أعلنت الحكومة اليمينية في إيطاليا، الأربعاء، حالة الطوارئ الوطنية لمدة ستة أشهر لمساعدتها على التعامل مع زيادة المهاجرين الذين يصلون إلى الشواطئ الجنوبية للبلاد، وفقا لوكالة "أسوشيتد برس".
وتشير أرقام وزارة الداخلية الإيطالية إلى وصول حوالي 31 ألف مهاجر، منذ بداية العام الجاري، إما أنقذتهم قوارب عسكرية إيطالية أو سفن خيرية أو وصلوا إلى إيطاليا دون مساعدة. وهو ما يقرب من أربعة أضعاف عدد المهاجرين الذين وصلوا إيطاليا في نفس الفترة في كل من العامين السابقين، والذي بلغ حوالي 8 آلاف مهاجر.
وبحسب إحصاء وزرة الداخلية، فإن أكبر عدد من المهاجرين وصل حتى الآن إلى إيطاليا، العام الجاري، هم من ساحل العاج وغينيا وباكستان ومصر وتونس وبنغلاديش.
وقال التلفزيون الرسمي الإيطالي إن من المتوقع الإعلان عن تعيين مفوض خاص. كما تمت الموافقة على تمويل مبدئي بقيمة 5 ملايين يورو (ما يقرب من 5.5 مليون دولار) كجزء من الإجراء الذي وافقت عليه رئيسة الوزراء الإيطالية، جيورجيا ميلوني، ومجلس وزرائها.
وفي بيان بعد اجتماع مجلس الوزراء، قالت الحكومة إن حالة الطوارئ تعتبر ضرورية "لتنفيذ إجراءات استثنائية عاجلة للحد من الازدحام" في ملجأ المهاجرين الذي أصبح مكتظا على جزيرة إيطالية صغيرة في البحر الأبيض المتوسط.
ومن المفترض أن يستوعب الملجأ حوالي 350-400 شخص، لكن في الأيام الأخيرة، كان يوجد به 3 آلاف شخص. واستأجرت إيطاليا عبارات تجارية فارغة لنقل مئات منها إلى صقلية أو البر الرئيسي.
وقال بيان الحكومة إن هناك حاجة أيضا إلى إنشاء "هياكل جديدة مناسبة لكل من إيواء ومعالجة وإعادة المهاجرين الذين لا تتوفر لديهم متطلبات البقاء" في إيطاليا.
وأوضحت "أسوشيتد برس" أن عدد المهاجرين، الذين ينطلقون في قوارب غير صالحة للإبحار من شواطئ شمال إفريقيا إلى إيطاليا، سيتضخم، العام الجاري.
وفي وقت مبكر من الأربعاء، كان من المتوقع أن يدخل قارب المهربين، المزدحم بنحو 700 راكب، إلى ميناء كاتانيا، وهي مدينة رئيسية في شرق صقلية، لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب الأمواج الهائجة، ولم يتمكن خفر السواحل من نقل سوى حوالي 100 من الركاب بسبب صعوبة الأمواج، وتم اتخاذ القرار بترك بقية المهاجرين على متن السفينة حتى تتمكن السفينة من الوصول إلى الميناء.
وأوضحت "أسوشيتد برس" أنه لسنوات، كانت معظم قوارب المهربين تبحر من غرب ليبيا، لكن الأشهر الأخيرة شهدت انطلاق العديد من الرحلات من شرق ليبيا أو من تونس، وهناك طريق آخر من تركيا، ويهدف إلى الوصول إلى كالابريا أو بوليا في الطرف الجنوبي من البر الرئيسي الإيطالي.
وفي أحد الأيام الماضية، وصل 26 قاربًا للمهاجرين إلى جزيرة لامبيدوزا، وهي جزيرة إيطالية صغيرة جنوب صقلية.
لكن المنشأة في لامبيدوزا، والتي تؤوي المهاجرين حتى يمكن التعرف عليهم مؤقتا كخطوة أولى نحو أي طلب لجوء، مكتظة بحوالي 1600 مهاجر في ظل التدفق المستمر للوافدين. وكانت السلطات الإيطالية تأمل في تحسن الطقس بحيث يمكن نقل حوالي 400 مهاجر من الجزيرة، بحلول مساء الثلاثاء.
وتحدثت مديرة مركز المهاجرين، لورينا تورتوريسي، في تصريحات إعلامية، عن أزمة منشأة لامبيدوزا، قائلة "هناك العديد من النساء اللواتي لديهن أطفال صغار، بالإضافة إلى وجود قاصرين غير مصحوبين بذويهم. نحن في حالة طارئة. يحاول الموظفون أن يفعلوا ما في وسعهم".