بايدن في بلفاست
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يستقبل الرئيس الأميركي على مدرج المطار في عاصمة إيرلندا الشمالية بلفاست الثلاثاء.

وصل الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى بلفاست الثلاثاء آملا المساهمة في حفظ السلام في الذكرى الخامسة والعشرين لاتفاق وضع حدا لثلاثة عقود من الصراع الدامي في إيرلندا الشمالية.

وقبيل صعوده إلى الطائرة الرئاسية قال بايدن (80 عاما) إن الأولوية بالنسبة إليه "حفظ السلام" ووضع حد لمأزق سياسي ناجم عم معارضة أحزاب موالية للمملكة المتحدة القواعد التجارية لمرحلة ما بعد بريكست.

واستقبل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الرئيس الأميركي على مدرج المطار في عاصمة إيرلندا الشمالية بلفاست.

ويتم إحياء الذكرى في أجواء عودة التوتر السياسي ومخاوف أمنية.

وقام شبان ملثمون بإلقاء زجاجات حارقة على سيارات الشرطة الاثنين خلال تظاهرة جمهورية غير مرخصة في لندنيري.

وعلى الرغم من التوتر السياسي، أكد مسؤولون أميركيون أن بايدن "متحمس للغاية" للقيام بهذه الرحلة.

وخلال الرحلة إلى بلفاست أعرب جون كيربي المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض في تصريح للصحفيين عن أمل الولايات المتحدة بأن تعود الجمعية الوطنية للانعقاد بشكل طبيعي، علما بأن عمل الهيئة معلّق حاليا.

وقال إن "للرسالة شقين. التهنئة في الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لتوقيع اتفاق الجمعة العظيمة (و) التأكيد على أهمية بذل الجهود على صعيد السياسات التجارية والاقتصادية لما فيه مصلحة كل المجتمعات والولايات المتحدة".

وسيلقي بايدن خطابا الأربعاء في جامعة في بلفاست يركز فيه على "التقدم الهائل" منذ توقيع الاتفاق عام 1998.

وسيلتقي الرئيس الأميركي أيضا، بحسب وسائل إعلام بريطانية مع الأحزاب السياسية الرئيسية في إيرلندا الشمالية. ووردت تقارير تفيد أنه سيضغط على "الحزب الوحدوي الديموقراطي" لاستئناف تقاسم السلطة.

ويعرقل "الحزب الوحدوي الديموقراطي" المتمسك بارتباط المقاطعة بالمملكة المتحدة عمل السلطة التنفيذية منذ أكثر من عام عبر رفضه المشاركة في الحكومة ما لم يتم التخلي عن أحكام ما بعد بريكست التي تهدف إلى تجنب عودة الحدود المادية مع أيرلندا. 

ويرفض "الحزب الوحدوي الديموقراطي" إعادة التفاوض بشأن البروتوكول الذي يهدف إلى معالجة المخاوف الوحدوية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.

وقال النائب المتشدد عن الحزب الوحدوي الديموقراطي إيان بايزلي جونيور إن الحزب ليس بوارد سماع محاضرات من بايدن. 

وقال بايزلي في تصريح لمحطة "توك تي في" إن "الزيارة الإيرلندية الحقيقية" للرئيس الأميركي هي لجمهورية إيرلندا، مضيفا "اعتقد أن الزيارة (إلى بلفاست) بيّنت أننا لسنا على ذلك القدر من الأهمية".

وبعد بلفاست، يتوجه بايدن إلى جمهورية أيرلندا، حيث يزور العاصمة دبلن ومقاطعات لاوث (شرق) ومايو (غرب) التي يتحدر منها أجداده الذين هاجروا، على غرار آخرين، في منتصف القرن التاسع عشر هربا من المجاعة التي شهدتها البلاد، ليستقروا أخيراً في ولاية بنسلفانيا.

وسيلقي بايدن كلمة في دبلن  يشيد فيها "بالعلاقات العميقة والتاريخية التي توحد أمتينا وشعبينا".

سلام هش

في العاشر من أبريل 1998 في يوم  الجمعة العظيمة الذي يسبق عيد الفصح المسيحي، انتزع الجمهوريون المؤيدون لإعادة توحيد مقاطعتهم مع إيرلندا والوحدويون المصرون على البقاء داخل المملكة المتحدة، اتفاق سلام لم يكن متوقعا بعد مفاوضات مكثفة شاركت فيها لندن ودبلن وواشنطن. 

في السنوات التي أعقبت اتفاق السلام، سلمت المجموعات العسكرية سلاحها وغادرت القوات البريطانية. لكن إحياء الذكرى السنوية سيتم دون احتفالات حيث يبدو السلام في إيرلندا الشمالية أكثر هشاشة مما كان عليه في 1998. 

أنهى اتفاق الجمعة العظيمة ثلاثة عقود من أعمال عنف أسفرت عن 3500 قتيل بين الوحدويين ومعظمهم من البروتستانت، والجمهوريين الكاثوليك بمعظمهم. 

المؤسسات المحلية التي تم إنشاؤها عقب الاتفاق والتي من المفترض أن توحد المجتمعات، مشلولة منذ أكثر من عام بسبب الخلافات المرتبطة بعواقب مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي.

في هذا السياق الصعب، رفعت أيرلندا الشمالية مستوى التهديد الإرهابي بعد محاولة اغتيال ضابط شرطة في فبراير بأيدي أعضاء مجموعة جمهورية منشقة. 

وتقرر استقدام أكثر من 300 عنصر أمن من المملكة المتحدة بمناسبة قدوم بايدن إلى المقاطعة.

تستمر زيارة بايدن أربعة أيام. وسيلتقي في جمهورية أيرلندا المجاورة رئيس الوزراء ليو فارادكار والرئيس مايكل هيغينز الخميس، ويشارك في احتفالات السلام، ويلقي خطابا أمام البرلمان الإيرلندي وسيحضر مأدبة عشاء في قلعة دبلن.

وسيتوجه بايدن الجمعة إلى مقاطعة مايو ويزور بلدة بالينا التي يتحدر منها.

مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، يعكف على دفع صفقة للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة. 

ومن المتوقع أن يعقد المسؤول الأميركي، اجتماعات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، ووزير الشؤون الاستراتيجية، رون درمير، بغية حث الأطراف المختلفة على اتخاذ الخطوات اللازمة لتأمين إطلاق سراح المختطفين وتحقيق وقف شامل لإطلاق النار في غزة، في ظل تعقيدات المفاوضات الجارية حتى الآن. 

ووفقا لمصادر مطلعة، عقد سوليفان، الثلاثاء، اجتماعا مع عائلات المختطفين الأميركيين، وأكد لهم أنه يعمل مع فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب، لتحقيق تقدم سريع في هذا الملف.

وتأتي تحركات سوليفان في وقت تسعى فيه الإدارة الأميركية جاهدة لتحقيق اختراق دبلوماسي في الشرق الأوسط قبيل مغادرة الرئيس بايدن لمنصبه.

وفي سياق متصل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، لنظيره الأميركي، لويد أوستن، الأربعاء إن ثمة "فرصة حاليا" للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين ممن تم احتجازهم فيأكتوبر 2023.

وقال كاتس لأوستن خلال مكالمة هاتفية "ثمة فرصة حاليا للتوصل إلى اتفاق جديد". وأضاف وفق بيان صادر عن مكتبه "نأمل في إطلاق سراح جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون".

وتوسطت الولايات المتحدة، إلى جانب مصر وقطر، من دون جدوى للتوصل إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحركة حماس منذ أكثر من عام.

واحتجزت الفصائل الفلسطينية 251 رهينة خلال هجوم 7 أكتوبر 2023 ما زال منهم 96 في غزة، بينهم 34 أكد الجيش الإسرائيلي أنهم قضوا في الأسر.

وفي الأيام الأخيرة، صدرت إشارات إلى احتمال إحياء المفاوضات وتحقيق اختراق. فقد صرح مصدر مقرب من حماس لوكالة فرانس برس الاثنين أن الحركة أبلغت رئيس المخابرات المصرية عن "جهود لجمع معلومات عن الأسرى الإسرائيليين، خصوصا الأحياء".

وأوضح أن حماس "تعدّ قائمة بأسماء الأسرى الذين ما زالوا على قيد الحياة، ومن بينهم عدد من الأسرى المزدوجي الجنسية الإسرائيلية والأميركية".

وقال "في حال وافقت إسرائيل على الاقتراح المصري (بشأن تبادل الأسرى)، أعتقد أن صفقة التبادل ستصبح جاهزة للتنفيذ".

وقالت الدوحة من جانبها، السبت، إن انتخاب دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة أحدث "زخما" جديدا للمفاوضات.

وفي الوقت نفسه، قال مصدر مقرب من وفد حماس إن تركيا، وكذلك مصر وقطر، تبذل جهودا حثيثة لوقف الحرب، وأنه يمكن أن تبدأ جولة جديدة من المحادثات قريبا.

وألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أيضا إلى تقدم محتمل، قائلا لأسر الرهائن إن النجاحات العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله وحماس من شأنها أن تسهل المفاوضات لإطلاق سراحهم.

ودعا متظاهرون ومن بينهم أهالي الرهائن باستمرار إلى التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراحهم واتهموا نتانياهو بإطالة أمد الحرب لأغراض سياسية.

وأسفر هجوم حماس عن مقتل 1208 أشخاص معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاء لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية.

وأسفرت الحملة العسكرية التي شنتها إسرائيل في غزة ردا على هجوم حماس عن مقتل 44805 أشخاص على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، وفقا لأرقام وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وما زال سبعة أفراد يحملون الجنسية الأميركية في غزة، وقد تأكد مقتل أربعة منهم. وفي الأسبوع الماضي، أبلغ الجيش الإسرائيلي عائلة الجندي الأميركي الإسرائيلي، أومر نيوترا، أنه قُتل يوم الهجوم وأن جثته في غزة.

ومساء الأربعاء، دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار غير ملزم صدر بغالبية ساحقة وصوّتت ضدّه خصوصا الولايات المتحدة وإسرائيل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة.

والقرار الذي صدر بغالبية 158 دولة مؤيدة في مقابل 9 دول صوّتت ضدّه و13 دولة امتنعت عن التصويت، يدعو إلى "وقف لإطلاق النار فوري وغير مشروط ودائم".

وكذلك أيضا إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن"، وهي صيغة مشابهة لتلك التي وردت في مشروع قرار استخدمت ضدّه واشنطن في نهاية نوفمبر الفيتو في مجلس الأمن الدولي.

واستخدمت الولايات المتحدة يومها حق النقض لحماية إسرائيل التي تشن منذ أكثر من سنة هجوما عسكريا في قطاع غزة ردا على هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس.