تساعد أداة بحث جديدة الإيغور على اكتشاف مصير ذوويهم المفقودين في الصين، حيث تظهر البيانات التي تم اختراقها من سجلات شرطة شينجيانغ تفاصيل 700 ألف من الإيغور، بمن فيهم المحتجزون لدى السلطات.
وقال موقع "راديو آسيا الحرة" إن أداة البحث الجديدة كشف عنها في التاسع من هذا الشهر من قبل مؤسسة ضحايا الشيوعية التذكارية، وهي منظمة غير ربحية مقرها الولايات المتحدة.
وأضاف أنه "يمكن استخدام الأداة للبحث في ملفات شرطة مقاطعة شينجيانغ التي تم اختراقها، وتضم أكثر من 700 ألف سجل شخصي لمسلمين من الإيغور وآخرين يتحدرون من كازاخستان، من بين إجمالي 830 ألف فرد مدرجين في ملفات شرطة شينجيانغ".
ووصف الموقع السجلات بأنها عبارة عن مخبأ لملايين الوثائق السرية التي تم اختراقها من أجهزة كمبيوتر شرطة شينجيانغ.
تسمح الأداة الجديدة لأي شخص بإدخال الأسماء بالأحرف الصينية أو أرقام الهوية الوطنية في محرك بحث لمعرفة التفاصيل المتعلقة بالمحتجزين.
ويعود تاريخ تلك الملفات للفترة من 2017 إلى 2018، وهي ذروة حملات الاعتقال القاسية التي نفذتها السلطات الصينية وشهدت وضع مئات الآلاف من الإيغور والأقليات التركية الأخرى في معسكرات اعتقال سيئة الصيت.
وبين الموقع أن شخصا مجهولا أرسل البيانات المخترقة إلى أدريان زينز، مدير الدراسات الصينية في مؤسسة ضحايا الشيوعية التذكارية، في وقت سابق من هذا العام.
وقال زينز إن "الأمر يبدو كما لو أنه يمكنك تسجيل الدخول إلى جهاز كمبيوتر تابع لشرطة شينجيانغ والحصول على مخرجات البيانات من الشرطة نفسها".
من بين الذي استفادوا من أداة البحث الجديدة رجل يدعى عبد الولي تورسون، الذي ظل لسنوات يجهل مصير عائلته في الصين.
عبد الولي (39 عاما) كان قد فر إلى تركيا في عام 2014 عندما شنت السلطات الصينية حملة على السكان المسلمين في أقصى غرب منطقة شينجيانغ، بزعم "محاربة التطرف والإرهاب".
ظل عبد الولي، الذي يعيش حاليا في إسطنبول ويعمل في التجارة، يبحث في وسائل التواصل الاجتماعي عن أخبار حول أفراد عائلته في وطنه الأم، لكن من دون جدوى.
باستخدام الأداة الجديدة نجح أخيرا في رؤية صور فوتوغرافية لعدد من أفراد أسرته وجيرانه في مسقط رأسه بمقاطعة كونشير ومعرفة حالة احتجازهم وأسباب الاحتجاز وأحكام السجن.
اكتشف عبد الولي أن اثنين من أشقائه، وهما هوشور ومحمد وشقيقته نورمان وأصدقاء آخرين حُكم عليهم بالسجن لفترات طويلة، بينها واحدة ضد أحد شقيقيه بالسجن 18 عاما لإرساله أموالا له عندما كان في ماليزيا في طريقه إلى تركيا. واعتقلت اخته لمجرد أن شقيقها هرب خارج البلاد.
وقال عبد الولي لإذاعة آسيا الحرة "تألم قلبي بعد أن اكتشفت تلقيهم أحكاما بالسجن لمدد طويلة".
ويعيش الإيغور في إقليم شينجيانغ شمال غربي الصين، ويشكلون أغلبية سكانه البالغ عددهم نحو 26 مليون نسمة إلى جانب الكازاخ والهان.
وتعتبر الولايات المتحدة، أن قمع الصين للأقليات المسلمة يرقى إلى مستوى "الإبادة الجماعية"، كما أدانت الأمم المتحدة اضطهاد الصين للإيغوريين وغيرهم من الأقليات المسلمة.
ومنذ عدة سنوات يخضع الإقليم لمراقبة مكثفة، من كاميرات منتشرة في كل مكان إلى بوابات أمنية في المباني وانتشار واسع للجيش في الشوارع وقيود على إصدار جوازات السفر.
وتتهم دراسات غربية تستند إلى وثائق رسمية وشهادات لضحايا وبيانات إحصائية، بكين بأنها تحتجز في معسكرات ما لا يقل عن مليون شخص، معظمهم من الإيغور، وبإجراء عمليات تعقيم وإجهاض "قسرا"، أو بفرض "عمل قسري".