المشاركون في اجتماع وزراء مجموعة السبع حول المناخ والطاقة والبيئة في سابورو. 15 أبريل 2023
المشاركون في اجتماع وزراء مجموعة السبع حول المناخ والطاقة والبيئة في سابورو. 15 أبريل 2023

حدد وزراء البيئة والمناخ في مجموعة السبع هدفا يتمثل بإنهاء أي تلوث بلاستيكي جديد في بلدانهم بحلول 2040، كما ورد في بيان صدر الأحد بعد محادثات في شمال اليابان.

وقال وزراء البيئة والمناخ في الدول الصناعية السبع الكبرى "نحن ملتزمون القضاء على التلوث البلاستيكي مع طموح خفض أي تلوث بلاستيكي إضافي إلى الصفر بحلول 2040".

وكانت ألمانيا وفرنسا وكندا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي قطعت تعهدا مماثلا العام الماضي. لكن هذه هي المرة الأولى التي يحدد فيها أعضاء مجموعة السبع التي تضم أيضا اليابان والولايات المتحدة وإيطاليا - موعدا هو 2040، حسب فرانس برس.

وفي مؤتمر صحافي بعد المحادثات التي استمرت يومين في مدينة سابورو اليابانية، أشادت وزيرة البيئة الألمانية شتيفي ليمكي بتعهد الكتلة الجديد بشأن التلوث البلاستيكي، ووصفته بأنه "هدف طموح".

وقال البيان إن التخلص التدريجي سيتحقق من خلال "تشجيع استهلاك وإنتاج مستدامين للبلاستيك، وتعزيز إدراجه في الاقتصاد والإدارة السليمة بيئيا للنفايات".

وتضاعفت النفايات البلاستيكية في العالم خلال 20 عاما.

وتم إعادة تدوير تسعة في المئة فقط من هذه النفايات بنجاح، حسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وتقول الأمم المتحدة إن حجم البلاستيك الذي يدخل المحيطات سيتضاعف ثلاث مرات بحلول 2040، حسب فرانس برس.

وتعهد وزراء الطاقة والمناخ والبيئة في مجموعة السبع الأحد أيضا بالتخلص تدريجيا من الوقود الأحفوري وحثوا الدول الأخرى على فعل الشيء نفسه، لكنها لم تحدد أي مواعيد نهائية جديدة للتخلي عن مصادر الطاقة المسببة للتلوث مثل الفحم. 

وهذا الهدف الجديد الذي ورد في البيان المشترك ولا يشمل الوقود الأحفوري المرفق بإجراءات تجميع وتخزين ثاني أكسيد الكربون، حسب فرانس برس.

وبعد محادثاتهم التي استمرت يومين، حدد وزراء المناخ والبيئة في الدول المتقدمة الكبرى الجهود لإبقاء الاحترار العالمي تحت الحد البالغ 1,5 درجة مئوية.

وتعهدوا بـ"تسريع التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري بلا هوادة لتحقيق هدف الصفر في أنظمة الطاقة بحلول 2050 على أبعد تقدير"، داعين "الآخرين إلى الانضمام إلينا في اتخاذ الإجراء نفسه".

لكن المجموعة لم تحدد أي مواعيد نهائية جديدة بعد تعهد مجموعة السبع العام الماضي بإنهاء استخدام الوقود الأحفوري إلى حد كبير في قطاعات الكهرباء بحلول 2035.

وأكدت وزيرة الانتقال الطاقوي الفرنسية أنييس بانييه روناشير إن صيغة "التخلص التدريجي" من الوقود الأحفوري تعد "خطوة قوية إلى الأمام" قبل قمتي مجموعة العشرين ومؤتمر الأطراف الثامن والعشرين (كوب28) في وقت لاحق من هذا العام.

وقالت الوزيرة الفرنسية لوكالة لفرانس برس "من الواضح أن أهم تقدم أحرزناه هو اتفاقنا على الابتعاد عن الوقود الأحفوري غير الكربوني".

ويذكر أنه قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، الأحد، إنه ينبغي على اليابان التي تستضيف ممثلي مجموعة السبع، تعزيز أمنها، غداة استهدافه بعبوة ناسفة خلال تجمع انتخابي لم يصب على أثرها بأذى.

وأوقف رجل يبلغ من العمر 24 عاما السبت في ميناء للصيد في واكاياما (غرب)، حيث كان كيشيدا يستعدّ لإلقاء خطاب لدعم مرشح من حزبه.

وقال كيشيدا للصحافيين الأحد "في الوقت الذي يتواجد فيه كبار المسؤولين من جميع أنحاء العالم" في اليابان لحضور اجتماعين وزاريين لمجموعة السبع، يتعين على البلاد "بأكملها مضاعفة جهودها لضمان الأمن".

وأضاف: "أن يُرتكب مثل هذا العمل العنيف خلال حملة انتخابية هو أمرلا يغتفر" وحث الشرطة على اتخاذ كافة الاجراءات الممكنة. 

ويتزامن الحادث الجديد مع استضافة اليابان لاجتماع وزاري لمجموعة السبع الأحد، ومن المقرر أن تُعقد قمة زعماء دول المجموعة في مايو في هيروشيما، حسب فرانس برس.

العراق وسوريا

لا تزال العلاقة الرسمية بين العراق وسوريا موضع حذر منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر من العام الماضي. ويبدو الملف السوري محاطا بالإرباك، خصوصا على الجانب العراقي، ويدل على هذا الإرباك التعاطي الإعلامي مع أي تواصل رسمي بين البلدين، وكأن الطرفين في علاقة "محرّمة"، يحاول الإعلام الرسمي العراقي دائما مداراتها وإخفائها عن العيون ووسائل الإعلام.

حدث ذلك حينما زار حميد الشطري، رئيس جهاز الاستخبارات العراقية، سوريا في نهاية العام الماضي والتقى الشرع، ولم يُعلن عن الخبر في وسائل الإعلام العراقية الرسمية، ولم يكشف عن اللقاء إلا بعد ان تناولته وسائل الإعلام السورية. 

ومثل هذا الأمر حدث قبل أيام في لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني برعاية قطرية في الدوحة، واُخفي الخبر عن الإعلام ليومين قبل ان تظهر صور الرجلين في حضور أمير قطر.

ردّة الفعل في الشارع العراقي على اللقاء تفسّر إخفاء الخبر قبل الإفصاح عنه. فقد انقسم العراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي حول المسألة، وهاجم كثيرون السوداني على قبوله الجلوس مع من يعتبرونه "متورطاً في الدم العراقي"، و"مطلوبا للقضاء العراقي".

الباحث القانوني العراقي علي التميمي يشرح الإطار القانوني الدولي المتعلق برؤساء الجمهوريات، في حال صحّت الأخبار عن أحكام قضائية ضد الشرع في العراق.

ويرى التميمي أن رؤساء الدول يتمتعون بـ"حصانة مطلقة تجاه القوانين الجنائية للدول الأخرى". ويشرح لموقع "الحرة" أن هذه الحصانة "ليست شخصية للرؤساء، بل هي امتياز للدول التي يمثلونها"، وهي تمنع إلقاء القبض عليهم عند دخولهم أراضي الدول الأخرى". 

ويشير التميمي إلى أن هناك استثناء واحداً لهذه القواعد، يكون في حال "كان الرئيس مطلوباً للمحكمة الجنائية الدولية وكانت الدولة المضيفة موقعة على اتفاقية روما ١٩٩٨ الخاصة بهذه المحكمة"، هنا، يتابع التميمي، تكون الدولة "ملزمة بتسليم هذا الرئيس الى المحكمة وفقاً لنظام روما الأساسي".

لكن هل حقا أحمد الشرع مطلوب للقضاء العراقي؟

ويشير الباحث العراقي عقيل عباس إلى "عدم وجود أي ملف قضائي ضد الشرع في المحاكم العراقية". 

ويستغرب كيف أن العراق الرسمي "لم يصدر بعد أي بيان رسمي يشرح ملابسات قضية الشرع وما يحكى عنه في وسائل التواصل الاجتماعي، والجهات الرسمية لديها السجلات والحقائق، لكنها تركت الأمر للفصائل المسلحة وجمهورها وللتهويل والتجييش وصناعة بعبع (وحش مخيف) طائفي جديد، وكأن العراق لم يعان ما عاناه من الطائفية والتحريض الطائفي".

وكانت انتشرت وثيقة على وسائل التواصل الاجتماعي، تداولها عراقيون، عبارة عن مذكرة قبض بحق أحمد الشرع. وقد سارع مجلس القضاء الأعلى في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية في 26 من فبراير الماضي، إلى نفي صحة الوثيقة ووصفها بأنها "مزورة وغير صحيحة".

عباس مقتنع أن الغضب الشعبي من لقاء السوداني والشرع "وراءه أسباب سياسية مبرمجة، وليس تلقائياً، وجرى تحشيد الجمهور الشيعي لأسباب كثيرة، تصب كلها في مصالح إيران، غير السعيدة بسقوط بشار الأسد وحلول الشرع مكانه".

وبحسب عباس، منذ سقوط الأسد، "بدأت حملة في العراق لصناعة "بعبع" من الجولاني (أحمد الشرع)". يشرح: "يريد هؤلاء أن يقولوا ان تنظيم القاعدة يحكم سوريا، وهذا غير صحيح".

ويقول عباس لموقع "الحرة"، إن لدى الناس اسباباً موضوعية كثيرة للقلق من الشرع، خصوصاً خلفيته الجهادية المتطرفة ووضعه على لوائح الإرهاب، والشرع يقول إنه تجاوز هذا الأمر، "لكننا نحتاج ان ننتظر ونرى"، بحسب تعبيره.

ما قام به السوداني "خطوة ذكية وحكيمة سياسياً وتشير إلى اختلاف جدي بينه وبين بقية الفرقاء الشيعة في الإطار التنسيقي"، يقول عباس.

ويضيف: "هناك اعتبارات براغماتية واقعية تحكم سلوك السوداني، فهو كرئيس وزراء عليه أن يتعاطى مع سوريا كجار لا يجب استعداءه".

ويضيء الباحث القانوني علي التميمي على صلاحيات رئيس الحكومة في الدستور العراقي، فهو "ممثل الشعب داخلياً وخارجياً في السياسة العامة وإدارة شؤون البلاد بالطول والعرض"، وفق تعبيره، ورئيس الوزراء في العراق هو "بمثابة رئيس الجمهورية في الدول التي تأخذ بالنظام الرئاسي".

أما من الجانب السياسي، فإن السوداني، برأي عباس، "يخشى -وعن حق- ان تختطف حكومته المقبلة أو رئاسته للوزراء باسم حرب وهمية تديرها إيران والفصائل المسلحة وتشنّ في داخل سوريا تحت عنوان التحرير الذي نادى به المرشد الإيراني علي خامنئي قائلا إن شباب سوريا سيحررون بلدهم". وهذا يعني، بحسب عباس، ابتعاد السوداني عن التأثير الإيراني، و"أنا أتصور أن إيران غير سعيدة بهذا"، كما يقول.