جدد العراق والولايات المتحدة الأميركية، الأربعاء "عزمها تعميق العلاقات الاستراتيجية من أجل مصالحهما الوطنية ومصلحتهما المشتركة في الاستقرار الإقليمي" وفقا لبيان صدر عن الخارجية الأميركية عقب لقاء وفد رفيع جمع وزيري خارجية البلدين ومسؤولين كبار آخرين في واشنطن.
وقالت الخارجية في بيان إن هذا الاجتماع، الذي يعتبر أول اجتماع للشراكة بين القطاعين العام والخاص يركز على التعاون الاقتصادي، وتطوير قطاع الطاقة، وتغير المناخ، هو مؤشر على شراكة استراتيجية ناضجة في إطار اتفاقية الإطار الاستراتيجي".
وضم الوفد العراقي ممثلين رفيعي المستوى من مجلس النواب، والبنك المركزي، ووزارة الخارجية، ووزارة النفط، ووزارة التخطيط، ووزارة المالية، ووزارة الكهرباء، ومكتب رئيس الوزراء، والمبعوث المناخي، وحكومة إقليم كردستان.
وبالإضافة إلى وزير الخارجية، ضم الوفد الأميركي مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ومدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، والمبعوث الرئاسي الخاص لتغير المناخ جون كيري، ونائب وزير الخزانة أدييمو، والمنسق الرئاسي الخاص للطاقة العالمية والبنية التحتية هوكستين، ومنسق مكافحة الفساد العالمي ريتشارد نيفيو، ومنسق الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي بريت ماكغورك، فضلا عن كبار المسؤولين من وزارات الخارجية، والخزينة، والطاقة، والتجارة.
وناقش الجانبان التحديات التي تواجه الاقتصاد العراقي، بما في ذلك أسواق صرف العملات الموازية، وفقا للبيان.
ويشهد العراق أزمة مالية تتعلق بنقص العملات الأجنبية في الأسواق المحلية مما أدى إلى انخفاض سعر الدينار العراقي في السوق الموازية، رغم رفع قيمته الرسمية في البنك المركزي.
وقالت الخارجية في بيان إن الولايات المتحدة رحبت بجهود الحكومة العراقية لسن إصلاحات اقتصادية وإصلاحات في السياسة النقدية، وتحديث النظام المالي والمصرفي، ومكافحة الفساد، ومنع التلاعب بالنظام المالي – وهي إجراءات يمكن أن تساعد في تعزيز الآفاق الاقتصادية للعراق، بما في ذلك تعزيز الأسواق المالية وأسواق العملات.
وجدد الوفد الأميركي، وفقا للبيان، دعمه لجهود العراق المستمرة لبناء القدرات الفنية وتنفيذ المعايير الدولية لحماية النظام المصرفي من الجرائم المالية وغسل الأموال وتمويل الإرهاب.
وقال البيان إن الجانبين قررا مواصلة العمل معا لتحديث النظام المالي العراقي من أجل تحسين أحوال الشعب العراقي.
الطاقة
وقالت الخارجية إن الوفدين "تشاطرا رأيا يقول بأن اتباع أجندة طموحة لاستقلال الطاقة أمر ضروري لتحقيق أقصى قدر من الازدهار الاقتصادي للعراق وحماية سيادته".
وقال إن الوفدين "أقرا بأن العراق لديه فرصة تاريخية للاستثمار في مبادرات البنية التحتية للطاقة المصممة لتحسين خدمات الكهرباء للشعب العراقي، وتأمين الاكتفاء الذاتي من الطاقة في العراق، وتخفيف الأضرار البيئية لكل من المناخ العالمي والصحة العامة العراقية".
وتحقيقا لهذه الغاية، قرر الجانبان "تسريع الجهود لالتقاط الغاز المحترق، وتحديث البنية التحتية لتوزيع الغاز الطبيعي والحد من تسرب الميثان، وربط شبكة الكهرباء العراقية إقليميا، وتحديث البنية التحتية للكهرباء في العراق، واستكشاف فرص الطاقة المتجددة"، وفقا للبيان.
وأشاد الوفد الأميركي بالتزام العراق بمشاريع الربط الكهربائي الإقليمية مع الأردن والمملكة العربية السعودية وهيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي.
وأكد الوفدان من جديد أهمية مكافحة تغير المناخ والتكيف معه.
واستعرض الوفد العراقي أن العراق سينشر قريبا استراتيجية حكومية شاملة لمواجهة التغير المناخي.
وقرر الجانبان الإسراع في تنفيذ مشاريع احتجاز الغاز في محاولة لتحقيق نسبة صفرية من حرق الغاز المصاحب لاستخراج النفط بحلول عام 2030 والوفاء بتعهد الميثان العالمي.
واستعرضت الولايات المتحدة خططا لتوسيع برامج تغير المناخ في العراق، بعد أن قدمت للعراق أكثر من 1.2 مليار دولار من المساعدات الإنمائية الشاملة على مدى السنوات الخمس الماضية.
كما أعطت المناقشات الأولوية للحاجة إلى مشاريع طموحة لمزارع الطاقة الشمسية وإنشاء إطار تنظيمي لجذب الاستثمار في الطاقة المتجددة.
المياه
كما ناقش الجانبان أزمة المياه في العراق، وفقا للبيان، حيث "تعتزم الولايات المتحدة مواصلة تقديم مساعدتها التقنية لتحسين ممارسات إدارة المياه في العراق".
ودعت الولايات المتحدة العراق إلى ترشيح خبراء في إدارة المياه للمشاركة في برامج التبادل مع القادة الأميركيين في هذا المجال.
وعقدت الوفود العزم على إعطاء الأولوية للاستفادة من التقنيات الحديثة في إدارة المياه الجوفية وكفاءة الري.
وكررت الولايات المتحدة للوفد العراقي التأكيد على أهمية تكنولوجيا للقطاع الخاص الأميركي وقدرته الفريدة على مواجهة تحديات الطاقة في العراق.
واستضاف مجلس الأعمال الأميركي العراقي التابع لغرفة التجارة الأميركية مائدة مستديرة للوفد العراقي مع 40 شركة أميركية وقادة الصناعة من ذوي الخبرة في احتجاز الغاز وتحديث البنية التحتية للكهرباء ومصادر الطاقة المتجددة.
وعقب هذا الحدث، أعلنت الغرفة أنها ستقود بعثتين تجاريتين أميركيتين إلى العراق في يونيو لاستكشاف الفرص التجارية والاستثمارية.
بالإضافة إلى ذلك، أشار الوفدان إلى نية مكتب الممثل التجاري الأميركي ووزارة التجارة العراقية البدء في التخطيط لاجتماع مجلس اتفاقية إطار التجارة والاستثمار (TIFA) في عام 2023.
وتعمل TIFA بين الولايات المتحدة والعراق كمنتدى لحل المخاوف التجارية وتعزيز فرص التجارة والاستثمار الثنائيين.
السياسة
وقالت الخارجية إن "الولايات المتحدة رحبت بالتطورات الإيجابية في العلاقات بين الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة إقليم كردستان والمفاوضات الجارية حول الميزانية الاتحادية لعام 2023 وقانون الهيدروكربونات".
كما أعلن الوفد الأميركي أن السفارة الأميركية في بغداد قد بدأت في تقديم خدمات تأشيرات غير المهاجرين على مراحل.
ونشرت الخارجية صحيفة وقائع للاتفاقات بين الوفدين.
وأشارت الصحيفة إلى اتساع الدعم الأميركي للعراق، وقالت إنه على مدى العقد الماضي، كانت الولايات المتحدة أهم شريك للعراق في التنمية والمساعدات الإنسانية.
ومنذ عام 2014، استثمرت الولايات المتحدة ما يقرب من 3.4 مليار دولار في المساعدات الإنسانية لمساعدة العراقيين على التعافي من تدمير داعش، بينما قدمت الولايات المتحدة 150 مليون دولار كمساعدات إنمائية و285 مليون دولار كمساعدات إنسانية للعراق في العام الماضي.
وقالت الصحيفة إن النشاطات التي تقوم بها حكومة الولايات المتحدة تشمل، دعم حاضنات الأعمال والشركات الناشئة ورواد الأعمال في مجموعة متنوعة من القطاعات، وتقليل الحواجز التي تحول دون الوصول إلى رأس المال وإصلاح اللوائح وتطوير القانون التجاري وتعزيز الشفافية المالية.
كما أشارت إلى البرامج البيئية والمائية والإنمائية الأخرى التي تقوم بها الولايات المتحدة في البلاد.
وبما يخص التعليم العالي، قالت الصحيفة إن الولايات المتحدة تدعم مؤسسات التعليم العالي العراقية الخاصة في مساراتها للحصول على الاعتماد كما خصصت جزء من المنح لتعزيز دور المرأة في التعليم.