت في منع "المعلومات الكاذبة" بشأن الهجوم في أوكرانيا و"الدعاية المتطرفة والإرهابية" والمحتوى "الذي يدعو القاصرين للمشاركة في تظاهرات غير مرخصة".

وصعدت السلطات الروسية مؤخرا الضغوط على مؤسسات التواصل الاجتماعي الغربية بغرامات وتهديدات متكررة في مسعى لإزالة الانتقادات عن الإنترنت، أحد آخر حصون حرية  التعبير في روسيا.

ومثل العديد من منافسيها الغربيين، انسحبت غوغل مؤخرا من السوق الروسية تنديدا بالتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.

ووصفت روسكومنادزور في مارس أنشطة غوغل ويوتيوب بـ"الارهابية"، ممهدة الطريق امام احتمال حظرها في روسيا، على غرار تويتر وإنستغرام والعديد من وسائل الإعلام المستقلة في بداية العملية العسكرية.

وقد شددت السلطات الروسية العقوبات القانونية على منتقدي النزاع. ويواجه المدانون بنشر "معلومات كاذبة" عقوبة بالسجن تصل إلى 15 عاما.

العراق وسوريا

لا تزال العلاقة الرسمية بين العراق وسوريا موضع حذر منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر من العام الماضي. ويبدو الملف السوري محاطا بالإرباك، خصوصا على الجانب العراقي، ويدل على هذا الإرباك التعاطي الإعلامي مع أي تواصل رسمي بين البلدين، وكأن الطرفين في علاقة "محرّمة"، يحاول الإعلام الرسمي العراقي دائما مداراتها وإخفائها عن العيون ووسائل الإعلام.

حدث ذلك حينما زار حميد الشطري، رئيس جهاز الاستخبارات العراقية، سوريا في نهاية العام الماضي والتقى الشرع، ولم يُعلن عن الخبر في وسائل الإعلام العراقية الرسمية، ولم يكشف عن اللقاء إلا بعد ان تناولته وسائل الإعلام السورية. 

ومثل هذا الأمر حدث قبل أيام في لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني برعاية قطرية في الدوحة، واُخفي الخبر عن الإعلام ليومين قبل ان تظهر صور الرجلين في حضور أمير قطر.

ردّة الفعل في الشارع العراقي على اللقاء تفسّر إخفاء الخبر قبل الإفصاح عنه. فقد انقسم العراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي حول المسألة، وهاجم كثيرون السوداني على قبوله الجلوس مع من يعتبرونه "متورطاً في الدم العراقي"، و"مطلوبا للقضاء العراقي".

الباحث القانوني العراقي علي التميمي يشرح الإطار القانوني الدولي المتعلق برؤساء الجمهوريات، في حال صحّت الأخبار عن أحكام قضائية ضد الشرع في العراق.

ويرى التميمي أن رؤساء الدول يتمتعون بـ"حصانة مطلقة تجاه القوانين الجنائية للدول الأخرى". ويشرح لموقع "الحرة" أن هذه الحصانة "ليست شخصية للرؤساء، بل هي امتياز للدول التي يمثلونها"، وهي تمنع إلقاء القبض عليهم عند دخولهم أراضي الدول الأخرى". 

ويشير التميمي إلى أن هناك استثناء واحداً لهذه القواعد، يكون في حال "كان الرئيس مطلوباً للمحكمة الجنائية الدولية وكانت الدولة المضيفة موقعة على اتفاقية روما ١٩٩٨ الخاصة بهذه المحكمة"، هنا، يتابع التميمي، تكون الدولة "ملزمة بتسليم هذا الرئيس الى المحكمة وفقاً لنظام روما الأساسي".

لكن هل حقا أحمد الشرع مطلوب للقضاء العراقي؟

ويشير الباحث العراقي عقيل عباس إلى "عدم وجود أي ملف قضائي ضد الشرع في المحاكم العراقية". 

ويستغرب كيف أن العراق الرسمي "لم يصدر بعد أي بيان رسمي يشرح ملابسات قضية الشرع وما يحكى عنه في وسائل التواصل الاجتماعي، والجهات الرسمية لديها السجلات والحقائق، لكنها تركت الأمر للفصائل المسلحة وجمهورها وللتهويل والتجييش وصناعة بعبع (وحش مخيف) طائفي جديد، وكأن العراق لم يعان ما عاناه من الطائفية والتحريض الطائفي".

وكانت انتشرت وثيقة على وسائل التواصل الاجتماعي، تداولها عراقيون، عبارة عن مذكرة قبض بحق أحمد الشرع. وقد سارع مجلس القضاء الأعلى في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية في 26 من فبراير الماضي، إلى نفي صحة الوثيقة ووصفها بأنها "مزورة وغير صحيحة".

عباس مقتنع أن الغضب الشعبي من لقاء السوداني والشرع "وراءه أسباب سياسية مبرمجة، وليس تلقائياً، وجرى تحشيد الجمهور الشيعي لأسباب كثيرة، تصب كلها في مصالح إيران، غير السعيدة بسقوط بشار الأسد وحلول الشرع مكانه".

وبحسب عباس، منذ سقوط الأسد، "بدأت حملة في العراق لصناعة "بعبع" من الجولاني (أحمد الشرع)". يشرح: "يريد هؤلاء أن يقولوا ان تنظيم القاعدة يحكم سوريا، وهذا غير صحيح".

ويقول عباس لموقع "الحرة"، إن لدى الناس اسباباً موضوعية كثيرة للقلق من الشرع، خصوصاً خلفيته الجهادية المتطرفة ووضعه على لوائح الإرهاب، والشرع يقول إنه تجاوز هذا الأمر، "لكننا نحتاج ان ننتظر ونرى"، بحسب تعبيره.

ما قام به السوداني "خطوة ذكية وحكيمة سياسياً وتشير إلى اختلاف جدي بينه وبين بقية الفرقاء الشيعة في الإطار التنسيقي"، يقول عباس.

ويضيف: "هناك اعتبارات براغماتية واقعية تحكم سلوك السوداني، فهو كرئيس وزراء عليه أن يتعاطى مع سوريا كجار لا يجب استعداءه".

ويضيء الباحث القانوني علي التميمي على صلاحيات رئيس الحكومة في الدستور العراقي، فهو "ممثل الشعب داخلياً وخارجياً في السياسة العامة وإدارة شؤون البلاد بالطول والعرض"، وفق تعبيره، ورئيس الوزراء في العراق هو "بمثابة رئيس الجمهورية في الدول التي تأخذ بالنظام الرئاسي".

أما من الجانب السياسي، فإن السوداني، برأي عباس، "يخشى -وعن حق- ان تختطف حكومته المقبلة أو رئاسته للوزراء باسم حرب وهمية تديرها إيران والفصائل المسلحة وتشنّ في داخل سوريا تحت عنوان التحرير الذي نادى به المرشد الإيراني علي خامنئي قائلا إن شباب سوريا سيحررون بلدهم". وهذا يعني، بحسب عباس، ابتعاد السوداني عن التأثير الإيراني، و"أنا أتصور أن إيران غير سعيدة بهذا"، كما يقول.