نيكي هيلي
نيكي هيلي

بعد تصريحها في أبريل ٢٠٢١ عدم نيتها، آنذاك، الترشح للرئاسة الأميركية ضد دونالد ترامب، خرجت السفيرة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، الثلاثاء، في مقطع فيديو، لتعلن قرارها خوض الانتخابات الرئاسية لعام 2024، في خطوة وصفتها وسائل إعلام دولية بـ"الجريئة".

وبإعلانها الترشح، تكون الحاكمة السابقة لولاية ساوث كارولاينا، ثاني عضو جمهوري يعلن دخوله السباق إلى البيت الأبيض إلى جانب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، إلا أن هذه الخطوة ستجلب للأميركية، ابنة المهاجرين الهنود، أزمة مع رئيسها السابق الذي لا يتردد في استهداف منافسيه ومهاجمتهم سواء في خطاباته أو عبر حشد قاعدته الانتخابية، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

وإذا نجحت في الانتخابات التمهيدية، ستكون هيلي أول امرأة وأول أميركية آسيوية يرشحها الحزب الجمهوري لمنصب الرئيس.

ومن المحتمل أن تواجه هيلي منافسة شديدة من المرشحين الجمهوريين المحتملين الآخرين مثل حاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، ونائب الرئيس ترامب سابقا، مايك بنس، ووزير الخارجية السابق، مايك بومبيو، الذين يقال إنهم جميعا يتطلعون لإبعاد ترامب عن المشهد الانتخابي.

وغالبا ما حاولت هيلي السير على خط رفيع بين التحالف مع ترامب وإبعاد نفسها بما يكفي لجذب منتقديه الأكثر اعتدالا، بحسب "سي أن أن". وتركت إدارة ترامب في عام 2018 بعلاقات جيدة مع الرئيس آنذاك، وذلك في تناقض ملحوظ مع مسؤولي ترامب السابقين الآخرين الذين اختلفوا علنا مع رئيسهم السابق.

نيكي هايلي تعتزم الإعلان عن منافسة ترامب لنيل ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية

"لقد خذلتنا مؤسسة واشنطن مرارا وتكرارا. حان الوقت لجيل جديد من القادة لإعادة تعريف المسؤولية المالية وتأمين حدودنا وتعزيز بلدنا واستعادة فخرنا"، هذا ما قالته هيلي التي من المتوقع أن تلقي خطابا، الأربعاء، في مدينة تشارلستون بولاية ساوث كارولينا، مكان إطلاق حملتها الانتخابية، بحسب ما نقلته تقارير إعلامية.

بعد توليها رئاسة الرابطة الوطنية لصاحبات الأعمال، تم انتخابها لأول مرة لعضوية مجلس النواب في ساوث كارولينا عام 2004. وبعد ٦ سنوات، أصبحت أول امرأة تُنتخب حاكمة للولاية في عام 2010 وكانت أصغر حاكمة في البلاد عندما تولت منصبها عام 2011. واستقالت في منتصف ولايتها الثانية لتصبح السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة أثناء رئاسة ترامب، وهو الدور الذي شغلته حتى نهاية عام 2018.

وركزت هيلي في مقطع الفيديو على تقديم نفسها بصفتها حاكمة منتخبة مرتين لولاية ساوث كارولينا وقيادتها الولاية بعد مقتل تسعة أشخاص من السود في كنيسة في تشارلستون عام 2015. وبعد إطلاق النار، دعت هيلي إلى إزالة علم الكونفدرالية من أراضي الدولة باعتباره رمزا للعنصرية، بحسب "نيويورك تايمز" وشبكة "سي أن أن" الأميركية.

نيكي هالي .. هل تكون أول امرأة تحكم أميركا؟

ولم تنس هيلي الإشارة إلى أصولها كونها ابنه مهاجرين هنديين، في بداية حديثها في مقطع الفيديو، وتحدثت عن عن شعورها "المختلف" أثناء نشأتها في بامبرغ بولاية ساوث كارولينا.

الرئيس ترامب وسفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي

وفي حديثها عن تجربتها في السياسة الخارجية أثناء عملها سفيرة للأمم المتحدة، لم تنس هيلي أن توجه في الفيديو القصير، الذي بلغ 3 دقائق و33 ثانية انتقادا إلى الصين، التي يتصاعد توتر العلاقات معها في الأسابيع الأخيرة، وامتدت الانتقادات إلى روسيا وإيران، مؤكدة أنها لا تتحمل المتنمرين. وأشارت إلى عملها سفيرة للأمم المتحدة، قائلة: "رأيت الشر في الصين عندما ارتكبوا الإبادة الجماعية، وفي إيران عندما قتلوا شعبهم لتحديهم الحكومة. وعندما تخبرك امرأة بمشاهدة الجنود وهم يرمون طفلها في النار، فإن ذلك يجعلك تتأكد أنه حتى في أسوأ أيامنا، نحن محظوظون للعيش في أمريكا".

ووفقا لـ"سي أن أن"، رفضت هيلي عرض ترامب عام 2017 بشغل منصب في وزارة الخارجية، مفضلة أن تظل في منصب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، وأخبرته بأنه يمكن "أن يجد شخصاً أفضل". لكن رفضها عرض ترامب، لم يمنعها من تأييد العديد من مواقفه الخارجية وأبرزها دعم إسرائيل.

المواقف الخارجية

ولدى هيلي العديد من المواقف الحازمة تجاه كل من الصين وروسيا وكوريا الشمالية التي ظهرت خلال توليها منصب سفيرة الأميركية لدي الأمم المتحدة. وفي ١٩ أكتوبر ٢٠١٧، قالت إن روسيا تستخدم التدخل الانتخابي "كسلاحها المفضل" لتقويض الديمقراطيات في العالم، ودعت إلى ضرورة محاسبة روسيا على هذا "النوع من الحرب"، وفقا لوكالة "فرانس برس".

وفي ٧ سبتمبر ٢٠١٨، حذرت هيلي أن روسيا وايران ستواجهان "عواقب وخيمة" إذا واصلتا التصعيد في سوريا، وأكدت في جلسة لمجلس الأمن أن بلادها سترد على أي استخدام للأسلحة الكيميائية، وأعلنت أن واشنطن ستفرض عقوبات جديدة ضد موسكو والشركات المرتبطة ببرنامج سوريا للأسلحة الكيميائية".

وكانت هيلي وراء قرار الأمم المتحدة بفرض بعض العقوبات على نظام زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، واتهمت روسيا بالتستر على انتهاكات تلك العقوبات.

وفي أبريل 2017، صرحت هيلي أن الرئيس السوري بشار الأسد "مجرم حرب" وأن شعبه لا يريده في السلطة ولا يريده حتى أن يترشح في الانتخابات المقبلة.

وقالت هيلي خلال مؤتمر صحفي إن الأسد "يعرقل السلام منذ أمد بعيد" والطريقة التي يعامل بها السوريين "مقززة".

وبعدإأعلانها في يونيو 2017، انسحاب بلادها من  مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة احتجاجا على ما وصفته بـ"التحيز ضد اسرائيل"، قالت هيلي إن مجلس حقوق الإنسان "أكبر فشل" للمنظمة الأممية.

وتابعت أمام مؤسسة "هريتدج فاونديشن"  في واشنطن، أن المجلس ومقره جنيف "يؤمن تغطية ولا يوجه إدانات للأنظمة الاقل انسانية في العالم".

People gather outside a hospital, as more than 1,000 people, including Hezbollah fighters and medics, were wounded on Tuesday when the pagers they use to communicate exploded across Lebanon, according to a security source, in Beirut
القصف الإسرائيلي المتواصل على محيط المستشفيات وسقوط ضحايا بين موظفيها أجبر الكثير منها على تعليق خدماتها

بينما يزداد التصعيد الإسرائيلي على جنوب لبنان، تتعقد مهمة القائمين على إسعاف المصابين والجرحى، خصوصا وأن الغارات طالت محيط بعض المستشفيات.

وسط هذا المشهد، أعلنت أربعة مستشفيات على الأقل في لبنان تعليق خدماتها على وقع غارات إسرائيلية كثيفة في محيطها.

وأفادت إدارة مستشفى سانت تريز الخاص عند تخوم الضاحية الجنوبية لبيروت بـ"وقف الخدمات الاستشفائية" بعد وقوع "أضرار جسيمة" في المبنى والمعدات "إثر استهداف الطيران الإسرائيلي.. بغارات عنيفة" مبنى المستشفى "وكافة المعدات والتجهيزات الطبية".

وقالت إن المستشفى "بات يتطلب عملية تأهيل شامل لمختلف أجزائه" وفق ما نقلت وكالة فرانس برس.

تجمع خارج مستشفى بلبنان ، حيث أصيب أكثر من ألف شخص، بما في ذلك مقاتلو حزب الله ومسعفون.

تعليقا على هذا الوضع، أعلن وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، السبت، أن المعلومات عن ضربات اسرائيلية أصابت "منشآت صحية وطواقم استشفائية" في لبنان "تثير قلقا بالغا".

وكتب لامي على منصة "إكس" إن  "على جميع الأطراف التزام القانون الإنساني الدولي"، وذلك بعدما أعلنت مستشفيات وقف عملها، في موازاة تحذير الأمم المتحدة من ازدياد الهجمات على فرق الرعاية الصحية.

وتعرضت ضاحية بيروت الجنوبية ليل الجمعة لسلسلة غارات اسرائيلية كثيفة، وصل صداها إلى مناطق خارج بيروت. وفي بلدة مرجعيون القريبة من الحدود مع إسرائيل، أغلق المستشفى الحكومي أبوابه الجمعة بعد إجلاء موظفيه، إثر غارة اسرائيلية عند مدخله الرئيسي.

وقال مدير المستشفى، مؤنس كلاكش، لفرانس برس إن "غارة اسرائيلية استهدفت سيارات إسعاف عند المدخل الرئيسي للمستشفى، ما أثار حالة من الإرباك والذعر في صفوف الطاقم الطبي والموظفين".

وأضاف "كنا نقدم الخدمات الطبية للمنطقة منذ بدء الحرب، لكن مع النقص في عدد الموظفين والطاقم الطبي، جاء القصف اليوم ليسرّع عملية إغلاق المستشفى".

وتشهد منطقة مرجعيون حركة نزوح منذ أيام على وقع غارات اسرائيلية استهدفت بلدات عدة فيها، بعضها للمرة الأولى.

وكان المشفى يعمل، وفق كلاكش، "منذ أربعة أيام من دون طبيب بنج (تخدير) واختصاصيي مختبر، جراء حركة النزوح".

من جانبها، نقلت صحيفة "الغارديان" عن كلاكش  قوله: "تم استهداف المدخل الرئيسي للمستشفى بينما كان المسعفون يقتربون، قُتل سبعة وأصيب خمسة. اعتبرنا ذلك رسالة، لذلك قررنا الإغلاق".

وأضاف أن الاستهداف المتكرر للمسعفين في جنوب لبنان منع الجرحى من الوصول إلى المستشفى منذ ثلاثة أيام.

وتابع "لم يكن هناك أي تحذير قبل القصف، لم يأتِ التحذير عبر الهاتف بل عبر القصف".

إلى ذلك، أعلن مستشفى ميس الجبل الحكومي، الذي يقع على بعد 700 متر من الحدود الإسرائيلية-اللبنانية، يوم الجمعة أن الموظفين لم يعودوا قادرين على القيام بمهامهم بسبب انقطاع الإمدادات.

وقال حليم سعد، مدير الخدمات الطبية في مستشفى ميس الجبل لوكالة فرانس برس "الإمدادات الطبية، والديزل، والكهرباء، كلها غير متوفرة. كان اليونيفيل يجلب لنا المياه، والآن لا يمكنهم التحرك. كيف يمكن لمستشفى أن يعمل بدون مياه؟".

وقُتل أكثر من 50 عاملًا في القطاع الصحي منذ 23 سبتمبر، عندما بدأت إسرائيل حملة جوية مكثفة في جنوب لبنان وسهل البقاع.

وقُتل وأصيب مسعفون في جميع أنحاء البلاد جراء الغارات الجوية الإسرائيلية، بما في ذلك في مركز طبي بوسط بيروت، حيث قُتل تسعة في غارة الخميس.

وقال وزير الصحة اللبناني، فراس أبيض، الخميس إن 97 مسعفا قُتلوا منذ بدء القتال بين حزب الله وإسرائيل العام الماضي، وهو رقم ازداد خلال اليومين الماضيين.

ونزوح العاملين في القطاع الطبي بسبب القصف الإسرائيلي تسبب في مشاكل في جميع أنحاء البلاد، في وقت يتجاوز فيه عدد الجرحى جراء الغارات الإسرائيلية 100 يوميا.

مستشفى رفيق الحريري

والنظام الصحي في لبنان، وخاصة في الجنوب، هش بعد خمس سنوات من الأزمة الاقتصادية وما يقرب من عام من الحرب.

وفي مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت، وهو أكبر مستشفى عام في لبنان، قال المسؤولون إن القصف الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية القريبة قد أدى إلى نزوح بعض الموظفين، مما جعل البعض غير قادر على الحضور إلى العمل. وفتح المستشفى سكنًا في حرم الجامعة لاستيعاب بعض موظفيه الأساسيين، وحاول إيجاد مساكن آمنة لآخرين.

بيروت بعد إحدى الضربات الإسرائيلية

وهناك مخاوف بين موظفي المستشفى من أن تصبح ظروف العمل خطرة، مع انتشار أخبار قصف المستشفيات والمسعفين.

قال جهاد سعد، الرئيس التنفيذي لمستشفى رفيق الحريري الجامعي لفرانس برس: "الشخص الذي لا يتحمل مسؤوليات كبيرة قد يفكر في المغادرة. لا ألومهم، لديهم أمنهم الخاص، عائلاتهم وحياتهم". وحتى الآن، يعمل المستشفى بشكل طبيعي.

نزوح الموظفين الطبيين أثر بشكل أساسي على جنوب لبنان، حيث تزداد وتيرة القصف الإسرائيلي.

ولا يزال من غير الواضح عدد الأشخاص الذين ما زالوا في الجنوب، بعد أن أمرت إسرائيل بإخلاء حوالي 70 قرية.

وقُتل أكثر من ألفي شخص وأُصيب أكثر من 9535 منذ بدء القتال في لبنان، معظمهم منذ 23 سبتمبر.

ومع تكرار استهداف مسعفين في مناطق عدة، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إجراء اتصالات دبلوماسية من "أجل الضغط على العدو الاسرائيلي للسماح لفرق الانقاذ والإغاثة بالوصول الى المواقع التي تعرضت للغارات والسماح بنقل الضحايا والجرحى".

وندّد ميقاتي "بما يقوم به العدو الاسرائيلي من انتهاك للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية المتبعة".

من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة إكس إن عناصر حزب الله يستخدمون "بشكل متزايد سيارات الإنقاذ من أجل نقل المخربين والوسائل القتالية".

وأضاف "يستخدم حزب الله سيارات الإسعاف التابعة للهيئة الصحية الإسلامية لأغراض إرهابية"، وحذّر من أن "كل مركبة يثبت أن عليها مخربا مسلحا يستخدمها لأغراض الإرهاب (...) سيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة بحقها لمنع استعمالها العسكري".