واشنطن تحضّ موسكو على إطلاق سراح غيرشكوفتيش "المعتقل تعسفيا" في روسيا
الحرة / وكالات - واشنطن
10 أبريل 2023
Share on Facebook
Share on Twitter
Share on WhatsApp
قررت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن رسميا، الاثنين، تصنيف اعتقال مراسل صحيفة وول ستريت جورنال، إيفان غيرشكوفتش، في روسيا بتهمة التجسس "تعسفيا"، وحضت موسكو على إطلاق سراحه.
يرفع هذا التصنيف قضية غيرشكوفيتش في التسلسل الهرمي لأولويات الحكومة الأميركية، ويعني أن مكتبا مخصصا في وزارة الخارجية سيتولى زمام المبادرة في تأمين إطلاق سراحه.
وأكد وزير الخارجية توني بلينكن، الاثنين، أن إيفان غيرشكوفتش معتقل خطأ في روسيا، مضيفا وفق بيان للوزارة، أن "الصحافة ليست جريمة. ندين القمع المستمر الذي يمارسه الكرملين ضد الأصوات المستقلة في روسيا، وحربه المتواصلة ضد الحقيقة".
وكانت السلطات الروسية قد اعتقلت غيرشكوفيتش، 31 عاما ، في يكاترينبورغ، رابع أكبر مدينة في روسيا، في 29 مارس. وهو أول مراسل أميركي منذ الحرب الباردة يتم اعتقاله بتهمة التجسس.
بعد 17 عام من فراقه.. حقوقي سوري في طريقه إلى وطنه فرحا بـ"إزاحة الأسد"
مصطفى هاشم - واشنطن
09 ديسمبر 2024
Share on Facebook
Share on Twitter
Share on WhatsApp
يرتب محمد العبد الله، وهو حقوقي سوري، إجراءات السفر إلى وطنه الذي غادره قبل 17 عاما باتجاه الولايات المتحدة الأميركية، وهو "فرح" بسقوط نظام كان السبب في دخوله السجن لسنوات بسبب نشاطه الحقوقي.
سيعود العبد الله إلى وطن اشتاق له، بحقيبة سفر، وبذاكرة أثقلتها مشاهد التعذيب في سجون الأسد، والنضال ضده.
قال خلال مقابلة مع موقع "الحرة": "إخراج الأسد كان خطوة ضرورية، لكنه ليس النهاية".
ويتوقع أن تكون المرحلة الانتقالية "صعبة" وربما "لن تكون الأفضل". ثم قال: "لكننا على الأقل، في الطريق الصحيح".
كان في العشرين من عمره عندما قرر بدء نشاطه في الدفاع عن حقوق الإنسان عام 2005، ليكن ضمن صفوف المعارضين لنظام الأسد الذي وصل السلطة عام 2000 خلفا لوالده حافظ الأسد.
تحتم على العبد الله آنذاك، أن يسلط الضوء على المعتقلين السياسيين الذين يعانون خلف القضبان، وفقا لقوله.
قال أيضا: "كان دورنا تسليط الضوء على تلك المآسي. نوثق، نراقب، ونتحدث عن التعذيب الذي لم يكن خفيا، بل كان جزءا من سياسة ممنهجة".
لم يسر نشاط العبد الله النظام السوري، ففي ذات العام اعتقل بتهمة "نشر أنباء كاذبة" ثم حوكم عسكريا، وتم إيداعه سجن عدرا.
بعد شهر، خرج من السجن، وعاد إلى نشاطه الحقوقي، واعتقل مجددا في عام 2006، فحكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن لمدة 6 أشهر.
هذه المرة، أُودِع في سجن صيدنايا الشهير، الاسم الذي يحمل في داخله ذاكرة مرعبة لكل من وطأ أبوابه. هناك، رأى ما لا يُنسى، وسمع حكايات لم تبارحه يوما، وتعرض للتعذيب رغم صغر سنه.
هناك، حدث شيء لم يكن يتوقعه: التقى بوالده المعتقل السياسي.
قال العبد الله: "لم يكن اللقاء كما قد يتخيله أحد. التقينا في قلب الجحيم".
احتجزا معا في صيدنايا لفترة ثم نقلا إلى سجن عدرا، حيث حوكما معا أمام المحكمة العسكرية بدمشق. "تلك اللحظات تجمع بين الألم والاعتزاز. رأيت والدي يثبت على موقفه رغم كل القسوة" قال العبد الله.
حين انتهت مدة عقوبته، قرر الهروب، وهو الخيار الوحيد الذي يبقيه على قياد الحياة، وفقا لقوله.
بلا أوراق رسمية، عبر الحدود إلى لبنان، لكنه كان يواجه خطر الاعتقال مرة أخرى مع مضايقات الأمن العام اللبناني بسبب إقامته غير القانونية في البلاد.
ومن هناك، كان المنفى الأميركي وجهته الأخيرة، بعد أن حصل على لجوء سياسي بمساعدة الأمم المتحدة.
في واشنطن، لم يترك محمد قضيته، حيث أسس المركز السوري للمساءلة والعدالة، مركزا جهده على توثيق التعذيب والبحث عن مصير المعتقلين الذين تم تغييبهم لعقود.
قال: "رائحة الزنازين ووجوه السجناء ما زالت ترافقني، هي دافع لي للاستمرار في هذا العمل مهما كلفني".
يحتفل العبد الله اليوم بإزاحة الأسد عن الحكم، لكنه يعرف أن الفرح وحده لا يكفي.
وبرغم القلق الذي يحيط بمستقبل سوريا، يظل العبد "مفتائلا".
"المجرم غادر القصر، وسوريا بدأت تتنفس الحرية. الطريق طويل، لكن الشعب الذي تحمل كل هذا الألم، قادر على بناء وطن جديد" قال العبد الله قبل سفره إلى سوريا.
سجناء محررون يركضون في شوارع دمشق بتاريخ 8 ديسمبر 2024