روبي تحمل كتابها
روبي تحمل كتابها

تحدثت كريمة المحروق، المعروفة بـ"روبي"، الخميس، عن معاناتها الشخصية بسبب قضية الحفلات السابقة لرئيس الحكومة الإيطالي الأسبق سيلفيو برلوسكوني. 

وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي كشفت فيه عن كتابها "كريمة"، الذي كشفت فيه عن تداعيات قضية الحفلات الصاخبة سيئة السمعة، التي عرفت باسم "بونغا بونغا". 

واختارت المحروق الكشف عن كتباها غداة تبرأتها مع برلوسكوني بقضية دفع رئيس الوزراء السابق رشوة لشهود للكذب بشأن حفلاته الصاخبة. وقالت إن القضية "سرقت أجمل سنوات عمرها". 

وقالت روبي خلال المؤتمر الصحفي: "اتُهمت في البداية بكوني عاهرة دون السن القانونية، وهي وصمة عار لحقت بي على الفور. أعتقد أنني أثبتت طوال هذه السنوات أنني لم أكن عاهرة أبدًا. لاحقًا تم اتهامي بالفساد ولكن لحسن الحظ تم تبرئتي بالأمس.. أستطيع أن أقول بكل صدق إنني لم أكن أتوقع تبرئة إطلاقاً لأنني ربما كنت معتادة على تلقي الأسوأ فقط من الإعلام والقضاء".

وتابعت: "يجب أن أقول إنه بالأمس استغرق الأمر مني بعض الوقت لأدرك هذه الأخبار الرائعة. حتى المحامين الخاصين بي كانوا دائمًا موجودين من أجلي وقالوا: هذا صحيح، لقد تمت تبرئتك (..) الشيء الوحيد الذي يمكنني قوله إنه يمكنني الآن أخيرًا البدء في العيش كفتاة عادية".

واعتبرت أنه قد تم "سرقة  أفضل سنواتي، السنوات التي يجب أن تكون خالية من الهموم، سنوات المراهقة.. بفضل ابنتي وعائلتي، يمكنني الآن الاستمتاع بقليل من السلام (..)".

"لقد عشت حياتي بالشارع، حيث ينظر إلي رجال وكأنني قطعة من اللحم.. لقد قابلت كثيرين (..) من الرئيس سيلفيو برلسكوني لم أشعر بهذا الشعور أبدًا..".

وبرأت المحكمة، أمس الأربعاء، برلوسكوني من تهم دفع رشوة لـ24 ضيف في حفلاته للإدلاء بشهادات زور في محاكمة سابقة اتهم فيها بدفع أموال لإقامة علاقة جنسية مع روبي التي كانت تبلغ من العمر وقتها 17 عاما. 

وبعد الحكم، قالت المحروق، التي تبلغ من العمر التي 30 عاما، للصحفيين "أنا سعيدة للغاية"، مضيفة أن براءتها تؤكد أنها كانت تقول الحقيقة. 

أما برلسكوني، فقد قال على "تويتر"، بعد ظهر الأربعاء، "تمّت تبرئتي أخيراً بعد أكثر من 11 عاماً من المعاناة والإهانة والأضرار السياسية التي لا تُحصى، لأنني كنت محظوظاً بما يكفي لأن أُحاكَم على يد قضاة عرفوا كيف يبقون مستقلّين وحياديين ونزيهين في مواجهة الاتهامات التي لا أساس لها التي وُجّهت إلي". 

بدوره، قال محامي برلوسكوني، فيديريكو سيكوني لصحفيين، "لا يمكنني إلا أن أكون راضياً جداً"، في حين لم يتمكن القضاة من اثبات تهم الفساد. 

وكان مكتب المدعي العام في ميلانو طلب السجن ست سنوات لبرلوسكوني (86 عامًا) الذي انتخب في سبتمبر عضوا في مجلس الشيوخ، واتهمه بالتلاعب بشهود والإدلاء بشهادة زور في هذه المحاكمة التي سميت "روبي-تير". 

وأضاف سيكوني أن هذه التبرئة هي الثالثة في القضية. وقال "ثلاثة من ثلاثة، هذا يكفي"، آملاً أن لا يستأنف الادعاء المحاكمة. 

روبي خلال المؤتمر الصحفي

وفي قسمين منفصلين من هذه المحاكمة تمت تبرئة برلوسكوني في 2021 في سيينا وفي 2022 في روما، من تهمة رشوة شهود.  

ولم يحضر برلوسكوني المحاكمة الأربعاء. 

كما طلب الادعاء السجن من سنة إلى ست سنوات لـ 27 متهمًا آخرين في هذه القضية، لكن تمت تبرئتهم جميعًا. 

وبالنسبة للملياردير الذي يتقدم ببطء باتجاه مغادرة الحياة السياسية الإيطالية، لكنه برز مرة أخرى الأحد بتعليق قاس ضد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، سيكون هذا الحكم واحدا من القرارات التي واجهها على أثر محاكمات لا تعد ولا تحصى في العقود الأخيرة، وفاز فيها في أغلب الأحيان. 

من جهتها، علّقت رئيسة الحكومة الإيطالية جيورجيا ميلوني على براءة برلوسكوني بالقول "نبأ ممتاز يضع حدّاً لقضية قانونية طويلة كانت لها أيضاً تداعيات كبيرة على الحياة السياسية والمؤسسية الإيطالية". 

وردّ ماتيو سالفيني، أحد نائبي رئيسة الوزراء ورئيس حزب "الرابطة" المناهض للمهاجرين، قائلاً "سعيد بتبرئة سيلفيو بعد سنوات من المعاناة والإهانات والجدل غير المجدي". 

ومحاكمة "روبي تير" هي أحد جوانب فضيحة "روبيغيت" وسهرات الـ"بونغا بونغا" الشهيرة التي نظمها سيلفيو برلوسكوني مع شابات لقاء أموال في قصره الفخم بالقرب من ميلانو (شمال). 

من جهة أخرى، تحدثت عارضة الأزياء السابقة ماريستيل بولانكو التي كانت من المدعوات إلى حفلات برلوسكوني لصحافيين عن تحول حياتها إلى "كابوس" منذ بدء المحاكمة. وهي نفسها قد يحكم عليها بالسجن لمدة يمكن أن تصل إلى خمس سنوات بتهمة الفساد. 

"سلطان" و"عشيقات"  

وأفضت المحاكمة الأولى في قضية روبي، المعروفة باسم "روبيغيت"، وهو لقب كريمة المحروق، إلى حكم صدر في يونيو 2013 على برلوسكوني بالسجن سبع سنوات بتهمة دعارة مع قاصرين واستغلال السلطة. لكن رئيس الحكومة السابق برئ نهائيا في مارس 2015 في محكمة النقض في هذا الجزء.  

وجرت محاكمة عرفت باسم "روي بيس" (أو روبي مكرر أو روبي 2) اثنين من المقربين لسيلفيو برلوسكوني متهمين بجلب عاملات جنس شابات لحفلاته. وقد حُكم على أحدهما في الاستئناف بالسجن أربع سنوات وسبعة أشهر والآخر بالسجن لمدة عام وسنتين وعشرة أشهر للآخر.  

أما محاكمة الأربعاء فتعلقت بشكل عام بدفع برلوسكوني أموالا لعدد من الأشخاص وشابات وموسيقيين شاركوا في هذه السهرات مقابل التزامهم الصمت في المحاكمات السابقة. 

ورأت النيابة أن صمت هؤلاء الشابات كلف برلوسكوني ملايين اليوروهات بين 2011 و2015. وقد دفع جزءا كبيرا منها لروبي وحدها التي كانت قاصرة عندما شاركت في الأمسيات الشهيرة. وتمثلت هذه الدفعات بنقود وهدايا وسيارات وسكن ودفع فواتير ونفقات طبية.  

وقالت هيئة الدفاع عن برلوسكوني إن الأموال دفعت تعويضًا عن الأضرار التي لحقت بسمعة المتورطين في القضية، وتشدد على أنه يُحاكم "بتهمة الكرم".  

وفي لائحة الاتهام، التي قدمتها في مايو، وصفت المدعية تيتسيانا سيسيليانو برلوسكوني بأنه "سلطان" اعتاد على "إحياء سهراته مع مجموعة من العشيقات اللواتي كن يقمن بتسليته مقابل أموال"، في ما شبهته بـ"عبودية جنسية". 

الشرطة الإيطالية أطلقت قنابل الغاز على المتظاهرين
الشرطة الإيطالية أطلقت قنابل الغاز على المتظاهرين

اعتقلت الشرطة البريطانية مجموعة من المتظاهرين الذين خرجوا في مسيرات ضمن عشرات الآلاف من الأشخاص دعما للفلسطينيين في وسط لندن، تزامنا مع تظاهرات في عواصم عالمية أخرى، بالذكرى السنوية لهجمات السابع من أكتوبر في إسرائيل واندلاع الحرب في قطاع غزة.

وقالت شرطة العاصمة إنها اعتقلت شخصين للاشتباه في اعتدائهما على عامل طوارئ، موضحة أن الاعتقالات جرت عندما "حاول الناس تجاوز الضباط الذين شكلوا طوقا لمنع أي مجموعات من الانفصال عن الاحتجاج الرئيسي"، وفق وكالة بلومبيرغ الأميركية.

وأضافت الشرطة أن المظاهرة التي جرت في ساحة بيدفورد، السبت، واجهت "احتجاجات مضادة"، وسط إجراءات أمنية مشددة وانتشار كثيف لقوات الشرطة.

وقال المنظمون، وفق بلومبيرغ، إنهم خططوا للتظاهر أمام شركات ومؤسسات يرون أنها "متواطئة في جرائم إسرائيل"، بما في ذلك بنك باركليز والمتحف البريطاني.

مسيرة في لندن دعما للفلسطينيين

وبعد فترة وجيزة، أغلقوا شارع جوير بالقرب من المتحف البريطاني، وبدا أن الشرطة عملت على منع المجموعة من الالتقاء بمجموعة أخرى من الناشطين في منطقة قريبة.

فيما لوح مؤيدون لإسرائيل بأعلام خلال مرور محتجين مؤيدين للفلسطينيين، وقالت الشرطة إنها اعتقلت 15 شخصا على هامش الاحتجاجات، ولم تحدد إلى أي فريق من المؤيدين ينتمي المعتقلون، وفق رويترز.

وقالت الوكالة إن حوالي 40 ألف متظاهر شاركوا في المسيرة وسط لندن، فيما شهدت عواصم عالمية أخرى مسيرات تجمع فيها الآلاف في باريس وروما ومانيلا وكيب تاون ومدينة نيويورك وغيرها.

وأقيمت مظاهرات أيضا بالقرب من البيت الأبيض في واشنطن، احتجاجا على دعم الولايات المتحدة لحليفتها إسرائيل في الحملتين العسكريتين في غزة ولبنان.

وفي روما، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع واستخدمت مدافع المياه بعد اندلاع اشتباكات. وتحدى نحو 6 آلاف محتج حظرا على تنظيم مسيرات في وسط المدينة، قبيل ذكرى السابع من أكتوبر.

وفي برلين، اجتذب احتجاج نحو ألف مشارك حملوا أعلاما فلسطينية وهتفوا "عام من الإبادة الجماعية"، وهو مصطلح تعارضه إسرائيل وتقول إنها "تدافع عن نفسها". وانتقد محتجون أيضا ما قالوا إنه عنف الشرطة ضد المؤيدين للفلسطينيين في ألمانيا.

مسيرة في برلين داعمة للفلسطينيين

وشارك مؤيدون لإسرائيل أيضا في برلين في احتجاج على تنامي معاداة السامية. واندلعت مناوشات بين الشرطة وأشخاص يعارضون احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين.

وعلى مدار العام المنصرم، أثار حجم القتل والدمار في غزة بعضا من أكبر الاحتجاجات على مستوى العالم منذ سنوات، في موجة من الغضب قال مدافعون عن إسرائيل إنها "خلقت مناخا معاديا للسامية"، وفق رويترز.

وفي حين يقول حلفاء إسرائيل، مثل الولايات المتحدة، إنهم يؤيدون حقها في الدفاع عن نفسها، تواجه إسرائيل تنديدات دولية بسبب حملتها العسكرية في غزة، والآن بسبب قصفها للبنان.

ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الانتقادات، قائلا إن طريقة حكومته في إدارة الحرب "تهدف لمنع تكرار الهجوم" الذي شنته حماس قبل عام تقريبا. وتقول واشنطن إنها تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن النفس.

وحذرت وكالات حكومية أميركية، الجمعة، من أن الذكرى السنوية لهجوم السابع من أكتوبر واندلاع حرب غزة، قد تحفز أفرادا على ارتكاب أعمال عنف.

وكثف المسؤولون في بعض الولايات، من بينها نيويورك، الإجراءات الأمنية من منطلق الحيطة والحذر، حسب ما ذكرت رويترز.

ولم تفلح الدبلوماسية الدولية التي تقودها الولايات المتحدة حتى الآن في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، فحماس تريد اتفاقا ينهي الحرب بينما تقول إسرائيل إن القتال لن ينتهي إلا بالقضاء على الحركة الفلسطينية (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة).

ومن المتوقع حدوث مظاهرات في مناطق أخرى من العالم خلال الساعات المقبلة.