خلال السنوات الماضية، استخدمت الصين، شعاع الليزر لأغراض عسكرية، ما يطرح التساؤلات حول ماهية تلك الأسلحة الصينية ومدى تأثيرها على السفن والطائرات والأشخاص.
والثلاثاء، استدعى الرئيس الفليبيني، فرديناند ماركوس، السفير الصيني لدي مانيلا للتعبير عن "قلقه الشديد" بعدما اتهم خفر السواحل الفلبيني مركبا صينيا بتسليط "ضوء ليزر يستخدم لأغراض عسكرية" على أحد قواربه.
ونددت الفليبين بالتصرفات "العدوانية" لمركب أسطول صيني متهم بتسليط "ضوء ليزر يستخدم لأغراض عسكرية" على أحد قوارب خفر السواحل الفليبيني في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، ما أفقد أفراد الطاقم القدرة على الرؤية بشكل موقت.
ولفت وزير الخارجية الفلبيني إلى أنه احتج لدى السفارة الصينية في مانيلا، وعارض بشكل رسمي "الأنشطة العدوانية الأخيرة التي قام بها خفر السواحل الصيني ضد سفن فلبينية" في مياه البحر الصين الجنوبي، وفقا لـ"فرانس برس".
ووقعت الحادثة في السادس من فبراير على مسافة نحو 20 كيلومترا عن أرخبيل "سيكند توماس شول" في جزر سبراتلي حيث تتمركز قوات البحرية الفليبينية، بحسب ما جاء في بيان خفر السواحل، الاثنين.
ونشرت وسائل إعلام فلبينية مقطع فيديو يظهر "سفينة تطلق أشعة الليزر الخضراء في وقت متأخر من مساء الاثنين".
وأفاد البيان أن المركب التابع للبحرية الصينية سلط ضوء ليزر أخضر اللون "يستخدم لأغراض عسكرية" مرّتين على السفينة الفليبينية، "ما أصاب طاقمها بالعمى الموقت".
وأشارت وزارة الخارجية في مانيلا إلى أن القارب الصيني أطلق "إشارات لاسلكية غير شرعية" ونفذ "مناورات خطيرة، شكلت تهديدًا لسيادة وأمن الفليبين كدولة.
ليست الحادثة الأولى
في 20 فبراير 2022، اتهم رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، الصين بارتكاب "عمل ترهيبي"، بعد إعلان حكومته أن سفينة صينية وجهت أشعة ليزر نحو طائرة عسكرية أسترالية.
وذكرت وزارة الدفاع الأسترالية وقتها أن سفينتين تابعتين للبحرية الصينية كانتا تبحران قبالة الساحل الشمالي لأستراليا عندما وجهت إحداهما أشعة ليزر نحو طائرة استطلاع أسترالية، معتبرة أن ذلك "كان سيعرض أرواحا للخطر".
وقال موريسون: "لا يمكنني اعتباره سوى أنه عمل ترهيبي"، مشددا على أن الأمر "غير مبرر".
وبحسب وزارة الدفاع، كانت السفينتان الصينيتان متجهتين شرقا في بحر أرافورا بشمال أستراليا.
وفي مايو عام 2019، اتهمت كانبيرا الصين أيضا بتوجيه أشعة ليزر من الدرجة العسكرية نحو طائرات أسترالية.
ووقتها قال الطيارون الأستراليون إن تم استهدافهم عدة مرات بأشعة الليزر خلال مهمات فوق بحر الصين الجنوبي.
وفي تقرير صدر في يونيو 2018، تحدث مسؤولون عسكريون أميركيون عن الاشتباه باستخدام الصين سلاح الليزر فيما لا يقل عن 20 حادثة في شرق المحيط الهادئ من سبتمبر 2017 إلى يونيو 2018، وفقا لتقرير لشبكة "سي إن إن"، الإخبارية.
وفي عام 2018، تقدمت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" بشكوى رسمية للحكومة الصينية، بشأن توجيه أشعة الليزر "عدة مرات"، إلى طائرات عسكرية أميركية بالقرب من جيبوتي في شرق إفريقيا.
ووقتها نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين عسكريين، حديثهم عن "ما لا يقل عن أربعة حوادث استُهدف فيها أفراد من الخدمة الأميركية بأشعة ليزر من الدرجة العسكرية أو غير عسكرية منشؤها بالقرب من منشأة عسكرية صينية في جيبوتي".
وقال هؤلاء المسؤولون إن ثلاثة من تلك الحوادث تضمنت استخدام ليزر من الدرجة العسكرية، وفي الحادثة الرابعة لم يتم استخدام "جهازا عسكريا".
وأكد المسؤولون العسكريون أيضا أنه كان هناك عدد غير معلوم من الحوادث التي تنطوي على استخدام أشعة الليزر داخل القيادة المحيط الهادئ الأميركية، حسب "وول ستريت جورنال".
ما هي هجمات الليزر؟
هناك استخدامات عسكرية مشروعة للأجهزة التي تستخدم أشعة الليزر، مثل المساعدة في تحديد أهداف للطائرات، أو لتعمية تقدم قوات العدو في القتال مؤقتا، لكن تسليط أشعة الليزر على الطائرات قد يتسبب في أضرار جسيمة لطاقم الطائرة والمنطقة المحيطة"، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وجميع السفن الحربية الحديثة مزودة بأشعة الليزر، وتستخدم عادة لتحديد مدى إطلاق النار، وتحديد الهدف، وتتم هذه الممارسة بشكل روتيني ضد أهداف وهمية، وفقا لتقرير سابق لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
ويعتبر توجيه الليزر نحو الطائرة خطيرا، وغالبا ما يفسر على أنه "تحديد للهدف" قبل إطلاق الذخيرة الحية، مثل قذائف المدفعية أو المدافع الرشاشة أو الصواريخ، وينظر إليه على نطاق واسع على أنه عمل عدائي، وفقا لمقال نشره جون بلاكسلاند، أستاذ دراسات الأمن الدولي والاستخبارات في جامعة أستراليا الوطنية، والضابط السابق في الجيش، في موقع "ذا كونفيرسيشن".
وما يفصل توجيه الليزر عن إطلاق صاروخ، في حالة حرب، هو جزء من الثانية فقط، ويمكن أن تكون هذه تجربة مرهقة لأعصاب للطيارين الذين تعرضوا لأشعة الليزر"، حسب المقال.
وتعتبر أشعة الليزر خطرة لأنها يمكن أن تسبب العمى الدائم إذا تم تسليطها في عيون شخص ما، بالإضافة إلى إلحاق الضرر بالنظم الملاحية الهامة والأنظمة الأخرى ذات الصلة بالسلامة الجوية، وفقا للمقال.
ماذا نعرف عن سلاح الليزر الصيني؟
منذ عام 2015، تمتلك الصين ما لا يقل عن أربعة أنواع من أسلحة الليزر المسببة للعمى، وفقا لتقرير سابق لموقع "بيزنس أنسايدر".
وتبدو الأسلحة الصينية الأربعة "مثل بنادق هجومية كبيرة الحجم أو قاذفات قنابل يدوية"، وفقا لتقرير لموقع "ذا وور زون".
وفي عام ٢٠١٥، ذكر تقرير صادر عن "China Military Online" وهو منفذ رسمي للجيش الصيني، أن الصين كانت تقوم بتحديث أسلحتها الليزرية محلية الصنع في السنوات الأخيرة لتلبية احتياجات العمليات القتالية المختلفة"، حسب ما نقله "ذا وور زون".
وتُستخدم أسلحة الليزر المسببة للعمى في المقام الأول لتعمية أهدافها بالليزر على مسافة قصيرة، أو التدخل وإتلاف الليزر ومعدات الرؤية الليلية، حسب الموقع.
ومن غير المعلوم "المدى الدقيق لهذه الأسلحة وقدراتها"، ولكن سواء كانت تأثيراتها دائمة أم لا، فحتى العمى المؤقت يمكن أن يشكل خطرا كبيرا على الطيارين.