تحدث الزلازل في أي مكان في العالم وفي أي وقت، لكن بعض أجزاء الأرض أكثر عرضة للزلازل من غيرها.
ويشير المعهد الجيولوجي البريطاني وكذلك المعهد الأميركي إلى ثلاثة أحزمة تقع فيها معظم الزلازل، أبزها منطقة تسمى"الحزام الناري" أو "حلقة النار" (Ring of Fire) على حافة المحيط الهادئ وتحدث فيها أكثر من 80 في المئة من الزلازل، نتيجة الحركة التكتونية المستمرة للصفائح في هذه المنطقة.
ويمتد هذا الحزام من تشيلي شمالا على طول ساحل المحيط الهادئ لأميركا الجنوبية إلى المكسيك في أميركا الشمالية، مرورا بالساحل الغربي للولايات المتحدة، إلى الأجزاء الجنوبية من ألاسكا، ويمتد ليشمل جزر ألوتيان في المحيط الهادئ، واليابان، والفلبين، وغينيا الجديدة، وجزر جنوب غرب المحيط الهادئ ونيوزيلندا، بحسب وورلد أتلس.
ومن أبرز الزلازل التي وقعت في المنطقة زلزال تشيلي (1920) وزلزال فالديفيا (1960)، وزلزال ألاسكا (1964)، وفق المعهد الجيولوجي الأميركي.
الحزام الألبي
لحزام الألبي ويقع في منطقة تمتد لأكثر من 15 ألف كيلومتر من جاوة وسومطرة نحو المحيط الأطلسي عبر شبه جزيرة الهند الصينية، ويعبر جبال الهيمالايا، وجبال إيران، والقوقاز، والأناضول، والبحر الأبيض المتوسط.
ويمثل هذا الحزام حوالي 17 في المائة من أكبر الزلازل في العالم، وشهد أكثر الزلازل تدميرا، مثل زلزال باكستان التي أودى بحياة أكثر من 80 ألف شخص في 2005، وزلزال إندونيسيا عام 2004، الذي تسبب في حدوث تسونامي أودى بحياة أكثر من 230 ألف شخص.
حزام منتصف الأطلسي
ويحدث تحت الماء وبعيدا عن الأماكن الحضرية لكن أيسلندا التي تقع مباشرة فوق منتصف المحيط الأطلسي تعرضت لزلازل كبيرة بلغت درجتها أكثر من 6.9 درجة.
وهذه الأماكن الثلاثة معروفة بالأنشطة الزلزالية، لكن يمكن أن تحدث الزلازل في خارج هذه المناطق، مثلما حدث في نيو مدريد بولاية ميزوري الأميركية (1811-1812) وتشارلستون في ساوث كارولاينا (1886). ومع ذلك، عادة ما تنقضي سنوات عديدة بين هذه الزلازل.
والدول الخمس الأكثر عرضة للزلازل في العالم الصين وإندونيسيا وإيران وتركيا واليابان، وفق وورلد أتلس.
واليابان وإندونيسيا من أكثر دول العالم بالنسبة لعدد الزلازل، أما الصين وإيران وتركيا فتعتبران من أكثر دول العالم تسجيلا لزلازل كارثية.
ويقول المعهد الأميركي إن الزلزال الأخير في تركيا والذي امتد لسوريا، وأدى لمقتل أكثر من ألفي شخص على الأقل، إما مرتبط بمنطقة صدع شرق الأناضول، أو منطقة البحر الميت.
الدكتور صلاح محمود، الرئيس الأسبق للمعهد القومي المصري للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، قال لموقع الحرة إن الزلزال الأخير في تركيا وقع في منطقة زلازال معروفة تاريخيا، بالقرب من منطقة زلزال عام 1939 الذي أودة بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص، وكذلك زلزال عام 1999 الذي أدى إلى مقتل نحو 17 ألف شخص.
وجاء زلزال تركيا نتيجة صدع يبدأ من خليج العقبة ويتجه شمالا نحو الأناضول، وفق الخبير المصري.
ويشير إلى أن كل المناطق المطلة على البحر المتوسط عرضة للزلازل نتيجة تقارب يحدث بين القارتين الأفريقية والأوروبية. لذلك تشهد دول مثل قبرص واليونان ومنطقة شمال غرب تركيا وجنوبها والجزائر والمغرب زلازل نتيجة ذلك.
لكنه يوضح أنه مقارنة بمناطق الزلازل الشهيرة في العالم، يعتبر النشاط الزلزال في المنطقة متوسطا أو صغيرا.
وضرب زلزال يوم الاثنين غازي عنتاب في جنوب شرق تركيا بقوة 7.8 درجة في الساعات الأولى من الصباح عند الساعة 04,17 بالتوقيت المحلي (01,17 ت غ). وامتد تأثير الزلزال إلى جارتها سوريا.
إليكم خريطة توضيحية لمركز الزلزال المميت جنوبي #تركيا وارتداداته إلى باقي دول المنطقة#الحرة #الحقيقة_أولا #زلزال_تركيا #هزة_أرضية pic.twitter.com/7Nlsqylmpi
— قناة الحرة (@alhurranews) February 6, 2023
وبعد ساعات من الزلزال الأول، ضرب زلزال ثان بقوة 7.5 درجات جنوب شرق تركيا بعد ظهر الاثنين، وكان مركزه منطقة البستان في إقليم كهرمان مرعش.
وشعر سكان لبنان وقبرص والعراق ومناطق أخرى بالهزتين.
وتتوقع منظمة الصحة العالمية قفزة كبيرة في أعداد القتلى في أعقاب الزلزال المدمر، وتلته هزات أرضية أخرى، وتوابع، وحول بنايات عديدة إلى حطام.