بانضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي، ازدادت القوة العسكرية الهائلة أصلا لهذه المؤسسة الدولية التي باتت مكونة من 31 دولة، حيث أن للعضو الجديد أهمية استراتيجية، فيما يتعلق بالمواجهة مع روسيا، خاصة في ظل التوتر الذي أحدثه غزو أوكرانيا.
ورغم أن الجيش الفنلندي صغير نسبة إلى عدد الجنود الذين هم حاليا في الخدمة، إلا أن فنلندا تمتلك نحو 280 ألف عسكري احتياط، يمكن استدعاؤهم إلى الخدمة في أي وقت، وفقا لموقع War on The Rocks للتحليلات العسكرية.
كما أن فنلندا تمتلك واحدا من أقوى أسلحة المدفعية في أوروبا، بنحو 1500 مدفع وأسراب طائرات F36 الأميركية الحديثة التي اشترت فنلندا 64 منها.
ويمثل قبول فنلندا في الحلف ضربة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي يسعى منذ فترة طويلة لتقويض الناتو ومطالبته بعدم التوسع ياتجاه حدوده، وفقا لـCNN.
وبدلا من ذلك، دفع الغزو فنلندا والسويد غير المنحازتين إلى التخلي عن حيادهما، وطلب الحماية داخل حلف شمال الأطلسي، على الرغم من أن محاولة السويد للانضمام إلى التكتل قد توقفت بسبب عضوي الحلف تركيا والمجر.
وقالت روسيا، الاثنين، إنها ستزيد قواتها بالقرب من فنلندا إذا أرسل الحلف أي قوات أو معدات إلى الدولة العضو الجديدة.
ماذا يعني الانضمام
تضمن عضوية فنلندا في الناتو وصول الدولة الواقعة في شمال أوروبا إلى موارد الحلف بأكمله في حالة تعرضها لهجوم.
كما أن عضوية الناتو تدمج القوات الفنلندية بشكل أفضل في التدريب والتخطيط مع حلفاء الناتو.
وليست البلاد غريبة على العمل مع حلف شمال الأطلسي، حيث تشارك قواتها بانتظام في مناورات الناتو بموجب وضع الشريك.
وتقوم قوات الدفاع الفنلندية أيضا بتشغيل بعض أنظمة الأسلحة نفسها التي يستخدمها أعضاء الناتو الآخرون، بما في ذلك مقاتلات F18 الأميركية الصنع ودبابات القتال الرئيسية Leopard ذات التصميم الألماني ومدافع الهاوتزر K9 التي تستخدمها النرويج وإستونيا وغيرها، وفقا لشبكة CNN.
كما وقعت هلسنكي على برنامج المقاتلات الشبح F-35 ، والذي سيسمح لقواتها الجوية بالعمل بسلاسة مع أعضاء الناتو بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج وإيطاليا وكندا وبولندا والدنمارك وهولندا.
ويسرد تقرير صدر في نوفمبر عن مركز ويلسون ومقره واشنطن ثلاثة مجالات رئيسية تستفيد فيها فنلندا من حلف شمال الأطلسي، هي قوات الاحتياط، والوصول إلى التكنولوجيا، وقوات المدفعية.
وقال التقرير إن "قوات المدفعية الفنلندية هي الأكبر والأفضل تجهيزا في أوروبا الغربية".
وتمتلك هلسنكي حوالي 1500 سلاح مدفعي، بما في ذلك 700 مدفع هاوتزر ، و 700 هاون ثقيل، و 100 نظام قاذفة صواريخ ".
وتتمتع المدفعية الفنلندية بقوة نيران مدفعية أكثر مما تستطيع الجيوش المشتركة لبولندا وألمانيا والنرويج والسويد حشدها حاليا".
كما أشار تقرير مركز ويلسون إلى سجل فنلندا القوي في مجال الأمن السيبراني، مشيرا إلى أن البلاد هي موطن نوكيا، "المزود الرئيسي للبنية التحتية ل 5G”، وواحدة من ثلاثة مزودين رئيسيين للبنية التحتية ل 5G في العالم ، إلى جانب Ericsson السويدية و Huawei الصينية.
وقال إن فنلندا يمكنها حشد 900 ألف من أفراد الاحتياط الذين تم تدريبهم كمجندين في قواتها المسلحة. ويبلغ قوام القوات الفنلندية في زمن الحرب 280 ألف جندي.
ويتبع حلف شمال الأطلسي سياسة الباب المفتوح، وهذا يعني أنه يمكن دعوة أي دولة للانضمام إذا أعربت عن اهتمامها، طالما أنها قادرة وراغبة في التمسك بمبادئ المعاهدة التأسيسية للحلف.
ومع ذلك، بموجب قواعد الانضمام، يمكن لأي دولة عضو استخدام حق النقض ضد دولة جديدة من الانضمام.
حدود الناتو مع روسيا
لكن القوة العسكرية ليست هي السبب الوحيد وراء غضب روسيا، العدو التقليدي للناتو، إعلان انضمام فنلندا، بل أيضا لأنه بهذا الانضمام، تضاعفت حدود الناتو مع روسيا.
وتشترك فنلندا في حدود طولها 832 ميلا مع روسيا، وهي حدود أطول من أي عضو آخر في الاتحاد الأوروبي.
وكانت فنلندا تلتزم الحياد العسكري لعقود، لكن غزو روسيا لأوكرانيا كان لحظة فارقة بالنسبة للبلاد.
وقال الرئيس الفنلندي، سولي نينيستو، في بيان، إن "عضوية فنلندا ليست موجهة ضد أي شخص. كما أنه لا يغير أسس أو أهداف السياسة الخارجية والأمنية للبلاد".
وأضاف نينيستو أن فنلندا "أصبحت اليوم عضوا في حلف الدفاع الناتو، لقد انتهى عصر عدم الانحياز العسكري في تاريخنا وتبدأ حقبة جديدة".
وأكد أن العضوية في الناتو "تعزز موقفنا الدولي ومجالنا للمناورة، وبوصفنا شريكا، فقد شاركنا منذ فترة طويلة بنشاط في أنشطة منظمة حلف شمال الأطلسي، وفي المستقبل، ستساهم فنلندا في الردع والدفاع الجماعي لحلف شمال الأطلسي".
وجاءت نينيستو بعد وقت قصير من تسليم وزير الشؤون الخارجية في البلاد، بيكا هافيستو، جميع وثائق الانضمام في بروكسل، في مقر الناتو، بحضور الأمين العام للمجموعة، ينس ستولتنبرغ، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.