كيم جونغ أون مع ابنته (أرشيف)
كيم جونغ أون مع ابنته (أرشيف)

يعتقد بعض المراقبين والخبراء بالشؤون الكورية الشمالية أن زعيم تلك البلاد قد حسم أمره فيما يتعلق باختيار الشخص الذي قد يخلفه في تلك الدولة القمعية التي أرست نظام الحكم الوراثي في تفرد عن بقية الأنظمة الشيوعية سواء البائدة منها أو تلك التي لا تزال تقاوم تيارات الحرية والديمقراطية، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية.

وذكر بعض الخبراء والأكاديميين للصحيفة، أن كيم جونغ أون (40 عاما)، قد بعث بإشارات واضحة  بأن ابنته، جو آيه، هي من سوف تكون خليفته في بلد يحترم الكثير من سكانه مبادئ الكونفوشيوسية، والتي ترى في حكمة الشيوخ سبقا على عنفوان الشباب، وفي سلطة الذكور بأسا أكبر من حكم النساء.

وكان أول ظهور لتلك الطفلة، البالغة من العمر 10 أعوام، في أواخر العام المنصرم، عندما رافقت والدها لمشاهدة إطلاق صاروخ باليستي، وعقب ذلك رآها الناس مرة أخرى في مناسبتين أخريين، فيما وصفتها وسائل الإعلام الحكومية بـ"الطفلة المحبوبة".

وفي هذا السياق، قال تشيونغ سيونغ تشانغ، الخبير في شؤون كوريا الشمالية في معهد سيغونغ في كوريا الجنوبية، للصحيفة البريطانية: "لقد حاول كيم ربط الإخلاص له بالولاء لابنته.. إنه ينوي تعزيز الصورة القائلة إن ابنته هي من ستخلفه".

من جانب آخر يرى، رئيس رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية والثقافية في سيول، تشوي جين ووك، أن الصورة أكثر تعقيدا من مجرد أن الديكتاتور يسعى إلى أن يعلن عن خليفة له، لافتا إلى أن ظهور تلك الطفلة مع أبيها يهدف إلى نزع فتيل التنافس المتزايد بين الامرأتين الأكثر أهمية في حياته، وهما زوجته، ري سول جو، وشقيقته الطموحة، كيم يو جونغ.

خلافة محفوفة بالمخاطر

من الناحية النظرية، من المفترض انتخاب قادة جمهورية "كوريا الشعبية الديمقراطية"، أي كوريا الشمالية، ولكن على أرض الواقع فإنها الديكتاتورية الشيوعية الوراثية الوحيدة في العالم، فقد خلف كيم والده، كيم جونغ إيل، الذي كان نجل الرئيس المؤسس، كيم إيل سونغ.

ولكن، وكما هو الحال في العديد من السلالات الحاكمة، فإن الخلافة هي مسألة محفوفة بالمخاطر ومعقدة، وتمتاز بأنها بلا تقاليد ثابتة وقواعدها تتغير مع كل جيل.

وكان كيم جونغ أون قد خلف والده في الحكم رغم أنه كان الأصغر بين الأبناء الثلاثة، وهو ما دفعه، بحسب الكثير من الخبراء، إلى اغتيال أخيه الأكبر غير الشقيق، جونغ نام، في عام 2017، والذي كان قد عاش أواخر حياته خارج البلاد موجها انتقادات وصفت بالمعتدلة للنظام القائم في البلاد، وذلك قبل أن يلقى حتفه بغاز أعصاب في ماليزيا.

ولا توجد امرأة قادت سلالة كيم الحاكمة في البلاد حتى الآن، ومع ذلك برزت النساء في العديد من المناسبات، فقد كان للزعيم السابق ووالد القائد الحالي العديد من الزوجات والعشيقات دون أن يتم التطرق علنا إليهن في وسائل الإعلام الحكومية.

وبعد ذلك أقدم كيم جونغ أون على خطوة غير مسبوقة عندما ظهر برفقة زوجته الشابة، ري سول جو، البالغة من العمر 32 عاما.

ويُعتقد أن للزوجين ثلاثة أطفال، ابن بكر وفتاتان، ولا يعرف منهم سوى "جو آيه" التي ظهرت مع والدها علنا وهي تسير على خطى أمها في تسريحة الشعر وارتداء الملابس العصرية باهظة الثمن.

وحتى الآن تعدّ شقيقة الزعيم، كيم يو جونغ، البالغة من العمر 35 عاما، أقوى امرأة في البلاد، فهي من الأقرب إليه من مساعديه والمتحدثة باسمه فيما يتعلق بالعلاقات مع كوريا الجنوبية.

وتوصف تلك الشقيقة بأنها صريحة وعدوانية في أحاديثها، فقد سبق أن نعتت، في عام 2020، النشطاء المعارضين لشقيقها في كوريا الجنوبية بأنهم "كلاب هجينة" وأنهم "حثالة بشرية وأقل قدرا من الحيوانات البرية".

وبصفتها من سلالة كيم وسياسية من ذوي الخبرة (فهي المرأة الوحيدة في لجنة شؤون الدولة)، فإن لا أحد لديه مؤهلات أكثر وضوحا منها لخلافة شقيقها في حال فارق الحياة على حين غرة رغم أنه لا يزال في مقتبل العمر، بيد أن الأخير يدخن بشراهة ويشرب الكثير من الكحول ويعاني من بدانة واضحة.

وفي حال رحيل، كيم جونغ أون، دون أن يكون لديه خليفة معروف، فإن ذلك سوف يؤدي إلى فراغ في السلطة، بحسب الخبراء، وبالتالي فإن الصراع سوف يحتدم بين "الأرملة" و"الشقيقة". بشكل جلي وواضح.

وإذا تحقق ذلك السيناريو، فإن أحداث درامية سوف تشهدها كوريا الشمالية، حيث أن السياسية في تلك البلاد تكوي بنارها الحارقة من يعمل بها، وفقا لجين ووك، الذي يستشهد بإعدام كيم جونغ أون لزوج عمته، تشانغ سونغ ثايك، في عام 2013، رغم أن الأخير كان أقرب مستشار له.

ويتابع الخبير الكوري الجنوبي قائلا: "في حال وفاة الزعيم سوف ترغب الأخت في التحرك بسرعة واستبعاد عائلة شقيقها الراحل، وهو نفس الأمر الذي سوف تفعله زوجة الزعيم بعد انقضاء أجل زوجها".

وأردف: " الشقيقة قوية جدا وعدوانية وطموحة والزوجة ليست سعيدة بذلك، ولهذا أخرج كيم جونغ أون ابنتهما للعلن".

وختم بالقول: "لا يمكنك استبعاد أن تصبح الابنة خليفة أبيها، فهي في نهاية المطاف فلذة كبده، ولكن إظهارها بهذا الشكل الواضح للعيان هو أمر مؤلم جدا لشقيقته على أغلب الظن.. لقد بعث الزعيم برسالة  خفية ولكنها جلية لطمأنة زوجته بأن ابنتهما تمثل الجيل القادم".

أكثر من 90 بالمئة من وفيات الملاريا تحدث في أفريقيا
أكثر من 90 بالمئة من وفيات الملاريا تحدث في أفريقيا

قررت وزارة الصحة الجزائرية إخضاع كل وافد جديد للولايات التي عرفت تسجيل عشرات الإصابات بالملاريا والديفتيريا، جنوب البلاد، للتحاليل والفحوصات، كما تقرر إخضاع المقيمين من كل الجنسيات للتلقيح، وفق بيان وزارة الصحة، الإثنين.

وسجلت الوزارة "تراجع للوباء واستقرار في الوضع الصحي بهذه المناطق (تمنراست، عين قزام وبرج باجي مختار)، مع التحكم في انتشار الداء" عقب الاجتماع الذي جرى بين وزير القطاع، عبد الحق سايحي، ومديري الصحة لولايات الجنوب الجزائري.

وسيتم الاستمرار في تزويد الولايات المعنية بالكميات التي تحتاجها من الأدوية والأمصال المضادة للدفتيريا واللقاحات و"اعتمادها كآلية وقائية عن طريق الوصول إلى نسبة 90 بالمائة من التلقيح لدى قاطني هذه المناطق مهما كانت جنسيتهم"، حسب المصدر نفسه.

ولاحتواء انتشار الملاريا والديفتيريا سيتم "الاستمرار أيضا في اعتماد ذات البروتوكول العلاجي (التحاليل واللقاحات) بالنظر إلى النجاعة التي أثبتها من خلال الاحتواء السريع للوضع الوبائي، والإبقاء على العمل التنسيقي متعدد القطاعات كآلية فعالة لمجابهة هذه الأمراض".

كما اتخذت وزارة الصحة سلسلة من الإجراءات لتعزيز تدخل الأطقم الطبية، وفي هذا الصدد تقرر إرسال بعثات طبية أخرى، من ولايات مجاورة تعمل بنظام المناوبة أسبوعيا لتقديم الدعم والمساعدة اللازمة للأطقم الطبية وشبه الطبية، "بهدف ضمان معالجة كل الحالات المسجلة مع ضرورة إخضاع أي شخص وافد مشتبه في إصابته للتحاليل اللازمة".

وأعلن وزير الصحة بأنه سيتم إرسال معدات طبية ومكثفات الاوكسجين وأدوية للمناطق الحدودية الجنوبية، يومي الأربعاء والأحد، المقبلين من هذا الشهر.

وكانت ثلاث مناطق من أقصى الجنوب الجزائري المحاذي للحدود مع مالي والنيجر سجلت عشرات الإصابات بالملاريا والديفتيريا، خلال الشهر الماضي.

 وذكر رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي في الجزائر، كمال صنهاجي، الأسبوع الماضي، أن الجهات الصحية "قدمت جرعات اللقاحات والأدوية المضادة للملاريا لـ 145 مصاب".

وسبق للجزائر أن سجلت 2726 إصابة بمرض الملاريا على المستوى الوطني خلال سنة 2020، أدت إلى وفاة 3 أشخاص.

 وذكرت وزارة الصحة وقتها أن كل الحالات المسجلة بجنوب البلاد لوافدين أجانب من الساحل والصحراء الكبرى، حسبما جاء في تقرير سابق لوكالة الأنباء الجزائرية.

وتنتقل الملاريا إلى البشر عن طريق "لدغات بعض أنواع أنثى بعوض الأنوفيلة الحاملة للعدوى". وقد تنتقل أيضا عن طريق نقل الدم واستخدام الإبر الملوثة.

أما الدفتيريا فهي عدوى "تسببها بكتيريا الخُنَّاق الوتدية"، وتظهر أعراضها بعد يومين إلى خمسة أيام من التعرّض للبكتيريا المسببة لها وتتراوح حدتهما بين خفيفة ووخيمة.