جنود من الجيش الصيني
جنود من الجيش الصيني (أرشيف)

كشف قرار  الصين بتقليص فترة الحظر الجوي شمالي جزيرة تايوان من ثلاثة أيام إلى نحو 27 دقيقة يوم الأحد الماضي أن بكين تفضل ضبط النفس وعدم تصعيد الأمور، بحسب العديد من الخبراء والمسؤولين.

وتعتبر الصين تايوان مقاطعة لم تنجح في إعادة توحيدها مع بقية أراضيها منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية في العام 1949.

وعدت بكين اللقاء الذي جرى الأسبوع الماضي بين رئيسة تايوان،تساي إينغ وين، ورئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي، بمثابة استفزاز.

ورداً على ذلك، نظّم الجيش الصيني تدريبات عسكرية شاركت فيها سفن حربية ومنصّات إطلاق صواريخ سريعة وطائرات مقاتلة وانتهت الاثنين.

وتنظر الصين باستياء إلى التقارب الذي حدث في السنوات الأخيرة بين السلطات التايوانية والولايات المتحدة التي تقدّم دعماً عسكرياً كبيراً للجزيرة، رغم عدم وجود علاقات رسمية معها. 

وقال مسؤول حكومي ياباني رفيع المستوى لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية إن  مستوى الاستفزاز في المناورات الصينية كان أقل بكثير مقارنة بالمناورات والتدريبات التي نفذها الجيش الصيني في العام الماضي".

وأضاف: "الحزب الشيوعي الصيني الحاكم بحاجة إلى إظهار تصميمه على دعم ما يسمونه وحدة الأراضي، لكن زيارة تساي للولايات المتحدة كانت أقل أهمية من زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركية آنذاك نانسي بيلوسي إلى تايوان" في أغسطس الماضي.

وكان الرئيس الصيني، شي جين بينغ، قد دعا القوات المسلّحة في البلاد إلى تعزيز التدريب العسكري من أجل "قتال فعلي"، في ظلّ التوترات المتصاعدة حول تايوان وبعد تدريبات عسكرية لمحاكاة تطويق الجزيرة استمرّت ثلاثة أيام تهدف إلى ممارسة ضغوط على الجزيرة.

وتعتبر الصين تايوان مقاطعة لم تنجح في إعادة توحيدها مع بقية أراضيها منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية في العام 1949.

واعتبرت بكين اللقاء الذي جرى الأسبوع الماضي بين رئيسة تايوان تساي إينغ وين ومكارثي، بمثابة استفزاز.

والصيف الماضي، أجرت الصين مناورات عسكرية غير مسبوقة حول تايوان وقامت بإطلاق صواريخ، رداً على زيارة قامت بها نانسي بيلوسي.

"أقل إرباكا"

وبشأن المناورات الأخيرة، أوضح، تشيه تشونغ، الخبير في الجيش الصيني في مؤسسة السياسة الوطنية، وهي مؤسسة فكرية  في تايبيه: "هذه المرة، بدت التدريبات أشبه بمحاكاة لحملة عسكرية لاستنفاد القوة القتالية لجيشنا حتى يتمكن جيش التحرير الشعبي الصيني من تحقيق السيطرة الجوية والبحرية".

وزاد: "التدريبات لم تتبع جميع المراحل الثلاث، حملة القوة النارية والحصار وحملة الغزو، كما حدث في أغسطس الماضي".

وفسر مسؤولون حكوميون وخبراء عسكريون الأنماط المتغيرة في المناورات الأخيرة على أنها إشارة إلى أن بكين كانت تحاول جعل التدريبات أقل إرباكًا مع صقل المهارات المحددة التي يحتاجها الجيش الصيني لغزو تايوان.

وفي العام الماضي، أعلنت بكين عدة مناطق حول تايوان محظورة على السفن والطائرات وأطلقت صواريخ فوق الجزيرة، وسقطت بعض الصواريخ في المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان، وهي منطقة خارج المياه الإقليمية تمتد 200 ميل بحري قبالة الساحل.

وقال مسؤولو المخابرات التايوانية إن القيادة الصينية امتنعت عن فرض حلقة من مناطق هبوط الصواريخ حول تايوان هذه المرة خوفًا من تهديد سلاسل التوريد وتعريض الانتعاش الاقتصادي الهش للخطر.

وقال أحد المسؤولين: "في أغسطس الماضي، كان حجم النقل البحري لا يزال عند 60 في المائة فقط من المستويات العادية، لذا فإن تأثير محاكاة الحصار سيكون أكثر أهمية الآن" مقارنة بالعام الماضي.

وتابع: "لديهم بالتأكيد اعتباراتهم الخاصة فيما يتعلق بالتداعيات الاقتصادية".

وحتى بعد إعلان بكين اكتمال المناورات يوم الاثنين، قالت وزارة الدفاع التايوانية إن 35 طائرة عسكرية صينية وثماني سفن حربية استمرت في العمل بالقرب من حدودها في غضون 24 ساعة حتى صباح الأربعاء.

وقال تشيه: "هذا يدل على أن توافر الأسطول الإجمالي لجيش التحرير الشعبي الصيني، وقدرات الطيارين وقدرتهم على السيطرة على القوات الكبيرة في مضيق تايوان وفي المجال الجوي قبالة جنوب غرب تايوان، قد ازدادت بشكل كبير".

وفي سياق متصل، ألكسندر نيل، الخبير في شؤون الجيش الصيني في منتدى المحيط الهادئ: "بعد الإصلاحات العسكرية التي أجراها الرئيس الصيني في العام 2015، يريدون الآن أن يثبتوا أن تلك الإصلاحات بدأت تؤتي ثمارها".

عيوب وعقبات

لكن الخبراء قالوا إن التدريبات سلطت الضوء أيضًا على عيوب جيش التحرير الشعبي الصيني في عمليات الهجوم والدفاع وغزو الجزيرة.

وقال سو تزو يون، الزميل الباحث في معهد أبحاث الدفاع والأمن الوطني، وهو مركز فكري تدعمه وزارة الدفاع التايوانية، إن عمليات حاملة الطائرات الصينية أظهرت أن بحرية جيش التحرير الشعبي كانت تنفذ طلعات جوية بمعدل أبطأ بكثير من الولايات المتحدة..

ولاحظ الخبراء أيضًا نقاط ضعف في الحرب الإلكترونية (عمليات لتعطيل اتصالات العدو وأنظمة التحكم) "فقد واجهت الصين مشكلة كبيرة معها خلال مناورات أغسطس"، وفقًا لكيتش لياو، مساعد مدير مركز الصين العالمي التابع للمجلس الأطلسي في واشنطن.

وأضاف لياو أنه يبدو أن الجيش الصيني قد جعل الإجراءات المضادة الإلكترونية محط تركيز في التدريبات الأخيرة.

علاوة على ذلك، اعتبر نيل أن أكبر عقبة تواجهها الصين عند رغبتها في غزو تايوان أنها غير قادرة على شن عمليات برمائية والسيطرة على الجزيرة.

بابا الفاتيكان سبق أن انتقد خططا لترامب
بابا الفاتيكان سبق أن انتقد خططا لترامب

قبل ساعات من تنصيب دونالد ترامب، الاثنين، عبر البابا فرنسيس عن أطيب أمنياته للرئيس الأميركي المنتخب في رسالة تقليدية.

وقال البابا، الذي عبر في السابق عن اختلافه الشديد مع خطاب ترامب المناهض للمهاجرين، إنه سيصلي من أجل أن يمنح الله ترامب "الحكمة والقوة والحماية" مع توليه الرئاسة لفترة ثانية.

وأضاف بابا الفاتيكان "آمل أن يحقق الشعب الأميركي الازدهار تحت قيادتكم ويسعى دائما لبناء مجتمع أكثر عدلا ليس فيه مكان للكراهية أو التمييز أو الإقصاء".

يأتي هذا غداة انتقاد البابا فرنسيس لخطة ترامب المزمعة لتكثيف إجراءات إنفاذ قوانين الهجرة في أنحاء الولايات المتحدة، واصفا إياها بأنها "مخزية".

وفي مقابلة مع قناة تلفزيونية إيطالية، قال البابا، الأحد، إن "هذا من شأنه أن يجعل المهاجرين الذين لا يملكون شيئا يسددون الفواتير غير المدفوعة.. ولا يمكن حل المشكلات بهذه الطريقة".