الجيش الأميركي أسقط بالون التجسس الصيني فوق الساحل الشرقي للولايات المتحدة
مخترع بالونات التجسس الصينية عالم رائد في الطيران يبلغ من العمر ٦٦ عاما. (تعبيرية)

"من أين جاءت فكرة البالونات الطائرة؟ من اخترعها؟ ما الهدف الأساسي منها؟" تساؤلات عدة أثارها إسقاط أربعة أجسام طائرة فوق الولايات المتحدة وكندا، في أقل من عشرة أيام منذ بداية فبراير الجاري، بعدما قالت واشنطن إن أحدها منطاد تجسس صيني.

وبعد بحث في سجلات الشركات والتقارير ووسائل الإعلام، توصلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الاثنين، إلى أن اسم العالم الذي يقف خلف فكرة اختراع المنطاد، ويعمل في مركز برنامج المناطيد الصينية ذات الارتفاعات العالية هو وو زي. واكتشفت الصحيفة أن الشركات التي أسسها هذا العالم  هي ضمن قائمة الشركات التي استهدفتها عقوبات أميركية.

وبدأت القصة، كما أوضحت "واشنطن بوست"، في عام ٢٠١٩، عندما أصدر أحد كبار علماء الطيران في الصين، وو زي، إعلانا لم يحظ باهتمام كبير في ذلك الوقت، قال فيه إن فريقه أطلق منطادا على ارتفاع يزيد عن 60 ألف قدم في الجو، وأرسله ليبحر في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك عبر أميركا الشمالية.

وكان المنطاد الذي أطلق عليه اسم "كلاود تشيس" أو "مطاردة السحاب"، يعد وقتها ثورة في عالم البالونات الموجهة التي يمكن استخدامها للحصول على تحذيرات مبكرة من الكوارث الطبيعية، ومراقبة مشاكل التلوث، أو تنفيذ عمليات المراقبة من خلال الجو. كما كشف طموحات الحكومة الصينية لاستخدام المناطيد عالية الارتفاع لتتبع الأنشطة الأرضية، مع التركيز على كل من الاحتياجات المحلية والعسكرية، وفقا للصحيفة.

وتشير الدراسات الأكاديمية وخطابات المسؤولين الصينيين التي توصلت إليهم "واشنطن بوست" إلى أن دور وو زي كان محوريا في جهود تنمية تقنيات صناعة البالون في الصين.

وفي تقريرها في ٢ فبراير، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها تتبع منطادا يحلق على ارتفاع عال فوق أراضي الولايات المتحدة. وأكدت واشنطن أن الأمر يتعلق بمنطاد تجسس صيني دخل الأراضي الأميركية قبل أيام عدة. وبعد هذه الواقعة بيومين، أسقط الجيش الأميركي في ٤ فبراير، المنطاد قبالة سواحل ولاية كارولاينا الجنوبية.

وردت بكين بالقول إن البالون مركبة مدنية تستخدم لأغراض البحث، لاسيما للأرصاد الجوية، واليوم، الاثنين،، أعلنت الصين  أن مناطيد أميركية دخلت مجالها الجوي "أكثر من 10 مرّات" منذ يناير 2022.

وكانت واشنطن، قد أعلنت، في ١٠ فبراير، إسقاط  "جسم" طائر على علو مرتفع فوق ألاسكا. وقال ناطق باسم البيت الأبيض: "لا نعرف من يملك هذا الجسم، أكان دولة أم شركة أم فردا.. ولا نعرف حتى الساعة الغرض من استخدامه".

ليخرج بعدها رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، معلنا إسقاط "جسم مجهول" كان يحلق فوق شمال غرب كندا في إطار عملية مشتركة بين واشنطن وأوتاوا.

وأسقط "جسم" رابع، أمس الأحد، بواسطة طائرة مقاتلة من طراز "أف-16" فوق بحيرة هورون في شمال الولايات المتحدة.

وبعد تتبعها للتاريخ الأكاديمي لوو زي، ذكت "واشنطن بوست" أنه أكاديمي كبير في جامعة بيهانغ Beihang، وهي مؤسسة مقرها بكين تأتي في طليعة أبحاث الطيران والفضاء في الصين، وعمل وو زي أيضًا في تطوير المناطيد لما يقرب من عقدين من الزمن. ويعد وو زي مؤسسًا أو مساهمًا رئيسيًا في ثلاثة على الأقل من الكيانات الصينية الستة التي عاقبتها واشنطن، الأسبوع الماضي، لتورطها في ما تسميه إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، برنامج بالون المراقبة في بكين. وحاليا تندرج العديد من شركاته الأخرى ضمن خطط التتبع والمراقبة من قبل الإدارة الأميركية. 

وظهر وو زي، الذي يبلغ من العمر 66 عامًا فبراير الجاري، كشخصية محورية في طموحات الصين في "الفضاء القريب" الذي يقاس من مسافة 12 و 62 ميلاً فوق سطح الأرض، وهي مسافة مرتفعة جدًا بالنسبة لمعظم الطائرات للبقاء عالياً لفترة طويلة ومنخفضة جدًا بالنسبة للأقمار الصناعية الفضائية، بحسب الصحيفة الأميركية.

وساعد وو زي، أيضا، في تصميم المقاتلات النفاثة، وطور خبرته في المواد الخفية الخارقة الصينية الجديدة (Metamaterials) التي تجعل الطائرات أكثر تخفياً وأخف وزناً وأرخص تكلفة في البناء. وفاز بجوائز من الجيش الصيني على عمله. ووصل إلى منصب نائب رئيس جامعة بيهانغ Beihang قبل أن يقرر العودة إلى البحث والتدريس. كما كان عضوًا في لجنة استشارية لقسم التسليح العام المنحل حاليًا بجيش التحرير الشعبي، وفقًا لما نقلته "واشنطن بوست" عن سيرته الذاتية على موقع جامعة بيهانغ.

ويرى الاستراتيجيون الصينيون في الفضاء القريب ساحة لتعميق التنافس بين القوى العظمى، حيث يجب أن تتقن الصين المواد والتقنيات الجديدة اللازمة لتأسيس وجود قوي، أو المخاطرة بالتغلب على هذه القوى. وقد تعمق هذا القلق مع توتر العلاقات مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس الصيني، شي جين بينغ.

ويرى المحللون الصينيون أن الفضاء القريب يوفر بديلاً مفيدًا محتملًا للأقمار الصناعية وطائرات المراقبة، والتي قد تصبح عرضة للاكتشاف أو الحجب أو الهجمات، وفقا للصحيفة الأميركية.

نحو 200 ألف شخص قتلوا نتيجة إلقاء القنبلتين النوويتين على هيروشيما وناغازاكي
نحو 200 ألف شخص قتلوا نتيجة إلقاء القنبلتين النوويتين على هيروشيما وناغازاكي

حصلت منظمة "نيهون هيدانكيو" اليابانية، الجمعة، على جائزة نوبل للسلام في خطوة تهدف للاعتراف بجهودها الحثيثة في مجال مكافحة الأسلحة النووية وكذلك بمثابة تحذير للدول النووية من استخدام أسلحتها.

وقال رئيس لجنة نوبل النروجية يورغن واتني فريدنيس لدى إعلانه اسم الفائز، إن اللجنة اختارت تكريم المنظمة "لجهودها المبذولة من أجل عالم خالٍ من الأسلحة النووية ولإثباتها، عبر شهادات، أن الأسلحة النووية يجب ألا تستخدم مجددا بتاتا".

ودأبت لجنة نوبل النرويجية على التركيز على قضية الأسلحة النووية، وكان آخرها منحها الجائزة للحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية في عام 2017.

ومن المقرر تسليم جائزة نوبل للسلام التي تبلغ قيمتها 11 مليون كرونة سويدية، أي نحو مليون دولار، في أوسلو في 10 ديسمبر، في الذكرى السنوية لوفاة السويدي ألفريد نوبل الذي أسس الجوائز في وصيته عام 1895.

نيهون هيدانكيو

تأسس المنظمة اليابانية في 10 أغسطس 1956، أي بعد نحو عقد من انتهاء الحرب العالمية الثانية التي شهدت إلقاء الولايات المتحدة قنبلتين ذريتين على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين.

ضربت القنبلة النووية الأولى هيروشيما في 6 أغسطس 1945، وأسفرت عن مقتل 140 ألف شخص. وبعد ثلاثة أيام، ألقت الولايات المتحدة قنبلة ذرية على مدينة ناغازاكي، ما أسفر عن مقتل 74 ألف شخص العديد منهم نجوا من الانفجار، ولكنهم ماتوا في وقت لاحق بسبب التعرض للإشعاع.

يعرف أعضاء المنظمة، الذين يطلق عليهم أيضا اسم "هيباكوشا"، بتكريس حياتهم للنضال من أجل عالم بلا أسلحة نووية.

تأسست "نيهون هيدانكيو" كمنظمة تمثل الناجين من القنبلة الذرية الذين واصلوا معاناتهم من الآثار الجسدية للإشعاع وكذلك من الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالحرب.

تضم المنظمة أعضاء في جميع أنحاء اليابان وهي المجموعة الوطنية الوحيدة التي تمثل الناجين من القنبلة الذرية في البلاد.

منذ تأسيسها، أرسلت المجموعة ناجين إلى مختلف أنحاء العالم لمشاركة تجاربهم مع الآثار المدمرة للتعرض للإشعاع الناتج عن القنبلة الذرية.

وقالت المجموعة في بيانها التأسيسي عام 1956: "يجب ألا يتحمل الإنسان مرة أخرى التضحية والعذاب الذي عانينا منه".

الناجون الذين عانوا من إصابات شديدة وأمراض إشعاعية بعد القصف الذري يُعرفون باسم "هيباكوشا"، والتي تعني "الأشخاص المتأثرين بالقنبلة".

في عام 1956، بدأت مجموعات محلية من "الهيباكوشا" في الاتحاد، ليجري فيما بعد تأسيس "نيهون هيدانكيو".

خلال العقود الماضية، جمعت المنظمة آلاف الشهادات من الناجين، وأرسلت وفودا سنوية إلى الأمم المتحدة ومؤتمرات السلام، للمطالبة بنزع السلاح النووي.

جرى ترشيح المنظمة لجائزة نوبل للسلام مرات عديدة في الماضي، بما في ذلك في عام 2005 عندما حصلت على إشارة خاصة من اللجنة النرويجية لجائزة نوبل، وفقا لموقعها الإلكتروني.

تتلخص الأهداف الرئيسية لمنظمة "نيهون هيدانكيو" في أمرين، الأول هو تعزيز الحقوق الاجتماعية والاقتصادية لجميع ضحايا القنبلتين، بما في ذلك أولئك الذين يعيشون خارج اليابان، والثاني ضمان عدم تعرض أي شخص آخر للكوارث التي حلت بالضحايا.