الوزير الأميركي أكد على أهمية "حل الدولتين" وتحقيق الأمن والازدهار للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي
الوزير الأميركي أكد على أهمية "حل الدولتين" وتحقيق الأمن والازدهار للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي | Source: twitter/@SecBlinken

اختتم وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الثلاثاء، زيارته الرابعة إلى الشرق الأوسط وشملت مصر، وإسرائيل والضفة الغربية. 

وبدأ الوزير الأميركي زيارة إلى مصر دامت الأحد والاثنين، لينتقل بعدها إلى إسرائيل والضفة الغربية للقاء مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين وأفرادا ونشطاء من المجتمع المدني. 

وتزامنت زيارة بلينكن مع موجة عنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين تسببت بسقوط قتلى وجرحى من الطرفين على مدى أيام قليلة. 

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد دعت إلى التهدئة بين الطرفين، مؤكدة أن زيارة بلينكن، التي كان مخططا لها قبل اندلاع العنف، لن تتأجل.   

وذكرت الوزارة في بيان أن الوزير الأميركي، وخلال لقائه مع قادة الطرفين، سيؤكد على الحاجة الملحة لأن يتخذ الطرفان خطوات لتهدئة التوترات من أجل وضع حد لدائرة العنف التي أودت بحياة العديد من الأبرياء، وأشارت إلى أن بلينكن سيناقش "أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي الراهن للحرم الشريف/جبل الهيكل في القدس، بالقول والفعل".

وأشارت إلى أن بلينكن "سيتواصل مع المجتمع المدني طوال الرحلة للتأكيد على التزامنا بحقوق الإنسان، ودعم المجتمع المدني، وأهمية العلاقات الدائمة بين الشعوب".

وفي ختام جولته قال الوزير الأميركي في تغريدة: "اختتمت رحلة مثمرة إلى إسرائيل والضفة الغربية، حيث التقيت بالنظراء الإسرائيليين والفلسطينيين وقادة من المجتمع المدني. سنواصل دعم الأطراف وكافة الجهود لتخفيف حدة التوترات". 

واشتدت موجة العنف بعد أن أسفرت عملية عسكرية إسرائيلية في الضفّة الغربية عن مقتل 10 فلسطينيين، في تصعيد قرّرت السلطة الفلسطينية على إثره وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل التي قالت من جهتها إنّ قواتها تبادلت إطلاق النار مع "مطلوبين بعمليات إرهابية".

وبحسب وزارة الصحّة الفلسطينية فقد سقط تسعة من القتلى العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيّم جنين للاجئين الفلسطينيين، في حين سقط القتيل العاشر في بلدة الرام قرب القدس برصاص إسرائيلي خلال مواجهات أثناء احتجاجات على العملية العسكرية في جنين.

وأقدم مسلح فلسطيني، الجمعة، على إطلاق النار على كنيس يهودي في القدس ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وجرح آخرين في عملية أثارت إدانات دولية واسعة.

إسرائيل.. تلويح بالمخاطر ودعوة إلى السلام

وفي إسرائيل التقى بلينكن برئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، ونظيره، إلي كوهين، وعدد من قادة المعارضة الإسرائيلية. 

وتركزت المحادثات على تأكيد الدعم الأميركي لأمن إسرائيل، بالأخص ما يتعلق بالتهديدات الإيرانية، بالإضافة إلى رفع انخراط إسرائيل في المنطقة والعلاقات التي تربطها بالفلسطينيين وأهمية حل الدولتين. 

ولدى وصوله إسرائيل قال وزير الخارجية الأميركي: "في يوم السبت، يتلو اليهود في جميع أنحاء العالم صلاة 'Ma Tovu'. جزء من تلك الصلاة ينص على أن: 'حبك الكبير يلهمني أن أدخل بيتك، وأتعبد في مقدسك المقدس'". 

وندد الوزير الأميركي بقتل المتعبّدين الخارجين من كنيس يهودي في القدس الشرقية، مقدما تعازيه إلى عائلات الضحايا. 

وأكد أن "إن إزهاق روح بريئة في عمل إرهابي هو دائما جريمة شنعاء، ولكن استهداف الناس خارج أماكن عبادتهم أمر مروع بشكل خاص. يعد بيت العبادة مقدسا لكافة الأديان. إنه مكان للتواصل والرهبة .. لذا كان هجوم يوم الجمعة أكثر من مجرد هجوم على أفراد. كان هجوما أيضا على التوجه الكوني في ممارسة المرء لإيمانه. نحن ندينه بأشد العبارات". 

واستنكر الوزير الأميركي أيضا الهجوم الإرهابي الذي جرح فيه والد مع ابنه وقال: "وندين كل من يحتفل بهذه الأعمال الإرهابية وأي أعمال إرهابية أخرى تودي بحياة الأبرياء، بغض النظر عن هوية الضحية أو معتقداته. إن الدعوات للانتقام من المزيد من الضحايا الأبرياء ليست هي الحل، وأعمال العنف الانتقامي ضد المدنيين لا يمكن تبريرها أبدا".

وأكد أنه "تقع على عاتق الجميع مسؤولية اتخاذ خطوات لتهدئة التوترات بدلا من تأجيجها، والعمل للتوصل إلى يوم لا يشعر فيه الناس بالخوف في مجتمعاتهم ومنازلهم وأماكن عبادتهم". 

وأضاف "هذه هي الطريقة الوحيدة لوقف تصاعد موجة العنف التي أودت بحياة الكثير من الإسرائيليين، والكثير من الفلسطينيين. سأوضح ذلك خلال فترة وجودي في إسرائيل والضفة الغربية مع كل من سألتقي بهم".

والتقى بلينكن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، الاثنين وقال نتانياهو في مؤتمر صحفي موجها حديثه للوزير الأميركي: "زيارتك هي تعبير آخر ومستمر عن العلاقة التي لا تنفصم بين إسرائيل والولايات المتحدة. إنه أحد أعظم التحالفات في التاريخ الحديث. نشترك في المصالح المشتركة التي تنمو يوما بعد يوم. نحن نتشارك القيم المشتركة. ديمقراطيتان قويتان ستظلان كما أؤكد لكم ديمقراطيتين قويتين".

وشدد نتانياهو على أن زيارة الوزير الأميركي تأتي في "وقت حرج للغاية"، موضحا أنه "الوقت الذي تمكن فيه كثيرون، إن لم يكن معظم المجتمع الدولي، من رؤية الوجه الحقيقي لإيران. لقد رأوا همجية هذا النظام ضد شعبه. لقد رأوا كيف يصدّر العدوان إلى ما وراء حدوده وخارج الشرق الأوسط، وأعتقد أن هناك إجماعا مشتركا على أن هذا النظام يجب ألا يمتلك أسلحة نووية".

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن منع إيران من امتلاك أسلحة نووية يعد أولوية قصوى لبلاده. 

وبينما تطرق إلى إحباط التهديدات، أكد نتانياهو على "فرص توسيع دائرة السلام. نحن عازمون على تعميق السلام الذي حققناه بالفعل في اتفاقيات إبراهيم. لقد ناقشنا بعض المبادرات التي نفكر في القيام بها معا، ولكن أيضا لتحقيق اختراقات جذرية أعتقد أنها يمكن أن تكون تاريخية وهامة للغاية في جهودنا المشتركة لتحقيق الرخاء والأمن والسلام في هذا الجزء من العالم، وأبعد منه".

وأضاف "ومع أخذ ذلك في الاعتبار، يجب أن أخبركم أنني أعتقد أيضا أن توسيع دائرة السلام، أي العمل على إغلاق ملف الصراع العربي الإسرائيلي أخيرا، أعتقد أنه سيساعدنا أيضا على تحقيق حل عملي مع جيراننا الفلسطينيين". 

من جهته، أكد بلينكن أن "أي شيء يبتعد عن حل الدولتين يضر بأمن إسرائيل على المدى الطويل"، وحث الإسرائيليين والفلسطينيين على تهدئة التصعيد بين الجانبين.

وقال بلينكن: "لدينا علاقات مهمة مع إسرائيل وتعاون في كافة المجالات، ونحن مصرون على البناء على هذا التقدم بمجالات جديدة وضم المزيد من الدول الأخرى لتقوية دائرة السلام". 

وأكد الوزير الأميركي أيضا على أن أنه " أثناء عملنا على توسيع دائرة السلام، من المهم أن نعمل على تحسين نوعية الحياة للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، من أجل تحقيق هدفنا بأن يتمتع كلا الشعبين بالحرية والعدالة والسلام والكرامة"، مؤكدا أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، لا يزال ملتزما بهذا الهدف، وأن أفضل طريقة لتحقيقه هو "رؤية حل الدولتين". 

ونوه بلينكن بالنظر إلى عملية السلام الإسرائيلي الفلسطيني، المتوقفة منذ فترة طويلة، باعتبارها "الطريق الوحيد" للمضي قدما.

وقال: "أخبرت رئيس الوزراء، أن أي شيء يبعدنا عن حل الدولتين يضر بأمن إسرائيل على المدى الطويل، ولهويتها اليهودية الديمقراطية، ولذلك نحث كل الأطراف على اتخاذ خطوات عاجلة لتحقيق الهدوء، والتأكد أن هناك بيئة يمكن من خلالها أن نخلق الظروف التي تمكننا من تحقيق نوع من الأمن للإسرائيليين والفلسطينيين وهو ما نفتقده حاليا". 

وأكد بلينكن أن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم التعايش بين الأديان في القدس. وقال: "نحن مستمرون في دعم التمسك بالوضع القائم في المواقع المقدسة في القدس". 

كما التقى بلينكن بوزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، في القدس حيث أحاط الأخير الوزير الأميركي بالأحداث الأمنية مؤخرا والتحديات التي تواجه بلاده ولا سيما إيران، بحسب ما نقله مراسل الحرة في القدس.

وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مع وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت
بلينكن يلتقي وزير الدفاع الإسرائيلي ويتوجه إلى الضفة الغربية للقاء عباس
اجتمع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، صباح الثلاثاء، مع وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، في القدس حيث أحاط الأخير الوزير الأميركي بالأحداث الأمنية مؤخرا والتحديات التي تواجه بلاده ولا سيما إيران.

وتطرق اللقاء إلى التعاون الإقليمي بغية تعزيز الاستقرار في المنطقة. وقال غالانت إن "زيارتكم لإسرائيل تأتي في وقت حرج، وتبعث برسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة وإسرائيل متحدتان ضد التهديد الإيراني وضد كل من يحاول زعزعة استقرار المنطقة. نتفق تماما مع حقيقة أنه يجب عدم السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية عسكرية".

وأضاف أن "التعاون الخاص بين البلدين بلغ ذروة جديدة، الأسبوع الماضي، مع التدريبات العسكرية المشتركة. إن علاقتنا مبنية على القيم والمصالح المشتركة وتعطي معنى هاما للاستقرار الإقليمي".

وفي لقائه مع الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، الاثنين، ذكرت الخارجية الأميركية في بيان موجز أن بلينكن أكد على دعم بلاده لإسرائيل وتطرقا إلى التهديدات الإيرانية. 

وذكرت الوزارة أن بلينكن "أبدى قلقه بشأن تدهور الوضع الأمني في الضفة الغربية وضرورة اتخاذ خطوات لتهدئة الوضع. وجدد الوزير التأكيد على أن الإسرائيليين والفلسطينيين يستحقون الحصول على تدابير متساوية للأمن والازدهار والحرية". 

والتقى بلينكن بزعيم المعارضة الإسرائيلي، يائير لابيد، حيث أكد في حديثه على التهديدات الإيرانية ونجاح الاجتماعات التي شهدها منتدى النقب التذي استضافته أبوظبي الإماراتية. 

وذكرت الخارجية في بيان أن "الوزير أعرب عن قلقه بشأن الوضع الأمني المتدهور في الضفة الغربية والحاجة إلى حل عاجلة لمنع خسارة مزيد من الأرواح. وأكد الوزير بلينكن على أن الإسرائيليين والفلسطينيين يستحقون إجراءات متساوية لتحقيق الأمن والازدهار والحرية". 

والتقى بلينكن بـ "قادة إسرائيل الناشئين" في مركز "FeelBeit" الثقافي، والذي يعد موقعا يجتمع فيه ناشطو المجتمع المدني من أجل إنشاء الجسور بين الإسرائيليين والفلسطينيين في القدس، وفق ما ذكرته قناة "i24" الإسرائيلية

وقال بلينكن، وفق ما نقلته الخارجية الأميركية في بيان: "هذا الموقع، من نواح كثيرة، هو ملاذ للناس من جميع مناحي الحياة في إسرائيل، من جميع الأديان والخلفيات واللغات، للالتقاء معا وتبادل  الفنون والثقافة".

وأضاف "الزملاء المتواجدون هنا اليوم هم أجزاء نابضة بالحياة من المجتمع المدني، وبالنسبة لأولئك الذين مثلنا في الحكومة، يلعب المجتمع المدني دورا حاسما للغاية. يمكن أن يكون نجمنا الشمالي (أي للإرشاد)، مما يجعلنا مركزين وصادقين عندما يتعلق الأمر بالتأكد من أننا نلتزم بالمبادئ التي نتبناها جميعا. وتذكيرنا بما هو مهم حقًا في العمل الذي نقوم به، وهو محاولة التأكد من معاملة كل منا بالكرامة التي نستحقها كبشر".

وأكد الوزير التزامه في بحث التحديات وأوجه الشراكة مع الناشطين وكيفية دعمهم. 

الضفة الغربية..  خلق مستقبل أفضل للفلسطينيين

وفي الضفة الغربية، التقى الوزير الأميركي برئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ونشطاء من المجتمع المدني لبحث العلاقات مع الإسرائيليين وأهمية حل الدولتين والإصلاحات السياسية وتقوية العلاقات الأميركية مع الشعب الفلسطيني وقيادته. 

والتقى بلينكن بنشطاء فلسطينيين من المجتمع المدني، وقال وفق بيان للخارجية الأميركية إن  "أحد الأمور التي شرعنا في القيام بها مع هذه الإدارة هو تجديد وتقوية علاقاتنا مع الشعب الفلسطيني".

وأضاف "جزء من ذلك هو مشاركتنا ليس فقط على المستوى الحكومي، بل أيضا معكم، مع أعضاء المجتمع المدني ولكن على وجه الخصوص، على سبيل المثال، رواد الأعمال ورجال الأعمال والأشخاص الذين يساعدون في خلق الفرص ومستقبَلا للجميع".

وتابع: "لذلك كنت متحمسا للغاية كي أحظى بفرصة الاستماع لآرائكم حول ما تفعلونه، بالإضافة إلى التحديات التي تواجهكم، وربما كيف يمكننا المساعدة قدما". 

وفي تغريدة أكد الوزير الأميركي على "التزامنا لدعم الإعلام المستقل بالتعاون مع قادة المجتمع المدني الفلسطيني، وهو عمود أاسي للمحاسبة والحوكمة الجيدة". 

وأعلن أنه "بالتعاون مع الكونغرس، نخطط لتخصيص مليوني دولار لدعم الصحفيين في المنطقة، من بينهم الفلسطينيون". 

وعلقت السلطة الفلسطينية الأسبوع الماضي التنسيق الأمني مع إسرائيل بعد أكبر مداهمة تشنها القوات الإسرائيلية منذ سنوات، إذ توغلت القوات في عمق مخيم اللاجئين في مدينة جنين مما تسبب في اشتباك مسلح قُتل فيه 10 فلسطينيين.

ويشعر زعماء السلطة الفلسطينية بالغضب بسبب مداهمات تنفذها القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ أشهر.

وشهد شهر يناير وحده مقتل 35 فلسطينيا في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، في أكثر الشهور دموية منذ عام 2015، بينما يقول مسؤولون إن هجمات المستوطنين الإسرائيليين على الممتلكات الفلسطينية ازدادت أيضا.

واختتم بلينكن زيارته بلقاء عباس في رام الله، وقال رئيس السلطة الفلسطينية في مؤتمر صحفي مشترك: "نؤكد أن الحكومة الإسرائيلية مسؤولة عما يحدث هذه الأيام، بسبب ممارساتها التي تقوض حل الدولتين وتخرق الاتفاقات الموقعة، وبسبب عدم وجود جهود دولية لتفكيك الاحتلال وأنظمة الاستيطان، و عدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة".

ونوه عباس إلى أن "استمرار معارضة جهود الشعب الفلسطيني للدفاع عن وجوده وحقوقه المشروعة في المحافل والمحاكم الدولية، ولتوفير الحماية الدولية .. لشعبنا، هي سياسة تشجع المحتل الإسرائيلي على ارتكاب المزيد من الجرائم. وتنتهك القانون الدولي".

وأشار عباس إلى أنه "بعد أن استنفدنا كل الوسائل مع إسرائيل لوقف انتهاكاتها .. اتخذنا عددا من القرارات التي بدأنا تنفيذها لحماية مصالح شعبنا".

وشدد رئيس السلطة الفلسطينية على أن "التوقف التام عن الأعمال الإسرائيلية أحادية الجانب، التي تنتهك الاتفاقيات الموقعة والقانون الدولي، هو المدخل الرئيسي لإعادة الأفق السياسي وإنهاء الاحتلال وفق التفضيلات الدولية ومبادرة السلام العربية من أجل تحقيق السلام والاستقرار والأمن للجميع في منطقتنا والعالم".

من جهته، أعرب وزير الخارجية الأميركي "عن تعازينا وحزننا على المدنيين الفلسطينيين الأبرياء الذين فقدوا أرواحهم في تصعيد العنف خلال العام الماضي".

وقال: "يعاني الفلسطينيون والإسرائيليون على حد سواء من انعدام الأمن المتزايد والخوف المتزايد في منازلهم ومجتمعاتهم وأماكن عبادتهم".

وأضاف "لذلك، في المقام الأول، نعتقد أن من المهم اتخاذ خطوات لخفض التصعيد ووقف العنف وتقليل التوترات وأيضا محاولة إنشاء الأساس لمزيد من الإجراءات الإيجابية للمضي قدما".

وأكد أن "هذه هي الخطوات الأولى الضرورية، لكنها أيضا ليست كافية. من المهم أيضا الاستمرار في السعي ليس فقط للحد من العنف ولكن لضمان تمتع الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء في نهاية المطاف بنفس الحقوق والفرص ذاتها". 

وشدد الوزير الأميركي على أن "ما نراه الآن من الفلسطينيين هو أفق متقلص للأمل وليس توسعيا. وهذا أيضا، نرى أنه يجب تغييره. كما أقدر، سيدي الرئيس، موقفك الثابت والحازم ضد الإرهاب".

ونوه الوزير الأميركي إلى أن الإدارة الأميركية تعمل، من جانبها "على تعزيز علاقتنا مع الشعب الفلسطيني والمساهمة في تحسين حياتهم. نحن نقوم بذلك بطرق ملموس ، بما في ذلك دعمنا للأونروا، حوالي 890 مليون دولار في كل النواحي، من الغذاء إلى اللقاحات إلى دعم اللاجئين والتعليم وما إلى ذلك". 

وأعلن بلينكن عن النية لتقديم "50 مليون دولار إضافية للأونروا". 

وقال بلينكن إن الرئيس الأميركي، خلال زيارته في يوليو الماضي، "خصص أيضا 100 مليون دولار لشبكة مستشفيات القدس الشرقية. كما توصلنا إلى اتفاق لتوفير شبكة اتصالات 4G للفلسطينيين، ونحن نعمل على تنفيذ ذلك". 

وأضاف بلينكن أن بايدن "عيّن هادي عمرو كأول ممثل لنا للشؤون الفلسطينية. وفي الوقت ذاته، سنواصل العمل لإعادة فتح قنصليتنا في القدس".

وأكد بلينكن أن "كل هذه الخطوات هي جزء من طموح طويل المدى لإعادة التأسيس. ولكن ليس بعد ذلك فقط ذلك بل لإعادة بناء علاقتنا .. مع الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية. وهذا سيسمح لنا بالعمل بشكل أكثر فاعلية نحو تحقيق هدف تمتع الفلسطينيين والإسرائيليين بمقاييس متساوية من الديمقراطية والفرص والكرامة في حياتهم". 

وقال "نعتقد أنه يمكن تحقيق ذلك من خلال تحقيق الدولتين. ولا يزال الرئيس بايدن ملتزما بهذا الهدف".

لكنه استدرك أن الإدارة الأميركية تعارض "في غضون ذلك .. أي إجراء من قبل أي من الجانبين يجعل تحقيق هذا الهدف أكثر صعوبة، وأكثر بعدا. وكنا واضحين أن هذا يشمل أشياء مثل التوسع الاستيطاني وإضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية وعمليات الهدم والإخلاء وتعطيل الوضع التاريخي الراهن للأماكن المقدسة وبالطبع التحريض على العنف والإذعان له. نحن نتطلع إلى كلا الجانبين لإدانة أي أعمال عنف بشكل لا لبس فيه بصرف النظر عن الضحية أو الجاني".

وفي الوقت ذاته أكد الوزير الأميركي "أهمية استمرار السلطة الفلسطينية نفسها في تحسين إدارتها ومساءلتها وتعزيز مؤسسات السلطة الفلسطينية. سيؤدي ذلك أيضا إلى تحسين حياة الشعب الفلسطيني وإرساء الأساس لدولة فلسطينية ديمقراطية".

وأكد الوزير أنه أطلع عباس على لقائه بناشطي المجتمع المدني، أخيرا ، وقال "أطلعت الرئيس على أنه أتيحت لي الفرصة للقاء قادة المجتمع المدني الفلسطينيين والأميركيين من أصل فلسطيني. إنهم يشتركون في التزام عميق بتحسين حياة إخوانهم الفلسطينيين. وناقشنا السبل التي يمكن للولايات المتحدة أن تستمر في كونها شريكا قويا لهم، وكذلك كيف يمكن للسلطة الفلسطينية أن تدعم جهودهم".

واختتم الوزير حديثه قائلا: "هذا وقت مليء بالتحديات. إنني أقدّر تصميم الرئيس (عباس) على محاولة العمل بطريقة مسؤولة تهتم بحياة الجميع من الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. هذا ما هو على المحك في هذه اللحظة، ومن المهم أن نعمل جميعا سويا، ولكن على وجه الخصوص، أن يعمل الفلسطينيون والإسرائيليون معا … لخفض التصعيد وتقليل التوترات ثم البناء من تلك النقطة". 

قطع عسكرية تابعة للأسطول الصيني تستعرض قوتها في بحر الصين الجنوبي لإرهاب الدول المحيطة
قطع عسكرية تابعة للأسطول الصيني تستعرض قوتها في بحر الصين الجنوبي. إرشيفية.

بدأ الجيش الصيني جولة جديدة من المناورات بالقرب من تايوان، قائلا إنها تحذير ضد "الأعمال الانفصالية لقوى استقلال تايوان" ولم يحدد موعدا لانتهاء تلك المناورات.

كانت تايوان، الخاضعة للحكم الديمقراطي والتي تعتبرها الصين جزءا من أراضيها، في حالة تأهب لمزيد من المناورات الحربية منذ الخطاب الذي ألقاه الرئيس لاي تشينغ ته في اليوم الوطني الأسبوع الماضي، وهو الخطاب الذي نددت به بكين بعدما قال لاي إن الصين ليس لها الحق في تمثيل تايوان، على الرغم من أنه عرض التعاون مع بكين.

وقالت القيادة الشرقية للجيش الصيني في بيان إن تدريبات "جوينت سورد- 2024 بي" (السيف المشترك-2024 بي) تجري في مضيق تايوان والمناطق الواقعة إلى الشمال والجنوب والشرق من تايوان. وأضافت في بيان نُشر باللغتين الصينية والإنكليزية "تعمل التدريبات أيضا كتحذير صارم ضد الأعمال الانفصالية لقوى استقلال تايوان. إنها عملية مشروعة وضرورية لحماية سيادة الدولة والوحدة الوطنية".

وعبرت وزارة الدفاع التايوانية عن تنديدها الشديد بالتصرف "غير العقلاني والاستفزازي" الذي قامت به الصين، مضيفة أنها نشرت قواتها الخاصة.

وأضافت الوزارة أن خطاب لاي بمناسبة اليوم الوطني سلط الضوء على الحالة الحالية للعلاقات عبر المضيق والإرادة القوية لحماية السلام والاستقرار، ودعا إلى التعاون المستقبلي في التعامل مع التحديات مثل تغير المناخ.

وقال مسؤول أمني تايواني كبير، تحدث لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية الموقف، إنهم يعتقدون أن الصين تمارس حصار الموانئ التايوانية وممرات الشحن الدولية بالإضافة إلى صد وصول القوات الأجنبية.

ولم يرد البيت الأبيض حتى الآن على طلب للتعليق على المناورات الحربية. وقالت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إن الصين ليس لديها ما يبرر استخدام خطاب لاي في اليوم الوطني كذريعة للضغط العسكري.