البلدان التي لا تشهد حروبا ليست بالضرورة آمنة للصحفيين
البلدان التي لا تشهد حروبا ليست بالضرورة آمنة للصحفيين

سجلت 2022 حصيلة قتلى من الصحفيين هي الأعلى في الأربع سنوات الأخيرة لتضاف إلى الأرقام التي تجعل من العشرين سنة الماضية أحلك السنوات للصحفيين.

ووفقا لمقياس حرية الصحافة التابع لمراسلون بلا حدود، قتل 58 صحفيا في 2022، بارتفاع بنسبة 13.7 في المئة مما كان عليه الحال في 2021 عندما كانت الحصيلة 51 صحفيا.

وفي تقرير شامل أعدته المنظمة، بلغت حصيلة القتلى السنوية ذروتها في عامي 2012 و2013 مع مقتل 144 و142 صحفيا على التوالي، وترجع هذه النسبة بشكل كبير إلى الحرب في سوريا، أعقبها انخفاض تدريجي.

وقامت مراسلون بلا حدود بجمع وتحليل الأرقام الخاصة بالصحفيين الذين قتلوا خلال السنوات الـ 20 الماضية، وهما عقدان مميتان بشكل خاص للعاملين في الإعلام، تقول المنظمة.

وقتل ما مجموعه 1,668 صحفيا في جميع أنحاء العالم فيما يتعلق بعملهم في العقدين الماضيين (2003-2022)، وفقا لإحصاءات مراسلون بلا حدود، بمعدل أكثر من 80 صحفيا يقتلون كل عام. وبلغ مجموع القتلى 1,787 شخصا منذ عام 2000.

أخطر 15 دولة

وخلال العقدين الماضيين، حدثت 80٪ من وفيات العاملين في وسائل الإعلام في 15 دولة. والبلدان اللذان سجلا أعلى عدد من القتلى هما العراق وسوريا، حيث قتل ما مجموعه 578 صحفيا في السنوات الـ 20 الماضية، أو أكثر من ثلث المجموع العالمي. تليها أفغانستان واليمن وفلسطين. ولم تسلم أفريقيا من ذلك، وجاءت الصومال في المرتبة التالية.

أخطر الدول الأوروبية

ولا تزال روسيا البلد الأكثر دموية في أوروبا بالنسبة لوسائل الإعلام، حيث قتل أكبر عدد من الصحفيين خلال السنوات الـ 20 الماضية.

ومنذ تولي فلاديمير بوتين السلطة، شهدت روسيا هجمات منهجية على حرية الصحافة، بما في ذلك الهجمات المميتة، كما ذكرت مراسلون بلا حدود مرارا وتكرارا. ومن بين هذه الجرائم مقتل آنا بوليتكوفسكايا في 7 أكتوبر 2006.

وقالت المنظمة إن الحرب في أوكرانيا، هي أحد الأسباب التي تجعل هذا البلد لديه ثاني أعلى عدد من القتلى في أوروبا. وقتل ثمانية صحفيين في أوكرانيا منذ الغزو الروسي. لكن 12 آخرين قتلوا هناك خلال السنوات الـ 19 السابقة. 

وتحتل فرنسا المرتبة الرابعة بين أكثر الدول الأوروبية دموية نتيجة المذبحة التي وقعت في مقر الصحيفة الأسبوعية الساخرة شارلي إبدو في باريس عام 2015.

وخلال العقد الماضي، واجه الصحفيون أكبر المخاطر في المناطق التي وقعت فيها اشتباكات مسلحة. ومن بين 686 حالة قتل منذ عام 2014، وقعت 335 حالة في مناطق الحرب (بما في ذلك سوريا وأفغانستان واليمن). وكانت السنوات الخمس الأكثر دموية من 2012 إلى 2016، حيث قتل 94 شخصا في عام 2012، و92 في عام 2013، و64 في عام 2014، و52 في عام 2015، و53 في عام 2016.

وتشير المنظمة إلى أن المجموع السنوي للصحفيين الذين قتلوا في مناطق الحرب لم يتجاوز 20 صحفيا خلال السنوات الثلاث الماضية، إذ تعكس هذه الأرقام فعالية التدابير الوقائية والحمائية التي تتخذها المؤسسات الإخبارية.

وتوضح المنظمة أن البلدان التي لا تشهد حروبا ليست بالضرورة آمنة للصحفيين، إذ قتل عدد أكبر من الصحفيين في "مناطق السلم" أكثر من "مناطق الحرب" خلال العقدين الماضيين، وفي معظم الحالات لأنهم كانوا يحققون في الجريمة المنظمة والفساد.

وبحسب التقرير، فإن أميركا الجنوبية والوسطى هي القارة الأكثر خطرا على الصحفيين، خاصة أن أربعة بلدان،  المكسيك والبرازيل وكولومبيا وهندوراس، هي من بين أخطر 15 دولة في العالم.

وفي آسيا هناك أيضا العديد من البلدان المدرجة في هذه القائمة المأساوية، بما في ذلك الفلبين، حيث قتل أكثر من 100 صحفي منذ بداية عام 2003، وباكستان 93، والهند مع 58.

وفي وقت يشكل الذكور النسبة الأكبر من القتلى (أكثر من 95٪) في مناطق الحرب أو في ظروف أخرى، إلا أن الصحفيات أيضا لم يسملن من القتل، إذ قتلت 81 صحفية في السنوات الـ 20 الماضية.

وقال كريستوف ديلوار، الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود، "وراء الأرقام، هناك وجوه وشخصيات وموهبة والتزام من دفعوا حياتهم من أجل جمع المعلومات والبحث عن الحقيقة وشغفهم بالصحافة" مضيفا "إن نهاية هذا العام هي الوقت المناسب للإشادة بهم والدعوة إلى الاحترام الكامل لسلامة الصحفيين أينما كانوا يعملون والشهادة على حقائق العالم".

أوكرانيا تتخوف من التوصل لاتفاق سلام على حسابها. أرشيفية
أوكرانيا تتخوف من التوصل لاتفاق سلام على حسابها. أرشيفية

يصوت الأميركيون لاختيار رئيس للولايات المتحدة في الخامس من نوفمبر، وهو قرار لن يؤثر على الداخل الأميركي فقط، بل يتردد صداه في مختلف أنحاء العالم، وقد تكون أوكرانيا من أوائل تلك الدول التي تشعر بها، على ما أفاد تقرير نشره موقع راديو أوروبا الحرة "ليبرتي".

وتعتمد أوكرانيا في دفاعاتها ضد روسيا إلى حد كبير على الدعم العسكري والمالي والدبلوماسي الأميركي بشكل أساسي.

ومنذ أن غزت روسيا أوكرانيا، قدمت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن عشرات مليارات الدولارات كمساعدات أمنية ومالية وإنسانية لأوكرانيا.

روث دييرموند، باحثة في قسم دراسات الحرب في كينغز كوليدج لندن، قالت "إن العامل الأكثر أهمية الذي سيؤثر على نتيجة الحرب، وما سيحدث بالتأكيد في الأشهر القليلة المقبلة هو نتيجة الانتخابات الأميركية".

وأضافت لراديو "ليبرتي" أن "نتيجة التصويت ستحدث في الواقع ما إذا كانت أوكرانيا ستستمر في الحصول على الدعم من الولايات المتحدة، أو مدى الدعم المقدم لها".

الرئيس الأميركي السابق، والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، ونائبة الرئيس الأميركي، والمرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس عبرا عن مواقف مختلفة تماما بشأن دعم أوكرانيا.

المرشحة الديمقراطية، هاريس قالت "إنها ستواصل سياسة بايدن في مساعدة أوكرانيا، معبرة بوضوح عن رغبتها في رؤية روسيا مهزومة".

المرشح الجمهوري، ترامب شكك في استمرار دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا، منوها إلى أن أوروبا يجب أن تتحمل العبء الأكبر في دعم كييف ضد الغزو الروسي، رافضا التعليق عما إذا كان يرغب في رؤية أوكرانيا تنتصر أم لا.

وكرر ترامب مرارا إنه إذا تم انتخابه، سينهي الحرب بسرعة كبيرة قبل استلامه إذا ما فاز.

وقالت دييرموند بينما نتوقع أن يستمر البيت الأبيض في عهد هاريس بالسياسة ذاتها، كما في عهد بايدن، إلا أن ترامب أوضح أنه "يريد رؤية نهاية للحرب بسرعة".

وأضافت نعلم أن ترامب إحدى أولويات سياسته الخارجية طويل الأجل، والتي تبناها قبل انتخابه في 2016 "التفاهم مع روسيا"، لهذا قد "يريد أن يرى نهاية للحرب بسرعة بشروط روسيا".

وكرر ترامب أنه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين لم يكن لغزو أوكرانيا لو لم يكن في البيت الأبيض.

وفي أبريل الماضي، قال ترامب إنه سيكون منفتحا على شيء مثر برنامج "الإعارة والتأجير" الذي أطلقته الولايات المتحدة لمساعدة حلفائها خلال الحرب العالمية الثانية كبديل لمنح المساعدات.

ولم يتحدث ترامب كثيرا عن الكيفية التي يعتزم بها هندسة "نهاية الحرب الروسية ضد أوكرانيا".

وألمح ترامب في تصريحات في يوليو من 2023 إلى أنه سيحاول دفع بوتين للتفاوض، وسيضغط على الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي من خلال التهديد بحجب المساعدات.

ويخشى الأوكرانيون من أن أي جهد للتوصل إلى اتفاق سلام سريع من شأنه أن يصب في مصلحة روسيا، ما قد يترك نحو خمس بلادهم تحت سيطرة موسكو، وقد يسمح توقف القتال لبوتين الفرصة لبناء قواته لشن هجوم مستقبلي.

ويشير التقرير إلى أن ما سيفعله الفائز بمجرد الوصول إلى البيت الأبيض غير مؤكد على وجه التحديد، وهناك عدة متغيرات قد تؤثر في سياسات الرئيس المقبل.

وكانت حكومة زيلنسكي تشكو من إدارة بايدن قائلة إن المساعدات العسكرية الأميركية يتم توريدها ببطء كثير، كما لم تسمح واشنطن بضرب أهداف بعيدة المدى في العمق الروسي.

هاريس لم توضح ما إذا كانت أكثر كثافة في تسليم المساعدات العسكرية لأوكرانيا وتخفيف القيود، وهي إحدى النقاط الهامة في "خطة النصر" التي قدمها زيلينسكي خلال الأشهر الأخيرة، والتي تتضمن أيضا تسريع انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي.

وستكون إحدى العوامل المؤثرة في رئاسة ترامب بملف أوكرانيا تشكيلة إدارته.

وعود بإنهاء الحروب.. نظرة واقعية أم شعارات انتخابية
من يستطيع إنهاء الحروب.. ترامب أم هاريس؟
سعى المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب إلى استمالة الناخبين المسلمين في ولاية ميشيغان السبت في حين استعدت ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما، إلى الانضمام للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في فعالية أخرى بنفس الولاية الحاسمة.

وتشير التقارير إلى أن ترامب قد يرشح وزير الخارجية السابق، مايك بومبيو لمنصب وزير الدفاع، ومستشار الأمن القومي السابق، روبرت أوبراين لمنصب وزير الخارجية، وكلاهما انتقدا إدارة بايدن في تقييد استخدام الأسلحة الأميركية المرسلة لأوكرانيا.

وهناك عامل متغير آخر، وهو الكونغرس، ورغم تمتع الرؤساء بنفوذ كبير في السياسة الخارجية لواشنطن، تبقى الهيئة التشريعية تمسك بزمام الأمور في البلاد، وقد تجبر البيت الأبيض على تعديل موقفه بشأن قضية الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا.

ويمكن أن تنقلب السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ في انتخابات الخامس من نوفمبر، مع حصول الديمقراطيين على أغلبية المقاعد في مجلس النواب، والجمهوريين في مجلس الشيوخ.

تشارلز كوبتشان، المحلل في مجلس العلاقات الخارجية قال لإذاعة "ليبرتي" إن الولايات المتحدة قد تدفع أوكرانيا نحو المحادثات بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الحرب تضغط على الموارد الغربية.

وقال "أتوقع أن يكون 2025 عام الدبلوماسية.. لا أعتقد أن الوضع الذي نحن فيه قابل للاستدامة".