ستتوقف غالبية خدمات المترو والسكك الحديد في ضواحي باريس عن العمل إلى حد كبير
ستتوقف غالبية خدمات المترو والسكك الحديد في ضواحي باريس عن العمل إلى حد كبير

تشهد فرنسا، الثلاثاء، إضرابا عاما وطنيا على مستوى كافة القطاعات العمالية تلبية لدعوة من كافة النقابات التي توحدت في مواجهتها لمشروع الحكومة الجديد المتعلق بسن التقاعد للفرنسيين، وفقا لمراسل "الحرة".

وتنظم هذه النقابات تظاهرات اعتبارا من الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت غرينتش وسط توقعات بأن تكون مليونية وأن تشهد حسب تقارير للشرطة الفرنسية أعمال فوضى وعنف، وهو ما استدعى حشد 11 ألف شرطي لمواكبة هذه التظاهرات.

وعشية يوم جديد من التعبئة في فرنسا احتجاجا على إصلاح نظام التقاعد الذي اقترحه الرئيس، إيمانويل ماكرون، تصاعدت حدة التوتر سياسيا واجتماعيا، الاثنين، على خلفية بدء النقاش البرلماني حول النص المثير للجدل، وفقا لفرانس برس.

وضم اليوم الأول من التظاهرات والإضرابات في 19 يناير ما بين مليون ومليوني شخص تجمعوا لإظهار معارضتهم للإصلاح. وتأمل النقابات التي نادرا ما تكون متحدة بهذا الشكل، أن يكون التحرك الجديد بالزخم نفسه، وهو أمل أكدته استطلاعات الرأي التي أظهرت الرفض الشعبي المتزايد للمشروع.

وقال مصدر في الشرطة لوكالة فرانس برس إن قوات الأمن تتوقع حشودا مماثلة في 240 تظاهرة في كل أنحاء البلاد، الثلاثاء، بالإضافة إلى توقف المواصلات والمدارس وغيرها من الخدمات.

ومع تحذير النقابات من حدوث مزيد من الاضطرابات، تمثل الإضرابات اختبارا رئيسيا لماكرون فيما يسعى لتطبيق سياسة استعراضية لفترة ولايته الثانية في المنصب.

وحملت ماتيلد بانو، النائبة عن حزب "فرنسا الأبية" اليساري الراديكالي، الرئيس إيمانويل ماكرون ووزراءه مسؤولية الاضطرابات التي من شأنها شل وسائل النقل العام وخدمات أخرى.

وقالت لمحطة "بي أف أم" التلفزيونية "إنهم من يريد إحداث فوضى في البلاد"، منتقدة تصريحات وزير الداخلية، جيرالد دارمانان، نهاية الأسبوع واصفة إياها بأنها "استفزاز".

وكان دارمانان، وهو حليف مقرب لماكرون، صرّح، السبت، بأن الأحزاب السياسية اليسارية "تبحث فقط عن بث الفوضى في البلاد".

مصداقية ماكرون

ينص مشروع إصلاح نظام التقاعد خصوصا على رفع السن القانونية للتقاعد من 62 إلى 64 عاما وتسريع تمديد فترة المساهمة.

وقال ماكرون، الاثنين، إن الإصلاح "ضروري عندما نقارن أنفسنا ببقية أوروبا".

ويقول ماكرون إن هذا التغيير ضروري لضمان التمويل المستقبلي لنظام المعاشات التقاعدية والذي يتوقع أن يقع في عجز في السنوات القليلة المقبلة.

ويشير المعارضون إلى أن النظام متوازن حاليا، قائلين إن رئيس المجلس الاستشاري للمعاشات أخطر البرلمان أخيرا بأن "الإنفاق على المعاشات التقاعدية ليس خارج نطاق السيطرة".

أما بالنسبة إلى ماكرون الذي أبلغ الفرنسيين مرارا أنهم "في حاجة إلى أن يعملوا أكثر"، فإن الفشل في إقرار هذا الإصلاح من شأنه أن يقوض مصداقيته للفترة المتبقية من ولايته الثانية والأخيرة، وفق محللين.

ولمحت الحكومة برئاسة، إليزابيت بورن، إلى وجود هوامش للاستثناءات بشأن بعض الإجراءات فيما بدأت لجان برلمانية درس مشروع القانون، الاثنين.

وأشارت بورن إلى أنه يمكن تحسين الشروط للأشخاص الذين بدأوا العمل في سن مبكرة جدا أو للأمهات اللواتي توقفن عن العمل لرعاية الأطفال والأشخاص الذين استثمروا في مزيد من التعليم.

لكن بورن أكدت نهاية الأسبوع أن رفع السن التقاعدية إلى 64 عاما "غير قابل للتفاوض".

وأعلن الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الفرنسي للعمل، لوران بيرجيه، أن بورن "لا يمكنها أن تبقى صامتة أمام هذه التعبئة الضخمة".

توقف الخدمات

وستتوقف غالبية خدمات المترو والسكك الحديد في ضواحي باريس عن العمل إلى حد كبير، الثلاثاء، كما قالت الهيئة المشغلة، فيما سيتعطل التنقل بين المدن مع تشغيل قطار من كل ثلاثة قطارات "تي جي في" عالية السرعة، وفق الشركة الوطنية للسكك الحديد في فرنسا (SNCF).

وسيشمل الإضراب مرة أخرى وبشكل كبير وسائل النقل وقطاع التعليم. وأعلنت شركة "اير فرانس" إلغاء رحلة واحدة من أصل عشر قصيرة ومتوسطة على ألا تتأثر الرحلات البعيدة.

كذلك، سيشارك حوالى نصف الأساتذة في الحضانات والمدارس الابتدائية في الإضرابات، وفق نقابة "Snuipp-FSU" للمعلمين.

معركة برلمانية

ويواجه ماكرون وحلفاؤه أيضا صعوبات في البرلمان كما في الشارع.

فقد قدمت المعارضة اليسارية أكثر من سبعة آلاف تعديل لمشروع القانون في محاولة لإبطاء مساره عبر البرلمان.

ويفتقر ماكرون إلى غالبية في الجمعية الوطنية، ويأمل في الحصول على دعم اليمين لتبني مشروعه الإصلاحي، وفقا لفرانس برس.

وأظهر استطلاع جديد أجرته مجموعة "أوبينيون واي" ونشرته صحيفة "لي زيكو" المالية اليومية، الاثنين، أن 61% من الفرنسيين يؤيدون الحركة الاحتجاجية، بزيادة ثلاث نقاط مئوية عن استطلاع مماثل أجري في 12 يناير.

النزاع في الكونغو أدى إلى نزوح 1.7 مليون شخص
النزاع في الكونغو أدى إلى نزوح 1.7 مليون شخص

قال وزير الخارجية الرواندي، أوليفييه ندوهونجيريهي، السبت، إن نظيرته الكونغولية رفضت توقيع اتفاق كان قد تم التوافق عليه للمساعدة في إنهاء صراع حركة 23 مارس المتمردة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية والذي أدى إلى نزوح 1.7 مليون شخص.

وتنفذ حركة 23 مارس بقيادة التوتسي تمردا في شرق الدولة الواقعة في وسط أفريقيا والتي يمزقها العنف منذ 2022. وتتهم الكونغو والأمم المتحدة ودول أخرى رواندا بدعم الحركة بالأسلحة والقوات.

وتنفي رواندا دعم حركة 23 مارس وتقول إنها اتخذت ما تصفها بالتدابير الدفاعية وتتهم الكونغو بالقتال في صف جماعة متمردة من الهوتو هي القوات الديمقراطية لتحرير رواندا التي تهاجم التوتسي في كلا البلدين.

وشارك البلدان في مفاوضات في أواخر أغسطس بهدف تهدئة الصراع الذي فاقم الأزمة الإنسانية طويلة الأمد في المنطقة، وكذلك أجج في بعض الأحيان مخاوف من اتساع نطاق الحرب.

وقال ندوهونجيريهي لرويترز إن الموفدين إلى المحادثات، ومنهم رئيس المخابرات العسكرية الكونغولية، اتفقوا ووقعوا على خطة "لتحييد القوات الديمقراطية لتحرير رواندا ورفع التدابير الدفاعية الرواندية".

وأضاف خلال حديثه على هامش قمة في فرنسا لزعماء من دول تتحدث اللغة الفرنسية أن هذا الاتفاق كان من المزمع أن يوقعه الوزيران في 14 سبتمبر الماضي.

ولم يرد بعد متحدث باسم الحكومة الكونغولية على طلب رويترز للتعليق.

وحضر رئيس الكونجو فيليكس تشيسكيدي ورئيس رواندا بول كاجامي القمة في فرنسا. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد اقترح عقد اجتماع ثلاثي لكن انتهى الأمر إلى عقد كل منهما اجتماعا خاصا منفصلا مع ماكرون.

وقال ماكرون للصحفيين "لا يزال الوضع متوترا للغاية (لعقد اجتماع ثلاثي)". وأضاف أن الاجتماع "يتطلب جهودا من كلا الطرفين"، داعيا البلدين إلى التوصل إلى اتفاق.