المملكة العربية السعودية وقطر سجلت زيادات كبيرة في الانفاق العسكري
المملكة العربية السعودية وقطر سجلت زيادات كبيرة في الانفاق العسكري

أظهر أحدث تقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام زيادة كبيرة في الإنفاق العسكري لكل من قطر والسعودية خلال عام 2022، لتكونان الأعلى في الشرق الأوسط.

وأشار التقرير إلى أن دول الشرق الأوسط أنفقت في المتوسط 3.9 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي على ميزانية الدفاع، مقارنة بمتوسط عالمي يبلغ 2.2 في المائة.

وسجلت المملكة العربية السعودية وقطر زيادات كبيرة في الإنفاق، فيما شهدت معظم الدول الأخرى في المنطقة، بما فيها إسرائيل، ركودا في إنفاقها العسكري الإجمالي أو تراجعا طفيفا، كما يقول التقرير. 

ونقل موقع "ديفينس وان" عن كبير البتحثين في معهد ستوكهولم دييغو لوبيز دا سيلفا القول إن "الارتفاع الإقليمي في عام 2022 يرجع إلى حد كبير إلى نمو بنسبة 16 في المائة في الإنفاق العسكري من قبل المملكة العربية السعودية، التي تعد أكبر منفق في المنطقة والخامس في العالم". 

وارتفع الإنفاق العسكري القطري بمعدل نمو قدره 27 في المئة في عام 2022 ليصل إلى 15.4 مليار دولار. 

وأكد دا سيلفا أن "هذا المعدل في النمو هو الأعلى في الشرق الأوسط خلال العام الماضي".

وقال الخبير في الشؤون الأمنية والأكاديمي في جامعة كينغز كوليدج البريطانية أندرياس كريغ إن السعودية "تخضع دائما لعملية تحول عسكري، وتحاول اللحاق بالإمارات، فيما يتعلق بتحديث جيش عفا عليه الزمن إلى حد ما".

بالمقابل، يشير التقرير إلى أن الإنفاق الدفاعي لإسرائيل، البالغ 23.4 مليار دولار، انخفض للمرة الأولى منذ عام 2009، عازيا السبب في ذلك إلى محاولات البلاد تقليص العجز في ميزانيتها.

كذلك تراجع الإنفاق الدفاعي التركي للعام الثالث على التوالي، ويرجع ذلك جزئيا على الأرجح إلى ارتفاع نسب التضخم في البلاد. 

ويبين التقرير أن إيران أنفقت 6.8 مليار دولار على ميزانية الدفاع خلال الفترة بين عامي 2021 إلى 2022، بزيادة قدرها 4.6 في المائة عن عام 2020. 

ولم يتضمن التقرير أرقاما عن إنفاق دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يشير دا سيلفا إلى أن معهد ستوكهولم لا يمتلك أي بيانات عن الإمارات منذ عام 2014.

وقال التقرير أيضا إن معدل إنفاق الدول الأوروبية العسكري كان الأعلى في العالم، على الأرجح نتيجة النزاع في أوكرانيا.
 

داخل مقر قناة كردية تبث من العراق - AFP
داخل مقر قناة كردية تبث من العراق - AFP

تباينت المواقف الإعلامية العراقية من الاهتمام بالانتخابات الأميركية ما بين قنوات كرست مساحة كبيرة من بثها لتغطية هذه الانتخابات وأخرى لم تولها اهتماما وتمسكت بتغطية الحرب في لبنان وغزة.

وتحظى الانتخابات الأميركية بأهمية كبيرة لدى الكثيرين في الشارع العراقي للدور الكبير الذي تلعبه واشنطن في الشرق الأوسط، وتأثير السياسة الأميركية على العراق الذي تربطه منذ عام 2008 اتفاقية استراتيجية تشمل مجالات السياسية عدة.

تأثير مباشر

ويرى مدير التخطيط في قناة "كردستان 24"، عبد الحميد زيباري، أن التأثير المباشر للسياسة الأميركية على المنطقة والعراق "تدفع المواطن والمتلقي الكردي إلى متابعة مستمرة للانتخابات الأميركية".

ويضيف زيباري لـ"الحرة": "دائما الطرف الكردي أو الكردستاني يعتبر نفسه ضمن الدول الحليفة لأميركا في المنطقة لأنها هي حاليا من تحمي المنطقة والعراق أيضا، وللسياسة الأميركية تأثيرا مباشرا على الوضع الداخلي سواء في إقليم كردستان أو في العراق".

ويردف "ومن جانب آخر، فإن الانتخابات الأميركية لها تأثير على الوضع الاقتصادي أيضا كون أن الاقتصاد العراقي مرتبط بالدولار الأميركي، وأي تذبذب أو أي حالة غير مستقرة في أميركا ممكن أيضا أن يؤثر على الدولار والعملة في العراق".

يد إيران

وعلى مدى الأشهر العشرة الماضية، أولت القنوات الفضائية الكردية اهتماما كبيرا بالانتخابات الأميركية والمرشحين وحملاتهم الانتخابية عبر تقارير يومية وبرامج حوارية.

ولم تقتصر التغطية على الإعلام الكردي فحسب، بل كانت لعدد من القنوات العراقية تغطية واسعة للانتخابات الأميركية، خاصة القنوات التي تبث من خارج العراق.

ويقول محمد السلطاني، مدير الأخبار في قناة "يو تي في"، وهي فضائية عراقية مقرها تركيا، إن "العراق والولايات المتحدة يرتبطان باتفاقية الإطار الاستراتيجي، وتلعب واشنطن دوراً أمنياً مهماً من خلال وجود التحالف الدولي على الأراضي العراقية".

ويضيف لـ"الحرة": "يواجه البلدان تحديات مشتركة عديدة، وندرك تماما أن الانتخابات الأميركية ليست مجرد حدث صحفي، بل هي نقطة تحول قد ترسم مستقبل العلاقات بين البلدين وتؤسس لتعاون استراتيجي بين البلدين، ومن هذا المنطلق كانت لنا تغطية واسعة ومكثفة لهذه الانتخابات".

ويحتضن العراق المئات من المؤسسات الإعلامية، من ضمنها قنوات تلفزيونية ومواقع إلكترونية وإذاعات وصحف، بينها وسائل الإعلام الحكومية. 

وتتبع غالبية هذه المؤسسات الأحزاب والفصائل المسلحة الموالية لإيران، وقد تركزت تغطيتها منذ انطلاقة الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023، وحتى الآن، بتغطية الحرب في غزة والحرب في لبنان، ولم تخصص أي مساحة لتغطية الانتخابات الأميركية.

ويشير الإعلامي العراقي، فلاح الفضلي، إلى أن الانتخابات الأميركية "جاءت هذه المرة في وقت حرج تمر به منطقة الشرق الأوسط من حروب في غزة، وفي جنوب لبنان والحرب مع حزب الله، لذلك لم تلق الاهتمام المطلوب إعلاميا لأن القنوات تركز على تغطية الحرب".

ويبين الفضلي لـ"الحرة" أسباب "عدم اهتمام" غالبية القنوات العراقية بتغطية الانتخابات الأميركية بالقول "نادرا ما تجد إعلاما عراقيا مستقلا أو إعلاما عراقيا متحررا من القيود الإيرانية، ولذلك نجد أن الإعلام العراقي يسير وفق الأجندة الإيرانية بشكل عام، فعملية التخلي عن تغطية الأحداث في غزة ولبنان تشكل، وفق النظرة الإيرانية، تخليا عن القضية أو انحيازاً إلى الجانب الأميركي، أو ربما يحكم على القنوات التي تغطي الانتخابات الأميركية على أنها قنوات أميركية".

ويخلص قائلا "لذلك نرى تغطية الانتخابات تقتصر على القنوات العراقية المتواجدة خارج العراق أو التي ليس لديها مقرات رئيسية في بغداد".