جانب من الأسلحة المصادرة كانت في طريقها من إيران إلى اليمن
جانب من الأسلحة المصادرة كانت في طريقها من إيران إلى اليمن | Source: Twitter/@CENTCOM

أعلنت القيادة المركزية العسكرية الأميركية "سنتكوم"، الأربعاء، أنها تمكنت من مصادرة آلاف الأسلحة المتطورة كانت في طريقها من إيران إلى اليمن منتصف الشهر الماضي. 

وقالت "سنتكوم" في بيان نشرته، على موقعها الإلكتروني، أنها نفذت عملية بحرية بالاشتراك مع قوات حليفة في خليج عمان. 

وكشفت عن أن الأسلحة المصادرة شملت أكثر من 3 آلاف بندقية و578 ألف طلقة و23 صاروخا موجها متطورا مضادا للدبابات. 

وهذه العملية جزءً من جهد دولي أكبر، لتطبيق حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على الأسلحة التي تذهب إلى الحوثيين في اليمن، وهي جماعة متمردة تسيطر على أجزاء من البلاد، بما في ذلك العاصمة صنعاء. 

في العام الماضي، وسعت الأمم المتحدة نطاق الحظر في محاولة لخنق تدفق الأسلحة.

وذكر البيان أن العملية التي تمت في 15 يناير، واحدة من أربع عمليات مصادرة لأسلحة تمت خلال الشهرين الماضيين. 

وقالت سنتكوم، إن "العمليات الأربعة منعت وصول أكثر من 5 آلاف قطعة سلاح وأكثر من مليون ونصف مليون طلقة ذخيرة إلى اليمن". 

والشهر الماضي، أعلن الأسطول الخامس الأميركي، أن قواته البحرية اعترضت سفينة صيد في خليج عمان، في السادس من يناير، على متنها أكثر من ألفي بندقية هجومية، كانت في طريقها من إيران إلى اليمن.

وأشار البيان إلى أن سفينة الصيد التي تم اعتراضها كانت تبحر باتجاه يستخدم سابقا لتهريب البضائع غير المشروعة إلى الحوثيين في اليمن، وكان على متنها ستة مواطنين يمنيين.

وفي الأول من ديسمبر، تم ضبط سفينة تحمل أكثر من 50 طنا من الذخيرة وأجزاء تستخدم في صناعة وإطلاق الصواريخ، كما تم اعتراض سفينة في الثامن من نوفمبر الماضي تحمل أكثر من 170 طنا من أدوات تستخدم في صناعة الصواريخ. 

وتوريد الأسلحة بشكل مباشر أو غير مباشر أو بيعها أو نقلها إلى الحوثيين ينتهك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، والقانون الدولي.

وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها طهران بتزويد قوات الحوثي بصواريخ وطائرات مسيرة وأسلحة أخرى استخدمتها في تنفيذ مئات الهجمات التي تستهدف السعودية والإمارات والقوات اليمنية التي تحاول اقتلاع المقاتلين المدعومين من إيران. 

وتقدم طهران دعماً سياسياً صريحاً لقوات الحوثي، لكنها نفت أنها تزودهم بالسلاح في انتهاك لقرارات الأمم المتحدة.

وقال الجيش الأميركي الأربعاء إن القوات اليمنية صادرت 100 طائرة مسيرة كانت متجهة لمقاتلي الحوثي.

واستمرت الحرب في اليمن لأكثر من ثماني سنوات، حيث استولى مقاتلو الحوثي على عاصمة البلاد في سبتمبر 2014. 

وبعد ستة أشهر، شنت المملكة العربية السعودية وتحالف صغير من الدول حملة عسكرية تهدف إلى إبعاد الحوثيين عن السلطة.

لكن الحملة التي قادتها السعودية فشلت في إنهاء سيطرة الحوثيين بسرعة. 

وبدلاً من ذلك، وقع الجانبان في شرك حرب مزعزعة للاستقرار تسببت في ما وصفته الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وقتل آلاف المدنيين في الصراع، بينما يعتمد ما يقرب من ثلاثة أرباع سكان البلاد الآن على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.

البنتاغون ذكر أن تهديد داعش لا يختفي بل "يتغير ويتكيف"
البنتاغون ذكر أن تهديد داعش لا يختفي بل "يتغير ويتكيف"

كشف منسق وزارة الدفاع الأميركية للتحالف الدولي لهزيمة داعش،  آلان ماتني، وجود استراتيجيات وخطط جديدة يعتمدها التحالف لمواجهة تهديدات التنظيم في العالم.

وقال ماتني، وفق تقرير نشره موقع وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" الخميس، إن داعش لم يعد "يحكم أراض" لكن الأيديولوجية التي يتباها التنظيم لا تزال قائمة، وهناك حاجة للتحالف الدولي لمواجهة هذه التهديدات.

واجتاح تنظيم داعش مناطق شاسعة في العراق وسوريا، عام 2014،  مهددا ملايين الناس في الشرق الأوسط بأساليب همجية تتبنى القتل والاغتصاب والإبادة الجماعية.

التقرير أشار إلى أن داعش كان يختلف عن غيره من الجماعات الإرهابية، اذ كان يدعي "الحكم بالخلافة في الشرق الأوسط" وإزالة الأشخاص الذين لا يؤمنون بنهجهم. وبسبب ذلك ارتكب التنظيم جرائم إبادة جماعية ضد الإيزيديين في العراق أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 5000 شخص.

واليوم، تم تحرير الأراضي الشاسعة التي كانت خاضعة لداعش، وذلك بفضل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي أرسى طريقة جديدة وفعالة لمواجهة هذه التهديد العالمي.

وقال  ماتني: "أعتقد أنه إذا تعلمنا أي شيء خلال السنوات العشر الماضية، يمكنني القول إن هذا التهديد لا يختفي بل يتغير ويتكيف".

 وأضاف أن "التحالف الآن في  مرحلة طبيعية وصحية حيث يتكيف هو أيضا مع هذه التطورات." بحسب تعبيره.

ويذكر التقرير أنه على مدى العقد الماضي، تطور التحالف من أنشطة استعادة الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرة داعش، إلى "تتبع تحركات التنظيم القادمة"، وقال ماتني إن "جماعات مثل داعش تقيّم باستمرار نقاط قوتها وضعفها وتحاول الاستفادة منها، ونحن ايضا نفعل الشيء ذاته." على حد قوله.

وقال ماتني إن التنظيم مثل غيره من الجماعات الإرهابية "يريد منا أن نبالغ في رد الفعل أو نتصرف بطريقة يصعب الحفاظ عليها استراتيجياً، وهو يريد منا أن نستخدم الكثير من الموارد، حتى لا تستطيع الدول لوحدها مواجة تهديداته".

وأشار  إلى الاستراتيجية التي يعتمدها التحالف الدولي تحولت من تنفيذ عمليات عسكرية على الأرض إلى تبادل المعلومات الاستخبارية، موضحا أن استراتيجية هزيمة داعش، تركز أيضا على توزيع العبء بين دول التحالف بشأن التدريب في مجال مكافحة الإرهاب.

لقاء عراقي أميركي مرتقب لبحث انسحاب القوات الاميركية (أرشيفية)
الانسحاب الأميركي من العراق .. تباين في المواقف ومخاوف من التبعات
تباين واضح في الخطاب الرسمي الأميركي والعراقي بشأن انسحاب القوات الاميركية، فالسلطات العراقية تؤكد عدم حاجتها لتلك القوات في حين أشارت السفيرة الأميركية لدى العراق، ألينا رومانوفسكي، إلى أن التهديدات لأمن العراق واستقراره وسيادته لا تزال قائمة.

وبشأن العراق، قال  ماتني إن العراقيين "متمرسون للغاية الآن في عمليات مكافحة الإرهاب وأصبحوا شركاء مهرة حقاً، مضيفا أن لدى التحالف الدولي "شركاء محليون في سوريا يتمتعون بمهارات عالية وقدرات كبيرة."

وبسبب النجاحات التي حققها التحالف الدولي، يواجه تنظيم داعش حاليا صعوبة أكبر في العمل في العراق وسوريا، وبالتالي هو يحاول الان العمل في غرب أفريقيا، والصومال، وأفغانستان، وجنوب شرق آسيا. 

وأوضح المسؤول الأميركي أن التنظيم في هذه المناطق يعتمد أسلوبه الغامض فهو ""يتسرب مرة أخرى إلى أماكن يصعب العثور عليها، مما يتطلب أساليب مختلفة لملاحقته، والتحالف الدولي يتكيف الان مع هذه التغييرات"، على حد قوله.

وتحدث ماتني عن مزايا التحالف الدولي، مشيرا إلى أنه رغم عدم وجود حضور "أميركي" في بعض المناطق مثل افغانستان وغرب أفريقيا، لكنه أوةضح أن هذا التحالف المكون من 87 شريكا، كفيل بالمساعدة في تلبية الاحتياجات، وهنا تمكن قوة هذا التحالف، بحسب تعبيره.

ووصف ماتني التحالف الدولي بأنه "منظمة متعددة الأطراف وفريدة من نوعها" ويعتمد مبدأ المرونة والسرعة في اتخاذ القرارات وهو كان السبب في نجاحه، فالتحالف، كما يقول، يعتبر من "المنظمات المتعددة الأطراف القائمة على التوافق"، نقلا عن التقرير الذي نشره موقع وزارة الدفاع الأميركية.