ما بين رجال يحفرون بأيديهم العارية في محاولة لإنقاذ حياة بعض الأشخاص، إلى المباني السكنية التي سويت بالأرض، تُظهر مقاطع فيديو وصور فوتوغرافية كثيرة حجم المأساة المروعة التي تسبب بها الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، وأسفر عن مقتل أكثر من خمسة آلاف شخص في حصيلة غير نهائية حتى الآن.
لكن القليل من الصور الإنسانية التي توضح المعاناة العميقة لأقارب الضحايا، من بينها صورة من منطقة كهرمان مرعش التركية، حيث يمسك أب بيد ابنته المراهقة المتوفاة بينما يقوم رجال الإنقاذ والمدنيون بالمرور عبر المبنى المدمر.
وفي الصورة، يجلس مِسود هانسر، بين أنقاض المبنى، ممسكا بالجزء الوحيد الذي يظهر من جسد ابنته إرمك، البالغة من العمر 15 عاما، المستلقية على سريرها تحت ألواح من الخرسانة المسلحة والنوافذ المحطمة والأحجار المكسورة، التي كانت قبل الكارثة عبارة عن شقة تأوي عائلته، حيث ضرب الزلزال فجأة فجر الاثنين.
وانتشرت الصورة على نطاق واسع، على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد عن تأثرهم بها.
🗣Ece Üner: Şu fotoğrafa bakın, bu fotoğrafa borcumuz var bizim. Kahramanmaraş’ta bir baba adı Mesut Hançer depremde hayatını kaybeden 15 yaşındaki kızı Irmak’ın elini dondurucu soğuğa rağmen bakın hiç bırakmıyor. Hiç bırakmadı. #deprem #85MilyonTekYürek @eceuner12 pic.twitter.com/nhANRsdg6T
— TV100 (@tv100) February 7, 2023
كان مركز الزلزال الأول بمنطقة بازارجيك في كهرمان مرعش، التي تقع في جنوب شرق تركيا، حيث بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر. وبعد ساعات ضرب زلزال ثان البلاد. بلغت قوته 7.7 درجة.
وسوى الزلزال آلاف المباني والمستشفيات والمدارس بالأرض، وجعل عشرات الآلاف بين مشردين ومصابين في العديد من المدن التركية والسورية.
في أماكن أخرى من كهرمان مرعش، انتشل رجال الإنقاذ طفلين أحياء من تحت الأنقاض. ورقد أحدهم على نقالة على الأرض المغطاة بالثلوج.
وفي وسط المباني المحطمة، كان رجال الإنقاذ يطلبون من حشود الأشخاص الذين يحاولون المساعدة، الهدوء حتى يتمكنوا من سماع أصوات أي ناجين والعثور عليهم.
على الجانب الآخر من الحدود، وصفت وكالة أسوشيتد برس كيف كان رجل سوري يحمل فتاة ميتة بين ذراعيه ويبتعد بها عن حطام مبنى من طابقين منهار، قبل أن يضعها بجانب امرأة أخرى على الأرض ثم يغطيهما ليحمي جثتيهما من المطر.
وبحسب وكالة فرانس برس، فقد تم انتشال رضيعة حديثة الولادة من تحت أنقاض منزل في شمال سوريا بعد أن وجد أقاربها أنها لا تزال مقيدة بحبلها السري لأمها التي لقيت حتفها في الزلزال.
وأعاقت عشرات الهزات الارتدادية، وكذلك الطقس الشتوي القارس، والأضرار التي لحقت بالطرق المؤدية إلى المناطق المتضررة ومنها، جهود البحث وتوصيل المساعدات وفاقم محنة المشردين. وتعيش بعض المناطق بلا وقود ولا كهرباء.
وعبَر مسؤولو مساعدات عن قلقهم على نحو خاص إزاء الوضع في سوريا التي تعاني بالفعل أزمة إنسانية بسبب الحرب المستمرة منذ قرابة 12 عاما.