أعرب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، الخميس، عن شعور الولايات المتحدة بالذهول من الضرب الوحشي الذي تعرضت له الصحفية الروسية الشهيرة، يلينا ميلاشينا، والمحامي، ألكسندر نيموف، في الشيشان، في 4 يوليو الحالي.
ودعا ميلر في بيان، الحكومة الروسية إلى إجراء تحقيق سريع ونزيه وشفاف في ملابسات "هذا الهجوم الوحشي والتأكد من أن المسؤولين عن هذا الهجوم يساقون إلى العدالة".
وأشار بيان الخارجية الأميركية إلى أن "السيدة ميلاشينا الحائزة على جائزة وزارة الخارجية الأميركية الدولية للمرأة الشجاعة لعام 2013 غطت العديد من الموضوعات الأكثر إثارة للجدل في روسيا بشغف وإنصاف وتفان".
وأوضح أن "الاعتداء عليها بالعنف بسبب قيامها بواجباتها كصحفية هو إهانة لاحترام حرية التعبير وهي حرية أساسية منصوص عليها في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان".
وأكد أن "الهجوم على السيدة ميلاشينا هو بشكل مأساوي الأحدث في نمط من العنف ضد الصحفيين الاستقصائيين البارزين في روسيا والذي لم يلق مقاومة تذكر من السلطات الروسية".
وشدد البيان على أن "الحكومة الروسية لا تزال تنتهك ليس فقط التزاماتها وتعهداتها الدولية في مجال حقوق الإنسان، ولكن أيضا التعهدات الأساسية التي قطعتها على شعبها في دستورها". وختم البيان "شعب روسيا يستحق الأفضل".
والثلاثاء، تعرضت ميلاشينا، الخبيرة بشؤون الشيشان، لاعتداء بعدما توجهت إلى هذه الجمهورية الروسية الواقعة في القوقاز لتغطية جلسة النطق بالحكم في إحدى القضايا، على ما ذكرت منظمة "ميوريال" الروسية غير الحكومية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان.
وفي صور نشرتها عبر تلغرام صحيفة "نوفايا غازيتا"، ظهرت ميلاشينا وهي على سرير مستشفى مع ضمّادات على ذراعيها فيما رشّ المعتدون على وجهها بمادة خضراء اللون وقد بدا عليه الانتفاخ.
وأوضحت "ميموريال" أنّ السيارة التي كانت الصحفية فيها برفقة المحامي، ألكسندر نيموف، تعرّضت لهجوم شنّه "رجال مسلّحون" على الطريق بين المطار والعاصمة الشيشانية، غروزني.
وأجرت المندوبة الروسية لحقوق الإنسان، تاتيانا موسكالكوفا، اتصالا هاتفيا بميلاشينا قبل أن تعلن نقل الصحفية إلى مستشفى آخر في بيسان في جمهورية أوسيتيا الشمالية المجاورة للشيشان في القوقاز.
وأثارت الصحفية غضب سلطات الشيشان من خلال توثيقها خصوصا لعمليات إعدام خارج نطاق القضاء تنفذ فيها.
وفي فبراير 2022، اضطرت ميلاشينا إلى مغادرة روسيا لفترة بحسب صحيفتها بعدما وجّه الزعيم الشيشاني، رمضان قديروف، تهديدات إليها ووصفها بأنها "إرهابية".
وتوجّهت الصحفية والمحامي، الكسندر نيموف، الثلاثاء، إلى غروزني لحضور تلاوة الحكم في حق زاريما موساييفا زوجة القاضي الفيدرالي الروسي السابق، سعيدي ياغولباييف، الذي أصبح معارضا لقديروف.
واتُّهمت زوجة القاضي بـ"الاحتيال" و"استخدام القوة" تجاه شرطي.
وقضت محكمة في غروزني، الثلاثاء، بسجنها خمس سنوات ونصف السنة.
يذكر أن صحيفة "نوفايا غازيتا" تشكّل واحدا من معاقل حرية الصحافة الأخيرة في روسيا وقد حاز رئيس تحريرها، دميتري موراتوف، جائزة نوبل للسلام، في عام 2021.
وتكبّدت الصحيفة بسبب التزامها تغطية انتهاكات حقوق الإنسان في الشيشان خصوصا، خسائر بشرية مع اغتيال عدد من العاملين فيها أشهرهم الصحفية، آنا بوليتكوفسكايا.