ذكرت مصادر مطلعة لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أن إسرائيل تواجه "نقصا وشيكا" في منظومة الصواريخ الاعتراضية، وذلك في وقت يواصل فيه الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية على أكثر من جبهة منذ نحو عام.
وجرى إطلاق أكثر من 20 ألف صاروخ وقذيفة على إسرائيل على مدار العام الماضي من غزة ولبنان وحدهما، وفقًا للأرقام الإسرائيلية الرسمية.
وأسقط نظام القبة الحديدية الصواريخ قصيرة المدى وطائرات بدون طيار أطلقتها حركة حماس من غزة، بينما اعترضت منظومة "مقلاع داود" صواريخ أُطلقت من لبنان.
وفي نفس السياق، تصدت منظومة "آرو" للصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران على إسرائيل في هجومين منفصلين، وقعا في أبريل الماضي وأكتوبر الجاري.
للمرة الأولى منذ أيام.. غارات إسرائيلية تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت
أفادت مراسلة الحرة في بيروت، الأربعاء، بأن 3 غارات جوية استهدفت مجمعا سكنيا في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت، بعيد إنذار أصدره الجيش الإسرائيلي، دعا فيه إلى إخلاء مبنى في المنطقة.
كما أطلق المتمردون الحوثيون في اليمن والميليشيات العراقية الموالية لإيران، صواريخ وقذائف وطائرات بدون طيار على إسرائيل.
وتجدر الإشارة إلى جماعة حزب الله اللبنانية وحركة حماس وجماعة الحوثي وبعض الميليشيات العراقية مصنفة "جماعات إرهابية" في الولايات المتحدة.
وفي هذا الصدد، قال بواز ليفي، الرئيس التنفيذي لشركة "Israel Aerospace Industries" المملوكة للدولة، التي تنتج صواريخ آرو الاعتراضية المستخدمة لإسقاط الصواريخ الباليستية، للصحيفة البريطانية: "تعمل بعض خطوطنا على مدار 24 ساعة، 7 أيام في الأسبوع. هدفنا هو الوفاء بجميع التزاماتنا".
وأشار المسؤول إلى أن الوقت المطلوب لإنتاج الصواريخ الاعتراضية "ليس مسألة أيام". وفي حين لا تكشف إسرائيل عن حجم مخزوناتها، أضاف: "ليس سراً أننا بحاجة إلى تجديد المخزونات".
ويتزامن الحديث عن النقص المحتمل في الصواريخ الاعتراضية، مع نجاح جماعة حزب الله اللبنانية، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة، في استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بحيفا، الأحد.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، مقتل 4 من جنوده وإصابة 7 آخرين بجروح خطيرة، في الهجوم على القاعدة في بنيامينا، الذي يعد الأقوى من نوعه عقب التصعيد بين الجيش الإسرائيلي والجماعة اللبنانية المدعومة من إيران، منذ 23 سبتمبر.
وطرح تمكّن مسيرة حزب الله اللبنانية من استهداف القاعدة العسكرية الإسرائيلية، الكثير من التساؤلات بشأن فعاليات منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية في التعامل مع هذا النوع من الهجمات.
وحسب تقرير سابق لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، فإن القبة الحديدية التي طورتها الولايات المتحدة وإسرائيل، تعد النظام الرائد في العالم لإسقاط الصواريخ قصيرة المدى، مما قلل من التهديد الناجم عن الأسلحة التي تطلقها حركة حماس على المراكز السكانية في إسرائيل.
لكن وفقا لنفس الصحيفة، فإن إيران تمتلك طائرات من دون طيار وصواريخ باليستية "لم يُصمم نظام القبة الحديدية لاعتراضها". كما أن حزب الله يمتلك ترسانة "تضم عشرات الآلاف من قذائف الهاون والصواريخ والقذائف الموجهة بدقة، التي يمكن أن تتغلب على الدفاعات الإسرائيلية".
وصممت إسرائيل نظام "القبة الحديدية" لتدمير الصواريخ قصيرة المدى وقذائف المدفعية والطائرات دون طيار التي تستهدف المناطق المأهولة بالسكان، وهو مصمم للعمل في جميع الأحوال الجوية، وفق فرانس برس.
ويستطيع الصاروخ اعتراض قذيفة من مسافة 4 إلى 70 كيلومترا، ويمكنه تحديد ما إذا كانت الصواريخ المعادية ستسقط في مناطق مفتوحة أو مراكز مدنية، وبالتالي اختيار ما إذا كان سيتم اعتراضها.
ونُصبت البطارية الأولى، في إسرائيل في مارس 2011، بالقرب من مدينة بئر السبع الجنوبية على بعد نحو 40 كيلومترا من قطاع غزة.
وقد نشرت بطاريات أخرى منذ ذلك الحين بهدف الدفاع عن كامل الأراضي الإسرائيلية، واستخدمت بالفعل في العديد من المواجهات بين إسرائيل والحركات المسلحة في قطاع غزة.
وتتميز القبة بثلاثة مكونات، وهو ما تتوفر عليه معظم أنظمة الدفاع الجوي: الرادار الذي يكتشف الصاروخ القادم، ونظام القيادة والتحكم الذي يعالج تلك المعلومات، ثم ينشط المكون الثالث "المعترض"، وهو في الأساس صاروخ يتمثل دوره في تدمير الصاروخ القادم في الجو، حسب الباحث، جان لوب سمعان، وهو باحث تابع لمعهد الشرق الأوسط في جامعة سنغافورة الوطنية.
ويعد نظام القبة فريد من نوعه لأنه أكثر الأنظمة تقدما، إذ أن نظام باتريوت الذي تعمل به الولايات المتحدة مشابه قليلا، لكنه لا يغطي الصواريخ منخفضة المدى، حسب تقرير سابق نشر في موقع "الحرة".
بعد هجوم حزب الله.. كيف تواجه إسرائيل "ثغرات" القبة الحديدية؟
طرح تمكن طائرة مسيرة من استهداف قاعدة عسكرية في بنيامينا، جنوب حيفا، الأحد، الكثير من التساؤلات بشأن فعاليات منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية في التعامل مع هذا النوع من الهجمات.
وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بات رايدر، الثلاثاء، وصول فريق أميركي مع المكونات الأولية لتشغيل بطارية "ثاد" إلى إسرائيل.
وقال رايدر في بيان نُشر على موقع الوزارة، إن فريقاً متقدماً من الأفراد العسكريين الأميركيين والمكونات الأولية اللازمة لتشغيل بطارية الدفاع الصاروخي للارتفاعات العالية (ثاد)، وصل إلى إسرائيل، الإثنين.
وتُعدّ منظومة "ثاد" سلاحا دفاعيا لإسقاط الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى ذات الارتفاعات العالية، وهو نظام من صنع شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية.
وتقول الشركة المصنعة إن "ثاد" يمثل "النظام الأميركي الوحيد المصمم لاعتراض الأهداف داخل وخارج الغلاف الجوي"، حسب تقرير نشر على موقع "الحرة".
وتحتاج بطارية ثاد عادة حوالي 100 جندي لتشغيلها، وفق وكالة رويترز، وتحتوي على 6 منصات إطلاق محمولة على شاحنات مع 8 صواريخ اعتراضية على كل منصة، ورادار قوي.
لماذا ثاد؟
قال خبير الصواريخ وشؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، فابيان هينز، لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، إن منظومة ثاد قادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية التي تطلق من إيران واليمن، كونها تستطيع الوصول إلى ما فوق الغلاف الجوي، كما يمكنها إسقاط الصواريخ قصيرة المدى التي يطلقها حزب الله من لبنان.
فيما قال دوغلاس أوليفانت، كبير الباحثين في مؤسسة "نيو أميركا"، إن "لدى واشنطن رسائل من خلال إرسال هذه المنظومة إلى إسرائيل، وهي تعلن بوضوح أنها تركز على التزامها الحديدي في دعمها والدفاع عنها".
وأضاف في مقابلة مع قناة "الحرة"، أن "أميركا ترى تهديداً من صواريخ (كروز) الإيرانية التي تطلق على إسرائيل، لذا تبقى الرسالة أن واشنطن تقدم دعماً غير مشروط" لإسرائيل.
وبدوره، قال خبير التكنولوجيا العسكرية في معهد دراسات الأمن القومي بتل أبيب، يهوشا كاليسكي، لنيويورك تايمز، إن منظومة ثاد ستكون "مفيدة بشكل خاص في اعتراض الحطام من الصواريخ الأخرى التي تم إسقاطها قبل وصولها إلى الأرض، حيث يمكن أن يتسبب في وقوع إصابات وإلحاق الضرر بالبنية التحتية".
ويملك "ثاد" معدل نجاح اعتراض بنسبة 100 بالمئة في الاختبارات، بعد تسجيله 16 اعتراضا ناجحا في 16 محاولة اعتراض، وفقا للشركة، فيما تبلغ تكلفته مليار دولار، حسب "وول ستريت جورنال".
وتستخدم صواريخ "ثاد" الاعتراضية نسخة لوكهيد مارتن من تكنولوجيا الضرب، حيث تدمر الأهداف ذات التأثير المباشر وتحمي الأصول الحيوية على الأرض.