يجري الرئيس الأميركي، جو بايدن، في مايو المقبل أول زيارة إلى دولة بابوا غينيا الجديدة، في أول زيارة لرئيس أميركي منذ 100 عام.
وكشف وزير خارجية بابوا غينيا الجديدة، جاستن تكاتشينكو، إن زيارة الرئيس الأميركي للعاصمة بور مورسبي ستكون مدتها ثلاث ساعات، إذ سيبحث فيها قضايا: الاقتصاد والأمن وتغير المناخ.
وأشار إلى أن هذه الزيارة ستكون على هامش رحلة الرئيس بايدن إلى اليابان حيث سيحضر قمة مجموعة السبع، وعقد لقاءات في سيدني مع تحالف "كواد" الذي يضم اليابان وأستراليا والهند.
وتظهر سجلات الخارجية الأميركية إلى أن آخر زيارة قام بها رئيس أميركي بزيارة هذا البلد تعود إلى، ثيودور روزفلت، عام 1901.
بابوا غينيا الجديدة
وتقع بابوا غينيا الجديدة في النصف الشرقي من جزيرة بابوا في جنوب غرب المحيط الهادي، وهي ضمن ما يعرف بـ"أوقيانوسيا" وهي مجموعة من الجزر جنوب المحيط شرق إندونيسا.
وتتمتع هذه الدولة بأجواء استوائية، ويتواجد فيها ثروات طبيعية مثل الذهب والنحاس والفضة والغاز الطبيعي والأخشاب والنفط والثروة السمكية، بحسب "ذا ورد فاكت بوك" الذي تصدره الاستخبارات الأميركية.
وينتمي سكانها إلى مجموعات وطوائف عديدة، حيث يتركز السكان في المرتفعات والمناطق الساحلية، وخمس السكان فقط يعيشون في مناطق حضرية.

وتقع هذه الدولة على ما يسمى حزام النار في المحيط الهادئ الذي يشهد نشاطا زلزاليا كثيفا بسبب الاحتكاك بين الطبقات التكتونية.
وتقدر أعداد سكان هذا البلد بأقل من 10 ملايين نسمة، ولكنه تضم تنوعا كبيرا للإثنيات، ناهيك عن وجود 839 لغة أصلية يتحدث بها السكان، فيما هناك 3 لغات رسمية وهي: توك بيسين، هيري موتو، والإنكليزية.
وحصلت بابوا غينيا الجديدة على الاستقلال عام 1975 بعد "استقلال سلمي" من أستراليا.
العلاقات مع الولايات المتحدة
وتدل الزيارة الرئاسية الأميركية على الأهمية الاستراتيجية المتزايدة لبابوا غينيا الجديدة في منطقة يتعزز فيها وجود الصين، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.
وزار عدد من وزراء الخارجية الأميركيين الأرخبيل في الماضي، بمن فيهم هيلاري كلينتون. كما زاره نائب الرئيس السابق مايك بنس في 2018.
وبدأت العلاقات الأميركية مع بابوا غينيا الجديدة في عام 1975 بعد استقلالها، بحسب الخارجية الأميركية.
وتعتبر هذه الدولة مهمة لـ"السلام والأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ"، وعلى مدار العقد الماضي شهدت نموا اقتصاديا، حيث تتوفر فيها موارد هامة، ولكنها لا تزال تواجه تحديات على صعيد الاقتصاد والحوكمة والفساد والقدرات المحدودة في البنية التحتية والخدمات الأساسية وتفشي فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز".
وتؤكد الخارجية الأميركية أن واشنطن وبابوا غينيا الجديدة يتمتعان بـ"صداقة وثيقة"، حيث تسعى الولايات المتحدة لتعزيز استقرار هذه الدولة باعتبارها شريك هام لها، ولهذا تقوم بتقديم الدعم والمساعدات من أجل تعزيز أسس الحوكمة والشفافية ومكافحة الاتجار بالبشر، وتعزيز المساواة بين الجنسين، ناهيك عن وجود تعاون أمني في تدريبات مشتركة.
كما تقدم الولايات المتحدة الدعم لبرامج خاصة في الصحة العامة تتعلق بمكافحة الإيدز، والسل، والملاريا، ناهيك عن دعم جهود بابوا غينيا الجديدة على التكيف مع تغير المناخ من خلال مساعدة إقليمية تضم 12 دولة من جزر المحيط الهادئ.
وتتعاون أستراليا والولايات المتحدة مع بابوا غينيا الجديدة لإعادة تطوير قاعدة بحرية في مانوس كقوة موازية للقوة الصينية في المنطقة.
العلاقات الاقتصادية
وتعد بابوا غينيا الجديدة موطنا لقنوات الشحن الحيوية، وذلك بسبب موقعها بالقرب من المناطق التي يعمل فيها الجيشان الصيني والأميركي، ما يجعلها منطقة ذات أهمية استراتيجية، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.
وبحسب البيانات الأميركية لا تزال التجارة بين البلدين متواضعة، إذ بلغ إجمالي السلع الأميركية المصدرة 87 مليون دولار، فيما بلغت الواردات منها 90 مليون دولار، وفق أرقام تعود إلى عام 2018.
وتستورد الولايات المتحدة بشكل أساسي البن والكاكاو والأعمال الفنية من بابوا غينيا الجديدة.
وتعتبر هذه الدولة مؤهلة للحصول على تفضيلات أميركية بتوفير وصولها لسفن الصيد الأميركية مقابل مدفوعات بمنتجات صناعية، كما تقدم الولايات المتحدة مساعدة اقتصادية سنويا لدعم التنمية الاقتصادية تقدر بـ21 مليون دولار.
مواجهة الأطماع الصينية
ويشعر المسؤولون الأميركيون والأستراليون بالقلق من الارتفاع السريع في الاستثمار الصيني في بابوا غينيا الجديدة الغنية بالموارد.
وفي 2018، زار الرئيس شي جينبينغ ميناء مورسبي وسط ضجة كبيرة. وقد رفعت الأعلام الصينية في العاصمة وتجمع حشد كبير لتحيته عند مرور موكبه.
واعتبرت هذه الرحلة تغييرا بلوماسيا كبيرا لبكين.
والصين مستثمر رئيسي في بابوا غينيا الجديدة وتشتري الكثير من الغاز والمعادن والأخشاب والموارد الأخرى منها.
وفي يونيو من 2022 أجرت الصين وبابوا غينيا الجديدة محادثات بشأن اتفاق للتجارة الحرة، فيما تتنافس بكين مع أستراليا لتكون الشريك التجاري الأول لبابوا غينيا الجديدة.
وتعهد رئيس حكومة بابوا غينيا، جايمس مارابي حينها بجعل بلاده أغنى دولة مسيحية سوداء في العالم، مشيرا إلى أنه يريد تحويل الاقتصاد من المواد الأولية إلى المنتجات النهائية الأكثر درا للربح.