مع استمرار عمليات الإنقاذ في تركيا وسوريا لليوم الثالث على التوالي، تكشف حصيلة ضحايا الزلزال يوما بعد آخر عن قصص إنسانية سترتبط بشكل موجع بالكارثة التي أودت بحياة أكثر من 15 ألف شخص في البلدين حتى الآن إلى الأبد.
وربما لم يتخيل المتطوع ضمن رجال الإنقاذ، محمود شريف، أنه سيكون ضمن ضحايا الزلزال بعد عمله ضمن منظمة "الخوذ البيضاء".
ونشرت صفحة المنظمة مقطع فيديو لرجالها وهم ينقذون شريف من تحت الأنقاض بعد انهيار منزله.
وكتبت المنظمة على صفحتها على تويتر "قبل بضعة أيام كان أحد رجال الإنقاذ المتطوعين، واليوم هو ضحية، ارقد بسلام".
Few days ago he was one of the rescuers providing help. Now he is a victim.
— The White Helmets (@SyriaCivilDef) February 8, 2023
Heartbreaking scenes for White Helmets volunteers retrieving their colleague’s body out from under the debris after his home collapsed in the #earthquake. Rest in peace Mahmoud Sharif.#Syria pic.twitter.com/9NLHR8yQbT
ويعثر عمال الإنقاذ على مزيد من الناجين تحت الأنقاض رغم تضاؤل الأمل، بعد يومين من الزلزال المروع الذي ضرب تركيا وسوريا، وواصل عدد ضحاياه الارتفاع ليتجاوز 15 ألف قتيل، في وقت أجبرت الانتقادات المتزايدة في تركيا الرئيس رجب طيب إردوغان على الاعتراف بـ"ثغرات" في استجابة الحكومة.
وليست كل نهايات الزلزال مؤلمة، إذ انتابت عمليات الإنقاذ لحظات فرح بعد التمكن من إنقاذ ضحايا من تحت الأنقاض، وهو ما حدث للطفل كرم، الذي تمكن رجال الإنقاذ من سحبه من تحت أنقاض منزله في ريف إدلب.
Miracles are repeated and voices embrace the sky again.
— The White Helmets (@SyriaCivilDef) February 8, 2023
Moments filled with joy as the child Karam was rescued from the ruins of a destroyed house in the village of Armanaz in the countryside of #Idlib, #Syria on the first day of the #earthquake. pic.twitter.com/eec9Ws91kn
أما الطفلة شام التي حوصرت تحت أنقاض منزل عائلتها في إدلب، فلم يجد رجال من إنقاذ سوى الغناء لها لتشجيعها وهي محاصرة بين الكتل الإسمنتية.
"O Sham, you are our Sham..."
— The White Helmets (@SyriaCivilDef) February 8, 2023
The melody of life under the rubble...#WhiteHelmets Volunteers sing for the child Sham who was trapped under the rubble of her house in Armanaz, near #Idlib, #Syria during her rescue operation yesterday evening, Tuesday, February 7.#earthquake pic.twitter.com/FR5Su5rZmy
وفي تركيا كما في سوريا المجاورة، قتل الزلزال والهزات الارتدادية التي أعقبته آلاف الاشخاص وهم نائمون فيما لا يزال عدد غير معروف من الأشخاص عالقين تحت أنقاض المباني في ظل طقس شديد البرودة.
وفي تركيا، حدثت معجزة بعد أن تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال رضيع لا يتجاوز عمره الشهرين.
وتمكن رجال الإنقاذ من سحب الطفل من تحت الأنقاض في مقاطعة قهرمان مرعش بعد 48 ساعة من الزلزال، وهو على قيد الحياة ونقل إلى المستشفى للعلاج.
In Hatay, 4-month-old baby Ayşe was rescued after 57 hours. #turkiye #turkey #TurkeyEarthquake #earthquake #earthquakeinturkey #TurkeySyriaEarthquake #TurkeyQuake #TurkeyEarthquake pic.twitter.com/J6hSxeEHEB
— Srinivasan (@icanmake2) February 8, 2023
ولا تكف حصيلة الضحايا عن الارتفاع بين ساعة وأخرى.
وتناقل عالقون تحت الأنقاض رسائل إلى من يسمعهم خارجا، مثل هذا المراهق السوري فلم يمنعه هول الفاجعة من توثيق ما يحدث بالصوت والصورة.
ويعثر عمال الإنقاذ على مزيد من الناجين تحت الأنقاض رغم تضاؤل الأمل، بعد يومين من الزلزال المروع الذي ضرب تركيا وسوريا.
أما هذا الشاب فمن هول فاجعة عائلته يتمنى أن يكون الأمر مجرد حلم حزين يمر به.
مثل هذه اللحظات ماهي الا نهاية لسنين من المعاناة. ما قدر الله له الانتهاء سينتهي وما قدر له البدء سيبدأ، ففي الافق قرارات مصيرية للبعض وطرق وهجرة وحياة جديدة للبعض الاخر.
— Faner Francis (@Fanerfrancis) February 9, 2023
لتعلم ياحبيبي انه سيراضيك ويجبر قلبك ويعطيك دورك الحقيقي في مكان آخر قد كتبه لك منذ البدء#زلزال_سوريا#سوريا pic.twitter.com/EnViZJM4Ma
يذكر أنه بعدما اكتسبت خبرة خلال سنوات الحرب الطويلة، تقود منظمة "الخوذ البيضاء"، الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في شمال سوريا، عمليات الإنقاذ بلا كلل منذ الزلزال الذي ضرب البلاد ومركزه تركيا المجاورة.
ويقطن في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق شمالا أكثر من أربعة ملايين شخص، قرابة ثلاثة ملايين منهم وغالبيتهم نازحون، في محافظة إدلب، بينما يقيم 1,1 مليون في شمال حلب.