A picture take on October 30, 2018 shows Burkinabe gendarmes sitting on their vehicle in the city of Ouhigouya in the north of…
عناصر من جيش بوركينا فاسو - أرشيفية

تسعى إدارة بايدن بهدوء لمساعدة المجلس العسكري الحاكم في بوركينا فاسو في محاربة تنظيمي القاعدة وداعش بمنطقة غرب إفريقيا، دون أن تتعارض خطواتها مع القوانين الأميركية التي تحظر تقديم مساعدات أمنية للأنظمة العسكرية، بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وبعد الانقلابات التي عاش على وقعها هذا البلد الأفريقي، أوقفت الولايات المتحدة التدريبات التي كانت تشرف عليها القوات الأميركية الخاصة "القبعات الخضراء" لصالح الجنود المحليين، كما استبعدت مسؤولين بوركنابيين من المشاركة في تجمع دولي لقادة الدفاع.

وتدفع وزارة الخارجية الأميركية لمتعاقدين مدنيين لتدريب الشرطة والدرك في بوركينا فاسو للتصدي للجماعات المتشددة، وفقا للقوانين الأميركية، غير أن وزارة الدفاع لا تستطيع القيام بنفس الشيء مع القوات القتالية العسكرية، بحسب الصحيفة.

وتأمل الإدارة الإدارة الأميركية أن يكون هذا الدعم الأمني منخفض المستوى كافيا للمساعدة على احتواء انتشار الجماعات الجهادية في غرب أفريقيا، وأيضا إقناع حكام بوركينا فاسو العسكريين بعدم التعاقد مع مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية.

مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند، تقول لصحيفة وول ستريت جورنال "إن اهتمامنا في بوركينا فاسو يتمثل في مساعدة البلد على صد واستعادة السيطرة الأمنية على المزيد من الأراضي، ودعم القوات في التزامها المعلن بإجراء انتخابات ديمقراطية في عام 2024".

ويقدر المسؤولون الأميركيون أن الإرهابيين يسيطرون على 60 بالمئة من أراضي الدولة التي يبلغ تعداد سكانها 22 مليون نسمة، الواقعة في منطقة الساحل الأفريقي.

ومن بداية عام 2017 حتى حدود العام الماضي، قتلت عناصر تابعة للقاعدة وداعش، أكثر من 21 ألف شخصا في جميع أنحاء منطقة الساحل، معظمهم في بوركينا فاسو ومالي والنيجر، بحسب بيانات حللها المركز الأفريقي للدراسات الاستراتيجية، التابع للبنتاغون.

وبحسب المصدر ذاته، شن الإرهابيون العام الماضي، 1470 هجوما في بوركينا فاسو، أسفر عن مقتل 3600 شخص.

وتهدد الجماعات المسلحة الجارة غانا، التي زارتها نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، الأسبوع الماضي، إلى جانب كوت ديفوار وبنين وتوغو على ساحل خليج غينيا.

وأطاح عسكريون محليون بالحكومة المنتخبة في البلاد، في يناير من العام الماضي، وأعقب ذلك انقلاب ثان بشهر سبتمبر.

وبسبب التمردين، فعّلت السلطات الأميركية المادة 7008 من قانون المساعدات الخارجية، الذي يحظر تقديم الدعم العسكري للأنظمة التي تصل إلى السلطة من خلال الانقلابات.

وتطبق واشنطن حاليا عقوبات المادة 7008 التي تم اعتمادها لأول مرة في الثمانينيات، على دول مالي وغينيا والسودان وميانمار وبوركينا فاسو.

واتهمت "هيومن رايتس ووتش"، الجماعات الإسلامية المسلحة في بوركينا فاسو بتنفيذ عمليات إعدام خارج القانون وعمليات اغتصاب ونهب على نطاق واسع، كما تتهم قوات الأمن في بوركينا فاسو بقتل مئات المدنيين، غير أن المنظمة الحقوقية الدولية أشادت بموافقة الحكومة في فبراير، على  قانون لتحسين انضباط قواتها وحماية المعتقلين.

وينفي مؤسس فاغنر، رجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوزين، تورط مقاتليه في ارتكاب مذابح أو أي انتهاكات أخرى في أفريقيا.

ولم يستجب القائم بأعمال بوركينا فاسو في واشنطن ولا المتحدث باسم وزارة دفاعها لطلبات تعليق من صحيفة وول ستريت جورنال.

وكشف ضابط رفيع المستوى من بوركينا فاسو، يشارك في التعاون العسكري الدولي: "بالنظر إلى وضعنا الأمني الحالي، ما زلنا بحاجة إلى الولايات المتحدة"، مضيفا: "لدينا علاقة رائعة معهم."

وقبل الانقلابات، كانت العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة وبوركينا فاسو متقدمة؛ وفي عام 2019، استضافت بوركينا فاسو تدريبات بقيادة الولايات المتحدة لـ 2000 كوماندوز من 32 جيشا أفريقيا وغربيا، وهي تدريبات تهدف إلى تحسين أداء القوات المحلية في ساحة المعركة ضد القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية.

وفي عام 2020، درب الجيش الأميركي في واغادوغو حوالي 3000 جنديا من بوركينا فاسو، وخصصت سفارة واشنطن اعتمادات مالية لمساعدة السكان المحليين على كشف الفخاخ المتفجرة التي ينصبها المسلحون.

وفي يناير 2022، وصل فريق من القوات الأميركية الخاصة المعروفة بـ" القبعات الخضراء" إلى واغادوغو للعمل مع الكوماندوز المحليين، غير أنه بعد أيام قليلة فقط، انتفض عسكريون على الرئيس كريستيان كابوري، حيث قاموا باعتقاله بعد محاصرة قصره الرئاسي.

وسمحت إدارة بايدن لفريق القبعات الخضراء بمواصلة مهامها في واغادوغو، على الرغم من أن الجنود لا يستطيعون تدريب نظرائهم المحليين، وفقًا لمسؤولين أميركيين.

وكشف المسؤولون الأميركيون أن قوات القبعات الخضراء، تراقب الوضع الأمني المحلي، وتتوسط في مفاوضات بشأن إرسال قوات كوماندوز بوركينابية للتدريب في النيجر المجاورة.

وبحسب الصحيفة، يطغى على عملية صنع القرار في الولايات المتحدة منافسة استراتيجية مع روسيا على النفوذ في إفريقيا، بعد أن استأجرت حكومات جمهورية أفريقيا الوسطى والسودان ومالي مرتزقة من مجموعة فاغنر الروسية، الذين يتهمهم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان ونهب الذهب والموارد الطبيعية الأخرى. 

وأدى اتفاق مالي مع فاغنر إلى خلاف عميق مع روسيا، التي كانت تقود العمليات الغربية المضادة للمسلحين في مستعمراتها السابقة في غرب إفريقيا.

وتواصل الولايات المتحدة تقديم المساعدات الإنسانية إلى مالي، لكنها تخلت تمامًا عن جيشها. 

في هذا الجانب، تقول نولاند، إن الخيارات التي اتخذها القادة العسكريون في مالي "تجعل من المستحيل علينا دعم جيشهم بعد تعاونهم مع فاغنر".

وأفادت "وول ستريت جورنال" بأن بوركينا فاسو التي طردت أيضا القوات المقاتلة الفرنسية من أراضيها، تغازل مجموعة فاغنر. 

واتهم رئيس غانا، نانا أكوفو أدو، العام الماضي علنا نظام بوركينا فاسو باستخدام مرتزقة فاغنر لمحاربة الجماعات المتشددة.

ومع ذلك، يقول المسؤولون الأميركيون إن بوركينا فاسو لم توقع اتفاقا بعد ولا تزال تبحث خياراتها، وتكشف الصحيفة أن القادة العسكرييين في بوركينا فاسو أكدوا في محادثات خاصة مع المسؤولين الأميركيين، وفي تصريحات عامة، رغبتهم في خوض معاركهم بأنفسهم.

لاجئون أفغان قرب حدود أفغانستان وإيران - أرشيفية
لاجئون أفغان (صورة تعبيرية- رويترز)

أصدر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمرًا تنفيذيًا يوقف برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة، مما أثر بشكل كبير على عشرات آلاف اللاجئين حول العالم، وخاصة الأفغان.

و هذا القرار لم يأتِ بمعزل عن السياسات المتشددة التي تبنتها إدارة الرئيس الجمهوري تجاه الهجرة واللجوء، حيث يعكس نهجًا يضع الأولوية لما يُعتبر مصلحة الأمن القومي الأميركي من وجهة نظر ترامب.

تاريخيًا، يُعتبر برنامج اللجوء الأميركي أحد أبرز البرامج الإنسانية العالمية التي تهدف إلى حماية الأفراد من الاضطهاد والحروب. 

إلا أن القرارات الأخيرة تركت عشرات الآلاف من الأشخاص في حالة من عدم اليقين، بمن فيهم أولئك الذين خاطروا بحياتهم لدعم الجهود الأميركية في أفغانستان على مدى نحو عقدين.

خلفية برنامج اللجوء

برنامج قبول اللاجئين الأميركي (USRAP) يعود إلى فترة الحرب العالمية الثانية، حيث تم تصميمه لتوفير ملاذ آمن للأشخاص الفارين من الحروب والاضطهاد. 

ويتضمن البرنامج عملية فحص دقيقة تشمل التحقق من الخلفية الأمنية والصحية للاجئين، لضمان توافقهم مع متطلبات الدخول إلى الولايات المتحدة.

وفي العقدين الأخيرين، أصبح البرنامج أداة أساسية لإعادة توطين اللاجئين من دول مثل العراق، وسوريا وأفغانستان، ودول أفريقية تعاني من النزاعات. 

كما ذلك البرنامج يعد أيضًا وسيلة لتحقيق التزامات أخلاقية تجاه الحلفاء الذين ساعدوا القوات الأميركية في العديد من الدول مثل العراق وأفغانستان.

تعليق برنامج اللجوء

عقب تنصيبه رئيسا للبلاد، أصدر ترامب أمرًا تنفيذيًا يوقف برنامج قبول اللاجئين، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة "غير قادرة على استيعاب تدفق اللاجئين والمهاجرين بشكل يضمن المصلحة الوطنية." 

وشمل القرار إلغاء جميع الرحلات المجدولة للاجئين الذين حصلوا مسبقًا على الموافقة، وتعليق معالجة الطلبات الجديدة.

وفقًا لوثيقة حصلت عليها  شبكة "سي إن إن"، فإن القرار ألغى رحلات حوالي 10,000 لاجئ كانوا يستعدون للقدوم إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك آلاف اللاجئين الأفغان.

المتضررون الرئيسيون

  • العاملون مع القوات المسلحة: يشمل القرار آلاف الأفغان الذين عملوا مع الجيش الأميركي كموظفين أو مترجمين، والذين تأهلوا للحصول على تأشيرات خاصة (SIV). 

ورغم أن تلك التأشيرات لم تُذكر في القرار التنفيذي، إلا أن تعليق البرنامج عرقل جهودهم للانتقال إلى الولايات المتحدة.

  • النساء والأقليات: خصوصًا الناشطات والصحفيات، اللواتي تأثرن بشكل كبير نتيجة للقيود المفروضة من طالبان، وكثير منهن هربن إلى دول مجاورة مثل باكستان وقطر على أمل الحصول على إعادة توطين في الولايات المتحدة.
  • أصحاب طلبات لم الشمل: أسر بأكملها كانت تنتظر لمّ شملها في الولايات المتحدة تُركت في مواجهة مصير مجهول، كما أفادمدير السياسات في منظمة "خدمة الكنيسة العالمية"، دانيلو زاك.

الحياة  تحت وطأة طالبان

تعاني النساء الأفغانيات من قيود متزايدة منذ استعادة طالبان السيطرة على البلاد في 2021، بما في ذلك حظر التعليم والعمل.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية في تقرير حديث لها أن بعض النساء، مثل سبيسالي زازاي (52 عامًا)، اضطررن إلى الانتظار لسنوات في دول مجاورة مثل باكستان. 

وتقول زازاي: "العودة إلى أفغانستان ليست خيارًا. لا شيء تبقى للنساء هناك."

من جانبها، أعربت منظمات إنسانية مثل"اللجنة الأميركية للاجئين والمهاجرين" عن قلقها العميق، إذ وصرّح رئيسها إسكندر نيغاش: "هذا القرار يعرّض حياة اللاجئين للخطر ويقوّض القيادة الأخلاقية لأميركا."

منظمة "إكزودوس ريفيوجي إمغريشن" في ولاية إنديانا أشارت إلى أنها كانت تستعد لاستقبال 118 لاجئًا في فبراير، ولكن تم إلغاء جميع الخطط.

وفي باكستان، ينتظر آلاف اللاجئين الأفغان الحصول على إعادة توطين، بينما أشارت الحكومة الباكستانية إلى نفاد صبرها بشأن بقاء اللاجئين على أراضيها. في عام 2023، أجبرت باكستان حوالي 800,000 أفغاني على العودة إلى بلادهم.

انتقادات.. ومقارنات

تعرضت إدارة ترامب لانتقادات واسعة بسبب سياساتها المتشددة تجاه اللاجئين، مقارنة بمواقف إدارة سلفه، الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، التي رفعت سقف القبول إلى 100,000 لاجئ سنويًا.

وفي هذا الصدد، أشار آدم بيتس من مشروع المساعدة الدولية للاجئين إلى أن "تعليق البرنامج يُعد هجومًا مباشرًا على وعود الولايات المتحدة تجاه الأفغان الذين خاطروا بحياتهم لدعمها."

تداعيات إنسانية

وحسب منظمات حقوقية، فإن تعليق البرنامج أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في أفغانستان، فقد حذر يان إيغلاند، الأمين العام لمجلس اللاجئين النرويجي، من أن وقف المساعدات الأميركية سيزيد من تدهور الأوضاع الاقتصادية في أفغانستان.

ومع تعليق الرحلات والبرامج، يبقى آلاف اللاجئين عالقين في بلدان وسيطة مثل قطر وباكستان، مما يهدد حياتهم ومستقبلهم.

وفي هذا الصدد قالت، هوميرا حيدري،  وهي صحفية أفغانية تبلغ من العمر 28 عامًا: "كنا نأمل في بناء مستقبل لعائلاتنا في الولايات المتحدة، ولكن يبدو أن أحلامنا تنهار."

يشار إلى أن مسألة تعليق برنامج اللجوء سوف يتم مراجعتها بعد 90 يومًا، لكن لا توجد ضمانات بعودة الأمور إلى طبيعتها.