المشكلة تكمن في أن المدافعين عن حقوق الإنسان أساءوا فهم مصادر نجاحهم التاريخي
المشكلة تكمن في أن المدافعين عن حقوق الإنسان أساءوا فهم مصادر نجاحهم التاريخي

سلط تحليل، نشرته مجلة "فورن أفيرز" الأميركية، الضوء على الأسباب التي أدت إلى ما وصفته "بخسارة حركة حقوق الإنسان" حول العالم مؤخرا، والطرق التي يمكن من خلالها أن تستعيد زخمها مرة أخرى.

ويرى كاتب التحليل، استاذ العلاقات الدولية جاك شنايدر، أن الحركة تعاني اليوم من الإرباك في ظل صعود نجم قادة غير ليبراليين ويمينيين شعبوين أقوياء، مدعومين من جماهير غفيرة.

يقول الكاتب إن شخصيات مثل الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو والرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والعديد من القادة الآخرين اكتسبوا شعبية كبيرة من خلال الترويج إلى أن الدعوات الليبرالية لتعزيز حقوق الإنسان هي مشروع "منحط" يقف خلفه مجموعات نخبوية تحمل اجندات غريبة.

ويضيف أن الرئيس الصيني على سبيل المثال تجاهل تهمة ارتكاب إبادة جماعية ضد أقلية الأيغور في الصين، وحقق انتصارا في مقاطعة شينجيانغ في يوليو الماضي عندما تفاخر بـ "توحيد" شعوب الصين".

ويتابع أن الرئيس الأميركي جو بايدن كذلك لم ينجح في منع نظيره الروسي فلاديمير بوتين من تصعيد الهجمات ضد المدنيين الأوكرانيين، على الرغم من تهم ارتكاب جرائم حرب موجهة ضده.

وأيضا وصف بايدن المملكة العربية السعودية بأنها دولة "منبوذة"، لكنه التقى بعد ذلك بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض، وفقا للكاتب.

يعتقد التحليل أن المشكلة تكمن في أن المدافعين عن حقوق الإنسان أساءوا فهم مصادر نجاحهم التاريخي، فلقد كانت الديمقراطية القائمة على الحقوق الفردية إلى حد بعيد، الشكل الأكثر نجاحا في الفترة الحديثة، لأنها كانت عادة أفضل بكثير من بقية البدائل في خدمة مصالح الناس. 

ووفقا للتحليل فإن نشطاء حقوق الإنسان يتحركون بشكل أفضل عندما يعملون على تعزيز قدرة الناس على النضال من أجل حقوقهم، بدلا من استفزاز القادة القمعيين بطرق تساعدهم على حشد ردود فعل شعبية عكسية.

ويتابع "لم يعتمد التقدم في حقوق الإنسان على النقد الخارجي للأنظمة القمعية، ولكن على تعزيز ودعم مجتمعات تلك الأنظمة، الذين استفادوا بشكل مباشر من توسيع قائمة الحقوق.

ورغم أن نشطاء حقوق الإنسان اليوم تعلموا بعض الأساليب البراغماتية خلال السنوات الماضية، إلا أنهم ما زالوا يفضلون اتباع سياسة مثالية للتنديد، بدلا من عقد صفقات مفيدة وبناء حركات جماهيرية جامحة.

ويختتم الكاتب بالإشارة إلى أن حقوق الإنسان، وعلى الرغم من النكسات الأخيرة، لا تزال أقوى الأسلحة في ترسانة الديمقراطية. 

ويضيف أن استخدام هذه الأسلحة بشكل فعال يتطلب فهم أن قوة هذه الحقوق تكمن في جاذبيتها للمصالح الذاتية، وأنه يجب دعمها من قبل تحالف سياسي قوي يقدم نتائج موثوقة.
 

Inauguration ceremony for Trump's second presidential term
ترامب أثناء إدلائه بخطابه في حفل تنصيبه

نشر قادة وزعماء دول أوروبية عدة تغريدات عبر مواقعهم على منصة إكس للتعبير عن "سعادتهم وترحيبهم" بتنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.

أمين عام حلف الناتو، مارك روته، فعلق على التنصيب قائلا "مع عودة الرئيس ترامب إلى منصبه، سنقوم بتسريع الإنفاق والإنتاج الدفاعي".

وأضاف "تهانينا الحارة إلى دونالد ترامب على تنصيبه كرئيس 47 للولايات المتحدة الأمريكية، وإلى جي دي فانس كنائب للرئيس. معا يمكننا تحقيق السلام من خلال القوة من خلال الناتو".

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسلا فون دير لاين "أطيب التمنيات للرئيس دونالد ترامب فترة ولايتك كرئيس 47 للولايات المتحدة.

وأضافت "يتطلع الاتحاد الأوروبي إلى العمل معكم عن كثب لمواجهة التحديات العالمية. معا، يمكن لمجتمعاتنا تحقيق قدر أكبر من الازدهار وتعزيز أمنها المشترك. هذه هي القوة الدائمة للشراكة عبر المحيط الأطلسي".

كايا كالاس، مفوضة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، كتبت "تهانينا لدونالد ترامب على تنصيبه لفترة ولايته الثانية".

وقالت "جلبت الرابطة عبر المحيط الأطلسي الازدهار والقوة لكلا جانبي المحيط الأطلسي. معا، نحن أقوى وأكثر أمانا لمواجهة التحديات العالمية. نتطلع إلى مواصلة شراكتنا".

أما وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك فقالت "سنكون شريكا للإدارة الأميركية الجديدة كأوروبا قوية وموحدة. سنعمل معا، على أساس قيمنا المشتركة ومع وضع مصالحنا الأوروبية في الاعتبار".

وأضافت مخاطبة وزيرة الخارجية الأميركي الجديد "تهانينا، عزيزي ماركو روبيو على تعيينك وزيرا جديدا للخارجية الأميركية. أتطلع إلى العمل معك. في هذه الأوقات من التحديات العالمية المعقدة، لا يزال التعاون الوثيق عبر المحيط الأطلسي حجر الزاوية للسلام والأمن والاستقرار".

المستشار الألماني أولاف شولتز قال من جانبه "اليوم يتولى الرئيس دونالد ترامب منصبه. تهانينا! الولايات المتحدة هي أقرب حليف لنا والهدف من سياستنا هو دائما علاقة جيدة عبر المحيط الأطلسي. الاتحاد الأوروبي، الذي يضم 27 عضوا وأكثر من 400 مليون شخص، هو اتحاد قوي".

بيدرو سانشيز رئيس الوزراء الإسباني أيضا هنأ ترامب وقال "نتطلع إلى العمل مع إدارة الولايات المتحدة الجديدة لتعزيز العلاقة الاستراتيجية بين بلداننا ومعالجة التحديات العالمية المشتركة".