بيونغ يانغ كانت قد أعلنت في مارس الماضي اختبار غواصة نووية (أرشيفية)
بيونغ يانغ كانت قد أعلنت في مارس الماضي اختبار غواصة نووية (أرشيفية)

أعلنت كوريا الشمالية، الجمعة، أنها أجرت اختبارا جديدا على غواصة نووية "مسيّرة"، في أحدث رد على المناورات الأميركية-الكورية الجنوبية.

وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن "معهد أبحاث علوم الدفاع الوطني في كوريا الديمقراطية أجرى اختبارا على نظام سلاح استراتيجي تحت الماء بين 4 و7 أبريل". وأضافت أن الغواصة النووية المسيّرة "هيل-2" أجرت محاكاة تحت المياه قطعت خلالها مسافة 1000 كلم.

وفي مارس، اختبرت كوريا الشمالية ما وصفته وسائل الإعلام الحكومية بأنه "غواصة مسيرة لهجوم نووي تحت الماء" وأطلقت صاروخا بالستيا عابرا للقارات.

وكثفت كوريا الشمالية جهود التطوير العسكري والنووي منذ أن باءت قمة هانوي بالفشل، والتي عقدت في عام 2019، بين زعيمها، كيم جونغ أون، والرئيس الأميركي آنذاك، دونالد ترامب. 

لقطة من الفيديو الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي
لقطة من الفيديو الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي

أكد حقوقيون وخبراء في الشأن الإيراني، تحدثوا إلى موقع "الحرة" أن الواقعة الجديدة التي شهدتها البلاد، الأحد، بتجرد فتاة جامعية من ملابسها بعد تعرضها لمضايقات من عناصر الباسيج، يُعد "دليلًا على مدى القمع، والضغوط التي تعاني منها النساء"، في بلد تحكمه الديكتاتورية منذ عقود طويلة.

وأوضحت الناشطة الحقوقية في مجموعة حقوق الإنسان "هنغاو"، مينا خاني، في حديثها إلى موقع "الحرة"، أن الفتاة، التي لم يتم الكشف عن هويتها، تدرس في جامعة آزاد المرموقة في طهران، وقد تعرضت لمضايقات من قبل بعض عناصر قوات الباسيج، بحجة عدم ارتداء الحجاب بشكل لائق.

وتتكون الباسيج أساسًا من متطوعين شبه عسكريين موالين بشدة للنظام الإيراني، وقد اضطلعت الوحدات المعروفة باسم "قوات الصدمات"، التابعة للمرشد علي خامنئي، بدور قيادي في قمع أي حراك شعبي معارض منذ أكثر من عقدين.

وأشارت خاني إلى أن هذه الطالبة "رفعت حركة الاحتجاج ضد الحجاب الإجباري في إيران إلى مستوى جديد، حيث تواجه ليس فقط القيود المفروضة على حريتها الشخصية، بل أيضًا النظام التمييزي القائم على أساس الجنس".

واعتبرت الناشطة أن الفتاة، بغضبها، "تجسد صورة المرأة الإيرانية العصرية التي، بالرغم من كل القيود، تقف مدافعة عن حقوقها. ولهذا الاحتجاج رمزية عميقة، إذ ينادي بقوة بحق تقرير المصير، وحرية اتخاذ القرارات المتعلقة بأجساد النساء وحياتهن".

وختمت بالقول: "من خلال مقاومتها، لا تطالب فقط بمزيد من الحرية الشخصية، بل تطرح تحديًا مباشرًا للنظام الاجتماعي والسياسي الذي يدعم ويفرض هذه التفرقة".

"حتى لو كانت مريضة"

من جانب آخر، قالت الخبيرة في الشأن الإيراني، منى السيلاوي، لموقع "الحرة"، إنه "من الصعب في الوقت الحالي التعقيب على المقطع المصور الذي انتشر لتلك الفتاة، باعتبار أن السلطات القمعية قد تدّعي أنها تعاني من مشاكل نفسية أو عقلية".

وشددت السيلاوي على أن السلطات الإيرانية، "استخدمت سلاح الصحة النفسية، لاستهداف بعض المعارضين ووضعهم في مصحات عقلية".

وتابعت: "لو فرضنا أن تلك الطالبة فعلًا تعاني من مشاكل نفسية، فإن حجم الضغوط المفروضة على النساء يجعلهن عرضة في النهاية للانهيارات العقلية والعاطفية، نتيجة محاولات التحكم بهن، ناهيك عن القمع الذي يتعرضن له في الشارع على يد قوات الباسيج".

وأوضحت السيلاوي أن الفتاة كان بإمكانها اللجوء إلى أسلوب آخر للمقاومة، مردفةً: "لكن ما فعلته يبقى شكلًا من أشكال النضال. وأذكر هنا حادثة مشابهة تعرضت خلالها فتاة جامعية أخرى لمضايقات من عناصر الباسيج، لكنها كانت تجيد بعض فنون القتال، فدافعت عن نفسها، مما أثار حينها صدمة إيجابية في المجتمع".

ونوّهت بأن "التحكم في النساء والفتيات في إيران يصل إلى أدق التفاصيل؛ فمثلًا، إذا تحدثت طالبة مع شاب في الحرم الجامعي، قد يتعرض الاثنان للاعتقال والتحقيق، لمعرفة طبيعة العلاقة بينهما".

وأضافت أن تلك الفتاة "لو كانت فعلًا تعاني من مشاكل نفسية أو عقلية، فهي نتاج مجتمع مريض وسلطة ديكتاتورية تمارس أبشع أنواع الاضطهاد والقمع".

وفي سياق متصل، رأى الخبير في الشأن الإيراني، حسن راضي، خلال اتصال مع موقع "الحرة"، أن ما فعلته تلك الفتاة يُعد "استمرارًا لحركات الاحتجاج النسائية والشعبية ضد السلطات القمعية".

وتابع: "أثبتت تلك الواقعة أن النظام فشل وسيفشل في فرض سطوته على النساء بشكل خاص، وعلى الشعب الإيراني بشكل عام".

ووفقًا لراضي، فإن "الرئيس (الإصلاحي) مسعود بزشكيان سيكون عاجزًا عن تحقيق الوعود التي أطلقها بشأن منح مزيد من الحريات للنساء، لأنه سيواجه عقبات شديدة من المحافظين والحرس الثوري".

وأوضح أنه في حال "أصر بزشكيان على مواجهة تلك الأفكار والأيدلوجية المتطرفة التي يتبناها النظام في طهران، فعلى الأغلب ستتم إزاحته".

وهزت إيران احتجاجات كانت الأكبر منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979، إثر وفاة الفتاة الكردية مهسا أميني في 16سبتمبر 2022، بعد أيام من توقيفها لدى شرطة الأخلاق في طهران، على خلفية عدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة.

وأدت التظاهرات إلى سقوط مئات القتلى وتوقيف آلاف الأشخاص.