سفينة صينية تلقي ضوء ليزر من الدرجة العسكرية على قارب لخفر السواحل الفلبيني في 6 فبراير 2023
سفينة صينية تلقي ضوء ليزر من الدرجة العسكرية على قارب لخفر السواحل الفلبيني في 6 فبراير 2023

خلال السنوات الماضية، استخدمت الصين، شعاع الليزر لأغراض عسكرية، ما يطرح التساؤلات حول ماهية تلك الأسلحة الصينية ومدى تأثيرها على السفن والطائرات والأشخاص.

والثلاثاء، استدعى الرئيس الفليبيني، فرديناند ماركوس، السفير الصيني لدي مانيلا للتعبير عن "قلقه الشديد" بعدما اتهم خفر السواحل الفلبيني مركبا صينيا بتسليط "ضوء ليزر يستخدم لأغراض عسكرية" على أحد قواربه.

ونددت الفليبين بالتصرفات "العدوانية" لمركب أسطول صيني متهم بتسليط "ضوء ليزر يستخدم لأغراض عسكرية" على أحد قوارب خفر السواحل الفليبيني في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، ما أفقد أفراد الطاقم القدرة على الرؤية بشكل موقت.

ولفت وزير الخارجية الفلبيني إلى أنه احتج لدى السفارة الصينية في مانيلا، وعارض بشكل رسمي "الأنشطة العدوانية الأخيرة التي قام بها خفر السواحل الصيني ضد سفن فلبينية" في مياه البحر الصين الجنوبي، وفقا لـ"فرانس برس".

ووقعت الحادثة في السادس من فبراير على مسافة نحو 20 كيلومترا عن أرخبيل "سيكند توماس شول" في جزر سبراتلي حيث تتمركز قوات البحرية الفليبينية، بحسب ما جاء في بيان خفر السواحل، الاثنين.

ونشرت وسائل إعلام فلبينية مقطع فيديو يظهر "سفينة تطلق أشعة الليزر الخضراء في وقت متأخر من مساء الاثنين".
 

وأفاد البيان أن المركب التابع للبحرية الصينية سلط ضوء ليزر أخضر اللون "يستخدم لأغراض عسكرية" مرّتين على السفينة الفليبينية، "ما أصاب طاقمها بالعمى الموقت".

وأشارت وزارة الخارجية في مانيلا إلى أن القارب الصيني أطلق "إشارات لاسلكية غير شرعية" ونفذ "مناورات خطيرة، شكلت تهديدًا لسيادة وأمن الفليبين كدولة.

ليست الحادثة الأولى

في 20 فبراير 2022، اتهم رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، الصين بارتكاب "عمل ترهيبي"، بعد إعلان حكومته أن سفينة صينية وجهت أشعة ليزر نحو طائرة عسكرية أسترالية.

وذكرت وزارة الدفاع الأسترالية وقتها أن سفينتين تابعتين للبحرية الصينية كانتا تبحران قبالة الساحل الشمالي لأستراليا عندما وجهت إحداهما أشعة ليزر نحو طائرة استطلاع أسترالية، معتبرة أن ذلك "كان سيعرض أرواحا للخطر".

وقال موريسون: "لا يمكنني اعتباره سوى أنه عمل ترهيبي"، مشددا على أن الأمر "غير مبرر".

وبحسب وزارة الدفاع، كانت السفينتان الصينيتان متجهتين شرقا في بحر أرافورا بشمال أستراليا.

وفي مايو عام 2019، اتهمت كانبيرا الصين أيضا بتوجيه أشعة ليزر من الدرجة العسكرية نحو طائرات أسترالية.

ووقتها قال الطيارون الأستراليون إن تم استهدافهم عدة مرات بأشعة الليزر خلال مهمات فوق بحر الصين الجنوبي.

وفي تقرير صدر في يونيو 2018، تحدث مسؤولون عسكريون أميركيون عن الاشتباه باستخدام الصين سلاح الليزر فيما لا يقل عن 20 حادثة في شرق المحيط الهادئ من سبتمبر 2017 إلى يونيو 2018، وفقا لتقرير لشبكة "سي إن إن"، الإخبارية.

وفي عام 2018، تقدمت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" بشكوى رسمية للحكومة الصينية، بشأن توجيه أشعة الليزر "عدة مرات"، إلى طائرات عسكرية أميركية بالقرب من جيبوتي في شرق إفريقيا.

ووقتها نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين عسكريين، حديثهم عن "ما لا يقل عن أربعة حوادث استُهدف فيها أفراد من الخدمة الأميركية بأشعة ليزر من الدرجة العسكرية أو غير عسكرية منشؤها بالقرب من منشأة عسكرية صينية في جيبوتي".

وقال هؤلاء المسؤولون إن ثلاثة من تلك الحوادث تضمنت استخدام ليزر من الدرجة العسكرية، وفي الحادثة الرابعة لم يتم استخدام "جهازا عسكريا".

وأكد المسؤولون العسكريون أيضا أنه كان هناك عدد غير معلوم من الحوادث التي تنطوي على استخدام أشعة الليزر داخل القيادة المحيط الهادئ الأميركية، حسب "وول ستريت جورنال".

ما هي هجمات الليزر؟

هناك استخدامات عسكرية مشروعة للأجهزة التي تستخدم أشعة الليزر، مثل المساعدة في تحديد أهداف للطائرات، أو لتعمية تقدم قوات العدو في القتال مؤقتا، لكن تسليط أشعة الليزر على الطائرات قد يتسبب في أضرار جسيمة لطاقم الطائرة والمنطقة المحيطة"، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وجميع السفن الحربية الحديثة مزودة بأشعة الليزر، وتستخدم عادة لتحديد مدى إطلاق النار، وتحديد الهدف، وتتم هذه الممارسة بشكل روتيني ضد أهداف وهمية، وفقا لتقرير سابق لصحيفة "الغارديان" البريطانية.

ويعتبر توجيه الليزر نحو الطائرة خطيرا، وغالبا ما يفسر على أنه "تحديد للهدف" قبل إطلاق الذخيرة الحية، مثل قذائف المدفعية أو المدافع الرشاشة أو الصواريخ، وينظر إليه على نطاق واسع على أنه عمل عدائي، وفقا لمقال نشره جون بلاكسلاند، أستاذ دراسات الأمن الدولي والاستخبارات في جامعة أستراليا الوطنية، والضابط السابق في الجيش، في موقع "ذا كونفيرسيشن".

وما يفصل توجيه الليزر عن إطلاق صاروخ، في حالة حرب، هو جزء من الثانية فقط، ويمكن أن تكون هذه تجربة مرهقة لأعصاب للطيارين الذين تعرضوا لأشعة الليزر"، حسب المقال.

وتعتبر أشعة الليزر خطرة لأنها يمكن أن تسبب العمى الدائم إذا تم تسليطها في عيون شخص ما، بالإضافة إلى إلحاق الضرر بالنظم الملاحية الهامة والأنظمة الأخرى ذات الصلة بالسلامة الجوية، وفقا للمقال.

ماذا نعرف عن سلاح الليزر الصيني؟

منذ عام 2015، تمتلك الصين ما لا يقل عن أربعة أنواع من أسلحة الليزر المسببة للعمى، وفقا لتقرير سابق لموقع "بيزنس أنسايدر".

وتبدو الأسلحة الصينية الأربعة "مثل بنادق هجومية كبيرة الحجم أو قاذفات قنابل يدوية"، وفقا لتقرير لموقع "ذا وور زون".

وفي عام ٢٠١٥، ذكر تقرير صادر عن "China Military Online" وهو منفذ رسمي للجيش الصيني، أن الصين كانت تقوم بتحديث أسلحتها الليزرية محلية الصنع في السنوات الأخيرة لتلبية احتياجات العمليات القتالية المختلفة"، حسب ما نقله "ذا وور زون".

وتُستخدم أسلحة الليزر المسببة للعمى في المقام الأول لتعمية أهدافها بالليزر على مسافة قصيرة، أو التدخل وإتلاف الليزر ومعدات الرؤية الليلية، حسب الموقع.

ومن غير المعلوم "المدى الدقيق لهذه الأسلحة وقدراتها"، ولكن سواء كانت تأثيراتها دائمة أم لا، فحتى العمى المؤقت يمكن أن يشكل خطرا كبيرا على الطيارين.

منصة إطلاق صواريخ آرو الإسرائيلية
منصة إطلاق صواريخ آرو الإسرائيلية (أرشيف)

ذكرت مصادر مطلعة لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أن إسرائيل تواجه "نقصا وشيكا" في منظومة الصواريخ الاعتراضية، وذلك في وقت يواصل فيه الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية على أكثر من جبهة منذ نحو عام.

وجرى إطلاق أكثر من 20 ألف صاروخ وقذيفة على إسرائيل على مدار العام الماضي من غزة ولبنان وحدهما، وفقًا للأرقام الإسرائيلية الرسمية.

وأسقط نظام القبة الحديدية الصواريخ قصيرة المدى وطائرات بدون طيار أطلقتها حركة حماس من غزة، بينما اعترضت منظومة "مقلاع داود" صواريخ أُطلقت من لبنان.

وفي نفس السياق، تصدت منظومة "آرو" للصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران على إسرائيل في هجومين منفصلين، وقعا في أبريل الماضي وأكتوبر الجاري.

كما أطلق المتمردون الحوثيون في اليمن والميليشيات العراقية الموالية لإيران، صواريخ وقذائف وطائرات بدون طيار على إسرائيل.

وتجدر الإشارة إلى جماعة حزب الله اللبنانية وحركة حماس وجماعة الحوثي وبعض الميليشيات العراقية مصنفة "جماعات إرهابية" في الولايات المتحدة.

وفي هذا الصدد، قال بواز ليفي، الرئيس التنفيذي لشركة "Israel Aerospace Industries" المملوكة للدولة، التي تنتج صواريخ آرو الاعتراضية المستخدمة لإسقاط الصواريخ الباليستية، للصحيفة البريطانية: "تعمل بعض خطوطنا على مدار 24 ساعة، 7 أيام في الأسبوع. هدفنا هو الوفاء بجميع التزاماتنا".

وأشار المسؤول إلى أن الوقت المطلوب لإنتاج الصواريخ الاعتراضية "ليس مسألة أيام". وفي حين لا تكشف إسرائيل عن حجم مخزوناتها، أضاف: "ليس سراً أننا بحاجة إلى تجديد المخزونات".

ويتزامن الحديث عن النقص المحتمل في الصواريخ الاعتراضية، مع نجاح جماعة حزب الله اللبنانية، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة، في استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بحيفا، الأحد.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، مقتل 4 من جنوده وإصابة 7 آخرين بجروح خطيرة، في الهجوم على القاعدة في بنيامينا، الذي يعد الأقوى من نوعه عقب التصعيد بين الجيش الإسرائيلي والجماعة اللبنانية المدعومة من إيران، منذ 23 سبتمبر.

 وطرح تمكّن مسيرة حزب الله اللبنانية من استهداف القاعدة العسكرية الإسرائيلية، الكثير من التساؤلات بشأن فعاليات منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية في التعامل مع هذا النوع من الهجمات.

وحسب تقرير سابق لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، فإن القبة الحديدية التي طورتها الولايات المتحدة وإسرائيل، تعد النظام الرائد في العالم لإسقاط الصواريخ قصيرة المدى، مما قلل من التهديد الناجم عن الأسلحة التي تطلقها حركة حماس على المراكز السكانية في إسرائيل.

لكن وفقا لنفس الصحيفة، فإن إيران تمتلك طائرات من دون طيار وصواريخ باليستية "لم يُصمم نظام القبة الحديدية لاعتراضها". كما أن حزب الله يمتلك ترسانة "تضم عشرات الآلاف من قذائف الهاون والصواريخ والقذائف الموجهة بدقة، التي يمكن أن تتغلب على الدفاعات الإسرائيلية".  

وصممت إسرائيل نظام "القبة الحديدية" لتدمير الصواريخ قصيرة المدى وقذائف المدفعية والطائرات دون طيار التي تستهدف المناطق المأهولة بالسكان، وهو مصمم للعمل في جميع الأحوال الجوية، وفق فرانس برس.

ويستطيع الصاروخ اعتراض قذيفة من مسافة 4 إلى 70 كيلومترا، ويمكنه تحديد ما إذا كانت الصواريخ المعادية ستسقط في مناطق مفتوحة أو مراكز مدنية، وبالتالي اختيار ما إذا كان سيتم اعتراضها.

ونُصبت البطارية الأولى، في إسرائيل في مارس 2011، بالقرب من مدينة بئر السبع الجنوبية على بعد نحو 40 كيلومترا من قطاع غزة.

وقد نشرت بطاريات أخرى منذ ذلك الحين بهدف الدفاع عن كامل الأراضي الإسرائيلية، واستخدمت بالفعل في العديد من المواجهات بين إسرائيل والحركات المسلحة في قطاع غزة.

وتتميز القبة بثلاثة مكونات، وهو ما تتوفر عليه معظم أنظمة الدفاع الجوي: الرادار الذي يكتشف الصاروخ القادم، ونظام القيادة والتحكم الذي يعالج تلك المعلومات، ثم ينشط المكون الثالث "المعترض"، وهو في الأساس صاروخ يتمثل دوره في تدمير الصاروخ القادم في الجو، حسب الباحث، جان لوب سمعان، وهو باحث تابع لمعهد الشرق الأوسط في جامعة سنغافورة الوطنية.

ويعد نظام القبة فريد من نوعه لأنه أكثر الأنظمة تقدما، إذ أن نظام باتريوت الذي تعمل به الولايات المتحدة مشابه قليلا، لكنه لا يغطي الصواريخ منخفضة المدى، حسب تقرير سابق نشر في موقع "الحرة".

وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بات رايدر، الثلاثاء، وصول فريق أميركي مع المكونات الأولية لتشغيل بطارية "ثاد" إلى إسرائيل.

وقال رايدر في بيان نُشر على موقع الوزارة، إن فريقاً متقدماً من الأفراد العسكريين الأميركيين والمكونات الأولية اللازمة لتشغيل بطارية الدفاع الصاروخي للارتفاعات العالية (ثاد)، وصل إلى إسرائيل، الإثنين.

وتُعدّ منظومة "ثاد" سلاحا دفاعيا لإسقاط الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى ذات الارتفاعات العالية، وهو نظام من صنع شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية.

وتقول الشركة المصنعة إن "ثاد" يمثل "النظام الأميركي الوحيد المصمم لاعتراض الأهداف داخل وخارج الغلاف الجوي"، حسب تقرير نشر على موقع "الحرة".

وتحتاج بطارية ثاد عادة حوالي 100 جندي لتشغيلها، وفق وكالة رويترز، وتحتوي على 6 منصات إطلاق محمولة على شاحنات مع 8 صواريخ اعتراضية على كل منصة، ورادار قوي.

لماذا ثاد؟

قال خبير الصواريخ وشؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، فابيان هينز، لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، إن منظومة ثاد قادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية التي تطلق من إيران واليمن، كونها تستطيع الوصول إلى ما فوق الغلاف الجوي، كما يمكنها إسقاط الصواريخ قصيرة المدى التي يطلقها حزب الله من لبنان.

فيما قال دوغلاس أوليفانت، كبير الباحثين في مؤسسة "نيو أميركا"، إن "لدى واشنطن رسائل من خلال إرسال هذه المنظومة إلى إسرائيل، وهي تعلن بوضوح أنها تركز على التزامها الحديدي في دعمها والدفاع عنها".

وأضاف في مقابلة مع قناة "الحرة"، أن "أميركا ترى تهديداً من صواريخ (كروز) الإيرانية التي تطلق على إسرائيل، لذا تبقى الرسالة أن واشنطن تقدم دعماً غير مشروط" لإسرائيل.

وبدوره، قال خبير التكنولوجيا العسكرية في معهد دراسات الأمن القومي بتل أبيب، يهوشا كاليسكي، لنيويورك تايمز، إن منظومة ثاد ستكون "مفيدة بشكل خاص في اعتراض الحطام من الصواريخ الأخرى التي تم إسقاطها قبل وصولها إلى الأرض، حيث يمكن أن يتسبب في وقوع إصابات وإلحاق الضرر بالبنية التحتية".

ويملك "ثاد" معدل نجاح اعتراض بنسبة 100 بالمئة في الاختبارات، بعد تسجيله 16 اعتراضا ناجحا في 16 محاولة اعتراض، وفقا للشركة، فيما تبلغ تكلفته مليار دولار، حسب "وول ستريت جورنال".

وتستخدم صواريخ "ثاد" الاعتراضية نسخة لوكهيد مارتن من تكنولوجيا الضرب، حيث تدمر الأهداف ذات التأثير المباشر وتحمي الأصول الحيوية على الأرض.