مظاهرة ضد الإصلاحات القضائية المقترحة من قبل الحكومة الإسرائيلية في تل أبيب في 4 فبراير 2023
مظاهرة ضد الإصلاحات القضائية المقترحة من قبل الحكومة الإسرائيلية في تل أبيب في 4 فبراير 2023

تظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين ضد مشروع إصلاح النظام القضائي الذي قدمته حكومة رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، ويهدف إلى تغليب سلطة النواب على سلطة القضاة. 

والسبت، شارك عشرات الآلاف من الإسرائيليين للأسبوع الخامس على التوالي في احتجاجات على خطط الحكومة الجديدة لإدخال إصلاحات على النظام القضائي، وهي الخطط التي يقول منتقدون إنها تقوض نظام الضوابط الديمقراطية على الوزراء من قبل المحاكم، وفقا لـ"رويترز".

ولاقت الخطط، التي تقول الحكومة إنها ضرورية للحد من تجاوز القضاة، معارضة شرسة من مجموعات، منها المحامون، وأثارت مخاوف بين كبار رجال الأعمال، مما أدى إلى توسيع الانقسامات السياسية العميقة بالفعل في المجتمع الإسرائيلي، حسب "رويترز".

ويرفض نتانياهو الاحتجاجات ويصفها بأنها عدول من معارضي اليسار عن قبول نتائج انتخابات نوفمبر الماضي التي أفضت إلى واحدة من أكثر الحكومات انتماء لليمين في تاريخ إسرائيل.

ويقول المحتجون إنه سيتم تقويض الديمقراطية الإسرائيلية إذا نجحت الحكومة في تمرير الخطط التي ستشدد السيطرة السياسية على التعيينات القضائية وتحد من صلاحيات المحكمة العليا لإلغاء قرارات الحكومة أو قوانين الكنيست.

وتؤكد الحكومة الائتلافية التي تضم أحزابا من اليمين واليمين المتطرف وتشكيلات يهودية متشددة، أن الإصلاحات تهدف إلى تصحيح حالة من عدم التوازن، حسب "فرانس برس".

لكن رئيسة المحكمة العليا، إستر حايوت، ترى أنه "هجوم محموم" على القضاء.

فيما يلي البنود الرئيسية للإصلاحات التي وضعها وزير العدل، ياريف ليفين، ويفترض أن تعرض على البرلمان في موعد لم يعرف بعد، وفقا لـ"فرانس برس".

بند "الاستثناء" 

يقول منتقدو المحكمة العليا إنها أساءت تفسير القوانين الأساسية لإسرائيل المعمول بها بدلا من دستور، وأساءت كذلك استخدام صلاحياتها عبر إبطال قوانين. 

تريد الحكومة تمرير ما يسمى بـ"بند الاستثناء" الذي يسمح للبرلمان بإلغاء قرار للمحكمة العليا بتصويت بأغلبية بسيطة.

ويرى معارضو هذا الإجراء أنه سيعطي سلطة شبه مطلقة للبرلمان. 

وفي حال تبنيه، يمكن استخدامه لإلغاء إدانة محتملة لنتانياهو الذي يحاكم بتهمة الفساد في سلسلة من القضايا.

تعيين القضاة 

يتم تعيين قضاة المحكمة العليا حاليا من قبل لجنة تضم قضاة ونوابا ومحامين من نقابة المحامين، تحت إشراف وزير العدل. 

ويقترح التعديل إخراج المحامين من هذه اللجنة ليحل محلهم مواطنان ووزير واحد. 

وسيعقد الكنيست (البرلمان) أيضا جلسات استماع علنية بشأن الترشيحات.

الطابع "المعقول" لأي قرار 

أبطلت المحكمة العليا في 18 يناير تعيين، آرييه درعي، وزيرا للداخلية والصحة، مشيرة إلى أنه أدين بتهرب ضريبي، وبالتالي لم يكن من "المعقول" أن يكون عضوا في الحكومة على الرغم من عدم وجود قانون يمنع ذلك منذ التصويت في ديسمبر على تعديل صمم له ليتمكن من الانضمام إلى السلطة التنفيذية.

واضطر نتانياهو لإقالته من منصبه لكنه انتقد قرار القضاة الذين اتهمهم بتجاهل "إرادة الشعب".

وتريد الحكومة منع القضاة من التذرع بما يعتبرونه "معقولا" في ظروف من هذا النوع.

المستشارون القانونيون 

تريد الحكومة أيضا الحد من تأثير المستشارين القانونيين داخل الوزارات، ويستشهد قضاة المحكمة العليا بتوصياتهم عندما ينظرون في حسن سير الحكومة.

ويريد وزير العدل اعتبار هذه التوصيات بشكل واضح نصائح غير ملزمة. 

أما المعارضون فيرون في هذا البند طريقة أخرى لحكومة نتانياهو لإضعاف سلطة الموظفين.

This picture taken from Lebanon's southern city of Tyre shows a cloud of smoke erupting following an Israeli air strike on the…
دخان متصاعد جراء إحدى الغارات الإسرائيلية اليوم الاثنين على قرية دير قانون جنوب لبنان

"سنضرب حزب الله بلا رحمة"، بحسب ما قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، الاثنين، خلال زيارة للقاعدة العسكرية التي تعرضت لضربة من مسيّرة تبناها حزب الله، وأسفرت عن مقتل أربعة جنود وجرح العشرات أمس الأحد.

وقبل مرور أقل من 24 ساعة على هذه الضربة، تسارعت وتيرة التصعيد عند الحدود اللبنانية بين إسرائيل وحزب الله، كما طالت غارة إسرائيلية بلدة ذات أغلبية مسيحية في شمال لبنان مما أدى إلى مقتل 18 شخصاً، وحثّت الولايات المتحدة رعاياها على مغادرة لبنان "الآن".

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لنظيره الأميركي لويد أوستن في وقت مبكر الاثنين، إن إسرائيل "سترد بقوة" على حزب الله بعد استهداف قاعدة "غولاني" في بنيامينا التابعة لحيفا، شمالي إسرائيل.

"بلا رحمة"

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، خلال زيارة للقاعدة العسكرية التي تعرضت لضربة حزب الله بطائرة من دون طيّار "نحن نخوض حملة شرسة ضد محور الشر الإيراني الذي يريد تدميرنا. لن ينجحوا في ذلك. نحن نواصل القتال. إننا ندفع ثمنا مؤلما، ولكن لدينا إنجازات هائلة، وسنواصل تحقيقها".

وأكد نتانياهو "سنواصل ضرب حزب الله بلا رحمة في جميع أنحاء لبنان - وفي بيروت أيضاً. كل ذلك وفقا لاعتبارات عملياتية. وقد أثبتنا ذلك في الآونة الأخيرة، وسنواصل إثبات ذلك في الأيام المقبلة أيضاً".

وشيّعت إسرائيل الاثنين قتلاها وسط حالة من الصدمة في محيط قاعدة بنيامينا، حيث تحدث السكان عن ليلة "مجنونة" ومؤلمة، بينما كانت تسُمع أصوات صافرات الإنذار التي دفعتهم إلى الاحتماء، بحسب ما ذكرت فرانس برس في تقرير لها.

من تشييع أحد قتلى القاعدة العسكرية في بنيامينا

 

أنفاق حزب الله

وكشف الناطق الإعلامي للجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، الاثنين، عن عملية مداهمة لأنفاق لحزب الله في جنوب لبنان، طولها 800 متر، مرفقاً ذلك بصور وفيديوهات.

وقال إن قوات اللواء 8 من الجيش داهمت مقر قيادة تحت الأرض لـ"قوة الرضوان" وحدث اشتباك "وجها لوجه" بينها وبين مسلحين من حزب الله.

وأضاف أدرعي أن هذه الأنفاق كانت "مقراً  لوحدة الرضوان" وتقع في "قلب حي سكني" وفق زعمه.

وفي هذا المقر، تم العثور على معدات قتالية متعددة، بما في ذلك صواريخ متقدمة للمروحيات، وقذائف صاروخية، ودراجات نارية ومعدات للإقامة لفترات طويلة تشمل طعاماً ومطبخاً استخدمه حزب الله وغرف إقامة، بحسب أدرعي.

 

تحذير أردني

وفي تطور آخر، حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني من أن استمرار الحرب وتوسعها في لبنان "سيدفع المنطقة إلى حرب إقليمية"، خلال استقباله رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، الاثنين، في العاصمة عمّان.

وقال بيان صادر عن الديوان الملكي، نشرته وكالة فرانس برس، إن الملك حذر من "استمرار وتوسع العدوان الإسرائيلي على لبنان، الذي سيدفع المنطقة إلى حرب إقليمية ستكون كلفتها كبيرة على الجميع" فيما تبذل بلاده "أقصى الجهود" لوقف هذه الحرب.

الهجوم استهدف مطعما داخل قاعدة عسكرية في بنيامينا جنوب حيفا
"هجوم بنيامينا".. كيف تمكنت مسيّرة حزب الله من اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية؟
بعد أكبر خسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي خلال يوم واحد منذ بداية الحرب قبل أكثر من عام، عبر "هجوم بنيامينا" الأعنف على الإطلاق، تطرح تساؤلات بشأن كيفية وصول مسيرة حزب الله إلى القاعدة العسكرية، وعجز إسرائيل عن اعتراضها، وهو أمر غير مسبوق لدى واحد من أقوى جيوش الشرق الأوسط.

صواريخ حزب الله

وأعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين انطلاق صافرات الإنذار في وسط إسرائيل بما يشمل تل أبيب مع إطلاق مقذوفات عبر الحدود من لبنان.

وقال في بيان "سُمعت صافرات الإنذار في عدد من المناطق بوسط إسرائيل مع إطلاق مقذوفات من لبنان نحو الأراضي الإسرائيلية".

في بيان منفصل، قال الجيش إن 15 مقذوفا صاروخياً وصل إسرائيل اليوم، بعضها تم اعتراضه، والآخر سقط في مناطق مفتوحة. وكانت السبب في إطلاق صافرات الإنذار في مواقع عديدة قرب مدينة صفد شمال البلاد. 

إسرائيليون بعد سماع صافرات الإنذار وسط إسرائيل الاثنين 14 أكتوبر 2024

وقالت صحيفة "هآرتس" إن 3 صواريخ من لبنان وصلت مدينة تل أبيب، الاثنين. فيما استهدف الجيش الإسرائيلي منصّات إطلاق صواريخ لحزب الله جنوب لبنان.

في المقابل، أعلن حزب الله قصفه بالصواريخ مدينة صفد، بعد ساعات من استهدافه قاعدة بحرية وثكنة عسكرية في إسرائيل.

ونقلت وكالة رويترز عن الجيش الإسرائيل قوله إن "ملايين الإسرائيليين هرعوا إلى الملاجئ اليوم الاثنين مع انطلاق صافرات الإنذار وسط إسرائيل".

18 قتيلاً شمالي لبنان

وقُتل 18 شخصاً الاثنين في غارة إسرائيلية استهدفت بلدةً قضاء زغرتا في شمال لبنان، بحسب إحصائية للصليب الأحمر اللبناني.

وطالت الغارة أحد المباني السكنية في بلدة أيتو قضاء زغرتا، ذات الغالبية المسيحية، التي تستقبل أعداداً كبيرة من النازحين منذ بداية التصعيد أواخر سبتمبر الماضي، وفق مراسلة "الحرة".

ويعدّ هذا الاستهداف الثاني لشمال لبنان منذ السبت، حين طالت غارة إسرائيلية بلدة دير بيلا، الواقعة على بعد 15 كيلومتراً من مدينة البترون الساحلية. واستهدفت الغارة وفق الوكالة الوطنية "منزلا لجأت إليه عائلات من الجنوب".

ومنذ تصعيد اسرائيل غاراتها الجوية اعتبارا من 23 سبتمبر الماضي، قتل أكثر من 1300 شخص في لبنان، وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس.

والاثنين أيضاً، شهدت قرية المعيصرة في جبل لبنان تشييع عدد من قتلاها الذين قضوا في غارة إسرائيلية مطلع الأسبوع الحالي. وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن من بين عشرات القتلى في الغارات كان هناك 16 شخصاً من المعيصرة. 

والمعيصرة قرية شيعية تقع في منطقة ذات أغلبية مسيحية شمال بيروت، بحسب فرانس برس.

جناز لبنانيين قتلوا في غارات إسرائيلية مطلع الأسبوع الحالي

المغادرة "الآن"

ووجهت واشنطن نداء لرعاياها في لبنان عبر السفارة الأميركية في بيروت، ووزارة الخارجية، بأن يغادروا "الآن" عبر خطوط النقل التجاري التي وفرت آلاف المقاعد للأميركيين أو حاملي الإقامة الأميركية المتواجدين في لبنان الذي يشهد توتراً أمنياً غير مسبوق منذ بداية الحرب في قطاع غزة قبل عام.

وقالت الولايات المتحدة لرعاياها إن الرحلات الإضافية لن تستمر إلى أجل غير مسمّى. 

للمغادرة "الآن".. بيان عاجل للسفارة الأميركية في بيروت
ومنذ يوليو 2024، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية تحذيراً من المستوى الرابع "لا تسافروا إلى لبنان بسبب الجريمة والإرهاب والاضطرابات المدنية والاختطاف والألغام الأرضية التي لم تنفجر وخطر الصراع المسلح"، بحسب بيان نشرته الخميس الماضي على موقعها الإلكتروني.

 

انتقاد ألماني

وفي تطورات أزمة اليونيفيل في لبنان، وجهت الحكومة الألمانية انتقاداً "بشدة" للقصف الذي تعرضت له القوة الأممية، ودعت إسرائيل إلى توضيح ما حدث بالضبط.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، سيباستيان فيشر، للصحفيين في برلين الاثنين، إن "جميع أطراف الصراع، بما في ذلك الجيش الإسرائيلي، ملزمون بتوجيه عملياتهم القتالية بشكل حصري ضد الأهداف العسكرية التابعة للطرف الآخر في الصراع"، كما نقلت وكالة أسوشيتد برس.

وأضاف فيشر أنه من المتوقع إجراء تحقيق شامل وأن محادثات بشأن هذه المسألة تجري مع الجانب الإسرائيلي.

وقال فيشر إن الوضع في جنوب لبنان يثير المزيد من القلق، مضيفا أن "قصف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاعتداء على قواعدها أمر غير مقبول بأي شكل من الأشكال، وحمايتها وأمنها يمثلان أولوية قصوى".