أثار الظهور العلني المتكرر لابنة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون تساؤلات بشأن الخطط المتعلقة بخلافته في حكم بيونغ يانغ، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، الأربعاء.
على مدى ثلاثة أجيال، حكمت عائلة كيم كوريا الشمالية، وقبل تولي السلطة، كان الغموض يكتنف الخلفاء المحتملين مع بقائهم بعيدين عن الأنظار خاصة وهم أطفال.
وذكرت وسائل إعلام رسمية كورية شمالية، الأربعاء، أن كيم رافق ابنته مرة أخرى في مأدبة عسكرية اقيمت يوم الثلاثاء.
وكانت الابنة، التي يُعتقد أنها الطفلة الثانية لكيم وتدعى جو آي، ترتدي بدلة سوداء وجلست بجانب والدها محاطة بمسؤولين عسكريين كبار.
ظهرت ابنته لأول مرة في وسائل الإعلام الحكومية في كوريا الشمالية في نوفمبر، خلال اختبار صاروخ باليستي عابر للقارات.
ومنذ ذلك الحين رافقت والدها للقاء علماء عسكريين وتفقد صواريخ باليستية، حيث انحنى المسؤولون العسكريون أمام الطفلة، ووصفتها وسائل الإعلام الحكومية بأنها الابنة المحترمة والمحبوبة للزعيم.
وتقول الصحيفة إن هذا الظهور المتكرر أثار تكهنات بين بعض المراقبين بأنها قد تكون المرشحة المحتملة لحكم البلاد.
ومع ذلك، يقول آخرون إن مثل هذه التكهنات ربما تكون سابقة لأوانها وأن ظهورها العلني لا يعني أنها ستخلف والدها كيم جونغ أون، كما سيكون أن تتولى امرأة السلطة، في سلالة سيطر عليها الرجال لعقود، أمرا غير مسبوق.
وصل كيم، 39 عاما، إلى السلطة في ديسمبر 2011 عندما كان يبلغ من العمر 27 عاما.
وحكم كل من والده وجده حتى وفاتهما، ولم يقدم كيم أي مؤشر أن لديه خططا لتعيين خليفة له.
الابنة الصغيرة هي الوحيدة من بين أطفال كيم الثلاثة التي ظهرت للعلن. لم يتم الإبلاغ عن اسمها وعمرها من قبل وسائل الإعلام الحكومية في كوريا الشمالية، لكن وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية قالت إنها الطفلة الوسطى للزعيم الكوري الشمالي من زوجته ري سول جو.
ولدى الزوجان ثلاثة أطفال، ولدوا في 2010 و2013 و2017، وفقا لوكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية. البكر هو ولد بينما لا يزال جنس الطفل الأصغر مجهولا.
ويأتي أحد التأكيدات الوحيدة لوجود أبناء للزعيم، من زيارة نجم الدوري الأميركي لكرة السلة للمحترفين دنيس رودمان لكوريا الشمالية في العام 2013 حين قال إنه التقى خلال تلك الزيارة ابنة كيم، جو آي.
ويؤكد كبير المحللين في المعهد الكوري للتوحيد الوطني هونغ مين، وهو مركز أبحاث كوري جنوبي، إنه بناء على تاريخ حكم عائلة كيم من المرجح أن يخلف الابن والده، مضيفا أن النظام يمكن أن يخفي الابن الأكبر عن أعين الناس لحماية هويته.
ويتابع هونغ "تقليديا، لم تكشف كوريا الشمالية الكثير عن طفولة أحد أفراد عائلة كيم قبل أن يتم تسميته رسميا كخليفة، حتى لا يحصل إرباك ويتم التحكم بعناية في الدعاية المحيطة بكيفية نشأته".
على سبيل المثال، بعد أن تولى كيم جونغ إيل، والد الزعيم الحالي، السلطة، ذكرت كتب تاريخ كوريا الشمالية أنه ولد على جبل بايكتو، أحد أعلى جبال في كوريا وأقدسها على الرغم أن المؤرخين يعتقدون أنه ولد في روسيا.
لم تحكم أي امرأة كوريا الشمالية خلال فترة سيطرة عائلة كيم، على الرغم من أن بعض النساء، مثل وزيرة الخارجية تشوي سون هوي، وشقيقة الزعيم كيم يو جونغ، كن قد لعبن دورا مهما في السياسة الخارجية لكوريا الشمالية.
وتعد مأدبة الثلاثاء هي رابع ظهور علني لابنة زعيم كوريا الشمالية في حدث عسكري، والذي يعتبر احتفالية في كوريا الشمالية.