كوشنر وبن سلمان في زيارة سابقة في 2017
واشنطن بوست تكشف حصول ترامب وكوشنر على الأموال السعودية بعد المساعدة في صعود بن سلمان (تعبيرية)

 أثار أحد القادة الديمقراطيين البارزين في مجلس النواب الأميركي تساؤلات، الأربعاء، عن طبيعة العلاقة بين كبير مستشاري البيت الأبيض السابق، جاريد كوشنر، وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وشراكتهما التجارية، ومدى تأثير ذلك على العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية وتضارب المصالح في حال فوز الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية الأميركية 2024، باعتبار أن كوشنر هو صهر ترامب.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الأربعاء، أن العضو الديموقراطي في لجنة الرقابة والمساءلة في مجلس النواب، جيمي راسكين، جدد طلبه، الثلاثاء، إلى كوشنر، بعد خروج وثائق توضح حصوله على ٢ مليار دولار من صندوق استثمار سعودي يترأسه محمد بن سلمان.

وقال العضو الديموقراطي عن ولاية ماريلاند إن كوشنر فشل في الرد على التساؤلات عما إذا كان "من اللائق استغلال عمله الحكومي من أجل تحقيق أرباح شخصية تخدم مصالحه المالية الخاصة.

واستشهد راسكين بتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، السبت 11 فبراير، عن الشراكة الاقتصادية بين كوشنر ومحمد بن سلمان، التي تثير "تساؤلات وعلامات استفهام غير واضحة"، بحسب وصف الصحيفة.

ووفقا لـ"واشنطن بوست"، يترأس بن سلمان صندوق ثروة سيادي يستثمر في صندوق الأسهم الخاصة بكوشنر، المعروف باسم "أفينيتي بارتنرز" Affinity Partners، وذلك بعد وقت قصير من ترك كوشنر منصبه في البيت الأبيض والذي مكنه من التعامل بانتظام مع الشؤون السعودية.

وفي أوائل عام 2021، عندما غادر ترامب البيت الأبيض، واجه هو وصهره كوشنر تحديات تجارية غير مسبوقة، وتراجعت عائدات ممتلكات ترامب خلال فترة رئاسته، كما أدى هجوم مؤيديه على مبنى الكابيتول الأميركي إلى الإضرار بعلامته التجارية في مجال العقارات وسوق المال، وهو نفس ما واجهه كوشنر بصفته أحد كبار مساعدي ترامب، وكانت شركة عائلته في حاجة إلى خطة إنقاذ بقيمة 1.2 مليار دولار،  لكن بن سلمان تحرك بسرعة لإنقاذ كوشنر وترامب، حسبما ما كشف عنه تقرير "واشنطن بوست"، السبت.

وفي اليوم التالي لتركه البيت الأبيض، أنشأ كوشنر شركة حولها بعد أشهر إلى شركة أسهم خاصة برصيد 2 مليار دولار من صندوق ثروة سيادي يرأسه بن سلمان. وهيكلت شركة كوشنر تلك الأموال بطريقة لم تضطر إلى الكشف عن مصدرها، وفقًا لوثائق لم يتم الكشف عنها سابقًا تابعة للجنة الأوراق المالية والبورصات والتي راجعتها "واشنطن بوست". وقال خبراء للصحيفة إن كوشنر استخدم استراتيجية شائعة تسمح للعديد من شركات الأسهم بعدم الالتزام بالشفافية بشأن مصادر التمويل.

وبعد عام على انتهاء فترة رئاسته، بدأت ملاعب الغولف الخاصة بترامب في استضافة بطولات LIV Golf المدعومة من الصندوق السعودي، وذلك بعدما أبرمت شركة ترامب اتفاقية مع شركة عقارية سعودية لبناء فندق "ترامب" كجزء من منتجع غولف بقيمة 4 مليارات دولار في عمان.

وقال راسكين في رسالته التي كتبها لكوشنر ونشرتها "واشنطن بوست": "أشعر بانزعاج شديد من رفضك المستمر تقديم وثائق بشأن استثمار الحكومة السعودية ٢ مليار دولار في صندوقك في ضوء التقارير البارزة الأخيرة التي تفيد بحدوث هذا الأمر بعد أشهر فقط من تركك لمنصب رفيع في البيت الأبيض كنت مسؤولاً خلاله عن تشكيل سياسة الشرق الأوسط".

طلب راسكين من كوشنر في الرسالة بتحديد جميع المستثمرين الأجانب في شركته.

والسر وراء قرب العلاقة بين بن سلمان وترامب وكوشنر، تحدثت عنها الصحيفة في تقريرها، السبت، مشيرة إلى أن المكاسب والأرباح الضخمة التي حققها ترامب وكوشنر من أموال السعودية جاءت بعد مساعدة بن سلمان في الصعود إلى السلطة ودعمه خلال العديد من الأزمات الدولية.

وأشار التقرير إلى تستر ترامب وكوشنر على دور ولي العهد السعودي في اغتيال الكاتب السعودي المعارض، جمال خاشقجي، إذ كانت لحظة محورية منعت سقوط ولي العهد. كما استخدم بن سلمان زيارة ترامب إلى السعودية كحافز في انقلابه على ولي العهد السابق محمد ابن نايف.

وأوضحت الصحيفة أنه عندما كان بن سلمان يبلغ من العمر 31 عاماً، كان يتطلع للصعود على العرش، لكن الطريق كان مسدوداً بوجهه، لولا أنه قابل كوشنر البالغ من العمر 35 عاماً، والذي أصبح مفتاح بن سلمان في صعوده للسلطة. وفي المقابل حصل ترامب وكوشنر على دعم بن سلمان من خلال صفقات شراء الأسلحة، والتطبيع بين إسرائيل ودول الخليج.

وكشفت الوثائق التي اطلعت عليها "واشنطن بوست" أن كوشنر سعى لتوجيه السياسة الأميركية لحث بن سلمان للمساعدة في تحقيق تعاون دبلوماسي بين السعودية وإسرائيل.

وعندما أنشأ كوشنر شركته الخاصة بعد تركه منصبه في البيت الأبيض، عقد اجتماعاً مع 5 مستشارين لصندوق الاستثمارات العامة في السعودية، وكان 4 منهم غير مؤيدين للاستثمار لقلة خبرة كوشنر وأن المملكة ستتحمل معظم المخاطر المالية، لكن في النهاية وافق بن سلمان على منح كوشنر 2 مليار دولار، وفقا للصحيفة الأميركية.

ومن المتوقع أن تحصل شركة كوشنر على 25 مليون دولار كرسوم إدارية سنوية من الاستثمار السعودي بالإضافة إلى حصة من الأرباح.

ورسالة راسكين جاءت بعد تقديم طلب في يونيو إلى لجنة الرقابة والمساءلة في مجلس النواب، التي كان يسيطر عليها الديمقراطيون في ذلك الوقت، للحصول على تلك الوثائق.

وبينما قامت شركة كوشنر بتسليم ما يقرب من 2000 صفحة ردًا على ما جاء بها، كشف راسكين في رسالته، الثلاثاء، أنها في الغالب ليست سوى المستندات المتاحة للجمهور التي "لا تتعلق جوهريًا باستثمار الحكومة السعودية في الشركة". وكتب راسكين أنه عندما قامت اللجنة بالمتابعة، في أكتوبر، لم يرد المسؤول القانوني للشركة.

ومع سيطرة الجمهوريين الآن على مجلس النواب، طلب راسكين هذا الأسبوع من رئيس اللجنة، النائب جيمس كومر، المشاركة في التوقيع على الخطاب.

لكن كومر قال في بيان له، الثلاثاء، لصحيفة "واشنطن بوست" إنه لن يشارك في التوقيع على رسالة راسكين، وهو قرار قد يجعل من الصعب على أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين الحصول على المعلومات من كوشنر.

ولفتت "واشنطن بوست" إلى أنه من المتوقع أن يتم قبول طلب راسكين من خلال تحقيق متزامن من قبل رئيس اللجنة المالية بمجلس الشيوخ، رون وايدن، الذي يحقق في الروابط المالية بين العائلة المالكة السعودية وعائلة ترامب، والتي قد ثير قضايا خطيرة للغاية.

وامتنع عن التعليق على "واشنطن بوست" كل من ترامب وكوشنر والسفارة السعودية في واشنطن والمتحدث باسم صندوق الاستثمارات العامة السعودي.

Armoured vehicles of the United Nations Interim Force in Lebanon (UNIFIL) are pictured during a patrol around Marjayoun in…
أثار إطلاق النار المتكرر على قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان ردود فعل قوية منددة.

قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الجمعة، إنه حث نظيره الإسرائيلي على ضمان سلامة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) بعد أن قالت إن اثنين من أفرادها أصيبا في جنوب لبنان.

وكتب أوستن في منشور على إكس عقب مكالمته مع وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، مساء الخميس، "أدعو إلى ضمان سلامة قوات اليونيفيل وتنسيق الجهود للانتقال من العمليات العسكرية إلى المسار الدبلوماسي في أقرب وقت ممكن".

وقال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إن فردين من قوات اليونيفيل أصيبا بنيران إسرائيلية أثناء الرد على تهديد في جنوب لبنان.

وأضاف الجيش الإسرائيلي في بيان أنه أخبر القوة التابعة للأمم المتحدة بالتوجه إلى أماكن محمية والبقاء هناك قبل ساعات من الواقعة.

وأورد بيان عسكري أن "جنودا (إسرائيليين) ينفذون عملية في جنوب لبنان رصدوا تهديدا وشيكا ضدهم وردوا بلإطلاق النار في اتجاهه"، مضيفا أن "مراجعة أولية أظهرت (أن موقعا لليونيفيل) يبعد حوالى 50 مترا من مصدر التهديد (أصيب) خلال الحادث الذي أدى إلى سقوط جريحين في صفوف اليونيفيل".

وأكدت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل)، الجمعة، إصابة اثنين من عناصرها من الكتيبة السيرلانكية في انفجارين قرب نقطة مراقبة حدودية، في حادث هو الثاني من نوع خلال يومين، محذرة من أن قواتها تواجه "خطرا شديدا".

وكانت اليونيفيل أعلنت، الخميس، إصابة جنديين إندونيسيين من القبعات الزرق بجروح بإطلاق نار إسرائيلي على مقر اليونيفيل في جنوب لبنان، مشيرة الى إطلاق نار قبل ذلك على موقع آخر لهذه القوات وعلى كاميرات مراقبة تابعة لها.

وأثار إطلاق النار المتكرر على قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان ردود فعل قوية منددة، ما دفع إسرائيل الى الإعلان أنها تجري "مراجعة شاملة" للمسألة.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة، أن على إسرائيل عدم تكرار إطلاق النار على قوة اليونيفيل في جنوب لبنان، مشددا أن ذلك "غير مقبول".