اختتم الرئيس الإيراني، ابراهيم رئيسي، زيارة استمرت ليومين إلى دمشق، بتأكيده ورئيس النظام السوري بشار الأسد على تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية وتعزيز التعاون في ما يتعلق بمرحلة إعادة الإعمار بعد 12 عاما من حرب مدمرة.
وزيارة رئيسي إلى دمشق هي الأولى لرئيس إيراني منذ 2010، رغم أن طهران قدمت خلال سنوات الحرب دعما سياسيا وعسكريا واقتصاديا ساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح دمشق.
وغادر رئيسي دمشق مع الوفد الوزاري المرافق قرابة منتصف ليل الخميس - الجمعة وكان في وداعه على أرض المطار نظيره السوري، وفق ما ذكرت الرئاسة الإيرانية.
وأجرى الرئيسان قبل ذلك جلسة مباحثات ليلا، أكدا خلالها "استمرار التنسيق والتشاور في مختلف المجالات"، وفق الرئاسة السورية.
وفي بيان مشترك في ختام الزيارة، أعرب الجانبان عن استعدادهما "لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية"، وأكدا على "التعاون القائم بينهما في ما يتعلق بإعادة إعمار" سوريا.
وأجرى الرئيسان، وفق البيان، "مباحثات معمقة ركزت على سبل تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية على أساس العلاقات الأخوية والاستراتيجية بين البلدين".
ومنذ سنوات النزاع الأولى، أرسلت طهران مستشارين عسكريين لمساندة جيش النظام السوري في معاركه ضدّ التنظيمات المعارضة، التي تصنفها دمشق "إرهابية". وساهمت كذلك في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها حزب الله اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات نسبيا منذ 2019، وإن كانت الحرب لم تنته فعليا. وتسيطر القوات الحكومية حاليا على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع جراء دعم حليفين رئيسيين، إيران وروسيا.
ويشكل استقطاب أموال لمرحلة إعادة الإعمار أولوية بالنسبة إلى دمشق، بعدما أتت الحرب التي أودت بحياة أكثر من نصف مليون شخص على البنى التحتية واستنزفت الاقتصاد والمصانع والإنتاج.
وأكد رئيسي خلال مشاركته في منتدى لرجال أعمال الخميس أن زيارته "ستشكل نقطة تحول في العلاقات الإيرانية السورية، وسيكون لها تأثيرها على المنطقة والعلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين".
وتابع "لا نعتبر بأي حال من الأحوال أن مستوى النشاط الاقتصادي بين إيران وسوريا يرقى إلى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين، ونعتقد أنه يجب أن تكون هناك قفزة إلى الأمام في العلاقات التجارية".
ووقّع الطرفان، الأربعاء، 15 وثيقة تعاون في إطار خطة تعاون استراتيجي شامل طويل الأمد.
وأوردت الرئاسة السورية الجمعة أن الرئيسين ناقشا "الخطوات الاقتصادية التي سيتم العمل فيها خلال المرحلة المقبلة في مجال محطات الكهرباء والطاقة والسياحة والمشاريع الاستثمارية المشتركة، وتسريع الإجراءات الثنائية المطلوبة لتأسيس مصرف مشترك بهدف تسهيل التبادل التجاري".
وتخضع سوريا بسبب قمعها الاحتجاجات ضد السلطة في بداية النزاع، وإيران بسبب برنامجها النووي، لعقوبات دولية قاسية تجعل كلّ التعاملات المالية والتحويلات المصرفية أمرا شبه مستحيل بالنسبة الى حكومتيهما.
وتلقى الأسد دعوة رسمية من رئيسي لزيارة طهران، التي كان زارها مرتين إثر اندلاع النزاع، آخرها في مايو 2022.
وجاءت زيارة رئيسي إلى دمشق وسط تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في مارس استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصا، تجاه دمشق التي جمّدت جامعة الدول العربية عضويتها إثر اندلاع النزاع.
وتعقد جامعة الدول العربية، الأحد، في القاهرة اجتماعين غير عاديين على مستوى وزراء الخارجية، يخصّص أحدهما لمناقشة تطوّرات الأزمة السورية ومسألة إعادة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة.