طورت وكالات الاستخبارات الأميركية خلال العام الماضي طريقة لتتبع مناطيد التجسس الصينية، وفقا لستة أشخاص مطلعين على الأمر ابلغوا شبكة "سي إن إن" الإخبارية.
وذكرت الوكالة أن مسؤولين أميركيين أكدوا أن منطاد تجسس صيني عبر لفترة وجيزة أجواء الولايات المتحدة، بعد تولي الرئيس الأميركي جو بايدن منصبه في عام 2021.
وأضافت أن وكالات الاستخبارات حصلت في حينها على إشارات المنطاد وبيانات أخرى لمعرفة مساره السابق وتوقيتات تحليقه.
ونقلت عن المصادر القول إن هذه النتائج سمحت للولايات المتحدة لأول مرة بتطوير طريقة تقنية استخدمتها لتتبع المناطيد في جميع أنحاء العالم.
وتمكن المسؤولون أيضا من استخدام المعلومات التي تم جمعها من المنطاد جنبا إلى جنب مع مصادر أخرى لاكتشاف أن مناطيد تجسس مماثلة عبرت الأراضي الأميركية دون أن يتم اكتشافها ثلاث مرات على الأقل في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
ورفض المسؤولون الإفصاح عن كيفية جمع الإشارات، وليس من الواضح المدة التي استغرقها أجهزة الاستخبارات لتطوير الطريقة الجديدة، والتي تم استخدامها لأول مرة في عام 2022، وفقا للشبكة.
وأشارت إلى أن الطريقة الجديدة مهمة للغاية، ولا يمكن من دونها تتبع المناطيد على اعتبار أنها بطيئة الحركة ويمكن أن تطير على ارتفاعات عالية جدا، تصل في بعض الحالات لنحو 96 كيلومتر.
كذلك يمكن لهذا النوع من المناطيد التهرب من الرادارات التقليدية المخصصة للكشف عن الصواريخ سريعة الحركة وتهديدات مكافحة الإرهاب، وفقا لمشرع مطلع على جهود الاستخبارات.
وأكد المسؤولون أن إشارات المنطاد كانت مفتاحا مهما لاكتشاف طريقة التتبع، ولكنها ليست القطعة الوحيدة من اللغز.
ووصف أحد مسؤولي وزارة الدفاع، العملية التي تمكنت من خلالها الولايات المتحدة من تحديد الحالات السابقة لما يعرف بالمناطيد عالية الارتفاع، على أنها "تجميع" أدلة مختلفة من مصادر استخبارات متعددة.
وتؤكد الشبكة أن طريقة التعقب الجديدة كانت مهمة، حيث راقب المسؤولون الأميركيون المنطاد الأخير أثناء عبوره الأجواء الأميركية، وجمعوا معلومات استخبارية عنه أثناء عبوره البلاد قبل أن يتم إسقاطه في نهاية المطاف.
وتضيف أن الولايات المتحدة كانت قادرة على تتبع مسار المنطاد الأخير حتى قبل دخوله المجال الجوي للولايات المتحدة.
وقال مسؤولون للشبكة إن وكالات الاستخبارات حذرت من أن المنطاد كان متجها إلى الولايات المتحدة في 27 يناير، قبل يوم واحد من دخوله البلاد فوق ألاسكا.
لكن المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين اعتقدوا أن أفضل مسار للعمل هو الاستمرار في تعقبه وجمع المعلومات الاستخبارية عنه، لإنه لا يُعتبر تهديدا وعملية إسقاطه قد تهدد أرواح المدنيين وتقلل من فرصة الحصول على أجزاء سليمة منه.
وأسقطت واشنطن المنطاد قبالة ساحلها الأطلسي، السبت، بعد تحليقه فوق مواقع عسكرية حساسة، بينما أكدت بكين أن المنطاد مدني ويستخدم لأغراض البحث، خاصة للأرصاد الجوية.
غير أن لقطات التقطتها طائرات عسكرية أميركية أظهرت أنه كان مجهزا بأدوات تجسس.
وعثر على الهيكل السفلي لبالون التجسس الصيني في المياه قبالة ولاية ساوت كارولينا، وفق ما أكد مسؤولون أميركيون.
وتعتقد الولايات المتحدة أن الجيش الصيني كان يوجه المنطاد، وكان جزءا من أسطول مناطيد أرسلته بكين فوق أكثر من أربعين دولة في خمس قارات لأغراض التجسس.