دفعت حادثة انتحار الفتاة هايدي شحتة (14 عاما) مطلع العام، شقيقتها نيرمن إلى الانخراط في مبادرة "قاوم" لمواجهة الابتزاز الإلكتروني.
وفقدت هايدي حياتها جراء تعرضها لابتزاز أشخاص فبركوا "صورا" لها، وهو ما انعكس على عائلة الفتاة وأسرتها.
وقالت نيرمين في تصريحات لـ "الحرة" إن وفاة شقيقتها الصغرى "أثر فيها بشكل كبير، إذ كانت مثل توأمها ... في المدرسة وخارج المنزل وفي كل شيء".
وأضافت أن حدود جريمة الابتزاز الإلكتروني "لا تقف عند شخص واحد، وهي لا تتعلق بالمجرم والضحية فقط، وتطال العديد من الأسر، ولا تتأثر بها أسرة واحدة فقط".
وحكم القضاء المصري على الجناة في قضية هايدي بالسجن مددا تتراوح بين 6 و 10 سنوات، في تهم تتعلق بتهديد المجني عليها عبر تطبيق للتواصل الاجتماعي، وإفشائهم صورا خادشة منسوبة لها واعتدائهم على حرمة حياتها الخاصة.
وأكدت نيرمين أن التطوع في مبادرة "قاوم" لن يكون مؤقتا، وسيبقى ملازما لحياتها، إذ إنها تريد تقديم المساعدة الممكنة، حتى لا يلقى ضحايا آخرين مصير شقيقتها "هايدي".
واعتبر شحتة عبدالفتاح، والد هايدي أن مواجهة "منظومة جرائم الابتزاز الإلكتروني، هي مسؤولية الجميع"، بحسب ما قال لـ"الحرة".
وتكشف أرقام مبادرة "قاوم" التي تأسست منذ عامين تفاقم ظاهرة الابتزاز الإلكتروني. وأوضح مؤسس المبادرة، محمد اليماني، أن معدلات "جرائم الابتزاز الإلكتروني، في ارتفاع مستمر ليس فقط في مصر إنما في منطقة الدول العربية".
وأشار خلال حديث مع الحرة" إلى جانب إيجابي في ردود الفعل على هذه الجرائم إذ إن هناك "زيادة في الوعي تجاه هذه الجرائم". ودعا اليماني إلى إيجاد دعم مادي للمبادرة من أجل توفير الدعم "للضحايا" خاصة في الجانب النفسي.
وخلال الأشهر الماضية أثارت قضايا الابتزاز الإلكترونية الرأي العام في مصر، وكان العامل الأبرز فيها أن جميع الضحايا من الإناث.