نفى المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية، ساميويل وربيرغ، الاثنين، في مقابلة مع قناة "الحرة"، انخراط الولايات المتحدة في هجوم بطائرة مسيرة، استهدف مصنعا عسكريا بالقرب من مدينة إصفهان بوسط البلاد ليل السبت الماضي.
وقال وربيرغ: "يمكنني أن أؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في هذا الحادث في إيران".
لكن وربيرغ أكد في الوقت ذاته أن "كل الخيارات متاحة"، للتعامل مع برنامج إيران النووي.
وتزامن الهجوم مع توتر بين طهران والغرب مع توقف المحادثات النووية والانتقادات اللاذعة لها لمساعدتها روسيا في حرب أوكرانيا.
وقال وربيرغ لـ"الحرة": "تركيزنا الآن لا ينصب على المفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي، الذي نرى أنه يمثل تهديدا للمنطقة وللعالم بأسره، لذلك كل الخيارات أمامنا، والبيت الأبيض مستعد لكل السيناريوهات، سواء عودة طهران للاتفاق النووي أم لا".
وأضاف: "تركيزنا الآن ينصب على دعم الشعب الإيراني في مواجهة القمع الذي يمارسه النظام ضد الاحتجاجات، وكذلك على مواجهة مساعدة طهران لروسيا في حرب الأخيرة على أوكرانيا من خلال إمدادها بطائرات من دون طيار هجومية".
وعلق وربيرغ على الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بيلنكن، للشرق الأوسط، التي بدأت من مصر، موضحا أنها تأتي في إطار "الشراكة التي تقوم بها الولايات المتحدة في المنطقة".
واعتبر أن بداية الزيارة من مصر لأنها: "دون شك دولة مهمة جدا تلعب دورا جوهريا في كل الملفات الإقليمية".
وفيما يتعلق بما تم طرحه في زيارة بلينكن مع المسؤولين في مصر، قال "تناولنا ملف الشراكة الاستراتيجية بين واشنطن والقاهرة وكل ما يتعلق بهذا الموضوع من تفاصيل، بالإضافة إلى ملفات أخرى، من أهمها خفض التصعيد في الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين وأيضا محاولة الوصول إلى إجراء انتخابات في ليبيا، ودعم العملية السياسية في السودان".
وفيما إذا كان بلينكن تناول ملف حقوق الإنسان خلال زيارته للقاهرة، قال وربيرغ: "إننا سمعنا بشكل مباشر من الوزير هذا الأمر خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره سامح شكري، وهذا شيء أساسي ليس فقط مع مصر، ولكن العلاقات التي تبنيها الولايات المتحدة مع كل الأطراف يجب أن تكون مبنية على احترام حقوق الإنسان"، معتبرا أن "الشراكة بين القاهرة وواشنطن ستكون أقوى، إذا احترم الجانبان حقوق الإنسان".
وبشأن محطة بلينكن المقبلة في إسرائيل، قال وربيرغ: "بلينكن في هذه الاجتماعات سيتحدث مع القادة الإسرائيلية عن كيفية خفض التصعيد الذي شهدناه في الأيام الأخيرة، وكيفية استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين حول حل الدولتين".
وقال: "دون شك الولايات المتحدة تركز على أهمية خفض التصعيد حاليا".
وحول كيفية تعامل إدارة بايدن مع حكومة نتانياهو اليمينية قال: "نتعامل مع أي حكومة بناء على سياساتها وليس الأشخاص ولذلك لدينا علاقات ثابتة وتاريخية مع إسرائيل، وبالنسبة للظروف الداخلية، سنثير مخاوفنا ولدينا علاقات قوية تسمح لنا بمناقشة أي قضايا معهم".
ويزور بلينكن في محطته التالية رام الله، لمقابلة القيادات في السلطة الفلسطينية.
وقال وربيرغ: "لا يمكننا أن نلعب دور الوسيط دون علاقة جيدة مع الطرفين، وبكل أسف، فإن الإدارة السابقة تحت حكم دونالد ترامب قطعت العلاقة مع السلطة الفلسطينية، لكن إدارة بايدن استأنفتها مجددا، وقدمت أكثر من 890 مليون دولار كمساعدة إنسانية، وتريد أن يكون لديها علاقة ثابتة وقوية مع الجانب الفلسطيني، والثلاثاء، سيجتمع بلينكن مع الرئيس محمود عباس".
لكنه أكد أن الولايات المتحدة تعتبر أن محاولة رفع السلطة الفلسطينية قضايا في المحاكم الدولية ضد إسرائيل من قبيل الإجراءات أحادية الجانب، التي ترفضها واشنطن، مضيفا أنها "تبعدنا عن الوصول إلى حل الدولتين".