صورة تعبيرية من مصنع صيني
صورة تعبيرية من مصنع صيني

قال مسؤولون لـ"وول ستريت جورنال" إن "الولايات المتحدة الأميركية تدرس فرض عقوبات جديدة على شركات المراقبة الصينية بسبب مبيعاتها لقوات الأمن الإيرانية"، كون السلطات الإيرانية تعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا لقمع الاحتجاجات.

وتجري السلطات الأميركية مناقشات متقدمة بشأن العقوبات، وفقا للمسؤولين، الذين أشاروا إلى تركيز السلطات على شركة تياندي تيكنولوجيز، وهي شركة لتصنيع معدات المراقبة ومقرها مدينة تيانجين بشرق الصين، والتي تبيع بعض منتجاتها إلى وحدات من الحرس الثوري الإيراني.

وتظهر بيانات الجمارك الصينية أن صادرات معدات تسجيل الفيديو إلى إيران قفزت العام الماضي وسط احتجاجات حاشدة أشعلتها وفاة مهسا أميني في سبتمبر أثناء احتجازها لدى الشرطة بتهمة انتهاك قواعد اللباس الصارمة لإيران.

وتقول جماعات حقوق الإنسان إن الشرطة الإيرانية بدأت باستخدام تقنية مراقبة متطورة بالاشتراك مع رجال شرطة يرتدون ملابس مدنية لمواجهة الاحتجاجات، حسب وول ستريت.

وعرضت الشرطة في طهران على التلفزيون الرسمي استخدام كاميرات مراقبة للتعرف على المتظاهرين ومتابعتهم واعتقالهم.

وتخطط قوات الأمن الإيرانية الآن لاستخدام التقنيات الصينية لاكتشاف ومعاقبة النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب، وفقا لمسؤول إيراني ومستشار للحرس الثوري الإيراني.

وأثار الدور المتزايد لشركات التكنولوجيا الصينية في مساعدة إيران بتضييق الخناق على المعارضة، انتباها متزايدا من واشنطن، حيث زاد قلق المسؤولين من صادرات بكين من أدوات المراقبة المستخدمة أيضا في حملة الضبط القسري التي تستهدف أقلية الإيغور بالصين، حسب الصحيفة.

وقال المسؤولون لـ"وول ستريت جورنال" إن وزارة الخارجية ووزارة الخزانة الأميركيتان تدرسان فرض عقوبات على شركة تياندي الصينية. وإذا نُفذت هذه الخطوة، فقد تعرض الشركة لخطر الانقطاع عن النظام المالي الأميركي وتعطيل قدرتها على ممارسة الأعمال التجارية بالدولار الأميركي.

وامتنعت وزارة الخزانة عن التعليق لـ"وول ستريت جورنال"، ولم تستجب تياندي لطلبات التعليق، ولم يرد متحدث باسم الوفد الإيراني لدى الأمم المتحدة على طلب للتعليق.

ويذكر أيضا، أنه أفادت مصادر وبيانات تجارية أن شركات التكرير المستقلة في الصين تكثف وارداتها من زيت الوقود الذي يباع بخصم الممزوج من براميل روسية لاستخدامه كمادة تلقيم منخفضة التكلفة وسط نقص في حصص استيراد الخام الحكومية لدى بعض هذه الشركات، وفق رويترز.

وفي إطار منفصل آخر، سبق لرويترز أن نقلت قول مصدر، في 24 يناير، إن الولايات المتحدة لاحظت بعض الأنشطة المقلقة من شركات صينية فيما يتعلق بالحرب الدائرة في أوكرانيا وإنها ستستمر في التواصل مع الحكومة الصينية لإبلاغها بأي تداعيات بشأن تقديم دعم مادي للغزو الروسي.

وأضاف المصدر، حينها، أن الولايات المتحدة لاحظت بعض المساعدات العسكرية غير المميتة والدعم الاقتصادي من تلك الشركات الصينية الذي "لا يصل إلى حد التهرب بالجملة من العقوبات".

وأردف أنه من غير الواضح ما إذا كانت الحكومة الصينية على علم بتلك الأنشطة.

منصة إطلاق صواريخ آرو الإسرائيلية
منصة إطلاق صواريخ آرو الإسرائيلية (أرشيف)

ذكرت مصادر مطلعة لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أن إسرائيل تواجه "نقصا وشيكا" في منظومة الصواريخ الاعتراضية، وذلك في وقت يواصل فيه الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية على أكثر من جبهة منذ نحو عام.

وجرى إطلاق أكثر من 20 ألف صاروخ وقذيفة على إسرائيل على مدار العام الماضي من غزة ولبنان وحدهما، وفقًا للأرقام الإسرائيلية الرسمية.

وأسقط نظام القبة الحديدية الصواريخ قصيرة المدى وطائرات بدون طيار أطلقتها حركة حماس من غزة، بينما اعترضت منظومة "مقلاع داود" صواريخ أُطلقت من لبنان.

وفي نفس السياق، تصدت منظومة "آرو" للصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران على إسرائيل في هجومين منفصلين، وقعا في أبريل الماضي وأكتوبر الجاري.

كما أطلق المتمردون الحوثيون في اليمن والميليشيات العراقية الموالية لإيران، صواريخ وقذائف وطائرات بدون طيار على إسرائيل.

وتجدر الإشارة إلى جماعة حزب الله اللبنانية وحركة حماس وجماعة الحوثي وبعض الميليشيات العراقية مصنفة "جماعات إرهابية" في الولايات المتحدة.

وفي هذا الصدد، قال بواز ليفي، الرئيس التنفيذي لشركة "Israel Aerospace Industries" المملوكة للدولة، التي تنتج صواريخ آرو الاعتراضية المستخدمة لإسقاط الصواريخ الباليستية، للصحيفة البريطانية: "تعمل بعض خطوطنا على مدار 24 ساعة، 7 أيام في الأسبوع. هدفنا هو الوفاء بجميع التزاماتنا".

وأشار المسؤول إلى أن الوقت المطلوب لإنتاج الصواريخ الاعتراضية "ليس مسألة أيام". وفي حين لا تكشف إسرائيل عن حجم مخزوناتها، أضاف: "ليس سراً أننا بحاجة إلى تجديد المخزونات".

ويتزامن الحديث عن النقص المحتمل في الصواريخ الاعتراضية، مع نجاح جماعة حزب الله اللبنانية، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة، في استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بحيفا، الأحد.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، مقتل 4 من جنوده وإصابة 7 آخرين بجروح خطيرة، في الهجوم على القاعدة في بنيامينا، الذي يعد الأقوى من نوعه عقب التصعيد بين الجيش الإسرائيلي والجماعة اللبنانية المدعومة من إيران، منذ 23 سبتمبر.

 وطرح تمكّن مسيرة حزب الله اللبنانية من استهداف القاعدة العسكرية الإسرائيلية، الكثير من التساؤلات بشأن فعاليات منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية في التعامل مع هذا النوع من الهجمات.

وحسب تقرير سابق لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، فإن القبة الحديدية التي طورتها الولايات المتحدة وإسرائيل، تعد النظام الرائد في العالم لإسقاط الصواريخ قصيرة المدى، مما قلل من التهديد الناجم عن الأسلحة التي تطلقها حركة حماس على المراكز السكانية في إسرائيل.

لكن وفقا لنفس الصحيفة، فإن إيران تمتلك طائرات من دون طيار وصواريخ باليستية "لم يُصمم نظام القبة الحديدية لاعتراضها". كما أن حزب الله يمتلك ترسانة "تضم عشرات الآلاف من قذائف الهاون والصواريخ والقذائف الموجهة بدقة، التي يمكن أن تتغلب على الدفاعات الإسرائيلية".  

وصممت إسرائيل نظام "القبة الحديدية" لتدمير الصواريخ قصيرة المدى وقذائف المدفعية والطائرات دون طيار التي تستهدف المناطق المأهولة بالسكان، وهو مصمم للعمل في جميع الأحوال الجوية، وفق فرانس برس.

ويستطيع الصاروخ اعتراض قذيفة من مسافة 4 إلى 70 كيلومترا، ويمكنه تحديد ما إذا كانت الصواريخ المعادية ستسقط في مناطق مفتوحة أو مراكز مدنية، وبالتالي اختيار ما إذا كان سيتم اعتراضها.

ونُصبت البطارية الأولى، في إسرائيل في مارس 2011، بالقرب من مدينة بئر السبع الجنوبية على بعد نحو 40 كيلومترا من قطاع غزة.

وقد نشرت بطاريات أخرى منذ ذلك الحين بهدف الدفاع عن كامل الأراضي الإسرائيلية، واستخدمت بالفعل في العديد من المواجهات بين إسرائيل والحركات المسلحة في قطاع غزة.

وتتميز القبة بثلاثة مكونات، وهو ما تتوفر عليه معظم أنظمة الدفاع الجوي: الرادار الذي يكتشف الصاروخ القادم، ونظام القيادة والتحكم الذي يعالج تلك المعلومات، ثم ينشط المكون الثالث "المعترض"، وهو في الأساس صاروخ يتمثل دوره في تدمير الصاروخ القادم في الجو، حسب الباحث، جان لوب سمعان، وهو باحث تابع لمعهد الشرق الأوسط في جامعة سنغافورة الوطنية.

ويعد نظام القبة فريد من نوعه لأنه أكثر الأنظمة تقدما، إذ أن نظام باتريوت الذي تعمل به الولايات المتحدة مشابه قليلا، لكنه لا يغطي الصواريخ منخفضة المدى، حسب تقرير سابق نشر في موقع "الحرة".

وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بات رايدر، الثلاثاء، وصول فريق أميركي مع المكونات الأولية لتشغيل بطارية "ثاد" إلى إسرائيل.

وقال رايدر في بيان نُشر على موقع الوزارة، إن فريقاً متقدماً من الأفراد العسكريين الأميركيين والمكونات الأولية اللازمة لتشغيل بطارية الدفاع الصاروخي للارتفاعات العالية (ثاد)، وصل إلى إسرائيل، الإثنين.

وتُعدّ منظومة "ثاد" سلاحا دفاعيا لإسقاط الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى ذات الارتفاعات العالية، وهو نظام من صنع شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية.

وتقول الشركة المصنعة إن "ثاد" يمثل "النظام الأميركي الوحيد المصمم لاعتراض الأهداف داخل وخارج الغلاف الجوي"، حسب تقرير نشر على موقع "الحرة".

وتحتاج بطارية ثاد عادة حوالي 100 جندي لتشغيلها، وفق وكالة رويترز، وتحتوي على 6 منصات إطلاق محمولة على شاحنات مع 8 صواريخ اعتراضية على كل منصة، ورادار قوي.

لماذا ثاد؟

قال خبير الصواريخ وشؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، فابيان هينز، لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، إن منظومة ثاد قادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية التي تطلق من إيران واليمن، كونها تستطيع الوصول إلى ما فوق الغلاف الجوي، كما يمكنها إسقاط الصواريخ قصيرة المدى التي يطلقها حزب الله من لبنان.

فيما قال دوغلاس أوليفانت، كبير الباحثين في مؤسسة "نيو أميركا"، إن "لدى واشنطن رسائل من خلال إرسال هذه المنظومة إلى إسرائيل، وهي تعلن بوضوح أنها تركز على التزامها الحديدي في دعمها والدفاع عنها".

وأضاف في مقابلة مع قناة "الحرة"، أن "أميركا ترى تهديداً من صواريخ (كروز) الإيرانية التي تطلق على إسرائيل، لذا تبقى الرسالة أن واشنطن تقدم دعماً غير مشروط" لإسرائيل.

وبدوره، قال خبير التكنولوجيا العسكرية في معهد دراسات الأمن القومي بتل أبيب، يهوشا كاليسكي، لنيويورك تايمز، إن منظومة ثاد ستكون "مفيدة بشكل خاص في اعتراض الحطام من الصواريخ الأخرى التي تم إسقاطها قبل وصولها إلى الأرض، حيث يمكن أن يتسبب في وقوع إصابات وإلحاق الضرر بالبنية التحتية".

ويملك "ثاد" معدل نجاح اعتراض بنسبة 100 بالمئة في الاختبارات، بعد تسجيله 16 اعتراضا ناجحا في 16 محاولة اعتراض، وفقا للشركة، فيما تبلغ تكلفته مليار دولار، حسب "وول ستريت جورنال".

وتستخدم صواريخ "ثاد" الاعتراضية نسخة لوكهيد مارتن من تكنولوجيا الضرب، حيث تدمر الأهداف ذات التأثير المباشر وتحمي الأصول الحيوية على الأرض.