مع إسقاط الولايات المتحدة البالون الصيني الذي كان يحلق في الأجواء الأميركية، تغير موقف الصين من التعبير عن الأسف إلى "التحدي"، كما تقول وكالة بلومبرغ.
حلق المنطاد من دون أن يلاحظه أحد فوق ولاية ألاسكا شرقا، حيث تم اكتشفته أول مرة قيادة الدفاع الجوي في أميركا الشمالية في 28 يناير، وهو يتجه نحو كندا.
ولأنه ليس الأول، تقول شبكة CNN إن المنطاد "لم يشكل في ذلك الوقت خطرا استخباراتيا أو تهديد جسديا" وفق مسؤولين تحدثوا للشبكة. لكن ما أن أسقطت الولايات المتحدة البالون، قالت بلومبرغ، إن خطاب بكين تحول من الأسف إلى التهديد بالانتقام بعد حملة الاتهامات بالتجسس التي وجهتها واشنطن لبكين "لأن الرئيس الصيني أراد إظهار أنه يقف بقوة ضد الضغوط الخارجية".
ويهدد التطور الأمل بتخفيف التوتر بين البلدين، الذي كان معقودا على زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن المقررة نهاية هذا الأسبوع لبكين، لكن الزيارة أُجلت بعد الكشف عن وجود البالون.
وقامت طائرة F-22 Raptor بتفجير البالون الصيني عالي التقنية من السماء قبالة ساحل ساوث كارولينا بصاروخ Aim-9X Sidewinder واحد، وفقا لبلومبرغ.
ونددت الصين، التي تقول إن الجهاز كان وسيلة مدنية لأبحاث المناخ انجرفت بشكل غير متوقع فوق الأراضي الأميركية، بـ"رد الفعل المبالغ فيه بشكل واضح" للولايات المتحدة في اتخاذ قرار استخدام القوة ضد البالون.
وقالت وزارة الخارجية في بيان يوم الأحد "ستحمي الصين بحزم الحقوق والمصالح المشروعة للشركة المعنية [بتشغيل البالون]، وتحتفظ بالحق في تقديم مزيد من الردود إذا لزم الأمر".
وتقول بلومبرغ إن الرئيس الصيني شي، يواجه ضغوطا داخلية أثناء محاولته إظهار قيادة قوية بعد التخلي بشكل كبير عن استراتيجيته الخاصة بفيروس كوفيد التي أثارت احتجاجات حاشدة في نوفمبر.
وسمح بانتشار مقاطع فيديو للبالون الذي تم إسقاطه على نطاق واسع على الإنترنت الصيني الذي يخضع لرقابة شديدة، كما تقول الوكالة.
وتساءلت بعض التعليقات على فيديو إسقاط البالون عما إذا كان "يجب على الصين الرد بالمثل بإسقاط جميع الطائرات أو السفن الأميركية غير المعتمدة التي تدخل المجال الجوي والمياه الإقليمية للصين من الآن فصاعدا؟".
وقال مسؤولون أميركيون لبلومبرغ إن إدارة بايدن لم تقدم للصين إشعارا مسبقا بخطة إسقاط البالون.
وقبل يوم واحد فقط، أظهرت الصين أسفا نادرا على البالون، قائلة إنها "تأسف للدخول غير المقصود للمنطاد إلى المجال الجوي الأميركي بسبب القوة القاهرة".
وفي مكالمة مع بلينكن، حذر كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي من "التخمين أو الضجيج الذي لا أساس له"، وحث الجانبين على التعامل مع خلافاتهما "بطريقة هادئة ومهنية".
وكانت الإدارة الأميركية تميل إلى إسقاط المنطاد فوق الأرض عندما علمت به لأول مرة، الثلاثاء الماضي، لكن مسؤولي وزارة الدفاع (البنتاغون) نصحوا بعدم القيام بذلك، محذرين من أن هناك خطرا محتملا على البشر على الأرض، يفوق تقييم المكاسب الاستخباراتية الصينية المحتملة.
ولكن مع استمرار المنطاد في التحرك فوق ألاسكا متجها إلى كندا، ثم عودته نحو الولايات المتحدة، ساور القلق كبار المسؤولين، لأنه كان يسير بوضوح نحو الداخل، وأبلغ الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، الرئيس جو بايدن، الثلاثاء 31 يناير، بتحليق البالبون فوق ولاية مونتانا.
وكان الموقع مثيرا للقلق لأنه كان يحلق فوق قاعدة جوية تحتفظ بواحدة من أكبر مخازن الصواريخ الباليستية الأميركية العابرة للقارات.
ويوم السبت، وبعد سبعة أيام من دخول المنطاد المجال الجوي الأميركي لأول مرة، أسقطت المقاتلات الأميركية المنطاد بأمان على ارتفاع عال فوق المياه الإقليمية للولايات المتحدة، قبالة سواحل ولاية نورث كارولاينا.
وفي الوقت الحالي، يعمل غواصو البحرية ومحققو مكتب التحقيقات الفيدرالي على استرداد حطام المنطاد، وقال مسؤول عسكري كبير إن الحطام وقع في المياه الضحلة مما "سيجعل الأمر سهلا للغاية".