أنصار اليمين المتطرف يحتفون بالفوز الذي حققه حزب "الديمقراطيون السويديون"
أنصار اليمين المتطرف يحتفون بالفوز الذي حققه حزب "الديمقراطيون السويديون"

يطالب اليمين المتطرف في السويد باتخاذ إجراءات حاسمة لترحيل المجرمين الأجانب وتجريد أعضاء العصابات من جنسيتهم و "تجميد نظام اللجوء"، وذلك مقابل دعم حكومة عتيدة يقودها المحافظون، وفقا لما ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية.

وتأتي هذه المطالب بعد أن احتل حزب" الديمقراطيون السويديون" اليميني المتطرف المركز الثاني في الانتخابات العامة التي جرت يوم الأحد الماضي، مما حدا برئيسة الوزراء، ماغدالينا أندرسون، التي تعد أول سيدة ترأس حكومة في البلاد زوعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، إلى تقديم استقالتها بعد أن فشل تكتلها اليساري في الحصول على الأغلبية، وبالتالي أصبحت حكومتها مجرد حكومة تصريف أعمال. 

ومن المتوقع أن يشكل الحكومة الجديدة زعيم حزب التجمع المعتدل، أولف كريسترسون، في حال استطاع التوصل إلى اتفاق مع مع الديمقراطيين السويديين وحزبين أصغر من اليمين المتطرف، والذين يشغلون 176 مقعداً من أصل 349 مقعداً.

"استئجار سجون خارج السويد"

وتشمل السياسات قيد المناقشة خفض المزايا التي يحصل عليها المهاجرون ما لم يتعلموا اللغة السويدية أو يحصلوا على وظيفة، وإعادة "الأشخاص الذين لا يتمكنون من التجذر في السويد"، وعقوبات بالسجن إلى أجل غير مسمى للمغتصبين المتسلسلين، واستئجار السجون في الخارج لنقل المدانين إليها، وتقليل عدد طلبات اللجوء من قبل غير الأوروبيين إلى "ما يقرب من الصفر".

والنتيجة الأكثر احتمالا هي أن يشكل المعتدلون بقيادة كريسترسون حكومة أقلية في ائتلاف مع الديمقراطيين المسيحيين، وبعد ذلك يحصلوا على الثقة من خلال تصويت الكتلة البرلمانية لحزب الديمقراطيون السويديون والحزب الليبرالي الأكثر وسطية للحكومة المرتقبة مقابل تنازلات كبيرة من الائتلاف الحاكم العتيد.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة غوتنبرغ، كارل داهلستروم أنه يمكن إبرام صفقة في غضون أيام، وأنه يمكن تنصيب كريسترسون كرئيس للوزراء في نهاية الشهر الحالي. 

وأضاف: "بالنسبة لملف الهجرة فأنا متأكد من أن (الديمقراطيين السويديين) لن يستسلموا.. وسأندهش إذا لم يتم فرض سياسة هجرة أكثر تقييدًا بعد عام من الآن".

من جهتها، قالت رئيسة المعهد السويدي للأمن والتنمية، آنا ويزلاندر، لصحيفة "نيويورك تايمز" عن مكاسب اليمين المتطرف إن نجاحهم بطريقة أو بأخرى لم يكن مفاجئًا،

وأوضحت: "مرد ذلك يعود إلى عدم تعامل أي حكومة حقًا مع قضية الهجرة، التي كانت موجودة منذ سنوات، والتي تؤثر على المجتمع أكثر فأكثر بعد أن جرى ربها ربط الجريمة بجماعات المهاجرين".

وكان الموضوع المهيمن على الانتخابات هو الإدعاء من اليمين بأن النموذج الاجتماعي السويدي المميز ينهار في كل جانب من جوانب الحياة العامة بدءا من النظام الصحي المنهك وليس انتهاء باحتلال البلاد المركز الرابع بأعلى معدل بطالة في الاتحاد الأوروبي.

وكتب زعيم حزب "الديمقراطيين السويديين"، جيمي أكيسون،  على صفحته في موقع فيسبوك بعد الإعلان عن نتيجة الانتخابات: "سننتهي الآن من السياسة الديمقراطية الاشتراكية الفاشلة، التي قادت هذا البلد باستمرار إلى المسار الخطأ لمدة ثماني سنوات". 

وزاد: "حان الوقت للبدء في إعادة بناء الأمن والرعاية والتماسك الاجتماعي، وآن الأوان لوضع السويد في المرتبة الأولى".

وبحسب خبراء فإن أقوى تعبير لهذا الشعور المفترض بالضيق من سياسات الحكومات اليسارية المتعاقبة في البلاد هو ارتفاع معدل القتال العنيف بشكل متزايد بين العصابات الإجرامية، إذ زادت عدد حوادث إطلاق النار المميتة المسجلة كل عام بأكثر من ثلاثة أضعاف خلال العقد الماضي، وفي هذا الصدد اعتبر أكيسون الهجرة "غير المنضبطة والمهملة" أصل كل تلك المشاكل.

واتبعت أحزاب يمينية أخرى خطى "الديمقراطيين السويديين" على نطاق واسع، حيث وضع حزب التجمع برنامجًا سياسيًا صارمًا، عبر عنه رئيس الحزب، أولف كريستيرسون، من خلال تصريحات له خلال الشهر الماضي قال فيها "أعتقد أن كل شخص في السويد تقريبًا يوافق الآن على أنه كان لدينا موجات من الهجرة لفترة طويلة وأن الاندماج كان سيئًا للغاية".

هدنة طال انتظارها بعد معارك بحرية مستمرة بين روسيا وأوكرانيا - رويترز
هدنة طال انتظارها بعد معارك بحرية مستمرة بين روسيا وأوكرانيا - رويترز

توصلت الولايات المتحدة، الثلاثاء، إلى اتفاقين منفصلين مع أوكرانيا وروسيا لوقف الهجمات البحرية واستهداف منشآت الطاقة.

ويعد هذان الاتفاقان المنفصلان أول التزامين رسميين من الطرفين اللذين يخوضان حربا دامية منذ فبراير 2022، وقد جاءا بعد عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي.

ويسعى ترامب جاهدا للإسراع بإنهاء الحرب، وهو ما أثار قلق كييف ودول أوروبية.

وأكدت روسيا وأوكرانيا أنهما "ستعتمدان على واشنطن" في تطبيق الاتفاقين.

ويأتي الاتفاقان اللذان جرى التوصل إليهما في السعودية عقب محادثات بدأها الرئيس الأميركي.

وجاءت المحادثات عقب مكالمات هاتفية منفصلة الأسبوع الماضي بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، ومع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وكانت واشنطن وكييف أعلنتا، الثلاثاء، نتائج مباحثات جرت بين خبراء من الجانبين في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، بين 23 و25 مارس 2025.

وجاء في بيان صادر عن البيت الأبيض أن الطرفين اتفقا على ضمان الملاحة الآمنة في البحر الأسود، ومنع استخدام القوة، وعدم استخدام السفن التجارية لأغراض عسكرية.

كما أكدا التزامهما بتطوير آليات لتبادل أسرى الحرب، وإطلاق سراح المعتقلين المدنيين، وإعادة الأطفال الأوكرانيين الذين تم نقلهم قسرًا.

"التهديد الأكبر" وما تريده إيران.. تقرير موسع لوكالات المخابرات الأميركية
ذكر تقرير نشرته وكالات المخابرات الأميركية، الثلاثاء، أن الصين ما زالت تشكل أكبر تهديد عسكري وإلكتروني للولايات المتحدة، وأن بكين تحرز تقدما "مطردا لكن بتفاوت" في قدرات قد تستخدمها في الاستيلاء على تايوان.

البيان الأميركي أكد أيضًا ترحيب واشنطن وكييف بالدور الذي قد تلعبه دول ثالثة للمساهمة في تنفيذ الاتفاقات المتعلقة بالطاقة والملاحة البحرية.

وشدد على التزام الولايات المتحدة بمواصلة الجهود الدبلوماسية لتحقيق تسوية سلمية دائمة للصراع.

ونقل عن ترامب تأكيده على ضرورة وقف القتال من جميع الأطراف كخطوة أساسية نحو السلام.

الرئيس الأوكراني زيلنسكي قال إن اتفاقي الهدنة سيدخلان حيز التنفيذ فورا، وإنه في حال انتهاك روسيا لهما، فسيطلب من ترامب فرض عقوبات إضافية على موسكو، وتزويد كييف بمزيد من الأسلحة.

بينما أوضح وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف أن كييف ستعتبر أي تحرك للسفن العسكرية الروسية خارج الجزء الشرقي من البحر الأسود انتهاكا وتهديدا، وفي هذه الحالة سيكون لأوكرانيا الحق الكامل في الدفاع عن النفس.

وأضاف "ليس لدينا ثقة بالروس، لكننا سنكون بناءين".

في المقابل قال الكرملين الروسي إن مصافي النفط وأنابيب النفط والغاز والمحطات النووية من بين الأهداف التي اتفقت روسيا وأوكرانيا على تعليق استهدافها مؤقتا.

وتشمل القائمة أيضا مرافق تخزين الوقود ومحطات الضخ والبنية التحتية لتوليد ونقل الكهرباء، مثل محطات الطاقة والمحطات الفرعية والمحولات والموزعات والسدود الكهرومائية.

وذكر الكرملين في بيان أن الوقف المؤقت للضربات التي تستهدف البنية التحتية للطاقة يسري لمدة 30 يوما، مع إمكان تمديده باتفاق متبادل.

وقال إنه في حال انتهاك أحد الطرفين الاتفاق، يكون الطرف الآخر في حل من الالتزام به.

وأشار الكرملين كذلك إلى أن التفاهمات المتعلقة بالبحر الأسود لن تدخل حيز التنفيذ "ما لم تُستأنف الروابط بين بعض البنوك الروسية والنظام المالي العالمي".

لكن زيلنسكي نفى صحة هذا، مؤكدا عدم وجود أي شرط لتخفيف العقوبات حتى يدخل الاتفاق حيز التنفيذ.

وقال الرئيس الأوكراني في خطابه المسائي المصور "للأسف، حتى الآن، حتى اليوم، وهو يوم المفاوضات نفسه، نرى كيف بدأ الروس التلاعب. إنهم يحاولون بالفعل تشويه الاتفاقين، بل ويخدعون وسطاءنا والعالم أجمع".

بينما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "سنحتاج إلى ضمانات واضحة. وبالنظر إلى التجربة المؤلمة للاتفاقات (السابقة) مع كييف وحدها، فإن الضمانات لا يمكن أن تكون إلا نتيجة أمر من واشنطن إلى زيلنسكي وفريقه بفعل شيء واحد محدد".

منشآت الطاقة

وتهاجم روسيا شبكة الكهرباء الأوكرانية بالصواريخ والطائرات المسيرة منذ بدء الحرب، قائلة إن البنية التحتية المدنية للطاقة هدف مشروع لأنها تعزز قدرة أوكرانيا على القتال.

وشنت أوكرانيا في الآونة الأخيرة ضربات بعيدة المدى على أهداف روسية بقطاع النفط والغاز تقول إنها توفر الوقود للقوات الروسية ودخلا لتمويل مجهودها الحربي.

وأعلن الكرملين أن وقف الهجمات على قطاع الطاقة سيستمر 30 يوما اعتبارا من 18 مارس، عندما ناقش بوتين الأمر لأول مرة مع ترامب.

وكانت أوكرانيا قد أعلنت الأسبوع الماضي أنها لن تقبل بهذا التوقف إلا بعد التوصل إلى اتفاق رسمي.

ويتناول اتفاق الهدنة البحرية قضية ذات أهمية بالغة منذ بداية الحرب، عندما فرضت روسيا حصارا بحريا فعليا على أوكرانيا، أحد أكبر مُصدري الحبوب في العالم، مما أدى إلى تفاقم أزمة الغذاء العالمية.

ترامب: سنوقع اتفاقية المعادن مع أوكرانيا قريبا
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الخميس إن الولايات المتحدة ستوقع اتفاقية تتعلق بالمعادن والموارد طبيعية مع أوكرانيا قريبا، وإن جهوده للتوصل إلى اتفاق سلام في الحرب الأوكرانية تسير "بشكل جيد" بعد محادثاته هذا الأسبوع مع الزعيمين الروسي والأوكراني.

لكن المعارك البحرية لم تشكل سوى جزء صغير نسبيا من هذه الحرب في الآونة الأخيرة، وذلك بعد أن سحبت روسيا قواتها البحرية من شرق البحر الأسود بعد عدد من الهجمات الأوكرانية الناجحة.

وتمكنت كييف من معاودة فتح موانئها واستئناف الصادرات إلى مستويات قريبة مما كانت عليه قبل الحرب، على الرغم من انهيار اتفاق سابق بوساطة الأمم المتحدة، يتعلق بالشحن عبر البحر الأسود.

ويضغط ترامب على الجانبين لإنهاء الحرب سريعا، وهو الهدف الذي وعد بتحقيقه عندما ترشح للرئاسة العام الماضي.