صورة جوية تظهر جانبا من الدمار الذي تسبب به الزلزال في جنوب تركيا
صورة جوية تظهر جانبا من الدمار الذي تسبب به الزلزال في جنوب تركيا

مع ارتفاع عدد ضحايا الزلزال المدمر الذي أصاب تركيا وسوريا فجر الاثنين وانهيار العديد من المباني على ساكنيها، مما أودى بحياة الآلاف، يتساءل البعض عن سبب عدم التبنؤ بالكارثة قبل حدوثها في ظل وجود عشرات من المعاهد المتخصصة في مراقبة ورصد الهزات الأرضية. 

يزداد هذا السؤال إلحاحا مع كشف حجم الدمار الناتج عن الكارثة، ومعرفة أن الزلازل تسببت في وفاة حوالي 750 ألف شخص على مستوى العالم ما بين عامي 1998 و2017، وتضرر أكثر من 125 مليون شخص من الزلازل خلال هذه الفترة الزمنية، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

لكن الرئيس الأسبق للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر، أستاذ الديناميكا في المعهد حاليا، صلاح محمد محمود، يقول لموقع "الحرة" إن التنبؤ يعتمد على ثلاثة عناصر أو أسئلة أساسية هي: متى يحدث الزلزال؟ وأين؟ وبأي قوة؟  

ويقول: "يمكننا أن نعرف أين يمكن أن تحدث الزلازل من خلال تقدير محطات الرصد المنتشرة التي تراقب المناطق التي تسجل هزات أرضية بشكل شبه يومي، وبالتالي نعرف أن هذا المكان نشط ومرجح أن يحدث فيه زلزال". 

ويشير المعهد الجيولوجي البريطاني وكذلك المعهد الأميركي إلى 3 أحزمة تقع فيها معظم الزلازل. 

أما قوة الزلزال، فيمكن التنبؤ به، بحسب محمود، "من خلال النظر إلى تاريخ هذه المنطقة والهزات والزلازل الأرضية التي ضربتها سابقا، ويمكننا أن نقول إنه قد يتراوح ما بين كذا وكذا (درجات)". 

سلسلة زلازل هزت تركيا

وأوضح أن "الزلزال الذي حدث فجر الاثنين في منطقة كهرمان مرعش وعلى الحدود السورية التركية، حدث مثله في عام 1939 بقوة 9 ريختر تقريبا وقتل حوالي 34 ألفا، كما تكرر في عام 1999 بقوة تسع درجات أيضا تقريبا". 

أما متى، وهو الأمر الذي يبدو أكثر أهمية بالنظر إلى دوره في إمكانية إنقاذ الأرواح والممتلكات، فيؤكد أستاذ الديناميكا أنه "السؤال الوحيد الذي لا نستطيع أن نجيب عليه بالضبط، لكن الزلزال الرئيسي تسبقه هزات أخرى، مثلما تتبعه هزات أخرى أيضا". 

وأضاف أن "الهزات تكون أحيانا إنذارا باحتمال حدوث زلزال أكبر، لكن، حتى الآن، الله وحده من يعلم متى سيحدث الزلزال المدمر".

وجاء زلزال تركيا نتيجة صدع يبدأ من خليج العقبة ويتجه شمالا نحو الأناضول، وفق الخبير المصري.

ويشير إلى أن كل المناطق المطلة على البحر المتوسط عرضة للزلازل نتيجة تقارب ما يحدث بين القارتين الأفريقية والأوروبية. لذلك تشهد دول مثل قبرص واليونان ومنطقة شمال غرب تركيا وجنوبها والجزائر والمغرب زلازل نتيجة ذلك.

لكنه يوضح أنه مقارنة بمناطق الزلازل الشهيرة في العالم، يعتبر النشاط الزلزالي في المنطقة متوسطا أو صغيرا.

وضرب زلزال يوم الاثنين غازي عنتاب في جنوب شرق تركيا بقوة 7.8 درجة في الساعات الأولى من الصباح عند الساعة 04,17 بالتوقيت المحلي (01,17 ت غ). وامتد تأثير الزلزال إلى جارتها سوريا. 

وبعد ساعات من الزلزال الأول، ضرب زلزال ثان بقوة 7.5 درجة جنوب شرق تركيا بعد ظهر الاثنين، وكان مركزه منطقة البستان في إقليم كهرمان مرعش.

وشعر سكان لبنان وقبرص والعراق ومناطق أخرى بالهزتين.

وتقول السلطات التركية إن نحو 13.5 مليون شخص تضرروا في منطقة تمتد على نحو 450 كيلومترا من أضنة في الغرب إلى ديار بكر في الشرق وعلى 300 كيلومتر من ملاطية في الشمال إلى خطاي في الجنوب.

صورة ملتقطة في 13 أكتوبر 2024 تظهر ما قاله الجيش الإسرائيلي إنه نفق هجومي لحزب الله في منطقة الناقورة في جنوب لبنان بالقرب من الحدود مع إسرائيل.
صورة ملتقطة في 13 أكتوبر 2024 تظهر ما قال الجيش الإسرائيلي إنه نفق هجومي لحزب الله في منطقة الناقورة في جنوب لبنان بالقرب من الحدود مع إسرائيل.

اصطحب الجيش الإسرائيلي مجموعة من الصحفيين في جولة عبر الحدود في جنوب لبنان وأطلعهم على ما قال إنها ثلاثة مواقع لحزب الله بينها نفقان على بعد مئات الأمتار فقط من الحدود.

وقال الجنود الإسرائيليون الذين رافقوا فريقا إعلاميا، بينهم مصور من وكالة فرانس برس، عبر منطقة حرجية جلية، إن المكان بجوار بلدة الناقورة بالقرب من الحدود.

امتنع الجنود عن تحديد المسافة المتواجدين فيها داخل الأراضي اللبنانية ولم ير الصحفيون أي أشخاص آخرين في المنطقة خلال هذه الجولة التي استمرت 90 دقيقة.

وتم حصر حركة الصحفيين من جانب الجيش الإسرائيلي في منطقة محدودة فيما كان ينبغي الحصول على إذن الجيش لنشر صور ومقاطع مصورة أخذت خلال الجولة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن أحد الأنفاق كان على بعد مئات الأمتار فقط من موقع لقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل).

وكانت إسرائيل طلبت مرارا من اليونيفيل المنتشرة عند الحدود مع لبنان منذ العام 1978، إخلاء مواقعها منذ صعدت حملتها العسكرية على حزب الله في سبتمبر.

وقد رفضت اليونيفيل هذه الطلبات ونددت بـ "الانتهاكات المروعة" للجيش الإسرائيلي على مواقعها ما أدى إلى إصابة خمسة من جنودها.

وقال الضابط في الجيش الذي رافق الصحفيين اللفتنانت كولونيل روتيم الذي لم يفصح عن كامل اسمه "هكذا يتم بناء موقع هجوم متقدم. وهذا ما عثرنا عليه هنا على بعد 300 متر من موقع للأمم المتحدة".

ورأى الصحفيون كذلك حفرة وسط مجموعة من الأشجار قال الجيش إنها كانت موقعا لحزب الله.

ورأى مصور وكالة فرانس برس آليات عسكرية إسرائيلية تعبر الحدود إلى لبنان قرب الناقورة حيث قطع الجنود أشجارا قرب مدخل أحد الأنفاق.

وأجرى الجيش الإسرائيلي جولات لصحفيين من وسائل إعلام في جنوب لبنان منذ بدأت إسرائيل هجومها البري في 30 سبتمبر.

وكثفت إسرائيل حملتها في لبنان منذ 23 سبتمبر بعد سنة تقريبا على فتح حزب الله جبهة "إسناد" لغزة غداة هجوم حماس غير المسبوق داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.