الانفجار تسبب بدمار كبير في المناطق المحيطة. أرشيف
الانفجار تسبب بدمار كبير في المناطق المحيطة. أرشيف

أبدت خبيرة أممية القلق على سلامة قاضي التحقيق اللبناني بملف انفجار مرفأ بيروت، طارق البيطار، وعبرت عن استنكارها لتأخر تحقيق العدالة للضحايا.

واستنكرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية باستقلال القضاة والمحامين، مارغريت ساترثويت، "التأخيرات غير المبررة التي حالت دون تحقيق العدالة للمتضررين من انفجار مرفأ بيروت"، مستشهدة بما وصفتها التدخلات العديدة في التحقيق والتهديد الذي تعرض له قاضي التحقيق.

وقالت الخبيرة الأممية المستقلة إنها منزعجة للغاية من التقارير التي تفيد بأن مسؤولين سابقين في الدولة اللبنانية وغيرهم ممن تورطوا في القضية "لجأوا بشكل مخادع إلى إجراءات التنحية وغيرها من إجراءات الطعن الموجهة ضد قضاة التحقيق المعينين لفحص القضية، مما أدى إلى استبدال القاضي ووقف التحقيق عدة مرات".

وأشارت ساترثويت إلى تقارير تفيد بأن السلطات اللبنانية رفضت طلبات قضائية برفع الحصانة البرلمانية والسماح باستجواب المسؤولين الأمنيين. كما أخفقت الحكومة في تنفيذ مذكرات توقيف بحق وزراء سابقين، وحتى الآن لم يحاكم أحد على تفجير الرابع من أغسطس 2020، الذي خلف 218 قتيلا و7000 جريح و300 ألف نازح.

تهديدات وحملات تشهير

وقالت المقررة الخاصة إن القاضي طارق البيطار، الذي تم تعيينه لقيادة التحقيق في فبراير 2021، واجه عقبات وتهديدات متزايدة للقيام بعمله.

فبعد يومين من إعلان استئناف عمله أواخر يناير الماضي، اتُهم القاضي بارتكاب عدة جرائم، من بينها "التعدي على السلطة"، كما مُنع من السفر. هذا بالإضافة إلى عدد من الالتماسات التي تم تقديمها بقصد عزله من القضية، "وهناك حملة مستمرة على وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لتشويه سمعته"، بحسب ساترثويت.

وأضافت أن القاضي تلقى، حسبما ورد، تهديدات بالقتل ذات مصداقية وهو حاليا تحت الحماية العسكرية.

وتابعت قائلة إن "القاضي البيطار يجب أن يتمتع بالأمن الذي يحتاجه لأداء عمله. أحث السلطات اللبنانية على ضمان التحقيق في هذه التهديدات، وحماية القاضي وزملائه وعائلته بشكل كافٍ".

وشددت الخبيرة الأممية على أنه لا ينبغي أبدا تهديد القضاة أو إخضاعهم لإجراءات جنائية أو تأديبية "لمجرد قيامهم بعملهم". كما حثت السلطات اللبنانية على اتخاذ خطوات فورية لحماية استقلالية ونزاهة التحقيق وضمان محاسبة المسؤولين عن الانفجار.

وأكدت ساترثويت أن المتضررين من الانفجار "لهم حق أساسي في حماية القانون وسبل الانتصاف الفعالة" بعد عامين من البحث عن العدالة، وأنه لا يمكن تحقيق ذلك "إلا إذا تم التمسك باستقلال القضاء".

"المصري" متهم بارتكاب جرائم حرب في ليبيا
"المصري" متهم بارتكاب جرائم حرب في ليبيا

دافعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني السبت، عن ترحيل أسامة المصري نجيم آمر الشرطة القضائية في ليبيا والمطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وأكدت أنها ستطلب توضيحات من المحكمة.

وقالت ميلوني لوسائل إعلام إيطالية خلال زيارتها للسعودية "يتعين على المحكمة أن توضح لماذا استغرقت شهورا لإصدار مذكرة الاعتقال هذه في وقت عبر نجيم ثلاث دول أوروبية".

وأضافت "سأطلب من المحكمة الدولية توضيحا".

ولفتت رئيسة الحكومة الإيطالية الى أن نجيم "أُطلق سراحه بناء على قرار من محكمة الاستئناف في روما، وليس من الحكومة"، لافتة إلى أن استخدام طائرة حكومية لإعادة المسؤول الليبي إلى طرابلس يعود إلى كونه يُعتبر خطيرا، ما أدى إلى استبعاد إعادته بطائرة ركاب.

وقال وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي أمام مجلس الشيوخ الخميس إن الإجراء المعتاد لاعتقال شخص مطلوب بموجب مذكرة من المحكمة الجنائية الدولية لم يتم اتباعه، ما دفع محكمة الاستئناف في روما، المتخصصة في مثل هذه الحالات، إلى الأمر بالإفراج عنه.

وأوضح بيانتيدوسي أن أسامة المصري نجيم "تم ترحيله إلى طرابلس لأسباب أمنية عاجلة بعدما أصدرتُ قرار الترحيل بسبب خطورة" الشخص.

وأسامة المصري نجيم مطلوب بتهم قتل واغتصاب وتعذيب مرتكبة منذ 15 شباط/فبراير 2015، وفقا لمذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.

وقالت المحكمة الجنائية الدولية إن الجرائم المتهم بها يُشتبه بأنه ارتكبها ضد معتقلين بسبب ديانتهم، أو بسبب الاشتباه في قيامهم بـ"سلوك غير أخلاقي" أو دعمهم لجماعات مسلحة أو انتمائهم إليها.

وأوقف نجيم الأحد في فندق في تورينو بموجب مذكرة من المحكمة الجنائية الدولية، ولكن أُفرج عنه الثلاثاء وتم ترحيله إلى طرابلس. ولذلك دعت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا السبت إلى اعتقاله.

وقالت البعثة في بيان إنها "قلقة إزاء خطورة الجرائم المدرجة في مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية ضد أسامة المصري نجيم، والتي تشمل القتل والتعذيب والاغتصاب والعنف الجنسي".

وأضافت "مع إعادة المتهم إلى ليبيا نطالب السلطات الليبية باعتقاله وفتح تحقيق في هذه الجرائم بهدف ضمان محاسبته بشكل كامل أو تسليمه للمحكمة الجنائية الدولية".